الصحافة اليوم 29-03-2016: تدمر.. انقلاب في المشهد السوري – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الصحافة اليوم 29-03-2016: تدمر.. انقلاب في المشهد السوري

الصحف المحلية

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 29-03-2016 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها التطورات الميدانية على الساحة السورية وخاصة لجهة إنجاز الجيش تحرير مدينة تدمر من تنظيم داعش الإرهابي..

السفير
نجاة 80 % من الآثار.. ودعوة سورية لواشنطن للتنسيق العسكري
تدمر: انقلاب في المشهد السوري.. وتململ أميركي

جريدة السفير

وتحت هذا العنوان كتبت السفير تقول “سجّل التحالف السوري ـ الروسي من خلال السيطرة السريعة على مدينة تدمر وسط البادية، نقطةً على حساب «التحالف الدولي» الذي تقوده الولايات المتحدة، في السباق بينهما على قتال تنظيم «داعش» والقبض على مفاتيح إعادة ترتيب الأراضي الواقعة تحت سيطرته، عسكرياً وسياسياً.

واستشعر بعض أطراف فريق التفاوض للمعارضة جراء هذا الإنجاز أن هدنة وقف العمليات العدائية قد تتحول إلى فخ محكم بطريقه للإطباق عليه، خصوصاً في ظل فشل الفصائل الممثَّلة فيه من تحقيق أي تقدم استراتيجي ضد «داعش» في ريف حلب الشمالي، كذلك عجزها عن منع تمدده في ريف درعا الغربي، على الرغم من حشدها عشرات الفصائل للقتال ضد «شهداء اليرموك» و«حركة المثنى»، ولكن من دون جدوى حتى الآن.

ولم يسهم النصر الإستراتيجي في تدمر، في إظهار الجيش السوري مع حلفائه وبالغطاء الجوي الروسي، باعتباره القوة الوحيدة المتحررة من القيود الإقليمية والدولية القادرة على قتال «داعش» بفاعلية وسرعة وحسب، بل أعطى مؤشراً مهماً على أن قدرات التحالف السوري ـ الروسي تتفوق بأشواط على التحالف الأميركي ـ الكردي في بعض المناطق السورية، فيما معركة الموصل في العراق يقف منها الأميركيون مواقف مترددة تؤجلها من شهر الى آخر.

وتتبدى هذه الفروقات من خلال المقارنة بين معركة تدمر وكل من معركة عين العرب (كوباني) في سوريا ومعركة الرمادي في العراق، سواء لناحية المدة التي لزمتها هذه المعارك أو لناحية نسبة التدمير التي طالت المدن المحررة.

فعلى سبيل المثال، فيما تطلب خروج «داعش» من بعض أجزاء عين العرب، إذ لم يكن قد سيطر إلا على أقل من نصفها، أربعة أشهر من الغارات الجوية الأميركية المكثفة ومن القتال العنيف، فإن معركة تدمر، التي تبلغ من حيث السكان نصف حجم عين العرب، لم تتطلب سوى أقل من أسبوعين. وبينما كان ثمن خروج «داعش» من عين العرب تدمير المدينة تدميراً شبه كامل، بحيث أصبحت غير صالحة للسكن جراء القصف الجوي المكثف، فإن الدمار في تدمر كان أقل من ذلك بكثير، وهي رغم جراحها ما زالت قادرة على دعوة أبنائها للعودة إليها، كما أن المدينة الأثرية لم تتضرر جراء معركة التحرير أضراراً غير قابلة للإصلاح، ومعظم الأضرار التي أصابتها كانت بفعل تفجيرات «داعش» إبان سيطرته عليها.

كما أن تضارب المصالح بين واشنطن وأنقرة لعب دوراً كبيراً في تقييد دور «قوات سوريا الديموقراطية» ومنعها من التقدم في مناطق «داعش» بين مدينتي جرابلس وإعزاز المحاذيتين للحدود التركية. أما الجيش السوري فإنه غير خاضع لمثل هذه التقييدات، وهو ما سيعطيه حرية أكبر في العمل خلال الفترة المقبلة.

وقد يفسر هذا جانباً من التصريحات الأميركية حول عدم ارتياح واشنطن تجاه تقدم الجيش السوري في تدمر قبل يومين من سيطرته عليها. لأنه بالرغم من تنسيق الحد الأدنى بين واشنطن وموسكو حول الأزمة السورية، فإن التنافس بينهما يتصاعد في بعض جبهات القتال، لا سيما بخصوص معركة الرقة التي من شأن السيطرة على تدمر أن تعطي الجيش السوري محوراً جديداً للتقدم نحوها، بالإضافة إلى محور أثريا – الطبقة.

وأعلن رئيس وفد الحكومة السورية لمحادثات جنيف بشار الجعفري، لقناة «الميادين»، أن دمشق مستعدة للمشاركة في تحالف دولي ضد الإرهاب، ولكن فقط إذا نسقت الولايات المتحدة العمل مع دمشق تنسيقاً لم تفعله حتى الآن. وقال «التحالف الدولي لم ينجح في سوريا لأنه لم ينسق مع النظام. وروسيا نجحت لأنها تنسق معنا». وأضاف «نحن مع إنشاء تحالف دولي لمكافحة الإرهاب لكن بالتنسيق مع الحكومة السورية. ليس لدينا مانع من أن نتحالف مع أميركا لكن يكون بالتنسيق مع سوريا».

ورحبت واشنطن بطرد «داعش» من تدمر. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي «سأجيب بسرعة، نعم، نعتقد أن عدم سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية بعد اليوم (على تدمر) هو أمر جيد»، لكن من دون أن يصل إلى حد تهنئة الجيش السوري بهذا الإنجاز الميداني الكبير. وأضاف «من المبكر جدا أن نعرف مدى تأثير عملية تدمر على (محادثات السلام) بشكل أو بآخر»، معتبراً أن التحول في المدينة لا يغير معارضة الولايات المتحدة للأسد.

وشكل طرد «داعش» من تدمر محور اتصال أجراه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنظيره الإيراني حسن روحاني، وذلك بعد ساعات من تهنئة بوتين للأسد بهذا الإنجاز. وذكر الكرملين، في بيان، أن الرئيسي الروسي والإيراني «ناقشا بالعمق الوضع في سوريا في ضوء هذا الحدث البالغ الأهمية»، والذي يندرج في «سياق مواصلة مكافحة التنظيمات الإرهابية في سوريا».

وكان أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني قد رحب، في رسالة إلى الأسد، بانتصار الجيش السوري في تدمر. وتعهد بأن «تواصل الحكومة والقوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية دعمها الكامل لسوريا وسائر قوى المقاومة» ضد «داعش».

وقد انسحبت حالة القلق جراء إنجاز تدمر على وفد الرياض في محادثات «جنيف 3»، حيث قرأ ممثلو الفصائل في الوفد هذا الإنجاز على ضوء وثيقة المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا باعتباره دليلاً على أن هدنة وقف العمليات العدائية كانت فخاً وقعت الفصائل فيه. ومن هنا كانت مسارعة «أحرار الشام» إلى التنصل من وثيقة دي ميستورا، من دون أن تمس مبدأ التفاوض، متهمةً الموافقين عليها بالتخاذل وإضاعة «الثورة السورية»، ليلحق بها ممثل «جيش الإسلام» محمد مصطفى علوش، في جو واضح من المزايدة الإعلامية، ليطالب الحركة بإشعال الجبهات وإسقاط الهدنة، في محاولة تهدف على ما يبدو إلى إحراج «أحرار الشام» التي تتعامل مع موضوع الهدنة والمفاوضات بوجهين.

وإذا كان الجيش السوري قد أحدث، من جهة، انقلاباً جذرياً في موازين القوى ومعادلات السيطرة الميدانية، ليس لأنه حقق أول انتصار استراتيجي له ضد «داعش» من موقع الهجوم، بل لأنه أثبت فاعلية جنوده العالية في القتال ضد التنظيم وقدرتهم على دحره بأسرع وقت وبأقل الخسائر الممكنة، مع تكبيد خصمهم خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، فإنه من جهة ثانية أحدث انقلاباً مماثلاً على صعيد بعض المفاهيم التي أريد لها أن تشكل إطار عمل يتحكم بأبعاد الأزمة السورية وآفاق حلها. وأهم هذه المفاهيم هو مفهوم «سوريا المفيدة» الذي جرى تسويقه باعتباره خطة إستراتيجية ينوي الجيش السوري من خلالها العمل على تقسيم سوريا، والاحتفاظ بما أسمته بعض الصحافة «الدويلة العلوية».

لكن الجيش من خلال قبضه على قلب البادية، وخروجه عن حدود الشريط الغربي الممتد بين درعا جنوباً إلى حلب شمالاً، أكّد بما لا يدع مجالاً للشك أن خطته التكتيكية التي اقتضت منه، في ظل ظروف ميدانية ضاغطة، أن يركز جهوده على بعض المدن ذات الكثافة السكانية لحمايتها ومنع تمدد التنظيمات المتطرفة إليها، ولم تكن من قبيل التمهيد للتقسيم كما تم الترويج له، بل هي خطة مدروسة بعناية، كان الهدف الأساسي منها تأمين مرتكزات أساسية للجيش في المناطق الإستراتيجية، ومنع الفصائل المسلحة من حيازة مناطق كاملة ومترابطة بعضها مع بعض، وهو ما أُطلق عليه اسم «إستراتيجية التجزير»، أي الحرص على أن تكون مناطق سيطرة المسلحين مجرد جزر منفصلة يسهل محاصرتها والانقضاض عليها عندما تتوافر الشروط الميدانية والعسكرية.

وقد كان الدعم الروسي أحد هذه الشروط التي ساعدت الجيش على الاستفادة من سياسة «التجزير» التي كرّسها في مناطق المسلحين، بهدف إعادة السيطرة عليها بالتدريج. كما أن الهدنة من خلال إيقافها العمليات العسكرية ضد الجيش في مناطق الفصائل التي وافقت عليها، كانت عاملاً مساعداً آخر مكّن الجيش من حشد قواته باتجاه مناطق «داعش» حيث كان أول الغيث فيها مدينة تدمر.

النهار
بعد عاصفة “التوطين”… إقصاء غسان سلامة!
حكومة الديبلوماسيات المتفرِّدة في دوامة التبرير

جريدة النهار

وتناولت النهار الشأن الداخلي وكتبت تقول “لم تهضم “حكومة المصلحة الوطنية ” بعد ملابسات السياسات والديبلوماسيات المتفردة التي واكبت زيارة الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون للبنان في نهاية الاسبوع الماضي، باعتبار ان عطلة الفصح لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي حالت دون تفاعل فوري لموقف وزير الخارجية جبران باسيل الذي قاطع الزيارة بكل مراحلها. لكن الأمر لا يبدو مرشحاً للوقوف تكراراً عند هذه المأثرة في سلسلة لم تنقطع، ولن تنقطع طبعا، من مآثر تفرق الحكومة فرقا واقطاعات بل دولاً لا يربط بين الواحدة والاخرى منها رابط حتى في ما لا يجيز التصرف والتفرد مثل الخطاب الحكومي والوطني من قضية اللاجئين السوريين الذي عاين بان كي-مون بأم العين ملامح التمايزات الرسمية منه وسط مواقف متفرقة ومتباعدة، فيما يحتاج لبنان بقوة الى توظيف الموقف الدولي الى جانبه واستمالته لتقصير امد معاناته من عبء اللاجئين السوريين من جهة وحض الامم المتحدة على الاضطلاع بدور فعال في ترسيم الحدود البحرية لمنطقته الاقتصادية الخالصة والحؤول دون القرصنة والقضم اللذين تمارسهما اسرائيل مستفيدة من واقع التشتت اللبناني وتوزع مؤسساته وقواه وانقسامها في عهد الفراغ المتمدد والمتمادي.

ليس من سيناريوات واضحة بعد لما يمكن ان يحصل في جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل لدى مقاربة هذا الشأن الحيوي. ولكن ربما كان ضروريا انعاش الذاكرة بأن التضارب في المواقف من مسألة توطين اللاجئين السوريين التي نفى رئيس الوزراء تمام سلام بشدة ان تكون طرحت مع لبنان في أي وقت فيما عاد الوزير باسيل الى اثارتها غداة مغادرة بان كي-مون والوفد الاممي بيروت، استعادت بسرعة تطورات مماثلة تتصل بأزمة العلاقات اللبنانية – الخليجية وقبل هذه وتلك امور مشابهة غالبا ما تضع لبنان وسياسته الخارجية أمام محك صعب وحرج لا يحسد عليه الى الحديث عن وجود “ديبلوماسيات” متصلة بسياسات أفرقاء متصارعين أكثر منها ديبلوماسية موحدة بالحد الادنى التي تمليها المصالح العليا للدولة الممثلة لمجموع اللبنانيين بكل فئاتهم وقواهم.

