يعد الرسم مهارة رائعة يجب علينا جميعا تشجيع الأطفال على ممارستها من اللحظة التي يتمكنون فيها من التلوين لأول مرة.
ويستطيع الطفل أن يبدع باستعمال بعض الطباشير والأقلام والأوراق الملونة. وقد تكون هذه الرسومات في بعض الأحيان مجرد “خربشات” وأحيانا أخرى تكون قطعا فنيّة رائعة.
والرسم مفيد للصحة العقليّة للأطفال، إذ يمثّل هذا النشاط طريقة مثالية لتطوير مهاراتهم الحركية والعقلية، وتعزيز نموهم الاستكشافي والنفسي والعاطفي. وعلى عكس البالغين، لا يقلق الأطفال بشأن آراء الآخرين، وليسوا متحيزين ضد رسوماتهم، وليس لديهم حواجز عاطفية أو عقلية تحد من قدراتهم.
بغض النظر عن الفوائد الكثيرة للرسم، فإنه يجب على الوالدين عدم إجبار طفلهم على الرسم ما لم يكن يرغب حقا بذلك، لكن بإمكانهم في المقابل إثارة اهتمامه بالموضوع.
ويجب أن يكون الرسم نشاطا ممتعا للأطفال، يمكّنهم من اختيار الألوان التي يحبونها والمواضيع التي يرغبون باستكشافها. ويحتاج الأطفال إلى مساحة وحرية إبداعية لتطوير لغتهم. وأخيرًا، يجب الثناء عليهم دائما على أي مجهود يبذلونه، مما سيساعدهم على تنمية ثقتهم بأنفسهم وتعزيز مهاراتهم الإبداعية.
تاليا بعض الفوائد التي يمنحها الرسم للأطفال، بحسب تقرير نشره موقع “ستيب تو هيلث” الأميركي:
-تحفيز الخيال وتشجيع الإبداع: الأطفال لا يستوعبون الكلمات المكتوبة برموز محددة على الورق، وهذا هو السبب الذي يجعلهم مفتونين بتصفح كتب القصص المليئة بالألوان والرسومات. وعندما يبدؤون في الرسم، يساعدهم ذلك على تحفيز مخيلتهم عن طريق رسم الشخصيات والكائنات التي يختارونها من محيطهم. ويستخدمون رسوماتهم لتجسيد القصص الرائعة التي هي نتاج خيالهم.
-تنسيق حركة اليد والعين: لا تكون الرسومات الأولى للطفل عادة منطقية بالنسبة لنا، نظرا لأنه غير قادر على التنسيق بين دماغه وعينيه ويديه، وهو ما يفسر كون رسومات الأطفال تفتقر للمعنى وتمتد خارج حدود الورقة.
في البداية، يحاول الأطفال الرسم بأي طريقة ممكنة إلى أن يكتشفوا تقنية الرسم الخاصة بهم عندما يكتشفون أن حركاتهم ترتبط بالخطوط التي يرسمونها على الورق. لهذا السبب، يعد الرسم وسيلة مساعدة على تنمية المهارات الحركية الدقيقة، بسبب تحريك عظام الأصابع كلها، مما يسهل عليهم اكتساب القدرة على الكتابة في وقت لاحق.
-طريقة لقياس النمو: هناك مراحل متعلقة بإتقان الرسم مشابهة لمراحل نمو الطفل. وعادة ما تكون البداية فوضوية، ولا يسيطر الطفل على حركات يديه، وبعد 18 شهرا، تصبح هذه الحركات أكثر وضوحا، ويستمر هذا الوضع إلى السنة الثالثة أو الرابعة.
بعد ذلك، يبدأ الطفل بتنفيذ الرسومات التخطيطية حتى عمر ست سنوات، والتي تعرف بمرحلة تحضير المدرك الشكلي (من خلال رسم دائرة تمثل الرأس وخطين عموديين يمثلان الساقين).
-التركيز وتعزيز الملاحظة: يحفز الرسم التركيز والمثابرة، إذ يساعد الأطفال على تنظيم أفكارهم وإدراكهم لما حولهم، لأنهم يرسمون عادة ما يعرفونه. ويحفز الرسم حس الملاحظة، وخلال هذه العملية، يعمل الدماغ بجهد أكبر لمحاولة تجسيد الواقع على قطعة من الورق. ويشجع هذا التمرين تطوير الإدراك البصري والتفكير التجريدي لدى الأطفال.
-تشجيع الذكاء العاطفي: يحفز الرسم الذكاء العاطفي عند الأطفال لأنهم يتعلّمون من خلاله تحديد مشاعرهم والتعبير عنها على الورق باستخدام الألوان، وهو أكثر ما يعزز صحتهم العقلية.
ويريح هذا النشاط الأطفال ويساعدهم على نسيان المواقف الصعبة التي قد يواجهونها، لأنه يتيح لهم فرصة الاستمتاع بوقتهم. وعندما يبدؤون إتقان الرسوم التخطيطية، فإنهم ينضجون نفسيا وعاطفيا وجسديا، مما يساهم في تكوين شخصيتهم.
-تقدير الذات: يسعى الأطفال إلى أن يكونوا مميّزين بفضل براعتهم الفنية مما يشعرهم بالفرح والرضا. علاوة على ذلك، يفتخرون برسوماتهم بشكل كبير، لذلك من المهم تشجيعهم ومدح عملهم الإبداعي.
ويجب على الآباء إبداء اهتمامهم بما ينجزه أطفالهم لأن الرسم يعد من أول أشكال التواصل والتعبير التي تمثل لغة جديدة بالنسبة لهم. ومن المهم أيضا الانتباه لمعاني هذه الرسومات من أجل فهم تفكير الطفل.
-تنمية الحس المرهف: من خلال الفن، يربط الأطفال بين مشاعرهم وإدراكهم المعرفي. وتتمثل إحدى مزايا الرسم في منح الطفل القدرة على تعديل العالم من حوله وتعديل تجربته من خلال تجسيدها في صورة على الورق. كما يتيح الرسم له فرصة بناء وتنمية وتطوير حسّه المرهف بما حوله. ومع كل حركة رسم، سيكون أكثر استعدادًا للتعلم.
-يوحد الأسرة: يعزز الرسم الروابط العائلية، إذ إنه برفقة الوالدين أو الأشقاء يعد طريقة جيدة لتحفيز المودة والتواصل. وينبغي على الآباء الاستفادة من كل فرصة ممكنة للرسم برفقة أطفالهم الذين سيكونون في غاية السرور بهذه المشاركة.
المصدر: ديلي ميل