رأى النائب السابق اميل اميل لحود في تصريح اليوم، “ان جامعة الدول العربية وفي حين أنه من المفروض أن تقف موقفا حازما ضد أي عدوان على أي بلد عربي، انتهجت أن تتبع السياسات الغربية، وشكلت تحالفا ضد سوريا، بحجة محاربة الإرهاب الموجود فيها، هذا الإرهاب الذي من المعلوم من أين أتى، وكيف موِّل وانتشر، لنسف سوريا لا لنصرتها، ثم يقررون عقد قمم من دون العضو الوحيد الذي رفع رأس الأمة العربية في هذه المرحلة، كما رفعتها المقاومة في لبنان في يوم التحرير العام 2000، وانتصار تموز 2006، فهذه المواقف التاريخية يجب أن تكون أولويات القمم، لا بل تعقد القمة في قلب دمشق. وهنا يجب وضع الجامعة العربية أمام أمر واقع، أنه وكموقف استراتيجي “سوريا هي الأحق في ترؤس هذه القمة” في هذه المرحلة، في حال وافقت دمشق”.
أضاف: “إن كل الملفات الأساسية في لبنان مرتبطة ارتباطا جذريا بسوريا ومتداخلة معها، بمنحاها الإيجابي، فكلما كانت إيجابية، كلما كانت لمصلحة لبنان، فالجميع انتظر عودة فتح معبر نصيب لما له من فائدة على لبنان، أو موضوع استجرار الكهرباء وحتى مرور الغاز، وغيرها من الملفات الحيوية”.
وتابع لحود “ان ملف النازحين السوريين في لبنان، يؤثر على لبنان أكثر من تأثيره على سوريا، من هنا يجب البحث عن طرق سريعة لانجاز هذه الملفات، فعلى المستوى اللبناني المباشر، لدينا مصلحة وطن تأتي فوق كل اعتبار، ومصلحة لبنان بتوطيد علاقته مع سوريا”.
أضاف:”من المعروف أن هناك حسابات سياسية داخلية في لبنان لبعض الأطراف، لكن كلها ثانوية وصغيرة أمام ملف بحجم عودة العلاقات مع سوريا، لما له من تأثير على الواقع المعيشي اللبناني في شتى المجالات والقطاعات، فإن أعجب البعض أم لا في النهاية الجميع مضطر للتعاون مع دمشق، وأرى أن الجميع مع هذا الموقف باستثناء رئيس الحكومة المكلف “سعد الحريري”، فهل نوقف مصلحة لبنان كله لأجل موقف شخص واحد؟، فمصلحة لبنان تقتضي أن تكون فوق أي اعتبارات، رغم أن له مراعاة أكثر من اللازم، لكن لأجل الوطن لسنا بحاجة إلى مراعاتها بعد اليوم،خصوصا وأن الجميع يطمح للذهاب إلى سوريا، لكن المؤكد هنا،أن سوريا لن تستقبل كل من يرغب بزيارتها.
وقال:” إن ما حدث في سوريا لم يظهر فجأة. وقلنا منذ بداية الأزمة أن كل من يدير هذه الحرب هو العدو الإسرائيلي، أما الولايات المتحدة فهي للمؤازرة فقط، وقد اعترف كيان الاحتلال بذلك عبر لسان رئيس الأركان الإسرائيلي السابق، فقد اعترفوا بدعم الإرهابيين وعلاجهم ولم يخجلوا من ذلك، لكن عندما تيقنوا أن الخطة سقطت، بدأوا بتكثيف ضرباتهم الجوية على سوريا، لأن كيان الاحتلال ولأول مرة بدأ جديا يدرس مستقبله ومصيره، كما حدث معه في حرب 2006، إذ لم يعد لديه القدرة ولا في أي شكل من الأشكال على استخدام الميدان، لتوازن القوة، فباتوا اليوم يعتمدون على استخدام أسلحتهم من مخابرات واغتيالات وإعلام والقيام بثورات اصطناعية لتخريب الدول، فكانت التجربة في سوريا كما لبنان، فكل من سار في ركب هذا المشروع التخريبي سواء في سوريا أو لبنان يصب في مصلحة كيان العدو فقط. لكن مع قوة منظومة الممانعة في لبنان وسوريا وإيران وبشكل غير مباشر لكن بدور كبير جدا، روسيا أضحت جزءا من هذه المنظومة”.
وقال لحود :إن الغارات الإسرائيلية على سوريا، الهدف منها استدراج هذه المنظومة إلى حرب، ولإجبار الأميركي وتوريطه في الدفاع عنهم لشعورهم بالعزلة، هذا الأمر جاء بعدما أعلن ترامب الانسحاب من سوريا، فما كان من الإسرائيلي إلا أن يقوم بضرباته على سوريا، والدليل أنه وطيلة سنوات الأزمة لم تحدث عملية ضد جنود أميركيين إلا عندما قررت واشنطن الانسحاب، فالإسرائيلي اليوم يجرب صناعة سيناريو جديد يستدرج فيه أميركا، فبات من المعلوم أن كل أدوات الإرهاب من داعش إلى النصرة هي أدوات وحشية تخدم الأجندة الصهيونية. فبعد فشل مشروعهم سيبحثون عن طرق ما لإحياء هذا الصراع سواء في سوريا أو لبنان أو المنطقة بشكل عام. لكن في ظل وجود قيادة حكيمة في سوريا، ومقاومة حكيمة في لبنان لن يحققوا أيا من مشاريعهم، فبينما الإسرائيلي يغير على سوريا، الشعب السوري يقف متفرجا على الأسطح في دلالة على قوته وصلابته، بينما الإسرائيلي يكون في الملاجئ، وهذا الفرق بين صاحب الحق وبين المحتل الذي سيخرج عاجلا أم آجلا من منطقتنا”.
المصدر: الوكالة الوطنية