شهدت العاصمة اليمنية صنعاء، عصر اليوم الاثنين، مسيرة شعبية حاشدة في ساحة باب اليمن، تنديدا بجريمة الاغتيال الجبانة التي أقدمت عليها القوات الأمريكية بحق الشهيدين القائدين الفريق قاسم سليماني والحاج أبو مهدي المهندس ورفاقهما بالقرب من مطار بغداد فجر الجمعة.
ورفعت الجماهير المحتشدة الهتافات المنددة بالجريمة والرافضة للوجود والتدخل الأمريكي في المنطقة والداعية إلى الرد القوي والرادع لقوى محور الشر الذي المتمثل في الوجود الأمريكي والصهيوني وحلفائهما في المنطقة.
وتقدمت الحشود بأصدق العزاء للشعبين الإيراني والعراقي والأمة في استشهاد المجاهدين الكبيرين الحاج قاسم سليماني والحاج أبومهدي المهندس ورفاقهما. وأكدت أن اغتيال قائدين عدوانٌ سافر على الأمة بكلها، وهذا ما يحتم على المسلمين تحمل المسؤولية ومواجهة عدو يستهدفهم جميعا دون استثناء.
وقال وزير الإعلام ضيف الله الشامي في كلمته خلال المسيرة، إن دماء الشهيد سليماني والشهيد المهندس هي دماءٌ من دماء الأمة، وهم شهداء الأمة كلها. وأضاف أن الشعب اليمني يؤكد وقوفه مع الأمة الإسلامية ضد الاستكبار الأمريكي والغطرسة الصهيونية، مشيرا إلى أن دماء الشهيدين القائدين سليماني والمهندس ليست إيرانية وعراقية، ولكنها دماءٌ تنتمي إلى الأمة وأحرار العالم. ولفت إلى أن دماء سليماني والمهندس وجميع الشهداء ستتحول إلى صواريخ عابرة للقارات وأسلحة تدمر البوارج الأمريكية وتنهي التواجد الأمريكي في المنطقة.
بيان المسيرة أكد أن الشعب اليمني وهو يتصدى للعدوان والحصار حاضر بكل قوة للوقوف إلى جانب أحرار الأمة في معركة الاستقلال ومواصلة مشروع التحرر من قوى الهيمنة والاستكبار وأشار إلى أن جريمة الاغتيال كشفت عن همجية أمريكا، وأنها محكومة بمجموعة من العصابات والقتلة والمجرمين، وأن على أمريكا أن تتحمل تداعيات جريمتها الوحشية وعواقب أفعالها النكراء.
وأكد على حق الأمة في الرد على جريمة اغتيال القائدين سليماني والمهندس وكل الشهداء ومواجهة الغطرسة الأمريكية، وأن ما بعد جريمة الثاني من يناير 2020 مرحلة جديدة، فإما العودة للقيم الإنسانية لتكون حاكمة للعلاقات بين الدول والشعوب، أو تستمر أمريكا في حكم العالم بقانون الغاب.
وفي ما يلي نص البيان الصادر عن مسيرة صنعاء
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى في كتابه المجيد:
﴿ من الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ﴾
وقال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ ﴾
وقال تعالى: ﴿ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾
انطلاقا من واقع المسؤولية الدينية والإنسانية وإيمانا بوحدة القضية والمصير مع أبناء أمتنا العربية والاسلامية كافة، وتضامنا ونصرة للشعبين العراقي والإيراني في مواجهة العدوان الأمريكي المتصاعد؛ خرج شعبنا اليمني الثائر وجموعه الهادرة لإعلان وقوفه في طليعة الشعوب الرافضة للغطرسة الأمريكية والمؤامرات الصهيونية.
