توجه ناخبو مدينة اسطنبول اليوم لانتخاب رئيس لبلديتهم بعد إلغاء فوز مرشح المعارضة في اقتراع 31 آذار/مارس، الأمر الذي يضع الرئيس رجب طيب أردوغان أمام امتحان ثقة قاس وخيارات أحلاها مر.
ويتنافس على المنصب مرشح تحالف الشعب بن علي يلدريم (حزب العدالة والتنمية)، ومرشح تحالف الأمة أكرم إمام أوغلو (حزب الشعب الجمهوري)، ومرشح حزب السعادة نجدت كوكجنار، ومرشح حزب الوطن مصطفى إيلكر.
لكن التنافس ينحصر بين مرشح حزب الشعب الجمهوري أكرم إمام أوغلو، الذي فاز بفارق بسيط في الاقتراع السابق، وبن علي يلديريم السياسي المقرب من أردوغان والذي فقد منصبه في رئاسة الحكومة بعد تحويل النظام السياسي في البلاد لنظام رئاسي، فيما يرى كثير من المراقبين أن أردوغان سيخرج أضعف من هذا الاقتراع أيا تكن نتائجه.
وبعد كم كبير من الطعون التي قدمها حزب العدالة والتنمية الحاكم، ألغت اللجنة الانتخابية العليا نتائج الاقتراع ودعت لانتخابات جديدة في 23 حزيران/يونيو.
ومع أن اللجنة عللت قرارها بسلسلة من التجاوزات بينها اختيار مسؤولي مكاتب الاقتراع وقدرت عدد “بطاقات الاقتراع المشبوهة” بأكثر من 300 ألف، إلا أن أسئلة تبقى مطروحة خصوصا عن سبب إلغاء انتخاب رئيس البلدية وحده، دون المستشارين البلديين الذين ينتمي معظمهم لحزب أردوغان.
وتجري العملية الانتخابية في 31 ألفا و342 صندوق اقتراع في 39 قضاء في إسطنبول، ومن المنتظر أن يشارك فيها 10 ملايين و561 ألفًا و963 ناخبًا.
وتنتهي عملية التصويت في تمام الخامسة عصرا.
ويقول محللون إن أردوغان متمسك بالفوز برئاسة بلدية اسطنبول لأن المدينة توفر لرئيس بلديتها موارد كبيرة جدا ومنبرا سياسيا من الدرجة الأولى.
وكان أردوغان نفسه قد بدأ مسيرته السياسية رئيسا لبلدية اسطنبول وكثيرا ما ردد أن “من يفوز في اسطنبول يفوز في تركيا”.
وأوضح الأستاذ الجامعي في أنقرة بيرق أشين أن اسطنبول “هي الوقود الذي يدير ماكينة حزب العدالة والتنمية”.
وأضاف أن بلدية اسطنبول “تنفق مليارات الدولارات على استدراج العروض العامة الخدمات، مما يجعل حزب العدالة والتنمية على اتصال مباشر مع الناخبين”.
وفي حال فوز مرشح المعارضة إمام أوغلو، فإن ذلك قد يؤدي إلى “فوضى كبيرة داخل حزب العدالة والتنمية”، كما قالت أستاذة العلوم السياسية في أنقرة عائشة اياتا.
وأضافت أن فوز مرشح المعارضة سيقوض صورة “الماكينة الانتخابية” التي لا تهزم لحزب أردوغان ويمكن أن يعزز ذلك نزعات الانشقاق داخله.
من جهة أخرى، اعتبر أشين أن فوز إمام أوغلو سيمنحه هالة وطنية من شأنها أن تهدد زعامة أردوغان على المدى البعيد.
أما في حال فوز بن علي يلدريم، فإن عددا من الخبراء يرون أنه سيكون “نصرا باهظ الثمن” لحصوله بعد إلغاء مثير للجدل للاقتراع الأول.
المصدر: وكالات