كلنا ندرك أهمية الاسرة كأساس في مجتمع سليم وندرك التحديات والتعقيدات المتزايدة التي تفرض نفسها سلبا على الاسر وانسجامها ونجاح دورها ، ومن هناك كانت اهمية اطلاق الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله “أسبوع الأسرة” من 26 ذي القعدة إلى 1 ذي الحجة في اجواء ذكرى زواج الإمام علي عليه السلام والسيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، وهي مبادرة لها اهميتها الكبيرة في اعادة القاء الضوء على دور الاسرة ودور الاهل وسبل مواجهة المشاكل العائلية المتزايدة.
في هذا الاطار تحدث موقع المنار الى رئيس جمعية قولنا والعمل سماحة الشيخ احمد القطان حول اهمية الاسرة في الاسلام وحول اسباب التعقيدات في واقع الاسرة الحالي.
واكد الشيخ القطان ان الاسرة في الاسلام مكرّمة ولها اهمية كبرى، وتبدأ الاسرة من الزواج حيث ان الرسول صلى الله عليه وآله وضع اسساً لهذا الزواج فإذا اراد الشاب ان يرتبط بفتاة ينبغي ان يكون هذا الارتباط على اساس الدين لذلك قال الرسول (ص): فاظفر بذات الدين ترِبَت يداك. وبالنسبة للفتاة ايضا اذا ارادت ان ترتبط بشاب ينبغي ان تنظر لدينه وان ينظر وليها للدين والاخلاق كأساس، فقال الرسول (ص): اذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه وامانته فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الارض وفساد عريض. يعني ذلك ان بناء الاسرة يبدأ من نواة هذه الاسرة اي الرجل والفتاة: ان يكون الشاب مؤمنا وان تكون هي مؤمنة وبذلك يؤسس البيت وتؤسس الاسرة على اساس التقوى.. ثم بعد ذلك طبعا يكون انجاب الاولاد وتربيتهم على الاسس الدينية والاخلاقية، وعلى الاسس التي تجعل هذا البيت وهذه الاسرة نواة في مجتمع فاضل باذن الله.
واعتبر الشيخ القطان ان الاسرة اليوم امام تحديات كثيرة لأن كثيرا من الأهل لم يعودوا يأخذون الدور الصحيح في الاسرة، واضاف: يجب على الاب والام ان يعلموا ان الرسول (ص) قال “كلكم راع وكل راع مسؤول عن رعيته”، فالأب راع في بيته ومسؤول عن رعيته والأم راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، وعندما يقوم الاهل بالمهمة المتوجبة عليهم وعندما يكون هناك تفاهم في الاسرة على اساس الحقوق والواجبات عندها نؤسس اسرة صحيحة.
اضاف: اما اليوم للأسف ترك الأهل هذا الواجب ويتكلمون فقط عن حقوقهم والاولاد يتكلمون عن حقوقهم التي ينبغي ان يحصلوا عليها من الاهل ولا يتحدثون عن الواجبات.
واشار الى ان المجتمع اليوم ايضا اصبح كغرفة واحدة في ظل ما يوجد من وسائل تواصل اجتماعي، كما ان الفساد الموجود والبعد عن الاخلاقيات الدينية بشكل عام كل ذلك جعل الاسرة امام تحديات اكبر تفرض على الاهل ان يتنبهوا اكثر ويجب ان تكون المهمة مشتركة ما بين الاهل والمدارس والجامعات والمعاهد واماكن العمل.
واكد ان كل المؤمنين يجب ان يشتركوا في تربية هذا الجيل الصاعد حتى تكون لدينا اسر متماسكة، فوسائل التواصل كان لها دور كبير جدا في افساد الكثير من المجتمعات لذلك يجب ان تستغل بالشكل الصحيح لا بالشكل الذي نراه في ايامنا هذه لأنه ينعكس سلبا على كل الأسر.
المصدر: موقع المنار