مع ارتفاع درجات الحرارة في أيام الصيف، يشعر المرء بسخونة أكثر وبرطوبة عالية وخصوصاً عندما تتخطى درجة الحرارة النسبة المحتملة والمعقولة التي تسجل 30 درجة مئوية.. فكيف لو وصلت الحرارة إلى 50 درجة مئوية.. عندها، سيؤدي هذا الأمر إلى تغيرات كثيرة في حياتك.
اذا، عندما ترتفع درجة الحرارة بشكل مخيف عليك اتّخاذ خطوات لحماية نفسك ومعالجة الأخطار:
يبدأ جسمك بالتصرف بشكل غريب
يتمتع الجسم البشري بدرجة حرارة داخلية تبلغ حوالي 37 درجة مئوية، ولا يتناسب كل تغير في الحرارة مع الجسم، سواء كان يتلاعب صعوداً أو هبوطاً. فالتّغيرات في أقل من درجة واحدة بإمكانها أن تسبب خللاً في الجسم بطرق غير متوقعة.
من المعروف أن التعرض للحرارة والرطوبة لفترات طويلة له آثار سلبية، لكن في بعض الاحيان سيترتب عن ذلك عوارض غريبة في الجسم.
هل تعرّضت لإصابة بتمزق عضلي في يوم حار، وأنت تقوم بعبء ثقيل؟ في هذه الحالة، الحرارة هي المسؤولة عن ذلك.
وما حدث هو أنك قد خسرت الكثير من المياه، ولكن حتى ولو حاولت شرب المياه لتعويض الكمية التي خسرتها لن تنجح بذلك. فالخلل في الملح هو ما يسبب التشنجات.
حتى التعرق بإمكانه في بعض الاحيان أن يظهر بشكل غريب. اذا ظهرت بعض البقع الحمراء الصغيرة على بشرتك، مع إحساس شائك، هذا هو عبارة عن طفح بالحرارة، ويحدث عندما تصبح مسام العرق الخاصة بك مسدودة.
وبحسب ما أوضحت بعض الدراسات، إذا كنت تتعرض للحرارة الشديدة لفترة طويلة، وقد توقف التعرق تماما، هذه ستكون خطوة على طريق ضربة الشمس القاتلة.
أيضا، الحرارة الشديدة ستؤثر سلباً على رأسك.
الدماغ لا يعمل بشكل صحيح
الارتباك والدوخة هي الآثار الشائعة من التعرض الزائد للحرارة الشديدة، وذلك بفضل زيادة تدفق الدم إلى الأوعية الدموية المتوسعة، وفقدان السوائل عن طريق التعرق.
انها قد تسبب خطراً حقيقيا بالنسبة للعمال الذين هم بحاجة للحفاظ على تركيزهم في مثل هذه الظروف. وقد أكد مركز صحي في هذا الخصوص، أنّك في الحر تبدأ بفقدان القدرة على القيام بمهام تتطلب مهارات عقلية، وكذلك تفقد الحماس تماماً.
التّعرض لمثل هذا الطقس الحار، بإمكانه أن يسبب أيضاً الدوخة والإنهاك.
الشعور بالإنهاك الحراري
حتى الآن، تحدثنا قليلا عن الأعراض الغريبة الناتجة عن الحرارة المفرطة. أما بالنسبة إلى الإنهاك الحراري، فهو عندما يفقد الجسم كل السوائل بما فيه الكفاية، إضافة إلى فقدان الملح، وحينها سيبدأ الجسم بفقدان قدرته على التعامل معها.
ومع ارتفاع درجة الحرارة الطبيعية للجسم (أي ارتفاعها عن 37 درجة مئوية)، سنلاحظ تغيرات رهيبة في الجسم. على سبيل المثال، سيحصل التّعرق بكثافة، وستشعر بالعطش الزّائد، بالاضافة الى شعورك بالدوخة الذي سيزداد كثيراً، وستشعر مباشرة بالتعب المتزايد والشديد.
ومع ذلك، ستشعر بالغثيان وسيزداد هذا الشعور لدرجة أنك ستبدأ بالتقيؤ، وربما الاسهال. وستتكرر عندك التشنجات التي سبق وتحدثنا عنها سابقاً.
ليس من الضروري أن تشعر بكل هذه الاعراض في حين واحد، ولكن شعورك بالبعض منها سيكون كاف لدق ناقوس الخطر.
وتوصي إحدى المراكز الطبية بما يلي:
– الحصول على مساعدات طبية، والبقاء مع شخص حتى وصول المساعدة
– الانتقال الى موقع بارد ومظلل
– إزالة العديد من الملابس (بما في ذلك الجوارب والأحذية)
– وضع الملابس الباردة، أو الرطبة أو المجلّدة، على الرأس أو الوجه أو الرقبة، ورشها بالماء البارد
– تشجيع الشخص على شرب المياه والعصير بكثافة، أو المشروبات الرياضية
هكذا ستشعر بنتيجة أفضل بكثير، وستتفادى أي قبضة شمس، وأي ضرر ناجم عن الارتفاع الرهيب والشديد بدرجة الحرارة.
ضربة الشمس تأخذك إلى أبواب الموت
إذا كنت تعتقد أنك ترى علامات ضربة الشمس الكاملة، سارع للاتصال بفرق الاسعاف أو بالمستشفيات القريبة منك.
إذا كان أحد ما في مرحلة من ضربة الشمس، ستكون درجة حرارته الأساسية هي 40 درجة مئوية أو أكثر، وبالطبع تكون قد فشلت آليات الجسم بالتعامل مع الحرارة.
إليكم بعض الاعراض الناتجة عن ضربة الشمس مع الانهاك الحراري:
– جفاف الجلد أو سخونتها وحتّى التّعرق بغزارة
– الارتباك
– فقدان الوعي
– حدوث نوبات
– ارتفاع درجة حرارة الجسم
من الممكن ان يتبع هذه الاعراض إنهاك حراري رهيب وغير متوقع.
والجدير ذكره، أن أثناء انتظاركم للمساعدة الطّبيّة لا تنسوا بأن تخففوا الملابس، وتبللوها. وفي جميع الأحوال لا تحاولوا إجبار الشخص على شرب السوائل.
بعد الاطلاع على الآثار الرهيبة التي تسببها الحرارة الشديدة، لا يمكننا سوى البقاء على حذر في هذا الجو السيء وملازمة الأماكن الباردة، إضافة الى الاكثار من شرب السوائل لتفادي حدوث أي مشكلة.
المصدر: صحف ومواقع