إن الجرائم الامريكية بحق الأمة الاسلامية ليست جديدة علينا فأمريكا بالأساس عدوة الإسلام والمسلمين وقد قتلت الملايين من الأمة الإسلامية في كل أصقاع العالم وسياستها كلها قائمة على الهيمنة والغطرسة والاحتلال والقتل والنهب والتدمير فهي التي تدعم وتتبنى إسرائيل بشكل كامل في كل جرائمها بحق الأمة وهي التي قدمت الجولان السوري هدية لها واعترفت بالقدس عاصمة لإسرائيل ولازالت الشعوب تتذكر الغزو الأمريكي للعراق وجرائمها ضد الإنسانية التي ارتكبتها في العراق ولازلنا نتذكر غزوها لأفغانستان وما قامت به من جرائم القتل والابادة هناك وأمريكا هي التي نشرت الفتن بين الأمة الإسلامية في جميع البلدان الاسلامية وهي التي أنشأت ونشرت داعش لتدمير العراق وسوريا وكذلك تبني أمريكا الشامل للعدوان الغاشم على الشعب اليمني والذي تم إعلانه وتدشينه من واشنطن في مارس 2015 وصولا بهذه الجرائم إلى فصل جديد من خلال الجريمة الأخيرة وهي جريمة قتل الشهيد الحاج قاسم سليماني والحاج أبومهدي المهندس وعدد من رفاقهما.
إن هذه السياسات العدائية والسلوك الإجرامي لأمريكا بحق أمتنا الإسلامية إضافة الى الجريمة الأمريكية الأخيرة في العاصمة العراقية بغداد من اغتيال لقادة كبار في الأمة تحتم علينا إعلان موقف حاسم في مواجهة الغطرسة الأمريكية، وفي هذا المقام نؤكد ما يلي:
أولا: نعزي الشعبين الإيراني والعراقي وكل الامة الإسلامية في استشهاد المجاهدين الكبيرين الحاج قاسم سليماني والحاج أبومهدي المهندس ورفاقهما الذين قضوا جراء اعتداء أمريكي غاشم استهدفهم مساء يوم الخميس الثاني من يناير 2020م في العاصمة العراقية بغداد.
ثانيا: أن اغتيال قائدين من قادة المسلمين عدوانٌ سافر على الأمة بكلها، وهذا ما يحتم على المسلمين كافة أن يكونوا صفاً واحداً كالبنيان المرصوص لتحمل المسؤولية ومواجهة عدو يستهدفهم جميعا دون استثناء.
ثالثا: أن الشعب اليمني وهو يتصدى للعدوان والحصار حاضر بكل قوة للوقوف إلى جانب أحرار أمتنا في معركة الاستقلال ومواصلة مشروع التحرر ضد الاستكبار والإجرام الأمريكي والإسرائيلي.
رابعا: أن جريمة الاغتيال كشفت عن همجية أمريكا وضربها عرض الحائط بكل العهود والمواثيق، وأنها محكومة بمجموعة من العصابات والقتلة والمجرمين وقطاع الطرق، وعلى أمريكا أن تتحمل تداعيات جريمتها الوحشية وعواقب أفعالها النكراء.
خامسا: أن الامة تمتلك كل الحق للرد على هذه الجريمة الامريكية الآثمة وعلى كافة الجرائم الامريكية والإسرائيلية بحق شعوبنا وأمتنا ومقدساتنا.
سادسا: أن ما بعد جريمة الثاني من يناير 2020م مرحلة جديدة دخلت فيها المنطقة، فإما أن تعود أمم الأرض إلى القيم الإنسانية لتكون حاكمةً للعلاقات بين الدول والشعوب، أو تستمر أمريكا في حكم العالم بقانون الغاب وإشاعة الفوضى والخراب في أنحاء المعمورة.
سابعا: أن أمة الإسلام مدعوةٌ في هذه المرحلة أكثر من أي وقت مضى إلى استنهاض هممها وتفجير طاقاتها الإيمانية الكامنة فيها للنهوض بمشروع تحرر إسلامي، والخلاص من سيطرة المستكبرين والمحتلين.
ثامنا: أن من الوفاء للشهيدين سليماني والمهندس وجميع شهداء الأمة العمل بكل السبل والوسائل المتاحة والمشروعة على إخراج القوات الأمريكية من المنطقة كهدف مركزي واستراتيجي لجميع أحرار الأمة.
تاسعا: أن محور المقاومة يمثل درعا حصينا للأمة، وانزعاج العدو الشديد عائد لما عليه هذا المحور من قوة تمكنت بفضل الله من إعاقة الكثير من خطط العدو وإفشال مؤامراته.
عاشرا: أخيرا وليس آخرا نقول للأمريكان والصهاينة، آن الأوان لكم أن تحزموا حقائبكم وترحلوا، ونحن أمة تفخر بشهدائها وتعتز بهم ولن تنسى مآثرهم ووقائعهم وسننتصر لدمائهم وستنتقم لهم…
والله خير الناصرين
المصدر: المسيرة نت