مِن قبلِ أن تتشكل حكومة الدكتور حسان دياب، قرر البعض في لبنان مِمَّن قراراتهم مستوردة وليست ذات شأن، أن الحكومة اللبنانية هي حكومة حزب الله، استنادا الى موقف سياسي كاذب ويؤذي البلد، رغم ان نأي حزب الله عن التجاذبات لا يعني انه نأى بنفسه عن المعالجات، لا بل بالعكس، سعى في الفترة الاخيرة الى تسهيل الحلول بعد ان قام بدور هام في الحكومة السابقة وفي مواجهة الفساد وتقديم الملفات الى القضاء. وهو كما اكد الامين العام لحزب الله سيقف الى جانب الحكومة الجديدة ويدعمها داعيا الى اعطائها الفرصة الممكنة، وهذا من باب الحرص على الوطن وانقاذه..
مشكلة هؤلاء اللبنانيين المُرتهنين للخارج، أن أحلامهم تتقاطع مع الأوهام الإسرائيلية، والتي كان آخرها ما صرَّح به قائد منطقة الشمال في جيش العدو الصهيوني أمير برعام، أن الحكومة اللبنانية تخضع لرغبات حزب الله وتحمي مصالحه، وأن الحزب يواصل جهوده لإقتناء المزيد من السلاح الأكثر دقَّة.
إذا كانت تُهمة حزب الله أنه لا يرضى للبلد أن يبقى بلا حكومة، فهذا شرف وقيمة مُضافة لإنجازات الحزب ودوره الوطني مع حلفائه، لأن عين المقاومة على حماية البلد وحل ازماته الداخلية وليس على كرسي السلطة، مع الإحتفاظ بالدور السياسي، والحكمة في تعزيز جبهة التماسك الداخلي بمواجهة الخارج المُتربِّص، والقادمة شروره إلينا على أجنحة “صفقة القرن”.
نفهم أن الحراك الشعبي المطلبي العفوي، قد امتطاه بعد ثلاثة أيامٍ من انطلاقته قوى لبنانية، تستورد القرارات وتأتمر من سفارات، وتُباع وتُشرى بالدولارات والريالات، لكن هذه القوى التي تحاول خلط الخط الأزرق الوطني بالخط الأحمر السياسي الضيِّق الذي يُناسب حجمها، هي ذات لونٍ باهتٍ لا يعني للحالة الشعبية قيمةً تُذكر، وطالما أن الوضع الداخلي ممسوكٌ أمنياً، فلا بأس من حراكات وتحركات شرط أن تبقى ضمن الضوابط، التي من ضمنها الإبتعاد عن قطع الطرقات وتتكفَّل القوى الأمنية بحماية الممتلكات العامة والخاصة، لأن الفلتان الأمني الذي يسعى إليه البعض لزعزعة الإستقرار الداخلي العام، له معالجاته الحكيمة لدى أهل المسؤولية الوطنية.
من باب تسجيل الأسف فقط على مَن يسكنون الزواريب بعيداً عن ساحة الوطن، وتسجيل الأسى على مَن يراهنون على أي مُتغيَّر دولي أو إقليمي لتسجيل نقاط لهم، فإن السياسة الوطنية العامة للبنان مرسومة بدماء شهداء المعادلة الثلاثية، والرهان على المُتغيِّرات الخارجية لصالح المُرتَهنين ساقطٌ ساقط، ومتابعة بسيطة لمُجريات العمليات العسكرية من سوريا وصولاً الى اليمن، عليهم أن يقرأوها جيداً، وإذا كان العدو الإسرائيلي يعيش الذُعر من شماله المُتاخم لنا الى أقصى جنوبه، فإن لبنان من شماله الى جنوبه مُرتاحٌ الى لعبة توازن الرعب مع العدو، ويبقى على بعض الداخل، الخروج من لعبة التوتير السياسي والميداني في الشوارع…
المصدر: موقع المنار