وسط هذه الأزمة البنيوية الشديدة الوقع على الحكومة تأتي في الايام الاخيرة قضية لا تقل أهمية معنوياً وديبلوماسياً أيضاً لتضيف ثقلاً جديداً على سائر المعنيين بترميم صورة لبنان في المحافل والمنتديات الدولية وخصوصاً ان الامر يتصل هذه المرة بترشيح لبناني لمنصب الامانة العامة لمنظمة “الاونيسكو”. ولم يكن غريبا ان تضج الاوساط اللبنانية في اليومين الاخيرين بنبأ متسرع يفيد أن “المعنيين ” في الحكومة تبنوا ترشيح السيدة فيرا خوري ممثلة بعثة سانتا لوتشيا في “الاونيسكو” للمنصب، فيما كان الوزير السابق غسان سلامة اعلن ترشيحه قبل اقل من اسبوعين طالبا دعم الحكومة لترشيحه. اتخذ الامر بعداً شديد السلبية ليس من منطلق رفض لاسم السيدة المرشحة التي لا يعرفها اكثر المعنيين حتى بهذا الامر وانما من منطلق الاستعجال أولاً في تعميم المعلومات عن تبني الخارجية اللبنانية ترشيح فيرا خوري قطعاً للطريق على أي مراجعة في الامر، وثانيا وهنا الأهم من منطلق ما يمثله غسان سلامة ويجسده من مواصفات عالية جداً لاحتلال موقع مرشح لبنان للامانة العامة للاونيسكو. واذا كان لا بد من معاينة التداعيات الواسعة التي أثارها هذا التطور فتكفي معاينة التأييد العارم الذي حظي به ترشيح سلامة عبر وسائل الاعلام وحملات مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان والمغتربات بالاضافة الى مواقف داخلية عدت هذا الترشيح بمثابة فرصة ثمينة لترميم الصورة المتداعية للبنان خارجياً عبر تزكية غسان سلامة النخبوي وصاحب الكفايات المشهود له عالمياً أكاديمياً وثقافياً وديبلوماسياً. ولعل أسوأ ما واكب هذا التطور ان “المعنيين ” لم تعوزهم القدرة على تبرير الاستعجال في تبني الترشيح الحكومي للسيدة خوري الذي هبط بسرعة قياسية ولم يترك مجالاً لمراجعة أو تريث مما عكس موافقات تجاوزت الخارجية الى رئاسة الوزراء وسواها من مواقع معنية. اذ ان مصادر في الخارجية بررت ذلك بان الوزير السابق غسان سلامة لم يستشر أحداً ولم يراجع أحداً في ترشيحه الذي جاء عبر مقابلة تلفزيونية مع الزميل مارسيل غانم في برنامج “كلام الناس”. واعترفت هذه المصادر بان خوري لم تكن معروفة لدى المسؤولين اللبنانيين فأجريت التحقيقات في شأنها في أروقة المنظمة والبعثات الديبلوماسية “وتبين انها تتمتع بثقل كبير داخلها وتبوأت مناصب ادارية وديبلوماسية عدة مدى أكثر من 20 عاما وعندها قررت الحكومة اللبنانية ترشيحها رسميا”.

مجلس الوزراء
الى ذلك، أبلغت مصادر وزارية “النهار” أنه سبق لمجلس الوزراء أن أقرّ الاعتمادات المطلوبة لإجراء الانتخابات البلدية التي حدد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق مواعيد إجرائها وتالياً فإنها قائمة في مواعيدها. وأوضحت ان المجلس في جلسته العادية بعد غد الخميس قد يتطرق من خارج جدول الاعمال الى مصدر الاموال التي قررها المجلس نفقات لهذه الانتخابات خصوصاً أن لبنان من دون موازنة وتسيّر الحكومة الامور على القاعدة الاثني عشرية.

كما قالت المصادر الى ان الجلسة ستبحث من خارج جدول الاعمال في وضع المطار ونتائج زيارة الامين العام للامم المتحدة والسجال حول توطين اللاجئين.أما في ما يتعلق بجدول الاعمال الذي يتألف من 120 بنداً و16 مشروع مرسوم، فيتصدّره بند جهاز أمن الدولة الذي يجري التشاور في شأنه بجملة مقترحات منها تعيين عضويّن جديدين في مجلس القيادة والمصالحة وتعديل النظام الداخلي.

صراع “داعش” و”النصرة”
في سياق آخر شغلت المعارك العنيفة الدائرة منذ يومين على تخوم عرسال وجرودها بين تنظيمي “داعش” و”النصرة ” الجهات العسكرية والامنية اللبنانية وسط استنفار واسع للجيش تحسباً لتمدد المعارك الى بعض نقاط الداخل الحدودية في الاراضي اللبنانية، علماً ان المنطقة تشهد عاصفة ثلجية اسوة بمعظم المناطق الجبلية اللبنانية. وقال مصدر أمني لوكالة “رويترز” ليل أمس ان الاشتباكات بين التنظيمين أدت الى مقتل 18 من أفراد “النصرة ” وأسر ستة آخرين في مقابل مقتل 14 من “الدولة الاسلامية”. وأشار المصدر الى امتداد القتال من بلدة الجراجير السورية في جبال القلمون الى بلدتي رأس بعلبك وعرسال داخل لبنان.

الأخبار
تدمر تفتح باب «التعاون العسكري»: دمشق وواشنطن معاً ضد الإرهاب؟

جريدة الأخبار

كما تناولت الأخبار الشأن المحلي وكتبت تقول “لم يكد الجيش يعلن تحرير مدينة تدمر حتى عاد الحديث عن مشاركة سوريا في «الحملة الدولية لمكافحة الإرهاب». دمشق رحّبت أمس بأي «تحالف عسكري» مع واشنطن في هذا المجال، كذلك عرضت موسكو أن تكون «جسر» تعاون بين الطرفين.

