نص كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله التي ألقاها عبر الشاشة وتناول فيها آخر المستجدات والتطورات مساء يوم الجمعة 13-3-2020، كاملاً:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين، السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.
أنا اليوم في هذه الليلة أود أن أتحدث عن عدد من الموضوعات لما يتسعه الوقت.
طبعاً ضمن الأولويات الملحة والتي تشغل بال الجميع في المرحلة الحالية، الموضوع الأول هو موضوع “الكورونا المستجد”، القضية الأولى اليوم التي باتت تشغل العالم كله ليس فقط لبنان أو دول وشعوب منطقتنا بل تشغل بال العالم كله، والآن إلى جانب البلد الذي بدأت فيه هذه الحادثة أو هذا الوباء الذي صنف الآن وباءً، من الصين الآن، أوروبا، أميركا، إضافةً إلى دول منطقتنا في غرب آسيا، أصبح هو الهم الأول والأساسي والحاكم على كل شيء. أنا أريد أن أتكلم عن هذا الموضوع، طبعاً أنا لن أتدخل ولن أتطرق للأمور التخصصية هذه مهمة الجهات المختصة في وزارة الصحة، الأطباء، منظمة الصحة العالمية إلى آخره، وبالتالي ما سمعتموه وما قالوه خلال كل الأيام والأسابيع الماضية هذا أنا لن أعيده ولن أكرره وإنما أريد أن أدخل إلى هذا المسار، إلى هذا التطور الهائل والكبير لنضع له إطاراً ونحدد فيه المسؤوليات ونتحمل فيه المسؤوليات، أولاً يجب أن نعتبر أنفسنا في خضم معركة، يعني هنا إذا تحدثنا عن لبنان أو عن كل المنطقة، حتى اليوم هذه لم تعد معركة في بلد وإنما هي في الحقيقة حرب عالمية، معركة عالمية، تخوضها دول العالم، شعوب العالم وتشكل أولوية عمل الحكومات واهتمام الشعوب في كل العالم، أولاً يجب أن نشعر أننا في معركة ويجب أن نخوض هذه المعركة، هذا طبعاً مؤثر جداً في فهم الموضوع وفي مقاربته وفي المعالجة، في هذه المعركة هناك عدو وهناك مستهدفون، وعلى المستهدفين أن يواجهوا هذا العدو، في أي معركة كما نستفيد من تجربة المقاومة وكل حركات المقاومة وكل تجارب الحروب في العالم يجب أن يكون العدو مشخصاً وواضحاً، المشكلة أنه في هذه المعركة العدو الذي اسمه “فيروس كورونا المستجد” هو بالنسبة للعالم ما زال عنصراً مجهولاً في أغلب جوانبه، يعني حتى الآن هم ما زالوا يبحثوه ويحللوه ويحاولون أن يفككوا شيفرته وأسراره من أجل الوصول إلى علاج أو دواء أو لقاح أو ما شاكل، فهذا العدو ما زال في خصوصياته، في شخصيته مجهول، مخاطره بالأعم الأغلب أصبحت واضحة من خلال الأسابيع الماضية، له خطر كبير، إذاً هذا العدو تهديده واسع، تهديده أين؟ تهديده أنه يطال حياة الناس، هناك عدو يهدم لك بيتاً، عدو يحرق لك حقلك الزراعي، يوتر الأمن، يزعج خاطرك، يشن عليك حرباً نفسية يؤذيك نفسياً أو عاطفياً، وهناك عدو يريد قتلك وقتل الناس، وحدود الاستهداف أو تهديده لا يقف لا عند قرية ولا مدينة ولا دولة ولا حتى عند قارة في الكرة الأرضية وإنما كل العالم وكل الكرة الأرضية ولا يقف عند حدود العدد، لا مئات ولا آلاف ولا عشرات الآلاف ولا ملايين، اليوم بعض وسائل الإعلام الأميركية تتحدث عن تقديرات متشائمة جداً، تتحدث بعشرات الملايين، بين 160 مليون إلى 225 مليون، هذه تقديرات بعض وسائل الإعلام الأميركية التي توقعت أنه قد تصل الإصابات في الولايات المتحدة الأميركية وحدها على سبيل المثال إلى هذا الحد.
إذاً نحن أمام عدو تهديده واضح وكبير وواسع، نقول هكذا لأنه يجب أن نعرف العدو على حقيقته ونعرف حقيقة تهديده لنتحمل المسؤولية، لنواجه، لا لنستسلم، ولا لنصاب بالرعب أو بالخوف أو بالهلع، هذا المصطلح الذي انقسم الناس عليه عندنا في لبنان، يحبون أن ينقسموا على كل شيء.
في كل الأحوال، الأخطر في هذا التهديد ليس تهديده فقط للاقتصاد أو لتعطيل العام الدراسي أو لجوانب الحياة المختلفة إنما قلت التهديد للحياة، وحياة الناس هي الأهم، بقاؤهم على قيد الحياة، صحتهم، سلامتهم هو الأولى، يجب أن يكون الأولى – كما سأتحدث بالهدف – لأن العام الدراسي يمكن تعويضه، التراجع الاقتصادي يمكن تعويضه، أي شيء آخر يمكن تعويضه، أما الذين يفقدون أرواحهم، الأعزاء الذين نخسرهم ويغادرون هذه الدنيا هؤلاء غادروا وانتهى الأمر خسرناهم.
إذاً هذا هو العدو وهذا هو التهديد.
في مقابل هذا العدو وفي مقابل هذا التهديد ماذا يجب أن يكون القرار؟ يجب أن يكون المواجهة، هذه من البديهيات، يمكن أن يقول أحد من الناس أن السيد يتحدث بديهيات، عندنا في بلدنا وفي كثير من أماكن العالم هناك بديهيات فيها نقاش، يعني مثلاً عندما قام العدو الإسرائيلي باجتياح لبنان، احتلال أرض ومياه وسماء وسيادة وأطماع، كانت البديهية، بديهية المقاومة موضع نقاش وخلاف. الخيار يجب أن يكون هو مقاومة هذا العدو الغازي، المقتحم، المهدد الذي يجتاح والذي تحول إلى وباء عالمي، الخيار ليس هو الاستسلام أو اليأس أو الاحساس بالهزيمة أو الاحساس بالعجز أو أنه لا نستطيع أن نقوم بشيء أو الاستسهال، وإنما القرار يجب أن يكون هو المواجهة والمقاومة وخوض هذه المعركة وتحمل مسؤولية وبروحية من يريد أن ينتصر بهذه المعركة.
ثالثاً، عندما نتحدث عن هذه المواجهة أو هذه المسؤولية، المسؤولية يجب أن تكون عامة وشاملة، يعني إذا أردت أن آخذ نموذج لبنان، لبنان اليوم، المسؤولية تتوجه إلى الدولة، إلى كل الدولة، إلى الرؤساء، إلى الحكومة بكل وزاراتها وليس فقط وزارة الصحة، وزارة الصحة هي معنية بجانب من هذه المعركة، بقية الوزارات معنية، القضاء، مجلس النواب، الجيش، القوى الأمنية، البلديات، كل ما ينتسب ومن ينتسب إلى الدولة من قطاعات ومن مؤسسات هو يجب أن يحمل هذه المسؤولية، الشعب اللبناني كله يجب أن يتحمل المسؤولية، الكبير والصغير وفي كل المناطق، الموجودون على الأراضي اللبنانية من غير اللبنانيين، اللاجئون الفلسطينيون، النازحون السوريون والمقيمون من غير الجنسية اللبنانية من عرب أو غير عرب، كل من هو موجود فعلاً على الأرض اللبنانية هو شريك في هذه المواجهة ويجب أن يتحمل مسؤولية في هذه المواجهة طبعاً بمقدار ما يتصل به وما هو المطلوب منه، ومن المصادف أنه في هذه المواجهة الكل مطلوب منهم مهام معينة ووظائف معينة، يعني هذه المعركة أشمل وتحتاج إلى كل جهد وإلى كل شخص وإلى كل فرد في تحمل المسؤولية وقد يختلف هذا الأمر عن المعركة السياسية أو المعركة العسكرية، المعركة العسكرية قد يقوم بها بعضنا فيسقط التكليف عن الباقين، المعركة السياسية يقوم بها بعضنا فيسقط التكليف عن الباقين، أما في هذه المعركة الكل مسؤول والكل يجب أن يقوم بوظيفته وبدوره.
بطبيعة الحال في مقدم هذه الجبهة، مثل ما في المعركة العسكرية يكون الجيش وتكون القوى الأمنية، بمعركة المقاومة يكون المقاتلون، المجاهدون، المقاومون في الخطوط الأمامية، في المعاركة السياسية يكون الزعماء السياسيون والقادة السياسيون في مقدمة المواجهة، هنا في هذا النوع من المعركة وزارة الصحة، بعض الوزارات المشابهة، أطقمها، المستشفيات الحكومة، المستشفيات الخاصة، الأطباء، الممرضون، كل ما يتصل بالعمل الصحي والتمريضي والاسعافي في البلد هو في الخط الأمامي ويجب أن ننظر إليهم على أنهم ضباط وجنود ومقاوموا الخط الأمامي ونتعاطى معهم معنوياً ونفسياً ونقدر جهودهم وهذه النقطة سأعود إليها في سياق الكلام.
إذاً الكل يجب أن يتحمل المسؤولية في هذه المعركة.
