ان شكل الارض سيتغير كما نعرفه حاليا وذلك خلال فترة قد تكون اقل من 30 عاما مما ينذر بكارثة تهدد كوكب الارض وذلك وفق ما حذر منه خبراء المناخ في الامم المتحدة.
وذكرت ذلك وكالة الصحافة الفرنسية “فرانس برس”، مشيرة إلى أنها حصلت على نسخة حصرية من مسودة التقرير، الذي أعده خبراء المناخ في المنظمة الدولية، مشيرة إلى أنه يحذر من حدوث شح في مياه، يتبعها عمليات نزوح، إضافة إلى انقراض أنواع مختلفة من النباتات والحيوانات.
ويقول التقرير، الذي أعدته الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، التابعة للأمم المتحدة، إنه رغم وجود جهود حثيثة لتقليل الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري، فإن التأثيرات المدمرة للتغيرات المناخية ستستمر، لكنها أشارت إلى أن الإسراع في تطبيق إجراءات فورية لمواجهة هذه الكارثة يمكن أن يمثل بارقة أمل.
ولفت التقرير إلى أن الحياة على كوكب الأرض يمكن أن تتعافى من التغير المناخي إذا أصبحت هناك أنظمة بيئية جديدة، بينما يعجز البشر عن إحداث التغيير اللازم لحماية الأرض.
ويتكون التقرير من 4 آلاف صفحة، وهو أكثر تشاؤما بشأن مستقبل الأرض من التقرير السابق الذي صدر عام 2014.
ومن المقرر أن يصدر التقرير في فبراير/ شباط عام 2022، بعد موافقة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة عليه بالإجماع، بينما يحذر بعض الخبراء من أنه سيصدر متأخرا، إذ يشهد نهاية العام الجاري العديد من الأحداث الدولية المهمة المتعلقة بالمناخ.
ومنذ توقيع اتفاق باريس عام 2015، الذي يعد أهم اتفاقية مناخية في العالم تهتم بالتغيرات المناخية، أصبح هناك تعهد عالمي لحصر ارتفاع حرارة الأرض بين 1.5 إلى 2 درجة مئوية مقارنة بحقبة ما قبل انطلاق الثورة الصناعية.
ورغم ذلك فإن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، تعتبر أن تجاوز زيادة حرارة الأرض بـ 1.5 درجة يعد مؤشرا خطرا، مشيرة إلى أنه يمكن أن يتسبب في عواقب وخيمة على المدى البعيد، وأنه ربما يكون علاجها غير ممكن، وذلك في ضوء تحذر المنظمة العالمية للأرصاد الجوية من احتمال تجاوز عتبة الـ 1.5 درجة مئوية على أساس سنوي عام 2025.
وحذرت مسودة التقرير الأمم من أن الأبناء سيتعرضون للتأثير الأسوأ للتغيرات المناخية مقارنة بالوقت الحالي، مشيرة إلى تداعيات التغيرات المناخية بدأت منذ منتصف القرن التاسع عشر بارتفاع وصل إلى 1.1 درجة مئوية على أساس سنوي.
وتابعت: “الاهتمام بقضية التغيرات المناخية بات قضية ملحة أكثر من أي وقت مضى، بينما تأخير ذلك ربما يؤدي لخسائر لا يمكن استرجاعها خاصة على النباتات والحيوانات، التي ربما لا تستطيع التكيف مع ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار 1.5 درجة.
وحذرت مسودة التقرير من تعرض ملايين البشر للفقر المدقع، وزيادة نسب النزوح خاصة بحلول عام 2050، الذي يمكن أن يشهد نزوح مئات الملايين من سكان المدن الساحلية بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر، إضافة إلى مئات الملايين الذين سيواجهون شح المياه، وفي المقابل ستهدد موجات الحر الشديدة مئات الملايين من البشر.
وحذرت مسودة التقرير من موجات حر وأعاصير وفيضانات وحرائق وجفاف تهدد العديد من المناطق أبرزها “جنوب شرق آسيا ووسط الصين وشرق البرازيل”.
ويحذر بعض خبراء الأمم المتحدة من أن الاحترار المناخي قد يتجاوز ذوبان الصفائح الجليدية في غرينلاند وغرب القطب الجنوبي، مشيرا إلى أن ذلك يمكن أن يرفع منسوب مياه البحر بمقدار 13 مترا.
المصدر: سبوتنيك