يفرض انتصار الجيش السوري في تدمر، دمشق كلاعب أساسي في أي «جبهة دولية» محتملة ضد «داعش» وأخواتها. يأتي ذلك في ظل حديث يدور بين عواصم القرار عن أهمية التعاون في المعركة ضد الإرهاب.

نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف تحدث أمس عن إمكانية تعاون بين القوات الأميركية وقوات الجيش السوري في عملية تحرير مدينتي دير الزور والرقة من تنظيم «داعش». كذلك، أعرب رئيس الوفد السوري الحكومي إلى مباحثات جنيف، بشار الجعفري، عن استعداد بلاده للمشاركة في «تحالف يضم الولايات المتحدة الأميركية»، بشرط العمل والتنسيق المسبق مع دمشق.

ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية عن بوغدانوف، قوله إن هذا التعاون ممكن عبر الطرف الروسي، مشيراً إلى عدم وجود قنوات اتصال مباشر بين الجانبين السوري والأميركي على الصعيد العسكري. وأوضح أن التفاهمات التي توصلت إليها مجموعة الدعم الدولية لسوريا وضعت أطراً زمنية محددة لتحقيق التسوية السياسية. وشدّد على ضرورة وضع أطر للتسوية، بما في ذلك بلورة الدستور الجديد مع حلول شهر آب/ أغسطس المقبل.

وأوضح الجعفري، في مقابلة مع قناة «الميادين»، أن الرئيس بشار الأسد دعا منذ البداية إلى إنشاء تحالف دولي لمكافحة الإرهاب، لكن «المشكلة أن البعض كان يريد أن يحارب فوق الأراضي السورية والعراقية دون التنسيق مع حكومتي البلدين، ولذلك لم ينجح، بينما تحالفنا مع حلفائنا الروس أعطى نتائجه أمس واليوم وفي المستقبل». ولفت إلى أهمية التوافق الروسي ــ الأميركي، لكونه يساعد على وقف الأعمال القتالية وعلى الانخراط في الحوار ويخفف التوتر العالمي، ما ينعكس إيجاباً على مجمل الأحداث في المنطقة.

وأشار إلى أن الجولة الثانية من مباحثات جنيف كانت أكثر جوهرية من سابقتها، موضحاً أن تقدم الجيش السوري في تدمر كان «يعطينا حافزاً مهماً»، حيث كان يُظهر أن «ما نقوله عن مكافحة الإرهاب ليس نظرياً، بل عملي».

ولقي النجاح الذي حققه الجيش السوري ضد تنظيم «داعش» في تدمر، أصداءً دوليةً رحّبت بنتائجه، إذ وصفت الخارجية الأميركية على لسان المتحدث باسمها جون كيربي، طرد «داعش» من مدينة تدمر بـ«الأمر الجيد». وفيما بقي الترحيب الأميركي مبطّناً بالحرص على التراث العالمي، رحّب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون باستعادة الجيش لمدينة تدمر، قائلاً، أول من أمس: «أسعدنا وزادنا عزماً إعلان الجيش السوري استعادة السيطرة على تدمر وطرد تنظيم الدولة الإسلامية منها، وأنه الآن سيحمي ويحافظ على هذا الإرث الإنساني… أسعدني أيضاً إعلانهم أنهم سيحاولون ترميمها، وآمل أن يتمكنوا من ذلك».

من جهة أخرى، أفادت مصادر مقربة من المحادثات، أمس، بأن الاجتماع المقبل للمجموعة الدولية لدعم سوريا، قد يعقد قبل الجولة الجديدة من المحادثات، وذلك ضمن مسعى لتشكيل وفد موحد للمعارضة وإشراك الأكراد في المفاوضات.

وفي هذا السياق، أشار بوغدانوف إلى استعداده للقاء «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة، مطلع نيسان/ أبريل، خلال زيارة سيقوم بها لقطر.

وفي سياق آخر، نقلت وكالة «نوفوستي» عن المتحدث باسم البعثة الدبلوماسية الأميركية في موسكو ويليام ستيفنز، أنّ مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي إيه» جون برينان، زار موسكو مطلع آذار/ مارس «وبحث قضية الانتقال السياسي في سوريا محاولاً إقناع موسكو بضرورة تنحي الرئيس بشار الأسد». وأضاف ستيفنز أنّ برينان جدّد أيضاً «موقف الولايات المتحدة المبني على الدعم الكامل لعملية الانتقال السياسي في سوريا وضرورة رحيل (الرئيس بشار الأسد) ضماناً لانتقال سيعبر عن إرادة الشعب السوري».

وفي السياق، نفى نائب وزير الخارجية الروسي أوليغ سيرومولوتوف، ما تناقلته وسائل إعلام عن زيارة برينان للخارجية الروسية، موضحاً أنه «زار أجهزة الاستخبارات الفدرالية». كذلك أكد أن لا علاقة لزيارة برينان بالقرار الروسي بسحب قسم كبير من القوات الروسية من سوريا، مشيراً إلى أنهما حدثان «منفصلان تماماً».

اللواء
تحالف عون – جعجع للإستئثار بالحصة المسيحية في بلدية بيروت
التشريع بند خلافي غداً على طاولة الحوار.. ومجلس الوزراء يتجاوز بند «أمن الدولة»

جريدة اللواء

بدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول “تستأنف الدولة، على ما فيها من شلل، عملها اليوم، مع عودة الرئيس تمام سلام من زيارة خاصة إلى الخارج، أمضى خلالها عطلة الفصح المجيد الذي صادف الأحد الماضي للمسيحيين الذين يتبعون التقويم الغربي.

ويحفل اليومان المقبلان بأجندة من شأنها ان تحمل مؤشرات على جملة استحقاقات مقبلة يغلب عليها النشاط المجلسي، بعد مرور أسبوعين على بدء العقد العادي الأوّل لمجلس النواب، وفقاً للمادة 32 من الدستور:

1- فغداً الأربعاء تنعقد الجلسة 17 لطاولة الحوار الوطني، وعلى جدول أعمالها ما انتهت إليه لجنة التواصل النيابية التي شكلها الرئيس نبيه برّي بحثاً عن قانون للانتخاب، عجزت اللجنة التي رأسها النائب جورج عدوان عن احداث أي خرق، على الرغم من عشرات الاجتماعات التي عقدتها لتدوير الزوايا وتضييق الهوة بين فريق نيابي عريض يطالب بقانون أكثري وآخر عريض أيضاً يُطالب بقانون نسبي أو يجمع بين الأكثري والنسبي، فإذا ما أنتهت النتيجة إلى هذا الوضع، قرّر الرئيس بري وضع تقرير اللجنة على جدول أعمال جلسة الحوار، وهو من صلب جدول أعمال هذه الطاولة.