النقطة التالية، هدف المعركة ماذا سيكون؟ يعني نحن إذا كنا اليوم نريد أن نقول نحن في قلب المعركة، هذه المعركة التي نخوضها ما هو الهدف الذي يجب أن نحققه لنعرف من خلال مسار العمل، لأن تحديد الهدف ولأن معرفة الهدف تساعد في وضع الخطط، في وضع البرامج، في كيفية التعاون، في تقييم الخطوات ايجاباً وسلباً، هل نتقدم باتجاه الهدف أو أننا نتراجع أو أننا ننجح؟
الهدف ماذا يجب أن يكون؟ بانتظار أن يكتشف العالم، إذا العلماء اللبنانيون يستطيعون أو المؤسسات العلمية اللبنانية تستطيع أن تكون شريكة في هذا الأمر، هذا ممتاز، إلى أن يكتشف العالم دواءً وعلاجاً لهذا الوباء ولهذا المرض، إلى ذلك الحين الهدف يجب أن يكون هو الحد، يعني منع انتشار هذا الوباء، الحد من الخسائر البشرية بحد أدنى، يعني إذا نستطيع بدل أن نحسر 100 يا أخي آخر شيء بدنا نخسر 20، نحسر 20 ولكن لا نخسر 100. الحد من الخسائر البشرية بالدرجة الأولى لأنه كما قلت الأمور الأخرى تعوض، التعليم، العام الدراسي، الاقتصاد، التجارة، الصناعة – وإن كان في لبنان “مش مقتل بعضو” – لكن بكل الأحوال كل ما له قيمة دون الحياة الانسانية يمكن أن تجد له تعويضاً في يوم من الأيام، الأولوية هي للحفاظ على الناس، على حياتهم، على سلامتهم، على بقائهم على قيد الحياة، هذا هو الهدف.
ينقسم الهدف إلى شقين، الشق الأول هو منع الانتشار ما أمكن، والشق الثاني هو معالجة الحالات المصابة، صحيح لا يوجد دواء ولكن هناك إمكانية معالجة الحالات المصابة، هل هذا الهدف قابل للتحقق؟ نعم هو هدف قابل للتحقق، لا نضع لا هدفاً نظرياً ولا هدفاً مستحيلاً. قابل للتحقق، في شقه الأول منع الانتشار، نظرياً كل الجهات الصحية والطبية المختصة بدءاً من منظمة الصحة العالمية إلى كل الناس الآن أصبحوا خبراء صحة وطب، الكل يقول أنه من خلال مجموعة من المعالجات والتدابير التي تسمعونها كل يوم ولا داعي لأن أعيدها لأنني لست صاحب اختصاص، هذه التدابير وهذه الاجراءات التي إن قام بها الأشخاص والأفراد والعائلات والحكومات والشعوب نعم هم يستطيعون أن يمنعوا الانتشار أو أن يحدوا من الانتشار بدرجة كبيرة، إذاً نظرياً هذا ممكن. وعملياً التجربة، الآن لدينا التجربة الصينية وبعض نتائجها المعلنة حتى الآن، إن شاء الله تبقى النتائج كذلك، إذاً نظرياً ممكنة وعملية والتجربة الخارجية تقول أن هذا الأمر ممكن.
في شقه الثاني وهو معالجة وشفاء الحالات المصابة، أيضاً أصحاب الاختصاص من منظمة الصحة العالمية ونزولاً يقولون الشفاء ممكن بل نسبته عالية ومرتفعة، وعملياً لدينا على ما تذكر التقارير عشرات الآلاف من الذين تماثلوا للشفاء في الصين، الآلاف الذين تماثلوا للشفاء في إيران، المئات الذين يتماثلون للشفاء في أماكن أخرى من العالم ويتم الإعلان عن ذلك، إذاً الشفاء للحالات المصابة أمر ممكن علمياً ونظرياً وواقعياً عملياً ومنع الانتشار والحد منه أمر ممكن نظرياً وعلمياً وأيضاً على مستوى التجربة والواقع هو أمر واقع.
إذاً الهدف الذي نحدده لهذه المعركة الوطنية هو هدف واقعي وعملي وممكن التحقق، نعم هو يحتاج إلى العمل، إلى القرار، إلى الإرادة، إلى التحمل، إلى الصبر، إلى التنفيذ، إلى الإجراء، إلى الدقة في المتابعة وفي تحمل المسؤولية.
في إطار هذه المعركة، الآن وضعنا الإطار قلنا أننا في معركة وأن هذه المعركة هي جزء من الحرب العالمية، اليوم نحن لسنا لوحدنا بهذه الحرب كلبنان وشعب لبنان ومقيمين في لبنان، وتحدثنا عن العدو، طبيعته، مخاطره وتهديده، وتحدثنا عن حجم المسؤولية وتحدثنا عن الهدف، والإجراءات المطلوبة هي التي تقولوها الجهات المختصة. في إطار هذه المعركة يجب أن أوصي بعدة نقاط وأؤكد على عدة أمور.
الأمر الأول، في هذه المعركة أيها الأعزة جميعاً نحن نحتاج إلى التعاون وإلى التكاتف، يجب أن نخوضها بروح إنسانية وأخلاقية ووطنية جامعة وهكذا في كل البلدان الأخرى، هذا لا يخص فقط لبنان، بكل بلد يجب أن يتعاون أهل البلد، الدولة، الحكومة، القوى الأمنية، الشعب، وسائل الإعلام، شبكات التواصل الاجتماعي، المؤسسات، الجميع بدون استثناء يجب أن يتعاونوا في هذه المعركة، ويجب أن تكون الروح الحاكمة هي روح ايجابية، ليست هذه المعركة هي الظرف المناسب لا لتصفية الحسابات ولا لاستهداف السياسي ولا للانتقام ولا لتسجيل النقاط، أنا لا أريد أن أدخل في سجال، من أول لحظة عُمل سجال في البلد على أمور وعلى خيارات، ليس هناك مانع أن يكون هناك خلاف حول الخيارات، لكن اللغة التي تستخدم هي لغة غير لائقة وغير مناسبة وغير صحيحة، أنا أريد أن أقول لا أريد أن أدخل في سجال مع أحد، أريد أن أتجاوز هذا الأمر، لكن أريد أن أقول هذا الأمر، يعني هذا الاستمرار في هذا السجال لن يحقق هدفه السياسي لمن يتطلع في الموضوع السياسي ولن يؤدي إلا إلى المزيد من الحقد، إلى المزيد من الضغينة، إلى المزيد من التشرذم النفسي بين الناس في لبنان. المطلوب هو التعاطي الايجابي، هذا لا يعني أنه لا يجب أن ننتقد، على العكس فلينتقد ويوجه نصيحة ويعبر عن رأيه في وسائل الإعلام ويوصل للوزارات المعنية وللجنة الحكومية المعنية وللمسؤولين المعنيين في مختلف مواقع المسؤولية، هذا طبيعي، لا أحد يقول كم الأفواه، لكن مقاربة ومعالجة هذا النوع من القضايا يحتاج إلى روح أخلاقية، إلى روح إنسانية، هنا الشماتة ليس لها مكان وليس لها محل وتعبر عن انحطاط أخلاقي، السلبية التي تؤدي إلى المزيد من الخسائر، وهي أيضاً تعبر عن انحطاط أخلاقي ووطني.
المطلوب هو روح التعاون، وأن نتصرف بكامل المسؤولية، وإلا إذا أردنا الدخول بسجال، قلتم وقلنا ونقول. أنا أعتقد، ليس لأني لا أريد أن أساجل، لأنه أولاً مضيعة للوقت، وثانياً ليس فيه فائدة، ثالثاً أهرب مما أنهى عنه، وإلا كلنا نعرف منذ عام 82 هناك سجال على المقاومة ومازال ونحن الآن سنة 2020.
منذ أيام عدة، عندما ارتقى لنا عدد من الشهداء في المعركة، عاد السؤال نفسه، ماذا تفعلون في سوريا؟ من عام 2011 وحتى اليوم، خطابات، ومقالات، وحوارات، وتلفزيونات حول هذا الخيار لم نصل لمكان.
إذا أنا لا أريد أن أدخل في سجال حول كلما جرى، أريد أن أقول لا مانع أن ينتقد أي منتقد أو يعبّر عن رأيه، أو مقاربة، لكن يجب أن نبتعد عن أي لغة تثير الأحقاد والضغائن والمشاعر والعداوات والانقسامات، وأتمنى أيضا هذا الكورونا لا تقسّموه عرقياً، ولا تقسّموه قارياً، ولا إقليمياً ولا دينياً ولا طائفياً ولا مذهبياً ولا مناطقياً ولا حزبياً، هذا وباء يجتاح الجميع ولا يسأل أحداً، لا يقف عند حدود العرق، ولا حدود القارات، ولا حدود الأوطان، ولا حدود المناطق، ولا حدود الطوائف، ولا حدود المذاهب. نحن أمام معركة انسانية بالكامل، ويجب أن نخوضها بروح انسانية بالكامل.
النقطة الثانية، التأكيد على المسؤولية الانسانية والأخلاقية والوطنية والقانونية في هذه المعركة وفي هذه المواجهة، لكن ما أريد أن أضيفه، كوني أنتمي إلى طلبة العلوم الدينية، وهنا يكون موقعي مختلف عن المسؤولين الحكوميين، هو المسؤولية الشرعية، المسؤولية الدينية.
نحن بلبنان عموماً، مسلمون ومسيحيون، المسلمون والمسيحيون حتى لو لم يكونو متدينين، لكن بالأعم الأغلب كونهم ينتسبون إلى الاسلام وإلى المسيحية، نحن نؤمن بالله ونؤمن بيوم القيامة ونؤمن بيوم الحساب وأننا سنسأل. المسلمون والمسيحيون بحسب ديانتهم يعرفون أن الله سبحانه وتعالى أمر في تعاليمه السماوية بالحفاظ على النفس البشرية، واعتبرها أعلى شيء في القيمة، حتى بالأحكام الشرعية والفقهية عندما يحتاطوا، يقولون الاحتياط بالأموال، والاحتياط بالأعراض، لكن أعلى مستوى احتياط هو الاحتياط بالدماء، بالأنفس، الحفاظ على النفس البشرية، على الناس، على حياتهم، وعلى سلامتهم هو في أعلى سُلم الواجبات بشكل قاطع وحاسم.
إذا كنا نؤمن بيوم الحساب، ما أريد اضافته اليوم، بهذه المعركة، يجب أن نخاف الله سبحانه وتعالى ونحن نخوض هذه المعركة، يعني ما هي الترجمة العملية لهذا الكلام؟ الالتزام، الواجب الحفاظ على نفسك، على حياتك، على سلامتك، وأيضا على سلامة عائلتك وعلى سلامة الناس من حولك. هذا واجبك الديني، واجبك الالهي، واجبك الشرعي، الرجل، المرأة، الكل، هذا هو واجبهم، هذا الواجب ستسألون عنه يوم القيامة، من يتخلف عن هذا الواجب هو يرتكب معصية وليس معصية عادية بل من أكبر المعاصي أي الكبائر.
إذا هذا الأمر لا يدخل في دائرة المستحبات انه الالتزام بالتعليمات والتدابير على الإطلاق.
اليوم إذا سألتم كل المرجعيات الدينية، ونحن مراجعنا المعروفون والكبار كلهم تصدوا وأصدروا بيانات واجابوا على استفتاءات والكل أفتى بوجوب الالتزام، بوجوب الالتزام ولم يقل مستحب ولم يقل يمكنكم ان تلتزموا أو لا تلتزموا هذا مباح، بوجوب الالتزام بالتوصيات الصادرة عن الجهات المسؤولة والمعنية الصحية والطبية والرسمية التي تدير هذه المعركة، وخصوصا في المجال الصحي يجب الالتزام، هنا لم نعد نتحدث بالقانون وأنه غدا ان لم يلتزم أحد سيأتي الجيش أو القوى الأمنية والقضاء يقومون بتوقيفه ومحاكمته، هذه محكمة الدنيا. أريد ان ألفتكم إلى محكمة الآخرة، وأن هذه المسؤولية لكل الناس، هذا الكلام ليس للمتدينين، لكل الناس هذا الكلام، أنه يوم القايمة انتم معنيون أن تجيبوا على هذا السؤال أمام الله سبحانه وتعالى، هل حافظتم على أنفسكم، على حياتكم، على سلامتكم، على عائلتكم، على سلامة عائلتكم، على الناس من حولكم، أو أنكم تساهلتم وفرّطم ولم تهتموا، لم تلتزموا، هذا الجواب عليه سيكون صعباً والحساب عليه سيكون عسيرا.
طبعاً، إذا قاربنا هذه المعركة، أيضا بهذه الروحية الالهية الدينية الشرعيية، روح المسؤولية الشرعية وأننا سنحاكم في محكمة الله يوم القيامة. بالدنيا يمكن أن تفر من القضاء، من الأمن، من القوى الأمنية، من الملاحقة، هذا هناك من يغطيه؟ وذاك هناك من يحميه؟ يوم القيامة لا يمكنك أن تخفي أو أن تفر، إلى أين الفرار من حكومتك. لا مهرب من قضاء الله ومن حكومة الله سبحانه وتعالى، وأنا اعتقد أن هذا الوازع الديني وهذه المسؤولية الدينية بحسب نظراً وعلمنا هي من أقوى العوامل المساهمة في الانتصار في هذه المعركة كما حصل أيضا في معركة المقاومة.
المعجزة التي صنعتها المقاومة ليس في عتادها، ولا في عديدها، ولا في خبراتها، هذا عامل مهم وأساسي ولكن العامل الأهم هي روحها العارفة، العاشقة، التقية، الورعة، المسؤولة، التي تتجاوز حدود الدنيا إلى الآخرة، التي تعمل الف حساب لذلك الوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى عندما سنسأل عن أرضنا المحتلة، عن مقدساتنا، عن أعراضنا، عن خيراتنا، عن مياهنا، عن كرامتنا، عن سيادتنا، هذه كانت الخلفية في المقاومة يجب أن نواجه وندخل هذه المعركة أيضا بنفس هذه الخلفية.
وأمام هذا الواجب هناك بعض الناس ولاسيما المتدينين الذين قد يأخذهم بعض الناس إلى المزايدات هذا يدخل أيضاً في باب الأهم والمهم ويدخل أيضاً في باب التزاحم. عندما تقول المرجعيات الدينية الكبرى، قالت عطّلوا صلوات الجمعة، عطّلوا صلوات الجماعة، لماذا؟ لأن هناك أمر أهم يجب أن نضع جانبا كل ما يزاحم هذا الأهم من دون أي تحفظ وبدون أي تردد ولا يجوز أن يفتح الباب فيه للمزايدات أمام أحد.
عندما أيضا العلماء والمرجعيات الدينية المسيحية تعطل الصلوات في الكنائس، انطلاقا من هذا العنوان الأهم، أصلا هذا عنوان انساني تعبر عنه الشريعة وتعبر عنه الأديان السماوية. إذا هذه النقطة الثانية.
النقطة الثالثة في هذه المواجهة، وأدخل إلى بعض التفاصيل، نحتاج إلى الشفافية، وإلى الصدق، إذا أردت أن افصل أي شخص في لبنان وهذا ينطبق ويمكن تطبيقه في البلدان الأخرى، أي شخص، أنا أتحدث عن لبنان لأننا جزء من المعركة في لبنان أي شخص يشعر أنه اصيب بهذا الفايروس أو ظهرت عليه العوارض يجب أن يكون شفافا وصادقا يجب ان يكشف عن حقيقة الأمر للجهات المعنية، يجب أن يذهب للمستشفى ويقدم نفسه للفحص ليعرف هل هو مصاب أو ليس مصابا. ويجب ان يذهب إلى العزل، الحجر الصحي المنزلي، هذا ليس مستحباً يا ناس، هذا يجب عقلاً، يجب أخلاقاً، يجب ديناً وشرعاً، وإلا إذا تساهل في هذا الأمر، “أنني مستحي” أن أقول أنه لدي عوارض أو أنني مصاب ولا يناسب كرامتي ولا يناسب موقعي السياسي، ما هذا الكلام؟ أنت ترتكب معصية من أكبر المعاصي إذا تسترت على هذا الأمر، لأنه يمكن أن يؤدي إلى قتلك أو يمكن أن يؤدي إلى قتل آخرين. أحد المراجع الكبار في قم المقدسة وصل الأمر عنده، طبعاً ضمن معطيات وشروط معينة، أن من ينقل العدوة إلى شخص آخر ويؤدي إلى موته يجب عليه أن يدفع دية القتيل هذا حجم الموضوع ولا يستهيناً أحد به على مستوى المسؤولية الشرعية.
إذا الصدق والشفافية، عائلته إذا هو “مستحي”، والده ووالدته، أهله، أقاربه، الجماعة التي يعمل معهم، أصدقاؤه يجب أن يكشفوا عن هذه الحالة، بتعبير آخر، المصاب يجب أن يكشف ومن يعلم لا يجوز له أن يتستر. هناك شيء اسمه التستر، هذا أيضا لا يجوز التستر، تأتي وتقول له تعال يا حبيبي، أياً كنت تفضل إلى المستشفى أو إلى المختبر، امشىٍ إلى الجهة المختصة المعنية، أجرٍ فحصاً، هذا لا يجوز التسامح فيه على الإطلاق، الشفافية المطلقة إذا.
وزارة الصحة، أنا أريد أن أشهد لأنني اتابع هذا الأمر عن قرب، هي من اليوم الأول أيضا كانت شفافة. كل ما قيل في لبنان عن وجود حالات اصابة بالكورونا تم التستر عليها من قبل وزارة الصحة أو من قبل حزب الله لأن هناك من يتهم حزب الله هذا غير صحيح على الأطلاق، هذا كذب وافتراء.
أول حالة التي كشفتها هي وزارة الصحة والفريق العامل في وزارة الصحة وتم الاعلان عنها مباشرة وذهب البعض في الإعلام إلى أكثر من اللائق في الحديث عن هوية أو اسم أو صورة المصاب وهي اخت عزيزة المصابة بهذا الفايروس. الشفافية كانت إلى هذا الحد، وكلما تم اكتشاف حالة من خلال الفحص أو من خلال المعلومات كان يتم الإعلان عن ذلك يوميا.وإذا تم التأخر عن اعلان حالات انما كان لعدم اكتشافها او لتستر أصحابها أو من يحيط بهم عنها. وزارة الصحة إلى اليوم تعمل بهذا الوضوح ويجب أن تستمر بهذه الطريقة، وأنا اقول لهم يجب ان تواصلوا العمل بهذه الطريقة أياً تكن الحقائق صعبة. حتى الآن مازالت الأرقام محمولة، لكن حتى لو وصلنا، لا سمح الله، إلى أرقام اصابات عالية أو أرقام وفيات عالية، لا يجوز اخفاء أي حقيقة عن الناس. يجب ان تقال كامل الحقيقة للناس، لأن هذا يساعد في رفع المسؤولية ورفع مستوى الاستنفار وبمستوى التعاطي الجدي، ومن حق الناس أن يعرفوا، وأيضا حتى لا تكون الوزارة أو غيرها من الوزارات في دائرة التهمة.
طبعاً، مسألة الشفافية والصدق اليوم هي مشكلة كبرى في العالم، مثلاً عندما نذهب إلى دول تُصنف العالم الأول، أو دول عظمى، قوى عظمى في العالم، ودول ديموقراطية وفيها وسائل اعلام وفيها حريات تعبير وما شاكل. ألم تخفي بريطانيا، لم تكن شفافة، لم تكن صادقة، الحكومة البرطيانية كل يوم تقول لك 5 و10 و15 و20 لكن أمس خرجوا ليقولوا يبدو أن الاصابات بين 7000 و10000، لم يكن هناك شفافية إنما في لبنان كان.
في أمريكا، ترامب حتى قبل أيام غرّد وقال “نحن في السنة الماضية توفي 37000 بالانفلونزا العادية وأُصيب العدد الفلاني الكبير والعظيم”، لما تقوم قيامتكم إذا كان عندنا هذا العدد من الاصابات؟ فقد ذكر ترامب عدد اصابات ربما بالمئات وعدد وفيات بالعشرات وكتب في النهاية هذه التغريدة، فكروا فيها. لهذه الدرجة يُبسّط الموضوع، وأنه رغم كلما حصل في العام الماضي وموت الآلاف بالانفلونزا 37000 يقول استمرت عجلة الحياة والاقتصاد طبيعية.
الآن، طبعا ترامب لديه مصيبة في أمريكا. أمس، بالخطاب الذي ألقاه كانت تداعياته سلبية واليوم هو مضطر للادلاء بخطاب ثاني. حسناً، بالوقت الذي هو يهوّن الموضوع، يخرج حاكم أوهايو ومديرة الصحة بالولاية، الحاكم طبعا يعود ويؤيد كلامها ويقول هذا الكلام على شبكة c n n وقرأته، بداية تعرفون في هذه الأيام أي شيء يأتي ورق أو على مواقع التواصل أو شبكات التواصل الاجتماعي يمكن أن تقول هناك من ألّفه، هذا كله يحتاج لتدقيق، لكن في الحقيقة أنا لا أبني على المعلومة لأنني شاهدته على التلفزيون، الرجل يتحدث ويقول عندنا بالولاية وعدد سكان الولاية 11 مليون و400000 وكسور لنقول 11 مليون ونصف في اوهايو، يقول نحن نقدر أن لدينا 100000 مصاب، مئة الف مصاب، ومستقبلاً لن نستطيع القيام بفحص الجميع الذين سيقبلون إلى الجهاز الطبي لدينا لأنه غير مهيئ.
من الكذّاب الكبير، أنا عندما أقول عنه كذاب كبير، أيضا الآن تبين في معركة الكورونا أكبر كذّاب في الكرة الأرضية هو ترامب، هو والإدارة الأمريكية، هو ونائب الرئيس الأمريكي، هو والفريق الأمريكي الذي يتابع هذه المسألة. ويخرج اليوم وزير الخارجية الأمريكي بكل غلاظته وجلافته ويتهم المسؤولين في إيران بأنهم يكذبون على الشعب ولم يقولوا الحقيقة بالوقت الذي فيه المسؤولين في إيران منذ اللحظة الأولى قالوا الأعداد وعدد الوفيات وعدد الاصابات وعدد الشفاء وبشكل شفاف، ومسؤوليهم، وهذه نقطة فخر المسؤولين الإيرانيين.
للأسف، هناك أناس بالاعلام الخليجي يشمتون. عيب عليكم، عندما نائب وزير الصحة أو مثلا الأخ الدكتور ولايتي هو لم يصاب لأنه مستشار سماحة السيد القائد وإنما لأنه رئيس مستشفى في طهران، هم يتصدون في هذه المعركة. عندما يتحمل مسؤولون وأطباء ووزراء المسؤولية، وشخصيات كبيرة بقيت في البلد ولم تهرب إلى أماكن أخرى آمنة، مثلا حملت حقائبها وعائلتها وغادرت، بل بقيت بالبلد مع ناسها وشعبها، هذه علامة فخر وعلامة ايجابية.
على كل حال، يقول بومبيو ان المسؤولين الإيرانيين يكذبون، وعلى نفس الخط جماعة بومبيو في لبنان يخرج ويقول لك وزارة الصحة وحزب الله يتسترون ويخفون الحقائق ويكذبون، وهذا ليس صحيح، بومبيو هو الكذّاب وجماعة بومبيو “شو بدي فيهم” لأنه قلنا لا نريد أن نُساجل لكن سبحان الله.
في كل الأحوال هذا الكذاب الأكبر، رئيس الشيطان الأكبر في الوقت نفسه يقول نحن جاهزون أن نساعد إيران. أولا “روح” ساعد حالك، حل مشكلتك انت، والمصيبة التي ذاهب إليها نتيجة ادارتك وتعنتك وتعجرفك وكبريائك وتكبرك وتجاهلك للحقائق واستخفافك بالناس وبالبشر لأنه انت لا يهمك إلا الدولار وبرميل النفط والزيت والغاز.
ثانيا، تريد أن تساعد إيران، ارفع العقوبات. إيران ليست محتاجة لمساعدتك، فقط ارفع العقوبات ولو في المجال الذي يمكّن إيران من استيراد الأدوية والتجهيزات الطبية وا وا وا الذي يساعدها.
على كل حال هذا شكل من اشكال النفاق الأمريكي. إذا الشفافية.
النقطة الرابعة الالتزام الكامل، أيها الناس الالتزام الكامل بالاجراءات والتدابير الحكومية ليس فقط وزارة الصحة، وزارة التربية والتعليم تقول ما في مدارس يعني ما في مدارس، ليس أنه لدي مدرسة خاصة اذهب وافتحها. وما في جامعات يعني ما في جامعات. وزارة الأشغال، بقية الوزرات، كل التدابير التي تصدر عن الحكومة أو عن الوزارات، كلها يجب الالتزام بها. عندما يقول اغلاق المطاعم ضمن قيود معينة يجب اغلاق المطاعم ضمن قيود معينة، هذه التدابير كلها يجب احترامها والالتزام بها.
خامساً، أهم نقطة بالتدابير وهي الآن العنصر العام والعنوان الكبير بمنع الانتشار أو الحد من الانتشار هو وقف التجمعات، وقف اللقاءات، الحجر، الانعزال حتى ليس حجراً، الانعزال بحيث يجلس الواحد في بيته هو زوجته وأولاده، إذا يستطيع أن يبقى في منزله لا يخرج إلى مكان. يا اخي صلي ببيتك ولا داعي ان تصلي بالجامع، في اكثر من هيك صلي ببيتك لا تذهب إلى الكنيسة سأتحدث بالنيابة عن المسلمين وعن المسيحيين، الا المضطر، اذا لم يخرج للعمل لا يستطيع تأمين قوت يومه، يضطر للذهاب الى العمل قد يُصرف من وظيفته وما شاكل، الى ان تأتي الحكومة اللبنانية وتأخذ أعلى مستوى من التدابير يصبح واجب الالتزام بها، في كل الاحوال هذه الخطوة ماذا تقول، في الحقيقة صحيح ان هذا المرض خطير لكن مواجهته سهلة، على قدر خطورته مواجهته سهلة بهذه البساطة، تقوم بالإجراءات التالية بالغسل، التعقيم، الاكل، الذهاب، الاياب، الانعزال ووقف التجمعات، ماذا تحتاج؟ تحتاج الى بعض القرار، اننا ماذا؟ ضائجين! اعتلانا الملل! هذه حرب، اعتبر نفسك في حالة الحرب، في حالة الحرب تذهب الى السياحة؟ تذهب الى التزلج؟ تذهب للشواء على النهر؟ في حالة الحرب الناس تقوم بإجراءات الحرب، لوسمحتم تصرّفوا ان هذه اجراءات حرب وبالتالي، كل هذا النوع من التجمعات، تكلمنا عن المساجد واريد ان اضيف ايضا، الانشطة الثقافية، الدينية، السياسة، كلها تحتاج الى التعطيل، بالنسبة لعوائل الشهداء غداً ستأتي ذكريات سنوية كلنا نفهم على بعضنا اسمحوا لنا، لا احتفالات، اجتماعات، حسينيات، لقاءات، ايضا حتى بالنسبة لحالات الموت، ان شاءالله لن يأتي شهداء، لكن على افتراض سقط شهيد، الان لا نريد ان نقوم بإستفتاء سياسي، لكن حد أدنى من التشييع الممكن، الميت يموت كذلك الامر رحمه اللّه، والشهيد الله يتقبله، يُقتصر على عدد قليل، اهليته عدد متواضع يقومون بإجراءات التشييع، يجب ان ننتهي من قضية ان اهل البلدة كلهم محرجين امام العائلة وعليهم الخروج كلهم الى التشييع، كما هي العادات الجميلة في قرانا وبلداتنا، هذه من العادات الجميلة، لكن الان هذا الجميل اتركوه جانباً، هذا لم يعد جميلاً الان في هذه المعركة، الجميل هو حد أدنى من المعزّين أقل عدد ممكن حتى بالتشييع، اسبوع الثلاثة، اسبوع السبعة، فتح حسينية، تقبل تعازي، انا لا اقول لكم واجب وغير واجب، انا اتمنى عليكم من اليوم حتى نعبر هذه المرحلة، اتمنى تمني شديد هذا الموضوع خفّفوه على الناس وخفّفوه على أنفسكم، على أهل العزاء وعلى الناس أيضاً، منذ عدة أيام رأيت بعض مواقع التواصل، العائلة الفلانية توفى لهم متوفّى، كانوا معلنين أسبوع قاموا بوضع اعلان للناس، اننا الغينا الاسبوع، الغينا التعازي، مشكورون، بارك الله بكم، هذا ممتاز، يعني عائلة المتوفّى أو عائلة الشهيد هي تبادر وتقول للناس، أنتم أقرأوا الفاتحة لفقيدنا وادعوا له وبارك الله بكم لا نريد أكثر من ذلك، اذا هذه الأمور لا يجوز ان تخضع للمجاملات ولا للعادات ولا للتقاليد، هذا كله يجب ان يجمّد، هذا عنوان، هذه تفاصيل، العنوان الاساسي إذاً، “لا تجمعات”، كم تستطيع الناس ان تنعزل عن بعضها البعض، ولا نخرج الا بمقدار الضرورة وهذا جيد، الان مثلا في بعض المدن الناس خفّفت وصعدت الى القرى وهذا شيء جيد، ولكن ليس معناه ان نصعد الى القرى ونختلط فيها، ونقوم بتجمعات وسهرات وحفلات سياحة، لا، نصعد الى بيت القرية ونقفل، لان الانتشار ايضا موجود في القرية كما هو موجود في المدن، صحيح ان المدن اخطر حيث الكثافة فيها تكون أكثر.
