التأمل في كوكب الأرض الذي نعيش عليه، تلك الصخرة الغريبة، لا ينفك عن تثقيفنا وإعلامنا وإمتاعنا بكشف بعض أغرب وأروع الأشياء، فما الذي يجعل الأرض بهذا الجمال وحقيقة أنها تنبض بالحياة؟
هذا ما تجيب عنه أحدث سلسلة أفلام وثائقية تعرض على شاشة ناشونال جيوغرافيك ابتداء من اليوم. ويستعرض الوثائقي عدة حقائق عما تحويه الأرض من أنهار وجبال وثدييات، ومنها ما يعرف بالطاقة ثنائية الذرة، وهي كائنات بحرية مجهرية تستمد طاقتها من الشمس والمغذيات من السليكون، إذ إن أحد مصادره رواسب صخرية بالثلج الجليدي الذي يمكن رؤية وهج غباره السطحي من الفضاء.
وهناك مرصد برج أمازون البالغ ارتفاعه 325 مترا، وهو أطول مبنى في أميركا اللاتينية، الذي يُستخدم في دراسة غازات الاحتباس الحراري وبيانات الطقس والغابات المطيرة المحيطة، ويبلغ عدد درجات سلمه 1500 درجة، وليس به مصعد ومثبت في مكانه بحبال من الصلب.
وهناك أعمق مكان على وجه الأرض، وهو “تشالنجر ديب” في خندق ماريانا بالمحيط الهادئ، الذي يبلغ عمقه بين 10898 و10916 مترا. ومن أغرب الكائنات سمكة قرش غرينلاند التي كان يعتقد بأنها عاشت نحو مئتي سنة، لكن دراسة أجريت عام 2016 وجدت عينة منها كان عمرها 392 سنة ونيف، أو أقل بـ 120 سنة؛ وهذا يجعلها من أطول الفقاريات عمرا.
ومن أروع المشاهد الطبيعية التي تحبس الأنفاس أعلى مستعمرة بشرية دائمة على الأرض، وهي “لا رينكونادا” في جبال الإندير في بيرو، التي تقع على ارتفاع 5130 مترا فوق سطح البحر، بالرغم من نقص الأكسجين الحاد فيها، وتأقلم الناس على الحياة في هذا الارتفاع.
ومن أغرب الكائنات سلطعون مكتشف حديثا كثيف الشعر، وليست له عيون، ويزدهر في بيئات البحار العميقة، وموطنه المثالي هو الفتحات الحرارية المائية، أو ما يعرف ببراكين تحت الماء، وغذاؤه المفضل هو البكتيريا التي تعلق بكماشتها الشعرية المتموجة فوق نفاثات الماء الساخن.
ومن العجائب التي تأكدت حديثا ما يقوله المرشدون السياحيون البنميون للزوار إن المتر المربع من غابتهم المطيرة يحتوي على أنواع من الكائنات الحية أكثر مما في جميع الولايات المتحدة، وقد ثبت أن غابة سان لورينزو هي موطن لنحو 25246 نوعا من المفصليات والحشرات والعناكب.
وهناك أبعد جزيرة في العالم، وهي جزيرة بوفيت، إمارة نرويجية، في جنوب المحيط الأطلسي، وتبعد أكثر من 1600 كيلومتر من أقرب مكان، وهي جزيرة غوخ.
وأخيرا، هناك نباتات الأرض المسطحة، حيث تؤثر الرياح العاتية والتربة الضعيفة في المغذيات على نمو جل نباتات القطب الشمالي، ومن ثم فبدلا من النمو رأسيا تنمو أفقيا وتشكل بساطا من الأشنات والعنيبات وبعض النباتات المزهرة النادرة.
المصدر: ديلي تلغراف