على ان النقطة الأهم، هي رغبة الرئيس برّي حمل الطاولة على تبني تنشيط المجلس النيابي لإصدار تشريعات قانونية تتلاءم مع خطة التمويل التي حملها البنك الدولي وبنك التنمية الإسلامي عبر رئيسيه اللذين رافقا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الخميس الماضي.

2- وبعد غد الخميس ينعقد مجلس الوزراء للبحث في جدول أعمال من 122 بنداً، يتصدرها موضوع جهاز أمن الدولة، ويتوزع على قبول هبات ونقل اعتمادات، مع العلم ان موضوع «الانترنت غير الشرعي» سيفرض نفسه بنداً من خارج جدول الأعمال، فضلاً عن نتائج زيارة بان إلى بيروت، والأداء المثير للريبة الذي مارسه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل لجهة مقاطعة زيارة ارفع مسؤول أممي، وتسجيل «بطولات» عبر هذه المقاطعة لجهة رفضه تناول الفطور معه أو ارتشاف فنجان قهوة، أو حتى مجرّد اللقاء، متناسياً ان بان يأتي إلى لبنان بصفته ممثلاً للمجتمع الدولي المتمثل بهيئة الأمم المتحدة، وأن لبنان الذي هو عضو مؤسس في هيئة الأمم يراهن على دعمها، سواء في ما خص القرار 1701 أو ترسيم الحدود البحرية فضلاً عن القضية الأهم المتمثلة بمساعدة لبنان على معالجة أزمة الازمات: النزوح السوري وتداعياته امنياً واقتصادياً واجتماعياً، على ما أكّد وزير بارز لـ«اللواء».

ومع ان مصادر وزارية تستبعد ان تكون ثمة مشكلة تواجه عقد جلسة مجلس الوزراء، فإن قضية جهاز أمن الدولة، سواء تجاوزها مجلس الوزراء أو أبقى على دراستها لم يُصرّ بعد إلى إيجاد تسوية سياسية لها، والنقطة الخلافية ان الوزراء المسيحيين ما يزالون على موقفهم لجهة إطلاق يد مدير عام الجهاز اللواء جورج قرعة، في ادارته، واتخاذ القرارات.

وقال وزير الاقتصاد والتجارة آلان حكيم لـ«اللواء» ان الوزراء المسيحيين يؤيدون تطبيق القانون المتعلق بعمل الجهاز، محتفظاً برأيه من موضوع توسيع مجلس القيادة إلى حين طرحه (إذا طرح).

وفي السياق، توقع وزير الشباب والرياضة عبد المطلب حناوي تجاوز هذا الموضوع لأنه ليس من صلاحية مجلس الوزراء إنشاء مجلس قيادة لهذا الجهاز بمرسوم، فجهاز أمن الدولة، أضاف حناوي، انشئ بناءً على قانون الدفاع 102 والقانون يعدل بقانون، وهذا الأمر يحتاج إلى مجلس النواب وليس مجلس الوزراء، معتبراً ان الأمور تسير داخل الجهاز بالتعاون بين المدير العام ونائبه، وأن لا تهميش للواء قرعة. وفي ما خص الانترنت غير الشرعي، استبعد حناوي لـ«اللواء» إعادة طرحه من جديد طالما انه أصبح في عهدة القضاء.

وفي ما خص النازحين السوريين، اتفق الوزيران حكيم وحناوي على رفض العودة الطوعية لهؤلاء. وأكد حكيم لـ«اللواء» أن الموقف واحد لجهة رفض استخدام لبنان كمركز لتجمع السوريين ومنعهم من اللجوء إلى أوروبا، فما اعتبر حناوي أن عودة النازحين إلى بلادهم أمر سهل جداً، فأي تسوية يمكن إنجازها تعني عودة هؤلاء إلى أرضهم ومدنهم وقراهم.

ووفقاً لما ستؤول إليه نتائج طاولة الحوار وجلسة مجلس الوزراء، فإن مسار الاستحقاقات المقبلة سيتوضح، وسيتخذ بشأنه القرار المناسب.

وتمثل هذه الاستحقاقات على مدى 60 يوماً تبقت من عمر العقد العادي في تمرير الانتخابات البلدية، بعدما دعا وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الهيئات الناخبة إلى الانتخاب في محافظات بيروت والبقاع وبعلبك – الهرمل وجبل لبنان بدءاً من 8 أيار، على أن تدعى الهيئات الناخبة في محافظات الجنوب والنبطية والشمال وعكار بقرارات تصدر هذا الأسبوع، أو مطلع الأسبوع المقبل، على أن لا تتجاوز نهاية أيار المقبل.

وفي هذا الإطار، أعربت مصادر نيابية مسيحية عن مخاوفها من أن تؤدي محاولات تحالف عون – جعجع إلى خلق مناخ يمنع التفاهم على الحصص المسيحية لـ12 عضواً في بلدية بيروت من أصل 24 عضواً، وبالتالي سينعكس هذا الوضع سلباً على إمكان تحقيق المناصفة بين المسيحيين والمسلمين مع أن القانون لا ينص على هذه المناصفة.

وكشفت هذه المصادر لـ«اللواء» أن اجتماعاً عقد بين نواب بيروت وممثلين للتيار الوطني الحر و«القوات اللبنانية» أصرّ خلالها ممثلو الثنائي المسيحي على أن تكون حصة المسيحيين في بلدية العاصمة لهما، الأمر الذي استفز نواب العاصمة، واعتبروا أنه من غير الممكن القبول بمثل هذا التوجه.

ويتجه بعض هؤلاء النواب إلى إقناع الكتل النيابية الوازنة بإصدار تشريع يسمح بالتمديد للمجالس الاختيارية والبلدية إذا ما طرأ أي أمر تصبح معه الانتخابات البلدية غير ممكنة في المواعيد المقررة، نظراً لحساسية الوضع والضغوطات الأمنية من الشمال والشرق على لبنان.

وفي سياق انتخابي متصل يتعلق بالرئاسة الأولى، علمت «اللواء» من مصادر ديبلوماسية، أن تلويح العونيين بالشارع لمنع انتخاب النائب سليمان فرنجية، طرح خيارات عملية لمنع استخدام الشارع في تعطيل ما تبقى من الديموقراطية اللبنانية.

وفي المعلومات، أن اقتراحاً جرى التداول به في حال خرج العونيون إلى الشارع، على الرغم من أن «القوات» تتحرك خارج هذا الإطار، بتقريب موعد جلسة انتخاب الرئيس المقررة في 18 نيسان إلى الخميس في 14 أو الجمعة في 15 نيسان.

ونسبت مصادر نيابية إلى مرجع نيابي كبير عدم ممانعته من أي خطوة من شأنها أن تسرّع في انتخاب الرئيس، لا سيما إذا حصل توافق وطني حولها.

وسخرت المصادر النيابية من حملة مقنعة يجري الترويج لها، من أن رئاسة المجلس قد تلعب ورقة النصف زائداً واحداً، مشيرة إلى أن التهويل العوني على هذا الصعيد ليس في مكانه، فالرئيس برّي حسم هذا الموضوع، وما زال على موقفه أن لا جلسة انتخاب من دون نصاب بثلثي أعضاء المجلس.

وكشفت المصادر الديبلوماسية الآنفة الذكر، أن موسكو وواشنطن توليان اهتماماً استثنائياً للانتخابات الرئاسية اللبنانية، على أن لا يمضي شهر نيسان أو أيار إلا ويكون هذا الفراغ قد ملء.

تجدر الإشارة إلى أن البطريرك بشارة الراعي في عظة الفصح اعتبر أن الإحجام عن انتخاب رئيس يهدم شيئاً فشيئاً الوحدة الداخلية وموقع لبنان القانوني على المستوى الدولي، ناقلاً عن الأمين العام للأمم المتحدة قوله أن غياب الرئيس الذي هو وحده حامي الدستور ووحدة الدولة وسيادتها يجعل من لبنان ارضاً سائبة سهلة لتوطين النازحين واللاجئين.

جرود عرسال
امنياً، أفيد عن تجدد الاشتباكات العنيفة بين مسلحي تنظيمي «داعش» و «النصرة» على طول خطوط التماس بين التنظيمين في اعالي جرود عرسال ورأس بعلبك في وادي ميرا وعند معبر الزمراني وصولاً حتى جرود الجراجير.

البناء
الجيش السوري يُعيد من تدمر رسم خارطة طريق الحرب على الإرهاب
قرار أميركي بالانفتاح على الدولة السورية دون انتظار نتائج جنيف
استعدادات للجيش في عرسال… والمشنوق يحسم إجراء الانتخابات البلدية

جريدة البناء

صحيفة البناء كتبت تقول “كما لم يكن يتوقع أحد غير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس السوري بشار الأسد، كانت معادلة الهدنة والإعلان عن الانسحاب الروسي والمحادثات في جنيف متلازمة ثلاثية لا بدّ منها لحسم الحرب في تدمر، وبدء زمن سياسي إقليمي ودولي جديد حول سوريا، فالرهانات والأوهام التي نشرتها هذه الثلاثية عن ارتباك في العلاقة السورية الروسية سهّلت فرص التحضير الهادئ لضربة محسوبة أعدّت لها كل أسباب النجاح، خصوصاً القدرة على حشد القوى البرية اللازمة لحسمها بسرعة متدحرجة في أيام، وكان للهدنة مساهمتها في تسهيل القيام بهذا الحشد، كما كان للرهان على ارتباك العلاقة الروسية السورية مساهمة في تضليل العواصم الإقليمية التي تستمدّ مخابرات داعش معلوماتها منها بشكل شبه رسمي أحياناً وعبر قنوات خاصة أحياناً أخرى.

حسم تدمر والتوجّه نحو معبر التنف والتقرّب من الرقة ودير الزور، بعد استرداد مساحة تعادل ثلاثة أضعاف مساحة لبنان، شكّل ما هو أبعد من الإنجاز العسكري، فخارطة الطريق الافتراضية في دوائر البيت الأبيض والبنتاغون، كانت تمرّ بالتركيز على معادلتين، التحالف الإسلامي الذي تقوده السعودية وتوضّعه جدياً في هذه الحرب، ومراعاة السعودية في تطلباتها الإقليمية، لضمان مشاركتها والدور المنتظر منها ومن تركيا في هذه الحرب. والمعادلة الثانية هي تعزيز قدرات جماعات سورية معارضة وتسليحها وتدريبها للقيام بمهام نوعية في هذه الحرب، وفيما لا تحسب معارك الأكراد التي بلغت سقفها، ظهرت قوات سوريا الديمقراطية كرهان، وفيما كان دخول الجيش السوري إلى تدمر بكل ما تختزن من صعوبات وتعقيدات حسماً لمقولة لا حرب تحقق النصر بدون السعودية وتركيا بوهم التصنيفات الطائفية والمذهبية التي يضعها الأميركيون في مقدمة حساباتهم لهذه الحرب، جاء دخول الجيش السوري إلى تدمر حسما نهائيا لأي محاولة لتصنيفه طائفياً وتأكيداً على معادلة الجيش الوطني أهم وافعل في مكافحة الإرهاب من ميليشيات ملوّنة طائفياً تحت شعار الغطاء المذهبي، كما أنهى الدخول إلى تدمر حكاية قوات سوريا الديمقراطية التي رعاها وواكبها الأميركيون لبلوغ معبر التنف بين سوريا والعراق انطلاقاً من الأردن، بعدما فشلت فشلاً ذريعاً، وصار الرهان الوحيد دولياً للتوجه نحو الرقة ودير الزور هو الجيش السوري، وهذا ما نقلته مصادر إعلامية روسية عن كلام لوزير الخارجية الأميركية جون كيري في لقاءاته في موسكو كنوع من التحدّي في كلامه مع نظيره الروسي سيرغي لافروف الذي كان يسأله، ماذا لو دخل الجيش السوري تدمر ووصل أبواب الرقة ودير الزور ليجيب كيري أن واشنطن عندها لن تنتظر نتائج جنيف لقرار الانفتاح على دمشق. وبالفعل نقلت مصادر على صلة بإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لمواقع إلكترونية ترحيب البيت الأبيض بعملية تدمر، واعتبارها مفصلاً يبرر تكليف أصدقاء مشتركين بنقل رسائل التعاون بين واشنطن ودمشق، وقام الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالإشادة بإنجازات الجيش السوري وتوصيفه كقوة فعالة

بوجه الإرهاب وضمانة لحماية ميراث الإنسانية، وتحدّثت مصادر مطلعة عن توقعات بحدوث لقاءات أميركية سورية، بعدما فتحت مفوّضة شؤون الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي فريدريكا موغريني بلقائها رئيس الوفد الرسمي السوري إلى مفاوضات جنيف السفير بشار الجعفري الطريق لكسر الجليد بين واشنطن ودمشق وشكلت السابقة الممكن اتباعها.