النقطة السادسة، هذا له علاقة بالدولة وبالناس، الاهتمام بالأطقم الطبية والاسعافية، تكلمنا أن هؤلاء اليوم هم في الخط الامامي، وفي هذه النقطة من واجبنا ان نوجه الشكر لكل المسؤولين الذين تحملوا مسؤوليتهم خلال هذه الفترة، نخص وزير الصحة، الفريق العامل في وزارة الصحة، المستشفيات الحكومية ولكن بالأخص والأخص والأخص مستشفى الرئيس رفيق الحريري الحكومي في بيروت، إدارة المستشفى والأطباء والممرضين والممرضات كل الشكر والتحية لهم، لأن هؤلاء موجودون في الخط الأمامي ويجب أن ندعمهم معنوياً، يجب ان ندعوا لهم بالسلامة والحفظ وكل ما يمكن ان يساعد هذه الأطقم .
يضاف لها الذين يعملون بما يسمّى الاسعاف في كل المؤسسات، الصليب الأحمر، الهيئات المختلفة، الكشفية، الهيئات الصحية كلها، هؤلاء يجب ان نوجّه لهم الشكر، وأيضاً أن أوصي وأقترح وأتمنى على الحكومة اللبنانية أن تنظر بشكل إستثنائي لدعم هذا الطاقم، مثلا منذ بضعة أيام كان هناك مشاكل لها علاقة في ميزانيتهم، رواتبهم، هذا لا يجوز ان يتأخر، اليوم هذه المعركة، اي صرف آخر يجب أن يؤجّل لمصلحة هذا الانفاق في هذه المعركة، بل أكثر من ذلك، ليس فقط يجب أن تأدّوا لهم حقوقهم، يجب أن يُفكّر بشيء يسمّى هديّة إضافية، جهد إضافي، عبء إضافي، لأن حجم المخاطرة، حجم العبء، حجم الضغط الذي يتحملوه هو أكثر من الأزمنة العادية أو الظروف العادية، اذاً لكل هؤلاء الشكر، الاهتمام بهذه الطواقم، دعمها معنويأ، نفسياً، مالياً، مادياً، كل الناس أن يشعروا بالتقدير هؤلاء ان يشكروهم أن يعرفوا حجم التضحيات التي يقدمها هؤلاء، ايضاً أنا اتمنّى مثل ما فعلوا في إيران لا أعلم إذا بعض الدول الاخرى ايضاً، وإن كان هناك بعض الناس في لبنان حالما تقول إيران يُسمّ بدنهم، لكن في إيران أقدموا على خطوة “سماحة السيد القائد” بناءً على إقتراح وزارة الصحة، أنّ الطبيب أو الممرض أو المسعف، من يعمل في هذه الأطقم، إذا اثناء عمله تعرض الى الكورونا مما أدى الى وفاته ان يُعدّ شهيداً، شهيد الخدمة، وهذا طبعاً له لوازمه المعنوية والماديّة تجاه عائلته، المعنوية تجاهه والمعنوية والمادية تجاه عائلته، اتمنى في لبنان طالما نتحدث عن معركة أن تنال هذه الطواقم هذه الشرف، مثل الجندي في الجيش اللبناني أو في قوى الامن الذي يأخذ راتب من الدولة وموظف في الدولة، اذا استشهد هو شهيد وهناك لوازم معنوية ومادية على اعتباره شهيداً، هذه الاطقم يجب التصرف معها بنفس الطريقة.
سابعاً، التحضير من الآن لأسوأ الإحتمالات:
حسناً، الان جميعنا يجب علينا ان نتعاون لمنع الانتشار، لكن افترض لسبب أو لآخر انتشر، وزارة الصحة، بقية الوزارات، المؤسسات، الناس، الكل يجب أن يرتب الأمور على أسوأ الاحتمالات، ان نحضّر أماكن، هناك دول في العالم الان حتى الدول المحسوبة عالم أول، دول متقدّمة ومقتدرة صحياً، فتحت فنادق، حوّلت مدارس، الجامعات، لا يوجد مشكلة ولو على مستوى التخطيط أن يُحضّر الأماكن، التجهيزات، الكادر لما هو أوسع إذا لا سمح الله ذهبنا الى ما هو أوسع. الكادر البشري، كل الطلاب الموجودين في الجامعات وهنا يجب أيضاً أن أوجّه الشكر الى الطلاب في الجامعة اللبنانية في كلية الصحة وهناك كليات أخرى وجامعات أخرى ايضاً تطوعوا وتبرعوا، طلاب الجامعات الذين يدرسون طب أو صحة أو تمريض أو ما شاكل كل هؤلاء يجب أن يكونوا بمثابة احتياط للطواقم الطبية في حال ذهبنا الى وضع اصعب، المهم التحضير بالمكان، بالتجهيز، بالكادر البشري للفرضيات الاصعب، ليس فقط ان نبقى جالسين او منتظرين، بالتأكيد انه يتم العمل لكن انا احببت ان أؤكد على هذه الفكرة ونأخذها الى اوسع مدى ممكن، في هذه الايطار يجب ان اقول ان حزب الله وضع وأُعلن الان اننا نضع كل امكانياتنا وكادرنا الصحي والطبي وغيره بمقاومينا، برجالنا، بنسائنا، بكل ما نملك من طاقة بشرية ومؤسسات وامكانات مادية في تصرّف الحكومة وفي تصرّف وزارة الصحة لخوض هذه المعركة التي يخوضونها هم، قيادة هذه المعركة هي في عهدة الحكومة اللبنانية، نحن لا ندّعي شيئا على الاطلاق وغير معرّضين اكتافنا وهذا غير سليم، لأن هذه معركة من نوع مختلف، ادواتها الكاملة ليست موجودة عندنا هي موجودة عند الدولة، نحن وغيرنا يمكن ان نكون عوامل مساعدة.
ثامناً، الاستفادة من تجارب الدول الاخرى:
الصين، ايطاليا، كوريا، اليابان، ايران، فرنسا، المانيا، بلجيكا، حتى الامريكان ما المشكلة من هذا الموضوع، الاستفادة من تجارب الدول الاخرى لنوفّر الجهد والوقت حتى لا نعيد ونكرر نفس التجربة لأنّ الوقت غالي وثمين والمعركة هنا الزمن فيها حساس جداً، الساعة، واليوم، واليومين، والثلاثة.
تاسعاً، إعطاء الأولوية المطلقة لهذه المعركة، من قبل الحكومة، الدولة، الشعب اللبناني المقيمين في لبنان، وسائل الاعلام، كل المؤثرين، كل من يستطيع ان يبذل جهداً، هذه المعركة يجب إعطائها الاولوية الكبرى.
عاشراً، التكافل الإجتماعي: (هذه العناوين أمرّ عليها باختصار لانها واضحة وفقط للتأكيد عليها كعناوين)
التكافل الاجتماعي، بطبيعة الحال اليوم الاجراءات الحكومية، عندما تأتي الحكومة لتقول، سنعطل المطاعم، السياحة، نوقف كذا….. هذا كله معناه ان كثير من الناس سيبقون دون رواتب، أي سنذهب الى مشكلة أخرى، نهرب من الكورونا يمكن ان نذهب الى الجوع، يمكن ان نذهب الى خلل في الامن الاجتماعي، قبل ان نصل الى المعالجة ان الجيش والقوى الامنية والقضاء يتحمّلوا كامل مسؤولياتهم ليمنعوا اي خلل في الامن الاجتماعي يجب ان نعالج قبل، الان الدولة امكاناتها معروفة لذا اريد ان اذهب الى مسؤولية الشعب في التكافل الاجتماعي، بكل قرية وفي المدن وفي الاحياء والعائلات وفي كل مكان هناك اناس، الان هناك اناس ميسورين اكثرمن اناس اخرين، هناك اناس لديهم فلوس، عليهم حقوق شرعية، اذا تكلمنا بحقوق شرعية هذا طبعا يُخضع لالياته، لكن بمعزل حتى عن الحقوق الشرعية، من مالك الخاص، الميسورين، الاغنياء، المقتدرين، يجب ان نحمل بعضنا البعض، العائلات، اهل القرى، اهل الاحياء، بعض من هذا الشيء بدأ قبل اشهر، لكن الان الحاجة اليه ملحّة، انا احب ان اوجّه هنا خطاب اتمنى بكل القرى، بكل المدن، لكن حيث يوجد مسؤولين لحزب الله لأن هنا أنا أستطيع ان الزمهم، في قرى او بلدات أو أحياء، مسؤولين أو علماء دين أو ما شاكل، يجب أن يعتبروا ان جزء من مسؤوليتهم هو الانتباه الى العائلات الموجودة في محيط دائرة عملهم ومسؤولياتهم التي قد تفتقد مع الوقت حتى الى لقمة الخبز أو الى الطعام او الى ادنى مستلزمات الحياة، بما نقدر عليه بالتعاون، بالتكافل، بالتبرعات… يجب ان يكون هذا ضمن المسؤولية، ايضا الحكومة اللبنانية يجب ان تضع هذا الامر على جدولها، لا يكفي ان نقول عطّلوا عطّلوا عطّلوا، الان بعض الناس مستعجلين على موضوع الطوارئ، انا من الان اقول، الحكومة اللبنانية في اي لحظة تجد المصحة في ان تعلن الطوارئ لا احد يضعها عند حزب الله، انتم أحرار، انتم من يدير المعركة، الحكومة اللبنانية رئيسها ووزراءها يديرون هذه المعركة طبعا بإشراف فخامة رئيس الجمهورية بمواكبة رئيس مجلس النواب وكل مؤسسات الدولة، وقتما ترون ان الوقت حان لاتخاذ خطوة اعلان الطوارئ في لبنان هذه مسؤوليتكم اقدموا عليها ولا تلتفتوا الى احد، لكن الى تلك اللحظة ومع تلك اللحظة ايضا عندما نقول سنعطّل سنعطّل سنعطّل، علينا ان نبحث ايضا عن بديل، الناس التي ستصبح بلا رواتب، بلا امكانية عيش، نحن نعرف انه يوجد كثير اناس في لبنان في اليوم الذي لا يعمل فيه لا يوجد عنده ثمن خبز وطعام، هذا الموضوع هو جزء من المعركة، الموضوع ليس فقط المستشفى والدواء، هذا جزء مكمل للمعركة، اذا عالجنا الجزء الاول وتجاهلنا هذا الجانب سنذهب الى الخسارة في الامن الاجتماعي وايضا الخسارة في الجزء الاول في مواجهة الانتشار. في هذا السياق، خلال متابعتي في الايام القليلة الماضية انا رأيت في كثير من دول العالم البنوك والمصارف اعلنت استعدادها للحكومات، لأن هذه تملك اموال طائلة وودائع فأعلنوا استعدادهم لتقديم دعم وليس ان يديّنوا بفوائد عالية، يقدموا دعم للحكومات وللقطاع الصحي حتى يقدروا على مواجهة هذا الوباء الجامح والجائح، انا ادعوا المصارف اللبنانية ان تتصرف بهذه المسؤولية ايضا، كلنا نعلم ان ميزانية الدولة وضعها صعب، المصارف لديكم اموال كثيرو وطائلة وجنيتم منذ 1993 ارباحا هائلة بعشرات المليارات من الدولارات، الآن يجب ان تتحملوا المسؤولية وطبعاً وبموقع اختياري، الان بموقع اجباري، الزام قانوني هذا اصبح عمل الحكومة ومجلس النواب، انا كمواطن لبناني اتوجه الى المصارف اللبنانية واقول لهم انتم الان اول من يجب ان يمد يد العون الى الحكومة اللبنانية ولمالية الدولة اللبنانية وللقطاع الصحي والى التكافل الاجتماعي من اجل ان يصمد الناس وان يبقى الناس وان ينتصر البلد في هذه المعركة.
النقطة الاخيرة في ملف كورونا، طبعاً ليس لدي مواضيع كثيرة لدي الموضوع الثاني وخاتمة، الموضوع الثاني سأتكلم فيه بإيجاز.
النقطة الاخيرة في ملف كورونا وهي برأي النقطة الاهم، عندما نذهب الى هذه المعركة ايها الناس ايها الاحبة، يجب ان نذهب متسلحين ونحن متسلحون بالايمان، بالايمان بالله سبحانه وتعالى، الله الرّحيم، الله الرّحمن، الله القادر، الله الذي بيده ملكوت السماوات والارض، الله القدير على كل شيء، هذا الايمان يجب ان يكون حاضراً بقوة في عقولنا وقلوبنا ونفوسنا ونحن نخوض هذه المعركة كما كل المعارك، ويجب ان نلجأ الى الله سبحانه وتعالى، وان نستعين بالله، وان نستعيذ بالله، وان نلوذ به، وان ندعوَه ليعيننا ويمكننا ويهدينا، هذه المعركة تحتاج الى صبر، الى ثبات، الى تحمّل، الى أمل، لا نذهب الى اليأس، الى صلابة، الى إرادة، الى عزيمة، الله هو يعطينا كل ذلك، هذه المعركة تحتاج الى هداية، حتى هداية العلماء، الاطباء، المختبرات، المؤسسات البحثية في العالم، ممكن ان لا يصلوا الى نتيجة، بشهر،شهرين، سنة، سنتين، الله هو الذي يهديهم، الله هو الذي يعلمهم، والله هو الذي يفتح الابواب امامهم، الابواب المغلقة، اللجوء الى الله والايمان بالله عزّ وجل يجب ان يكون الأمضى والأقوى في هذه المعركة، انظروا اخواني واخواتي والناس، اخطر شيء بأي معركة، سياسية، عسكرية، والان نطبّق عليها الصحية والطبية، هو عندما يصاب أحد الطرفين في الجبهة بالخوف، بالهلع، يشعر بالعجز، بالضعف، بانسداد الافق، باليأس، تسري فيه روح الهزيمة، “بروح”!! حتى لو كان جيش عظيم، حتى لو كان يملك سلاح نووياً، حتى لو كانت امكاناته هائلة، لان الاصل هي في الداخل هنا – اشارة الى القلب – اليوم إخافة الناس، ايجاد الهلع بين الناس، تصوير اننا امام وباء لا حل له، لا علاج منه، لا نجاة منه، يجب ان نستسلم امامه، نجلس ونلطم، هذه كارثة حقيقية، هذه جريمة، بل يرقى هذا الى مستوى الافساد في الارض، يجب ان ينتبه كل واحد، يتكلم، وينظّر، ويكتب في وسائل التواصل الاجتماعي، إرعاب الناس، إخافة الناس، نشر الاكاذيب، نشر روح الهزيمة، اليأس، الوهن، الضعف، هذا يعني اننا سنُهزم، نحن يجب ان نتغلب على ذلك كله. لنفترض انفسنا في حرب، حتى في مواجهة الموت، لنفترض الاصابة الفلانية تم عزلها بقيت في المستشفى فترة من الزمن، مثل ما يقولوا الاطباء ان هذا مبتلى بكذا وبكذا وعامل السن وعوامل معينة ادّت الى الوفاة، خير ان شاءالله انك ميّتٌ وانّهم ميّتون، كلّ نفسٍ ذائقةُ الموت، كلنا سوف نموت، وهذا اتى اجله، نحن نقوم بما علينا، نمارس ما علينا، ليس ان نستسلم انه اتى اجلنا لا، نحن واجبنا الشرعي ان نقوم بكل ما يجب ان يحفظ حياتنا، لكن نفترض انه جاء الموت، خير، نرضى بمشيئة الله سبحانه وتعالى ونكمل حياتنا، مثل الحرب، بالحرب تُدمّر بيوتنا، تُدمّر ارزاقنا، يُقتل اعزّاؤنا، يصابون بالجراح، يهجّرون، يشرّدون ولكن نصمُد، عندما نصمد، نتغلّب وننتصر، لكن لو أدّى القتل والجرح والدمار الى الهزيمة سنخسر كل شيئ، في هذه المعركة نفس الامر، هنا الايمان هو الذي يعطينا هذه القوّة، الدعاء، التوسل، اللّجوء الى الله سبحانه وتعالى كلٌّ بطريقته بأسلوبه، لأنّ العلاقة مع الله مفتوحة باللغة التي تريدها، بالادبيات التي تريدها، بالاسلوب الذي تراه مناسباً، تكلم معه كأنك تتكلم مع اي احد، هو يسمعك ويعلم ما تقول وما يجول في خاطرك وقلبك ويعرف صدقك ولهفتك، وبالتالي نحن نحتاج الى هذا الايمان والى هذا الدعاء وايضا الى هذه الروح القوية، لا يجوز ان تتزلزل عزائمنا، يجب ان نكون اقوياء في مواجهة هذا التحدي حتى لو كانت الحقائق صعبة، خير، في الحروب كانوا يبلوغنا ان هناك مئة شهيد، مئتي شهيد، الف شهيد، خمسة الاف شهيد، عشرة الاف شهيد ومئة الف منزل هُدِم، ولم نكن ننهزّ ولذلك كنا ننتصر، واليوم نفس الامر، أيً تكن الخسائر التي سيجتاحها هذا الوباء يجب ان نواجهها بقوّة وصلابة، الاقوياء هم الذين سيبقون وهم الذين سينتصرون. أسال الله سبحانه وتعالى العافية والسلامة للجميع والنصر في هذه المعركة ان شاء الله.
