اكد الخبير بالشؤون الاميركية والاقتصادية كامل وزنة ان القرار الاميركي باعفاء بعض الدول من العقوبات على الجمهورية الاسلامية الايرانية يشكل خضوعا اميركيا للارادة الدولية الرافضة لاختزال واشنطن للمنظومة العالمية .
وزنة وفي حديث لوكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية اعتبر ان دول عديدة في العالم لديها مصالحها مع طهران ولن تقبل بالالتزام بما يمليه الرئيس الاميركي عليها واضاف ان ايران يمكنها ان تحول التهديد الذي تشكله العقوبات الي فرصة لبناء اقتصادها الذاتي .
واضاف وزنة اعتقد ان الواقع الاستراتيجي والسياسي والاقتصادي يمنع الولايات المتحدة الاميركية من الامعان في السيطرة علي السياسة العالمية . القرار الاميركي بفرض العقوبات علي ايران هو اختزال للمنظومة العالمية المتمثلة بالامم المتحدة “.
وتابع”كما ان ايقاف تدفق النفط من ايران قد يؤدي الي اشعال حرب في المنطقة وعلي مستوي العالم . والواقع النفطي يؤكد ان حلفاء اميركا لا يستطيعون توفير الكميات الضرورية من النفط ما سيؤدي الي ارتفاع في الاسعار ما سينعكس سلبا علي الاقتصاد العالمي والاميركي تحديدا .وقد لاحظنا انه بمجرد الحديث عن نية اعفاءات بدأت الاسعار بالانخفاض من 86 دولار لبرميل برنت الي 72 دولار .والعكس هو صحيح عندما كان يصدر كلام وتصريحات عن العقوبات ارتفعت الاسعار من الستين دولار الي 89″.
واعتبر وزنة ان المجتمع الدولي له سيادة وهناك الكثير من الدول التي ترفض ان تكون مجرد ولاية من الولايات الاميركية وخاضعة لمزاج ترامب الشخصي . الانطباع السائد في العالم اليوم ان ما يصدر عن واشنطن هو قرار ترامب الشخصي وليس قرار الادارة الاميركية وهناك معارضة شديدة لترامب في الداخل خاصة من قبل الديمقراطيين الذين ايدوا الاتفاق النووي . هذه الدول لها مصالحها الخاصة بحكم الجغرافيا والعلاقات. دولة سيادية كالهند مثلا وبحكم القرب الاستراتيجي تريد ان يكون لها علاقات جيدة مع طهران وذلك لاسباب امنية واقتصادية وسياسية وهي غير مستعدة للتفريط بهذه العلاقات لارضاء ترامب.
لذلك فان ترامب خضع للارادة الدولية التي يريد ان يعسكرها وان يخضعها لمشيئته، خاصة ان ايران التزمت بالاتفاق النووي وهذا الاتفاق لم يكن اتفاق بين الولايات المتحدة واميركا بل اتفاق نووي برعاية اممية وايران اظهرت حرصها علي المحافظة علي الاستقرار الامني والسياسي ومنع انتشار الاسلحة النووية في العالم علي العكس من واشنطن التي الغت اتفاقيات الحد من انتشار الاسلحة النووية وهذا مؤشر على سباق تسلح نووي قد يشهده العالم .
ولفت وزنة إلى انه لا شك ان العقوبات مؤذية للاقتصاد الايراني والعالمي ايضا ولكن هذا القرار خفض نسبة الاذى ولكن لا يزال هناك ضرر كبيرة.
وحول سبل مواجهة العقوبات قال وزنة ” هناك منظومة اقتصادية يتم العمل على انشائها في العالم كبديل عن المنظومة الاميركية لان العقوبات لم تفرض علي ايران فقط . هناك ملياري انسان يتأثرون بالعقوبات الاميركية في العالم وخاصة في الصين وروسيا . والقرارات التي تتخذها الولايات المتحدة الاميركية في هذا السياق سيكون لها علي المدي الطويل اثار سلبية علي اميركا نفسها . لقد ارتفعت الاصوات في العالم التي تطالب بمنظومات مالية بديلة كالصين وروسيا وحتي المانيا طالبت ان ينشأ نظام مالي خارج السيطرة المالية الاميركية . لذلك ان العقوبات يمكن ان تشكل فرصة لايران من اجل متابعة الجهد الذي تبذله لانشاء اقتصاد قائم علي الاكتفاء الذاتي”.
واضاف”: الموقف الاوروبي الرافض للعقوبات الاميركية هو من الايجابيات التي يمكن الاشارة اليها والتي نتجت بسبب فرض واشنطن للعقوبات . طبعا هناك مساعي اوروبية جدية وحثيثة في هذا المجال وقد تكون هذه الامور تحتاج لوقت لتتبلور . وانا ارى ان الاوروبيين ملتزمون رغم محاولات افتعال بعض الحوادث الامنية والصاقها بايران”.
وحول تأثير العقوبات على الاقتصاد الايراني قال وزنة “طهران لا تتعامل مع العقوبات بسطحية . هي تحاول تحويل التهديد الي فرصة لبناء الاقتصاد خارج السيطرة الاميركية. وايران عرفت محطات صعبة سابقا مع العقوبات وهي اعتادت علي الامر واعتقد ان لديها القدرة علي التأقلم مع العقوبات الجديدة” .
المصدر: ايرنا