اعتبر نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم “ان النصر الاستثنائي في حرب تموز عام 2006 حصل لأول مرة في تاريخ الصراع مع إسرائيل، وبهذه الصيغة والنتيجة المميزة، تمكنت أن تنتصر القلة على الكثرة، والمجموعة على الكيان، والمؤمنون على المنحرفين الفاجرين، وأصحاب الحق والأرض على المحتلين المعتدين، فهذا نموذج رائع ورائد، ترك آثاره وبصماته في كل المنطقة، وحرك الركود، وجعل الناس يشعرون أن بإمكانهم أن يصنعوا تحريرهم ومستقبلهم”.
كلام الشيخ قاسم جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله لفقيد المقاومة حسين أحمد مهنا (أبو علي مهنا) بمناسبة ذكرى مرور أربعين يوما على رحيله، وذلك في حسينية بلدة كونين الجنوبية بحضور عدد من العلماء والفاعليات والشخصيات، وحشد من أهالي البلدة والقرى المجاورة، وقال “لدينا محطتان، محطة التحرير سنة 2000 التي أنجزت الاستقلال، ومحطة النصر عام 2006 التي ثبتت لبنان القوي بثلاثي الجيش والشعب والمقاومة، وأثبتت معادلة تموز أن قوتنا بهذا الثلاثي راسخة ومؤثرة وصنعت لنا هذا الاستقرار السياسي والأمني وهذا الردع، وصنعت لنا هذه المكانة، ليكون لبنان محترما، وله رأيه وقناعاته، ولا يكون تابعا”.
وأردف “إن من حق لبنان أن يستخدم عناصر قوته إلى جانب الجيش والشعب من أجل أن يبقى متماسكا ومستقلا وحاميا لأرضه، وأما هؤلاء الذين يدعون إلى تجريد لبنان من مقاومته، فهؤلاء يخدمون إسرائيل، ويجعلون لبنان مستباحا أمام العدوان والتوطين والتبعية، لأن إسرائيل تريد لبنان ضعيفا كي تقرر أن تعتدي عليه متى تشاء لتفرض شروطها السياسية، ولتأخذ من لبنان ما يمكنها من أن تكون محتلة ومثبتة لاحتلالها في الكيان الإسرائيلي”.
وقال سماحته “ان البعض في لبنان يقولون ان الجيش هو الذي يجب أن يعمل للتحرير، ونحن نقول إن واجب الجيش أن يعمل للتحرير، ونحن نؤمن أن مسؤوليته كذلك، وهو في المقدمة، ولكن من يقرأ الواقع، يرى أن الجيش وحده لا يمكن أن يحقق إنجاز مواجهة إسرائيل مع الظروف الموضوعية من إمكانات وواقع سياسي محلي ودولي، فلا بد أن تكون المقاومة رديفا وإلى جانبه ومعه إضافة إلى الشعب من أجل أن تحقق هذا الإنجاز، وأكبر دليل اليوم هو الردع الإسرائيلي عن القيام باعتداءات ضد لبنان خلال كل هذه الفترة من سنة 2006 حتى الآن، فالذي يردع إسرائيل هي قوة المقاومة”.
وأشار الى “ان سبب عدم قيام العدو الإسرائيلي بعدوان أو حرب على لبنان، يعود إلى خشيتهم على جبهتم الداخلية من أن تتساقط الصواريخ عليها في كل مكان من تل أبيب إلى حيفا إلى يافا وكل مكان في الكيان الإسرائيلي، وبالتالي لأنهم يخافون على جبهتهم الداخلية، ويخشون من أن تقصف أماكنهم الحساسة والمؤثرة، ويعتقدون أن الانتصار صعب بل مستحيل في مثل هذه المعركة ضد لبنان، يرتدعون ولا يقومون بالعدوان على لبنان، وعليه، فإن المقاومة خدمت وردعت فضلا عن أنها حررت، وبإمكانها أن تحرر دائما إن شاء الله تعالى ما دامت بهذه الروحية والعقلية والاتجاه”.
وأردف الشيخ قاسم “إن هؤلاء الذين يريدون إبطال قوة لبنان، يعرضون لبنان للخطر والاعتداء الإسرائيلي، لا سيما وأن المنطق الذي تتحدث فيه إسرائيل اليوم، لا يتضمن شيئا اسمه السلام والاستقرار وإعطاء حقوق الفلسطينيين، فدائما تتحدث إسرائيل عن التوقيت الذي ستعتدي فيه لتلزم الفلسطينيين واللبنانيين والعرب بخيارات، وإذا تحدثت عن سلام، فهو سلام من يكون ذليلا لها، ويأتي إلى خدمتها، ويوافق على حدودها وضوابطها، وبالتالي هل يمكن أن نجرد أنفسنا من القوة في مواجهة هذا العدو،
فهؤلاء الذين يصوبون على سلاح المقاومة، يستدرجون دعما خارجيا لهم ليكونوا مقبولين ليعوضوا عن ضعفهم الداخلي وقلة شعبيتهم، وعليه، فإننا نقول لهم من كانت شعبيته في الداخل قليلة وضعيفة، وكانت مكانته السياسية ضعيفة وغير مؤثرة، لا يمكن أن ينفعه الدعم الخارجي، ولا يمكن أن يرتقي ما دام الشعب له خيارات أخرى، فشعب لبنان مع الجيش والشعب والمقاومة، والآخرون عليهم أن يبحثوا عن دور بطريقة صحيحة من خلال الإيمان بهذه المعادلة، وإلا سيبقون هامشيين في السياسة اللبنانية، وهذا هو منطق الأمور، وهذا هو منطق نصر تموز، واستقلال لبنان بكل ما للكلمة من معنى”.
وقال “لقد شغلت قضية قبرشمون لبنان، ومن الطبيعي أن تكون هذه القضية مؤثرة ومهمة، لأنها خطيرة وتؤسس في ما لو لم تعالج ذيولها بمنطق غير سليم في الواقع اللبناني، فنحن مع مسار قضائي، يتفق عليه طرفا القضية إذا أمكن ذلك، ونشجع على أي حل ينطلق من الاتفاق، ولكن من الضروري أن نضع حدا لعدم اجتماع الحكومة، لأن الحكومة تتحمل مسؤولية البلد، وعليها أن تجتمع لتعالج قضايا الناس، والناس بحاجة إلى حلول، ويجب استثمار إنجاز الموازنة في مجلس النواب، للانطلاق إلى المشاريع التي تم التخطيط لها، والتي تحتاج إلى مراسيم وآليات عمل من خلال الحكومة لمعالجة الوضع الاقتصادي ووضعه على السكة، وكذلك لمعالجة الخدمات التي يحتاجها الناس في الملفات المختلفة مثل ملف النفايات والكهرباء وملفات أخرى تحتاج في الحقيقة إلى عمل دؤوب من قبل الحكومة، وإلى خطط مرسومة”.
وختم الشيخ قاسم “إننا لم ننجز بعد إطلاق إسم المرشح عن دائرة صور في الانتخابات النيابية الفرعية، وعندما نحدد الاسم، فإننا سنعلنه بشكل مباشر للناس، وسنعمل على أن نعلن أحد الأخوة الأعزاء في هذا الموقع ليكون محل اختيار الناس في الندوة النيابية”.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام