كشفت تقارير صادرة عن معهد الموارد العالمية، تأثير تناول لحوم الأبقار على الإضرار بتغير المناخ.
ووفقا لصحيفة “الغارديان” البريطانية، حذر التقرير من أن النظام الزراعي في العالم سوف يحتاج لتغييرات جذرية في العقود القليلة المقبلة، في سبيل إطعام مليارات من الأشخاص من دون التسبب بكارثة مناخية.
التحدي مرهق، فالزراعة أصلا تحتل حوالي 40% من أراضي العالم، وهي مسؤولة عن حوالي ربع انبعاثات الغازات الدفيئة للبشر. لكن مع توقع الزيادة في النمو السكاني من 7.2 مليارات نسمة اليوم إلى حوالي 10 مليارات نسمة بحلول 2050، ومع تناول الملايين من الناس المزيد من اللحوم مع ارتفاع المداخيل، فإن هذا التأثير البيئي يسير بخطى توسع كبيرة جدا.
استناداً إلى الاتجاهات الحالية، احتسب مؤلفو التقرير أن العالم سيحتاج لإنتاج سعرات حرارية أكثر بنسبة 56% في 2050 بالمقارنة مع 2010.
فإذا تمكن المزارعون ومربو الماشية من تلبية هذا الطلب من خلال إزالة المزيد من الغابات وغيرها من الأنظمة البيئية الأخرى من الأراضي الزراعية والمراعي، كما كانوا يفعلون في معظم الأحيان في الماضي، فإنهم بذلك سيحولون في النهاية مساحات من الأرض تبلغ ضعف حجم الهند.
وهذا بدوره يمكنه أن يجعل البقاء ما دون درجتين مئويتين من مستوى الاحترار العالمي، الهدف المتفق عليه عالميا، أمرا مستحيلا تقريبا، حتى لو تم التخلص من انبعاثات الوقود الحفري في العالم على وجه السرعة، إذ عندما يجري تحويل الغابات إلى أراض زراعية، يجري إطلاق المخزونات الكبيرة من الكربون المحبوسة داخل تلك الأشجار في الغلاف الجوي.
أفاد الباحثون الذين نظروا إلى مشكلة الغذاء بأن المفتاح لنظام زراعي مستدام يكمن في إقناع المستهلكين بتناول كميات أقل بكثير من اللحوم، وهدر كميات أقل بكثير من الطعام الذي تم إنتاجه.
ويوصي المؤلفون بضرورة تحقيق تخفيضات أكبر لمستهلكي لحوم البقر والضأن، أولئك الذين يعيشون في أوروبا والولايات المتحدة، ممن استهلاكهم بحوالي 40% بحلول 2050، أو إلى حوالي 1.5 وجبة أسبوعيا في المتوسط.
يقول الباحث في جامعة برنتسون ومعهد الموارد العالمي تيموثي دي سيرتشنغر، وهو المؤلف الرئيسي للتقرير: “أردنا تجنب الاعتماد على العلامات السحرية، يمكننا أن نتخيل تحولا كبيرا من لحوم الأبقار إلى الدجاج، وهذا بحد ذاته يقطع شوطا طويلا”، “لأن إنتاج الدواجن بثلث التأثير المناخي لإنتاج لحوم الأبقار”.
المصدر: سبوتنيك