على إيقاع إنجاز تدمر والإرباك الذي تعيشه الجماعات المسلحة في جرود عرسال ورأس بعلبك واندلاع الاشتباكات بين جبهة النصرة وتنظيم داعش، يستعدّ الجيش اللبناني لتعزيز تواجده ومواقعه في المنطقة تحسباً لمغامرات قد تُقدم عليها الجماعات اليائسة بعد قطع خطوط إمدادها وشعورها بوطأة الحصار وفقدان الأمل بالتواصل مع خلفية متينة.

بالتوازي مع استعدادات الجيش شرقاً، استعدادات وزارة الداخلية لورشة الانتخابات البلدية التي حسم أمرها وزير الداخلية نهاد المشنوق بتوجيه الدعوات للهيئات الناخبة.

ملف أمن الدولة إلى التسوية
لم تشهد عطلة عيد الفصح أي جديد في ملف الرئاسة أو على الصعيد الحكومي، بانتظار جلسة جديدة لطاولة الحوار الوطني يوم الأربعاء المقبل تليها جلسة لمجلس الوزراء الخميس على أن يكون ملف جهاز أمن الدولة الذي يتجه إلى التسوية بنداً أول على جدول أعمالها المؤلف من حوالي 90 بنداً.

وأكد وزير الاقتصاد ألان حكيم لـ«البناء» أن «هناك قراراً لبت ملف أمن الدولة بأسرع وقت ممكن من خلال إيجاد صيغة تسوية وسطية»، مشدداً على أن «الاتصالات على هذا الصعيد ستستكمل خلال اليومين المقبلين لبلورة هذه الصيغة وللحديث في تفاصيل التسوية»، معلناً أن «هناك توافقاً مع رئيس الحكومة لإنهاء الخلاف حول هذا الموضوع».

ولفت حكيم إلى أن «مضمون التسوية يجب أن ينطلق من تطبيق القانون الذي يُعطي المدير العام صلاحية في اتخاذ القرارات المتعلقة بهذا الجهاز، كما الحال في سائر المؤسسات العسكرية». ونفت مصادر وزارية لـ«البناء» أي تواصل مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري على هذا الصعيد.

ومن المتوقع أن تحضر زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في الجلسة لا سيما لجهة المساعدات الدولية المقررة للبنان لإيواء النازحين السوريين والحديث عن توطينهم في لبنان.

باسيل: النزوح يهدّد لبنان بالزوال
وفي موازاة ذلك، أكد وزير الخارجية جبران باسيل، خلال مؤتمر صحافي، على رفض التوطين، قائلاً: «إن لبنان لن يحصل إلا على التوطين في حال لم يباشر باتخاذ الإجراءات اللازمة. هذا واقع يتعزز بسكوتنا وقبولنا بالمسايرة». وشدد باسيل على أن «التواصل مع السلطات السورية، قد يكون باباً من أبواب المساعدة على التخفيف من وطأة الأزمة، وليس السبيل الوحيد إلى الحل ولكن هناك رفض سياسي داخلي في لبنان، ممن لديهم موقف معادٍ للنظام السوري، لكن هناك علاقات دبلوماسية قائمة بين سورية ولبنان، والحكومة اللبنانية مقصرة في هذا المجال، في حين يجب أن يكون ملف النزوح السوري، الملف الأول المدرج على جدول أعمال جلسات الحوار، لأنه يهدد لبنان بالزوال».

حزب الله: نرفض التوطين
وسجّل تناغماً في المواقف بين حزب الله والوزير باسيل على هذا الصعيد، حيث رأى نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، أن «زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى لبنان ليست بريئة في هذه المرحلة»، مؤكداً «أن حزب الله بالمبدأ ضد التوطين سواء كان توطين الفلسطينيين أو التوطين للسوريين».

وأكّد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسين الموسوي أن «الحديث عن العودة الطوعية للنازحين السوريين هو طرح مرفوض، لأنه بلا شك متعلق بالتوطين الذي هو مؤامرة مكشوفة بحق الشعب السوري والشعب الفلسطيني والشعب اللبناني».

الراعي: الفراغ الرئاسي يسهّل التوطين
واعتبر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي خلال قداس عيد الفصح المجيد في بكركي، «أن الإحجام عن انتخاب رئيس للجمهورية يهدم شيئاً فشيئاً الوحدة الداخلية وموقع لبنان القانوني على المستوى الدولي ويجعل من لبنان أرضاً سائبة، سهلة لتوطين النازحين واللاجئين». مشدداً على أن «بقاء النازحين السوريين جميعاً حيث هم في حالات بؤس وحرمان، ولا سيما في لبنان بأعدادهم التي تشكل نصف سكانه، يجعلهم عرضة لاستغلالهم السياسي والمذهبي وبخاصة من المنظمات الإرهابية، ولذلك يرفض لبنان الرسمي أن تكون عودتهم «طوعية» كما جاء في قرار مجلس الأمن 2254».

لقاء نيابي قواتي – عوني…
ويتحضّر نواب التيار الوطني الحر و«القوات اللبنانية» لعقد لقاء مشترك مهّد له لقاءا النائبين إبراهيم كنعان وجورج عدوان الأسبوع الماضي على أن يتحول دورياً.

وسيبحث هذا اللقاء، إضافة إلى الملف الرئاسي الذي سيكون الملف الرئيسي، موضوع الانتخابات البلدية وقانون الانتخاب والوظائف المسيحية في الدولة في ظل ما يتعرّضون له من تهميش.

ورفض مصدر في التيار الوطني الحرّ الإفصاح عن الخطوات التي سيلجأ إليها «التيار» لمواجهة استمرار الفراغ الرئاسي وتهميش المكون المسيحي، وقالت لـ«البناء» إن «الخطوات المقبلة ستكون في إطار رفض الوضع القائم والعمل في اتجاه إيجاد الوضع الملائم لتصحيح التوازن بين المكونات اللبنانية».

المشنوق يدعو الهيئات الناخبة
على صعيد الاستحقاق البلدي، أصدر وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أربعة قرارات، قضى بموجبها بدعوة الهيئات الناخبة للانتخابات البلدية والاختيارية في محافظات بيروت والبقاع وبعلبك – الهرمل وجبل لبنان، على أن يصار إلى إصدار قرارات دعوة الهيئات الناخبة في محافظات الجنوب والنبطية والشمال وعكار الأسبوع الجاري.

إجراء كويتي جديد…
وعلى صعيد الإجراءات الخليجية العقابية ضد لبنان، ألغت السلطات الكويتية إقامات 60 لبنانياً بذريعة ارتباطهم بحزب الله الذي صنفته الدول الخليجية منظمة «إرهابية»، بحسب ما أفادت صحيفة القبس الكويتية، بعد أسبوع على إبعاد آخرين «ثبت انتماؤهم» للحزب.

.. والسعودية لن تذهب بعيداً
واستبعد مصدر دبلوماسي سابق أن تذهب دول الخليج بعيداً في إجراءاتها ضد لبنان، وأشار لـ«البناء» إلى أن «السعودية لا تريد تدمير الاقتصاد اللبناني ولذلك تقتصر الإجراءات على مجموعة معينة من اللبنانيين العاملين في دول الخليج، لأنها إذا قررت التوسع بإجراءاتها أكثر لتطال كل العاملين اللبنانيين في دول الخليج، فإن ذلك سيؤثر سلباً على الاقتصاد اللبناني».

ولفت المصدر إلى أن «دول الخليج تفصل بين حزب الله والدولة اللبنانية، ورغم ذلك إلا أنها لا تستطيع طرد كل المتعاطفين مع حزب الله»، مرجحاً «أن ينحسر هذا التصعيد الخليجي ضد لبنان تدريجياً باستثناء بعض الإجراءات العقابية التي ستتصاعد في الأيام المقبلة».

وتوقع المصدر أن «تكبح السعودية جماحها وأن تتجه إلى التسويات مع إيران لترتيب الملفات في المنطقة والخليج»، كما توقع أن «تتجه إيران أيضاً إلى الانفتاح على دول الجوار تماشياً مع سياسة الرئيس حسن روحاني الانفتاحية على العالم».

عرسال ساحة تصفيات بين «داعش» و«النصرة»
أمنياً، وعلى وقع سقوط مدينة تدمر السورية في قبضة الجيش السوري وحلفائه وهزيمة تنظيم «داعش» وانسحاب عناصره باتجاه الرقة ودير الزور، سجلت اشتباكات عنيفة بين «داعش» وجبهة «النصرة» في جرود عرسال ورأس بعلبك في البقاع الشمالي، في إطار تصفية الحسابات بين التنظيمين، ما أسفر عن وقوع أكثر من عشرين قتيلاً وجرح عدد كبير من مسلحي الطرفين، واستمرت الاشتباكات حتى منتصف ليل أمس.

«داعش» يحشد لاقتحام عرسال
وأشارت مصادر عسكرية لـ«البناء» إلى أن «هجوم النصرة على داعش جاء بعد سحب الأخير من قواته إلى سورية، فاستغلت النصرة الوضع المأزوم عند داعش وقامت بالهجوم على المواقع التي خسرتها منذ مدة».

وعلمت «البناء» أن «الاشتباكات أدّت إلى مقتل المسؤول الميداني في داعش أبو عزام وأفراد مجموعته وعرف منهم، أبوعبد الباري، وأبو الفاروق. وقتل من النصرة: أبو البصير، أبو خطاب التلي، حذيفة التلي، أبو إسحاق، وأبو عائشة العرسالي وهو لبناني الجنسية». كما علمت أن «داعش يحشد قواته ويستعدّ لاقتحام منطقة الملاهي والعجرم ومخيمات النازحين في جرود عرسال، بينما شوهدت عناصره تتجمّع في نقاط قريبة من تلك المنطقة المنوي استهدافها».

وتحدثت المعلومات عن مقتل «المدعو مجد محمد عبد المجيد الحجيري» وهو أحد أبرز قادة تنظيم «جبهة النصرة» التابع لمصطفى الحجيري وهو المساعد الأول له وملقب بـ «أبو البراء» وجثته لا تزال في ارض الاشتباك، بينما تتقبل عائلته التعازي في منزله في البلدة.

..وتوتر في عين الحلوة
وتزامناً مع التصعيد بقاعاً، توتر الوضع الأمني في مخيم عين الحلوة جنوباً، إثر إقدام أحد عناصر بلال بدر ويُدعى عمر الناطور، على إطلاق النار باتجاه عبد قبلاوي المنتمي إلى حركة «فتح»، عند مفترق سوق الخضار في الشارع الفوقاني، ما أدى إلى مقتله. وأعقب ذلك استنفار بين الطرفين، ما استدعى تدخل القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة لمعالجة تداعيات الحادثة وتطويقها.

وعلمت «البناء» من مصادر في المخيم أن «الحادث وقع على خلفية خلاف شخصي بين الطرفين وإثر قيام الناطور الذي ينتمي إلى مجموعة بلال بدر باغتيال قبلاوي الذي ينتمي إلى حركة فتح أقدم مجهولون لاحقاً على استدراج محمود الناطور شقيق عمر الناطور أثناء عودته من عمله، وتم إعدامه في الشارع».

وقالت مصادر في اللجنة الأمنية الفلسطينية العليا لـ«البناء» «إنها عقدت اجتماعات عدة مساء أمس، في محاولة لتطويق الحادث وأنها طلبت من عائلتي الناطور وقبلاوي وقف إطلاق النار وتسليم القتلة والمتورطين في الحادث».

واستغربت المصادر اندلاع هذا الحادث في «ظل معاهدة ومصالحة تمت بين الطرفين منذ عشرة أيام»، واستبعدت المصادر أن «يتطور الأمر إلى أبعد من ذلك أو تتوسع الاشتباكات إلى مناطق عدة في المخيم»، مشددة على أن هذه «الاشتباكات تتجه إلى التطويق والانحسار وأنها تنحصر في الشارع الفوقاني والشارع التحتاني في حي الزيد».

المصدر: صحف