الموضوع الاخير قبل الخاتمة، سأتكلم فيه كلمتين لانه خلال الاسابيع الماضية اصبح هناك جدل كثير حوله، ليس لان فيه جدل، وانما لانه ايضا من الاستحقاقات المهمة والكبيرة التي تواجهها الان الحكومة اللبنانية، – ورد عاجل – ” الان مؤتمر صحفي: ” ترامب اعلن رسمياً حالة الطوارئ الوطنية وطلب من كل القطاعات تظافر الجهود – احضِرُوا تغريدته على تويتر منذ ثلاثة او اربعة ايام ماذا كان يتملم والان ماذا يتكلم” ، والعمل للحصول على 50 مليار دولار لمواجهة فيروس كورونا – دغري بروح عالمصاري!!! (ضحكة) – حسناً، في الموضوع المالي والاقتصادي في البلد، الحكومة حكومة الرئيس دياب مشكورة قبلت تحمل المسؤولية، تعقد اجتماعات مكثفة لوضع خطة انقاذية اصلاحية في المجال المالي والاقتصادي، اعلنت ان اولويتها هي انقاذ مالي واقتصادي بالدرجة الاولى، وهي عاكفة على هذا الامر، طبعاً اتت مسألة الكورونا لتأخذ محلاً واسعاً في المسؤولية، الحكومة ما زالت تحتاج الى الوقت حتى تنجز خطتها لأن هذا الموضوع صعب ومعقّد وليس سهلاً.
بالنسبة لموقف حزب الله انا احب ان اتكلم كلمتين واختم، نحن اولا لم نقدّم خطة للحكومة اللبنانية، لأن انا رأيت بعض الكتاب وبعض السياسيين وبعض وسائل الاعلام يقولون ان الحكومة تنفّذ خطّة حزب الله، او تتبنّى خطّة حزب الله، سالبة بانتفاء الموضوع نحن لم نقدّم خطة للحكومة اللبنانية، نحن لدينا خطّة، ولدينا رؤية، ولدينا افكار اساسية، وناقشنا خلال سنوات وخصوصاً خلال الاشهر القليلة الماضية، ولكن بكل صدق اقول لكم نحن لم نقدّم خطّة، الذي يجب ان يقدّم الخطة هي الحكومة اللبنانية، تُكلّف لجنة وزارية تجتمع مثلما تجتمع فعلاً، تقدّم خطة، نحن لدينا رأي، أفكار، نقاش مثلنا مثل كل القوى السياسية الموجودة في البلد، كل الكتل اللبنانية الموجودة في البلد، نناقش، نعلّق، ننصح، ولكن نحن لسنا مسؤولين وليس صحيحاً لأسباب ليس فقط لدفع التّهمة كلا، وليس صحيحاً ان نحمل مسؤولية من هذا النوع، نحن يجب ان نكون امام خطة تشاركية، الكل يجب ان يشارك في وضعها، في صنعها، في اقرارها، في تحمل المسؤولية عنها، هذه اول نقطة. وانا سابقاً دعوت، ان كل جهة، كل حزب، كل كتلة نيابية، كل مؤسسة عندها افكار، طروحات، الوزراء المعنيين، اللجنة الوزارية المعنية، رئيس الحكومة ابوابه مفتحة، رئيس الجمهورية بابه مفتوح، رئيس المجلس يتابع عن كثب بإمكانهم الذهاب وتقديم افكار، نحن يهمنا انه اذا ذهبت الحكومة اللبنانية الحالية الى خطوات اصلاحية بقدر ما تكون هذه الخطوات يوجد عليها اجماع وطني او تأييد وطني واسع بقدر ما تكون شروط نجاحها والتوفيق فيها كبيرة جداً .
النقطة الثانية، بالموضوع المالي والاقتصادي الذي اريد ان اشير له هو موضوع الاستعانة بالمؤسسات الدولية او صندوق الدولي او اي دولة في العالم او اي اطار دولي، الاتحاد الاوروبي، منظمة العمل الاسلامي، جامعة الدول العربية وان كانوا غير سائلين عن احد لكن بشكل عام، موقفنا بشكل واضح ومحدد وبعيداً عن اي التباس في التعبير لان هذا موضوع للاسف البعض ايضا في لبنان يعملون عليه، اولاً ان تلجأ الحكومة اللبنانية الى اي استشارة او تلقي مشورة او تلقي نصائح من اي احد في العالم هذا ما المانع فيه، لا يوجد لدينا مشكلة فيه ولم نتحفظ عليه اساساً، رغم ان البعض يقول اننا متحفظين ومانعين وداقين قدمنا في الارض وهذا غير صحيح.
ثانياً، أي جهة تريد أن تقدم مساعدة غير مشروطة للبنان، قرض ميسّر أو نوع من أي مساعدة – طبعاً ضمن الضوابط السياسية التي تعتمدها الدولة – نحن ليس عندنا مانع بهذا الموضوع، لأنه أصبحت العناوين حزب لله يحجب ويرفض المساعدة الخارجية للبنان، جزء من الكذب والتزوير والتضليل الذي يسير على امتداد الساحات، أي مساعدة أو دعم أو قرض ضمن الضوابط المعتمدة قانونياً إذا كان من دون شرط ليس لدينا مشكلة فيه.
ثالثاً، إذا قرض أو مساعدة أو خطة ضمن شروط، ليس هناك مشكلة، لكن أي شروط؟ الشروط التي لا تتنافى مع الدستور اللبناني، يعني افترضنا – نتحدث جدلاً الآن، لأنه نحن نتحدث الآن مباني، لا أعالج موقف محدد خارجي – جاء شخص غداً قال نحن حاضرون أن نقرضكم قرضاً ميسراً 50 مليار دولار بشرط توطين اللاجئين الفلسطينيين، هذا مخالف للدستور، من يستطيع في لبنان أن يقف ويقول أنا موافق، فليتفضل الشاطر الشجاع القوي البطل ويقول أنا موافق – أقول فرضية – إذا الشرط غير مخالف الوضع الدستوري والقانوني، لا يمس السيادة اللبنانية ويحقق المصلحة أو بالحد الأدنى لا يتنافى مع المصلحة الوطنية اللبنانية، ما المشكلة به؟ ليس لدينا مشكلة، حتى لو كان من صندوق النقد الدولي أو من أي مؤسسة دولية أو من أي مكان، إذا لم يكن هناك إملاء شروط بمعنى أن يضع علينا شرطاً يخالف الدستور أو يخالف المصالح الوطنية أو خطة الحكومة الإصلاحية. أضرب مثلاً أوضح، ذاك مثل كبير يمكن أن يقولوا أصلاً هذا غير وارد يا سيد، هناك مثل وارد الذي هو من أبسط الأمثلة أنه أقرضك قرضاً لكن يجب أن ترفع القيمة المضافة على كل شيء 15% أو 20%، أقول لكم من الآن نحن حزب الله ضد وقولوا ما تريدون، من يستطيع في لبنان أن يأخذ قرار رفع القيمة المضافة لـ 15% أو 20%، من؟ كان عندنا حكومة وأغلب الأحزاب إذا ليس جميعها ممثلة بالحكومة وحكومة وحدة وطنية وزعماء الطوائف مثل ما يقولون والأحزاب السياسية الأقوى في البلد ولم تستطع هذه الحكومة أن تحمي كم سنت على الواتساب، ونزلت العالم. أي حكومة في لبنان تستطيع أن تأخذ قراراً من هذا النوع وهل مصلحة لبنان في هذا؟ هل مصلحة الشعب اللبناني؟ هناك خيارات أخرى كثيرة لم نلجأ إليها وهذا دائماً يُناقش في الإعلام وباللجان الاستشارية وبالحكومة، هناك خيارات كثيرة لم نلجأ إليها بعد ولم تجرب، فقط تحتاج إلى قرار حتى نصل، لأنه نريد أن نرفع القيمة المضافة، نعم، ليس الصندوق النقد الدولي أي أحد في العالم إذا يريد أن يقدم مساعدة إلى لبنان بشرط رفع الضريبة على الفئات الفقيرة وذوي الدخل المحدود نحن من الآن ضد، وقولوا ما تريدون، والذي مع ذلك يملك الشجاعة ويخرج ويقول، لا يختبئ،، يظهر على التلفاز ويقول أنا مع رفع الضريبة 20% على القيمة المضافة لأنه هكذا نريد أن نعالج البلد أهلاً وسهلاً بك، لكن نحن ضد.
إذاً الموضوع هو موضوع شروط، أما لو جاء وقال مثلاً أنا عندي شروط، ما هي الشروط؟ يا أخي أنتم عندكم مؤسسات غير عاملة، غير منتجة يجب أن تصفوها، الموظفين نجد لهم حل، ليس عندنا مشكلة، هذا مطلب. يجب أن تسنوا قوانين لمكافحة الفساد، هذا مطلب وطني، هذا مطلبنا نحن حزب الله أيضاً، يجب أن تسنوا قوانين للشفافية والمحاسبة المالية والسرف المالي، لا نريد عقوداً بالتراضي بل بالمناقصة، نقول لهم أهلاً وسهلاً هذه شروط ممتازة ونقبلهم على جبينهم .أيضاً نريد قضاء مستقل وحقيقي، أهلاً وسهلاً ونقبلهم على جبينهم أيضاً. إذاً الموقف هنا ليس موقف بالمطلق، موقف له علاقة بطبيعة الشروط والالتزامات، الذي قاله إخواننا والذي بني عليه الكثير من الجدل، أنه نحن لا نقبل أن نضع لبنان تحت وصاية صندوق النقد الدولي، من يقبل في لبنان أن يضع لبنان تحت وصاية الصندوق؟! من يقبل أن يضع لبنان تحت وصاية أي أحد، ليس الصندوق، أي أحد؟ مرفوض أن تضع لبنان تحت وصاية أحد، ممنوع أن تسلم لبنان إدارته المالية والاقتصادية لأحد هو يملي عليك، الإدارة يجب أن تكون للحكومة اللبنانية وللدولة اللبنانية، هي صاحبة القرار، هي تقبل ما تريد وترفض ما تريد وتنفذ ما تريد ولا يُملى عليها ولا تجبر، هذه حقيقة موقفنا. أما إذا الآن يأتي صندوق النقد الدولي ويريد أن يقدم مساعدة وأموال للبنان وحتى لو وضع شروط ولكن هذه الشروط لا تتنافى لا مع الدستور ولا مع مصالحنا الوطنية نحن ليس لدينا مشكلة بهذا الموضوع. حتى أمس مثلاً لأن الإخوان في إيران طلبوا مساعدة من صندوق النقد الدولي 5 مليارات دولار لمواجهة الكورونا فتقريباً أغلب نشرات الأخبار في لبنان “أف أف أف” قامت الحجة على حزب الله، كيف إيران تطلب مساعدة من صندوق النقد الدولي وأنتم هنا تمنعون الحكومة اللبنانية من التعاون مع صندوق النقد الدولي، أين منعنا؟ من قال أننا نمنع ذلك؟ من قال نحن رافضين؟ نحن هذا تفصيلنا، لما إخواننا يقولون لا نقبل بوصاية ولا نقبل بإملاء الشروط، من يقبل بلبنان بوصاية؟ من يقبل بإملاء شروط؟ أما صندوق النقد الدولي أو غيره يريد أن يقدم مساعدة، في سيدر، مؤتمر سيدر هناك مشروع وأغلبه قروض، أغلبيته الساحقة قروض، كذا مليار دولار، طلبوا إصلاحات، نحن كنا بالحكومة وقلنا ليس هناك مشكلة، هذا شرط طبيعي ونحن موافقون على هذا الشرط وتفضلوا للنقاش، للإصلاحات، لكن إذا جاء سيدر أو غير سيدر أي مؤتمر لدعم لبنان وجاء يريد أن يملي شروطاً على لبنان، قد تفجر البلد يا جماعة، قبل عدة أشهر وليس ببعيد، لا نتحدث عن سنوات، قبل عدة أشهر، حكومة الوحدة الوطنية اللبنانية رحمها الله أخذت قراراً زادت كم سنت على الواتساب، شاهدتم ماذا حصل في البلد، هل نقبل بإملاء شروط من هذا النوع؟! كلا، أما أي مساعدة حتى ضمن شروط، ليس بلا بشروط، ضمن شروط منطقية، معقولة، متاحة، ممكنة، هذا أمر حتى في المبدأ ليس هناك مشكلة به على الإطلاق من أجل أن تأخذ العالم راحتها ولا يبقى هذا الموضوع نقطة سجال.
طبعا ًمن جملة الخيارات كما ذكرت قبل قليل عن التكافل الاجتماعي، من جملة الخيارات غير موضوع التكافل الاجتماعي، أنا من أيام عدة عندما كنت أتابع الأخبار، هناك دول غربية تعرض المصارف فيها على الحكومة تقديم دعم مالي لمساعدة الحكومات بانقاذ الشركات التجارية والصناعية والزراعية، يعني منع الوضع الاقتصادي من الأنهيار.
عظيم المصارف في لبنان هي واحدة من الخيارات، الآن لهم حماة في لبنان، ماشي الحال، تقول لي أنتم تقولون هناك أفكار، واحدة من الخيارات أنتم المصارف اللبنانية، لا أريد قول رقم دقيق حتى لا يناقشني أحد بالرقم، أنا ذهبت وسألت ودققت وقالوا لي بالحد الأدنى ربحت المصارف في لبنان عشرات مليارات الدولارات من هذه العملية الدين والاستدانة وسندات الخزينة والهندسة وما بعرف شو والكيميا والفيزيا والبيولوجي. عشرات مليارات الدولارات، رفعتم رأسمالكم، وأخرجتم أموالاً إلى الخارج، وساعدتم أناس آخرين لإخراج أموال إلى الخارج، وهذه الأموال كانت تخرج من جيبة الشعب اللبناني.
الآن هذا أخذتموه، قانوني غير قانوني، بالحلال بالحرام، هذا بحث آخر، لكن هذا واقع، اليوم أنا لا أفرض عليكم بل أنصحكم، قبل أشهر عدة عندما تحدثت بهذا الموضوع خرج بعض الاعلام المدعوم من المصارف، السيد يهدّد المصارف، أنا لم أهدّد المصارف، أنا تحدثت بكلام آخر، قلت وأعيد، عندما تعرض لبنان للإحتلال هناك لبنانيين، عائلات لبنانية أرسلوا أولادهم، قاتلوا واستشهدوا وجرحوا، وبعض الجرحى الآن معوقين، وأناس دمرت منازلها، وأناس قدمت تضحيات حتى أعادت للبنان حريته وسيادته وكرامته وأمنه وقدموا أغلى ما لديهم.
اليوم التحدي ليس الاحتلال، التحدي هو الانهيار الاقتصادي، وأنتم لديكم مليارات الدولارات، تفضلوا ساعدوا وضحّوا بكرامة، بأخلاق، بإنسانية مثلما قدّمت العائلات أغلى ما لديهم، ما هو أغلى من المال، ما قيمة المال أمام النفس والروح والولد والعزيز والزوج والزوجة والأهل، هؤلاء أغلى من المال.
طيب، الشعب اللبناني، من أجل أن يحافظ على حرية هذا البلد وسيادته وكرامته وأمنه وبقائه وخيراته والنفط والغاز الذي سيُستخرج وستستفيدون أنتم المصارف منه أيضا وغيركم، قدّم دماء. الآن الاستحقاق الحقيقي أمام لبنان ليس الإحتلال، الاستحقاق الحقيقي لأن ذاك تهديد قائم وله حل، لكن الاستحقاق الحقيقي هو الوضع المالي والاقتصادي.
ترامب ماذا يقول لهم؟ “بدكم تدفعوا”. جماعة المصارف أنتم يجب أن تبادروا، انتم يجب أن تكونوا أصحاب مسؤولية، أولا أصحاب احساس انساني ومسؤولية وطنية وتتحملوا مسؤولية وأنتم تبادروا، لا ان تجادلوا. “بدك” أنت تبادر، تذهب إلى رئيس الحكومة وتقول له مثلما تفعل المصارف في العالم، هذه مصارف محترمة، مثلما يفعلون في العالم، تجمعوا حالكم وتذهبوا إلى رئيس الحكومة وتقولوا له نحن أمام الوضع القائم سواء بملف منع الانهيار المالي أو بملف مواجهة كورونا، نحن المصارف سنقدم مساهمة للدولة اللبنانية بالمبلغ الفلاني.
هذا يجب أن تقوموا به، مسؤوليتكم الانسانية والأخلاقية والوطنية والدينية إذا كنتم أهل دين، والشرعية إذا تسألون عن الشرع، والعقلية إذا كان العقل يعني لكم شيئاً، أنتم يجب أن تحملوا هذه المسؤولية.
أود أن أختم، ولم يبق وقت لأن كورونا اخذت كل الوقت، الوضع الاقليمي، ما جرى في سوريا وما يحدث باليمن والمنطقة لم يعد هناك وقت. لكن جملة واحدة لا يجوز أن نعبر عنها وجوب ادانة العدوان الأمريكي الذي حصل ليلة البارحة في العراق، على معسكرات ومواقع ومنشآت مدنية للجيش العراقي، والشرطة العراقية، والحشد الشعبي وهي هيئة رسمية، وأيضا على منشآت مدنية كالمطار الذي يشيد في كربلاء، منشأة مدنية لا هي قاعدة عسكرية ولا شيء. ما قام به الأمريكيون ليل امس، اجتياح لسيادة العراق خارج أي اتفاقيات، حتى إذا استندوا على اتفاقيات، من قال أنه يستطيع أن يخرج ويقصف ويدمر، أصلاً إذا اراد التحليق في سماء العراق يحتاج إلى إذن من الحكومة العراقية. تجاوز كل شيء، تعاطى بعنجهية وبعلو وبعتو وأيضا بغضب وبحمق وبعمى وعادة الحمق والعمى يؤدي إلى الهاوية.
الجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الأمريكي أمس في العراق، بدأت بالتأكيد تلاقي الأجوبة المناسبة وستلاقي الأجوبة المناسبة من العراقيين، من الحكومة العراقية، البرلمان العراقي، الشعب العراقي، الأحزاب العراقية، المقاومين العراقيين، هذا الشعب العزيز والشريف والأبي الذي يرفض أن يعيش تحت ذل الاحتلال واستكبار هؤلاء الطغاة والمستبدين والشياطين.
نسأل الله لشهدائهم كل الرحمة. ان شاء الله يستطيع العراق وشعب العراق بإيمانه وصلابته ومقاومته ان يتجاوز هذا الاستحقاق الخطير والجديد.
ان شاء الله يكون الجميع معافين وسالمين، وبالدعاء وبالجهد وبالعمل وبالسهر وبالصدق وبالإخلاص وبالتكاتف، نعبر هذه المرحلة الصعبة، ونخرج من هذه الحرب منتصرين مرفوعي الرأس بعون الله وبفضله سبحانه وتعالى.
والسلام عليكم ورحمة الله.
المصدر: العلاقات الاعلامية - حزب الله