اعتبر المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أن في مقدمة أولويات المجتمع الدولي، بلوغ الأطراف الحل هناك عبر توافقات تجمع عليها، وتتمخض عن مفاوضات تعددية تحت رعاية الأمم المتحدة، إذ تم من خلال الجهود المبذولة ضمن أطر مجلس الأمن الدولي و”مجموعة دعم سوريا” خلق أرضية وافية للتسوية، لاسيما وأن هذه الجهود قد أتت ببعض ثمارها، وبشكل خاص على الأرض.
وفي كلمة ألقاها فيتالي تشوركين، خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي الثلاثاء، أضاف تشوركين أن الكلمة الفصل في الوقت الراهن، تعود للسوريين، فيما سوف يعتمد الكثير على مدى تخلي خصوم دمشق عن النهج الهدّام الذي يؤجل الحل السلمي في سوريا.
وتابع “نعوّل في هذه المناسبة على الشركاء الأمريكيين، واللاعبين الإقليميين المؤثرين، في انتهاج مسار إيجابي على هذا الصعيد. وعلى الولايات المتحدة بصفتها عضوا في مجموعة دعم سوريا، التخلي في نهاية المطاف عن القوالب الدعائية، وأن تتعلم التقييم بموضوعية”.
وحثّ تشوركين في هذه المناسبة المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي مستورا، على تسخير كافة جهوده والتواصل مع الأطراف السورية بما يخدم استئناف عملية جنيف في أسرع وقت ممكن.
وجدد التأكيد على استمرار بلاده في تقديم الدعم للحكومة السورية في مواجهة تنظيمي “داعش” و”جبهة النصرة” الإرهابيين، وذلك في حرب لا تقبل التأجيل أو التغاضي، معربا عن أمله في أن تشاطر العواصم وبينها الإقليمية الفعالة، روسيا في موقفها هذا، وتسهم بشكل ملموس في الحد من خطر الإرهابيين.
ولفت النظر على هذا الصعيد، إلى استمرار الكثير من الشقوق الواسعة التي تتيح للمسلحين التنقل عبر الحدود والحصول على المال والسلاح والدعم المادي، والاستحصال كذلك على المواد السامة، الأمر الذي يحتم وضع حد لكل ذلك.
من جهة أخرى وفي ما خص الساحة اليمنية، اعتبر تشوركين أن “استمرار النزاع هناك، يسهم بشكل كبير في زعزعة المنطقة ككل، ودعا في هذا المناسبة إلى استئناف مفاوضات الكويت بدعم من المبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد في الـ15 من تموز/يوليو الجاري عملا بما اتفق عليه اليمنيون”.
وأكد أن التمسك التام بوقف إطلاق النار من قبل جميع الأطراف في اليمن، سوف يعزز الأجواء المطلوبة لمواصلة التقدم على طريق الحوار، داعيا جميع الأطراف في هذه المناسبة إلى نبذ لهجة العنف التي من شأنها نسف الثقة الهشة أصلا بين اليمنيين.
أما ليبيا، فقد اعتبر تشوركين أنها لا تزال تعاني الحمى، حيث لم تتمكن حتى الآن من تخطي الخلل التام الذي أصاب مفاصل الدولة على خلفية التدخل الفظ بالقوة من الخارج.
وأشار إلى تعثر الجهود الرامية إلى إحياء الوحدة الليبية استنادا إلى اتفاقية سرت، في ظل انعدام عنصر هام وهو، كيفية قبول مجلس طبرق بحكومة وفاق وطني، فيما لا يمكن تجاوز هذه العملية.
وفي الختام، اعتبر أن مساعدة الليبيين تقتضي تفعيل الخطوات على هذا المسار بشكل فعلي، عوضا عن تسمية خطط مصطنعة مشكوك في أمر بقائها.
المصدر: وكالات