يهدد تغير المناخ بجلب سلسلة من حالات الجفاف المميتة إلى الولايات المتحدة، لم تحدث منذ العصور الوسطى.
ويقول العلماء في تحذير صارخ صدر يوم الأربعاء 24 يوليو، إن الجفاف الضخم الذي دام عقودا في السابق، قد يضرب الجنوب الغربي الأمريكي إذا استمر الاحتباس الحراري.
وتستمر فترات الجفاف الشديد لأكثر من 20 عاما، وتتسبب في شح مياه الأنهار، بينما تصبح الغابات عبارة عن مربعات يابسة في انتظار شرارة “الرحمة”.
وتعرض جنوب غرب الولايات المتحدة لعشرات من موجات الجفاف بين القرنين التاسع والخامس عشر، ولكنها توقفت في ظروف غامضة قرابة عام 1600.
وبدأ الباحثون في جامعة كولومبيا بولاية نيويورك الأمريكية، في فهم السبب بشكل أفضل، من خلال التحقيق في عدد كبير من بيانات المناخ ودرجة حرارة المحيطات من الألفي عام الماضية.
وكتب فريق البحث في دراسة جديدة أنه يجب أن يكون هناك 3 تغييرات مناخية معقدة، تؤدي إلى حدوث جفاف كبير:
أولا، يجب أن يكون المحيط الأطلسي أكثر دفئا من المعتاد.
ثانيا، يجب أن تحدث سلسلة من أحداث La Niña الشديدة والمتكررة- درجات حرارة البحر المدارية الباردة التي يمكن أن تسبب جفاف أجزاء من الكرة الأرضية بالقرب من خط الاستواء.
وأخيرا، يجب أن يمتص الكوكب أشعة الشمس أكثر مما ينعكس في الفضاء، ما يؤدي إلى ارتفاع درجات حرارة السطح.
ويقترح العلماء أن أحداث La Niña المتكررة كانت على الأرجح مسؤولة عن الجفاف في العصور الوسطى في أمريكا. ويحذرون من حدوث المزيد من موجات الجفاف القاتلة.
وإذا استمر التغير المناخي، فستشهد منطقة الجنوب الغربي الأمريكية مزيدا من حالات الجفاف الضخمة. وسيؤدي ذلك إلى امتصاص أشعة الشمس بمعدل أعلى من الكمية المنعكسة، ما يزيد من احتمالية حدوث حالات جفاف كارثية، في حال وقوع حدث La Niña في المستقبل.
وفي الوقت الحالي، تتعرض الولايات المتحدة لحدث La Niña مرة كل سنتين إلى 7 سنوات.
وقال قائد الدراسة، العالم ناثان ستيغر: “نظرا لزيادة الجفاف الأساسي، ففي المستقبل عند التعرض لظاهرة La Niña الكبيرة، أو العديد منها على التوالي، قد يؤدي ذلك إلى حدوث جفاف كبير في الغرب الأمريكي”.
ويعتقد بعض العلماء أن الجنوب الغربي الأمريكي يقع بالفعل على حافة الجفاف الضخم.
وفي اجتماع للاتحاد الجيوفيزيائي الأمريكي العام الماضي، حذر باحثو جامعة كولومبيا من أن حدث الجفاف المستمر إلى يومنا هذا من عام 2000، قد يكون بداية موجة جفاف قاسية دامت لعقود.
ونُشرت الدراسة في مجلة Science Advances.
المصدر: ذي صن