أفادت صحيفة “ميركيشه ألغماينه تسايتونغ” أن “طلبا عنصريا” عكر صفو أحد المستشفيات في مدينة براندنبورغ على نهر الهافل في ألمانيا. وقالت الصحيفة الأربعاء إن والدي أحد الأطفال الألمان هددا بمغادرة المستشفى مع طفلهما المريض، إذا لم تستجب الإدارة لطلبهما بنقل طفلهما إلى غرفة لا يشاركه فيها طفل من أصول مهاجرة.
وبحسب الصحيفة فإن الطفل الرضيع الذي تمت معالجته في وحدة العناية المركزة، تطلب – بعد تحسن حالته – أن يُنقل إلى غرفة عادية لمواصلة العلاج. وحين سُمح لذويه بالبقاء إلى جانبه في المستشفى، طلبا غرفة “ليس فيها أجانب”، وهددا بترك المستشفى في حال عدم الاستجابة لطلبهما.
وعند سؤال إدارة المستشفى والدة الطفل عن سبب طلبهما، قالت: “الأجانب ينقلون الأمراض إلى ألمانيا”.
وفي هذا السياق نقل موقع “فوكوس” الألماني أن كبير الأطباء في المستشفى هانس كوسيل كان غاضباً جداً من هذا الطلب، ولم يذعن لهذا الطلب، وهو ما جوبه بتقديم والد الطفل الألماني المريض شكوى بحقه. عن ذلك يقول كوسيل: “أصبت بالدهشة لسماع هذا الطلب. لا يوجد لدينا مكان للعنصرية. نحن ننقذ حياة الناس”.
وبحسب “ميركيشه ألغمانيه تسايتونغ”، فقد أوضح الطبيب أن الأطفال يودعون في غرف المستشفى بناء على طبيعة أمراضهم” وليس بحسب قوميتهم أو ديانتهم”.
وفي نهاية الأمر نُقل الطفل إلى غرفة لا يشاركه فيها أحد، ولكن ليس بسبب طلب والديه وإنما لعدم وجود حالة مرضية قريبة من حالته تتم معالجتها هناك، كما أوضحت إدارة المستشفى. ويضيف كبير أطباء المستشفى: “عمليات الفصل العنصري مثل هذه اُبتلينا بها في ألمانيا قبل ثمانين عاماً مع ملاحقة اليهود، وقبل خمسة عقود في أمريكا وجنوب إفريقيا”.
ويأمل كوسيل الذي لم يحدد وقت الحادثة: “أن لا تحتاج هذه العائلة للمساعدة في يوم ما خارج ألمانيا. وإذا حدث ذلك، فأرجو أن يقدمها أجنبي أكثر تعاطفاً وثقافة وتسامحاً وكرماً منها”.
المصدر: dw.com