وعاد ذوالفقار بدرا للوطن والامة والدين، عاد حاملا النصر على أكف دمه ليؤكد ان الارواح هي التي تقاتل لا الابدان، وهو القائد المجاهد الجريح الذي ما استكان ولم تهدأ روحه حتى قضى في موكب النورانيين الى العلياء، لم يرحل إلا بعد أن أنجز الكثير من المهام حيث أسس وطور وبنى أجيالا من المقاومين ليكملوا المسيرة ويواصلوا الطريق على خطى رفيق العمر والسلاح والجهاد الشهيد القائد الحاج عماد مغنية.
انتصارات عسكرية..
تعود الذكرى الثانية لاستشهاد الشهيد القائد السيد مصطفى بدر الدين(السيد ذوالفقار) هذا العام حاملة معها عبق النصر الآتي من فوهات بنادق المجاهدين بوجه الارهاب التكفيري الذي يندثر شيئا فشيئا عن بلدان المنطقة كلها، بعد ان تم القضاء عليه في لبنان وأعلن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عيد التحرير الثاني في 28 آب/اغسطس من العام 2017، وتحرير كافة السلسلة الشرقية للبنان من الاحتلال الارهابي.
تعود الذكرى هذا العام ومحور المقاومة يزداد قوة وتماسكا على وقع الردود التي وجهت للصهاينة بعد عدوانهم الاخير على سوريا، حيث وصلت الرسائل لمن يعنيهم الامر انكم مشخصون كفاية وكل مواقعكم تحت النار وتحت صواريخ هذا المحور، وليس بالامكان للصهاينة بعد اليوم ان يتلاعبوا بالارض والجو كما يحلو لهم دون ردود قاسية ومكلفة، فالمعادلات التي كان بارعا برسمها السيد ذوالفقار ترسخت اليوم ووحدت الجبهات الرادعة من لبنان الى سوريا وفلسطين.
ويأتي هذا الإنجاز الكبير لمحور المقاومة بوجه العدو الاسرائيلي بعد سلسلة الانتصارات التي تحقق على الارهاب التكفيري سواء في العراق او سوريا، فالعراق سبق أن أعلن النصر النهائي على تنظيم “داعش” وحرر أراضيه ويلاحق من تبقى من خلايا نائمة للتنظيم في بعض المناطق حتى تحقيق التطهير الكامل من براثن هذا الارهاب، وكذلك في سوريا تم القضاء بشكل شبه كامل على تنظيم “داعش” ككيان وتنظيم قائم وتبقى له بعض الجيوب والخلايا النائمة التي يتم العمل على إنهائها بشكل كامل، كما يتم إنهاء التواجد الارهابي في بعض المناطق الهامة في أرياف دمشق وحمص وحماه عبر مصالحات محلية بعد اضطرار الجماعات الارهابية للتسليم بعدم القدرة على البقاء والصمود امام قوة محور المقاومة.
وإنجازات سياسية..
وتتزامن هذه الانتصارات الميدانية التي تحققت في الجبهات المختلفة مع انتصارات من نوع اخر تحققها المقاومة، حيث أفرزت نتائج الانتخابات النيابية في لبنان تقدما بينا لمرشحي المقاومة والحلفاء في مختلف المناطق حيث ما عاد بالامكان ان الفريق المقاوم هو أقلية امام الافرقاء الذين يؤيدون الطرف الآخر المعادي لمحور المقاومة، بل جاءت نتائج الانتخابات لتؤكد الثقة الشعبية والتأييد الكبير لحزب الله لدى اللبنانيين من مختلف الطوائف والمناطق، ما يؤكد ان المقاومة هي خيار الشعب اللبناني وليست حالة عابرة بل هي جهة مؤثرة وفاعلة على الساحة ولها كتلة وازنة في البرلمان وتقيم تحالفات وطنية بامتياز هدفها تشكيل مظلة أمن وأمان للوطن بمواجهة كل الأخطار المحدقة وتؤكد اهمية المعادلة الذهبية الثلاثية الحامية للبنان “شعب وجيش ومقاومة”.
الانجازات الميدانية التي تتوالى في ميادين عدة والانجازات السياسية التي تتكرس مجددا بالتفاف الشعب حول المقاومة، يضاف اليها الاستقرار تحت مظلة الحماية الوطنية الذي ما كانت الانتخابات لتجري من دونه، كلها ما كانت لتحقق لولا تضحيات قادة كبار من أمثال الشهيد السيد مصطفى بدر الدين(ذوالفقار) ممن تقدموا الصفوف واصروا على النزول الى المواجهة في مقدمة القوات، فهؤلاء القادة لا يبخلون بأنفسهم او بعائلاتهم او بأي شيء في سبيل الله والوطن والامة ودفاعا عن الارض والعِرض، وكما قال السيد نصر الله عن السيد بدر الدين في ذكرى اسبوعه في 20-5-2016 “.. نحن أمام رجل من كبار رجال المقاومة الإسلامية في لبنان، وواحد من عقولها الكبيرة ومؤسسيها الأوائل، الذين أمضوا حياتهم فيها، مقاتلا في الميدان، وقائدا في الساحات، وشهيدا في نهاية المطاف، كما يهوى كل مقاوم وكل قائد.. هذا السيف البتّار كان سريع الدمعة عندما يتطلب الموقف دمعة، سخي الدم عندما يتطلب الموقف دما، وحادّ السيف عندما يحتاج الموقف إلى سيف بتار، هنيئا له الشهادة التي تمناها وسعى إليها، والتي يغبطه عليها كل رفاقه الباقين”.
المصدر: موقع المنار