قالت صحيفة ليزيكو الفرنسية إن أوروبا أحصت 49 نوعا من الآفات الغازية التي تجتاح أوروبا، ولكن أنواعا غازية جديدة تظهر دائما بفعل الحركة الدائمة للطائرات والبواخر وبفعل الإهمال ولامبالاة الأفراد. وهذه الأنواع مدمرة للتنوع البيولوجي، وقد تكون خطيرة على الإنسان وتبدو مكافحتها من فرط الخيال.
وإليكم سبعة منها تنتمي كلها إلى عالم الحيوانات:
-البق الشيطاني: موطنه آسيا، وهو من الأنواع المهددة للفواكه والخضروات، ففي الولايات المتحدة حيث أطلق عليه البق الشيطاني، استعمر هذا الكائن 41 ولاية وقضى على الكثير من زراعة الفواكه والخضروات. وفي أوروبا، عثر على هذه الحشرة أول مرة في سويسرا عام 2007، ودخلت إلى فرنسا من منطقة الألزاس عام 2012 حيث استقرت في الجنوب.
ويستطيع هذا البق احتلال كيلومترات يوميا، وهو يفضل الأماكن الحضرية، خاصة في فصل الشتاء، للسبات، وهو مستعد للنزول ضيفا لدى الإنسان. وتبحث الوكالة الوطنية للأمن الصحي الغذائي وللبيئة والعمل عن وسائل جديدة لمكافحته أقل خطورة من المبيدات.
-جراد البحر اللوزياني النهم: موطن هذا الكائن هو جنوب شرق الولايات المتحدة والمكسيك، وهو يهدد النباتات البحرية (جراد البحر ذو الأرجل البيضاء).
وعلى عكس أغلبية الأنواع الغازية، فإن جراد البحر اللوزياني قد استجلب عن قصد إلى إسبانيا ثم فرنسا لأغراض تجارية، وقد يكون انتشاره ناتجا عن تبعثر بعض أفراده عن طريق الصدفة أو التنظيف الفوضوي لأحواض السمك، خاصة أن أنثاه تبيض ما بين 200 و700 بيضة مرات عدة للعام الواحد.
ويمكن لهذا الجراد قطع كيلومترات عدة، وهو نهم ويحب بصفة خاصة النباتات البحرية واليرقات والأسماك الصغيرة، ويحمل معه نوعا من الفطريات المجهرية المدمر للأنواع المتوطنة للجراد البحري.
-الدبابير الآسيوية: موطن هذه الدبابير آسيا، وهي تهدد النحل بصفة خاصة، وفي الماضي عانى النحل كثيرا من المبيدات وهو اليوم يعاني تهديدا جديدا هو الدبابير الآسيوية التي تحب أن تتغذي عليه حيث يشكل نسبة 80% من البروتينات التي يشملها نظامها الغذائي.
ووصلت هذه الدبابير إلى فرنسا منذ 2004، وربما سافرت عن طريق قناني الفخار قادمة من الصين، ومنذ 2004 احتلت 70% من المساحة الفرنسية، وهي شرسة عند الاقتراب من أعشاشها وأكثر من 8 لسعات منها تؤدي إلى تسمم الدم في الإنسان.
-سلحفاة فلوريدا: كارثة البرك: موطن هذه السلحفاة شرق الولايات المتحدة والمكسيك، وهي تهدد النظام البيئي البحري. وابتداء من السبعينيات أثارت هذه السلاحف ذات الأصداف الحمر إعجاب الأوروبيين الذين استجلبوا منها الكثير، وهي لا تكبر حجما عن قطعة اليورو الواحد عند الولادة لكنها تكون بقطر 30 سنتيمترا وتزن كيلوغرامين عند بلوغها. ونتيجة طول عمرها الذي يزيد على 40 سنة في بعض الأحيان، فقد تخلص منها بعض ملاكها في الطبيعة مما أدى إلى تكاثرها، وهي الآن موجودة في 24 دولة أوروبية وتحسبها بروكسل ضمن الأجناس الأكثر انتشارا، وهي مدمرة لجميع النباتات البرمائية الموجودة في البرك، وهي كذلك عدو لدود للسلحفاة المحلية.
-البعوض النمر النهاري: موطن هذا الكائن هو آسيا، وهو يهدد الإنسان، وكان الأجدر أن يسمى “البعوض الحمار الوحشي” لما له من أشرطة بيض وسود تشبه تلك التي نجدها عند حمار الوحش، لكن شراسته جعلت تشبيهه بالنمر أولى.
وعلى عكس أقرانه من البعوض، يهاجم البعوض النمر الإنسان في النهار، لكنه يفضل الهجوم عند الغروب ووقت الفجر، ولسعاته مؤلمة وتؤدي لمرض الضنك والشيكينكويا. وقد دخل سرا إلى فرنسا من الصين ووصل إلى مانتوه عام 2004 في حمولة للعجلات، وانتشر بعد ذلك في الناحية الشمالية. وتستطيع أنثى هذا البعوض وضع ألف بيضة خلال أربعة أسابيع.
-الفراشة العثة المدمرة: موطن هذه الفراشة هو آسيا، وهي تهاجم الشجيرات الصغيرة بعد أول ظهور لها في أوروبا عام 2007، انتشرت هذه الفراشة الليلية بسرعة خاطفة حتى احتلت نصف القارة تقريبا عن طريق النباتات التجميلية، وهي تهدد وجود الشجيرات لأنها تتغذى على سيقانها وأوراقها.
وتمكن مكافحة هذه الفراشة بجرثومة ثورينج، إلا أن ذلك قد يودي بحياة بأنواع أخرى من الفرشات غير الضارة، لذا يحاول البعض مكافحتها بالدبابير الآسيوية وعن طريق بعض الطيور خاصة العصافير.
-الدودة الضخمة القادرة على استنساخ نفسها: موطن هذه الدودة هو البرازيل وأستراليا وآسيا الجنوبية الشرقية، وهي تهدد دودة الأرض، اكتشفت لأول مرة في فرنسا من قبل عالم للحشرات عام 2013، وعندما أرسل صورتها للمتحف التاريخي الطبيعي لدراستها، خلص إلى أن هذه الدودة في طريقها لاحتلال فرنسا خاصة من جهة البيريني الأطلسية.
ويبلغ طولها 40 سنتيمترا، وقد وصلت عن طريق النباتات، وهي تتغذى على الرخويات والدودة الأرضية، ولكن من المقلق بشأن هذه الدودة أنه لا يوجد لها مفترس، وهي زيادة على ذلك قادرة على استنساخ نفسها للتكاثر.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية