عندما كان دونالد ترامب في المدرسة الابتدائية لفت انتباه زملائه نزعته نحو التعصب لأفكاره ومواقفه وعدم الاعتراف بأخطائه، وعُرف منذ تلك الفترة المبكرة بأنه يقول مباشرة ما يدور بخاطره بلا تردد. وفي مرحلة الفتوة أظهر ترامب سلوكا يتسم بتخويف الآخرين، وكان يوصف بالنرجسية والكارزمية ورغبة الظهور. ويبدي سرورا لإظهار تفوقه أمام أولئك الذين كان يعتبرهم أضعف منه في شخصياتهم.
وفي إحدى المرات وجه ترامب لكمة تحت العين إلى معلم الموسيقى مسببا له كدمة سوداء، بحجة أن المعلم لا يفقه شيئا في الموسيقى، وكان يسيء التصرف في كثير من الأحيان، ما جعل الأصدقاء يبتعدون عنه.
وفي الكلية العسكرية قام بضرب زميل له بالمقشة خلال مشاجرة بينهما، كما حاول دفع آخر من النافذة إلى الخارج في الطابق الثاني. وقد أحبطت كلتا المحاولتين بواسطة طلاب آخرين من زملائهم.
إذاً، من طفل مشاغب في المدرسة إلى مشاكس في الاكاديمية العسكرية، إلى تاجر عقاري مبتزّ، إلى سياسي نرجسي مغرور متعجرف، إلى رئيس الولايات المتحدة الاميركية!.
شخصية مثيرة للجدل تهاجم العنف وهي عنيفة وتهاجم التطرف وهي متطرفة، والحديث يطول هنا حول سلامة الرجل العقلية وتوازنه النفسي ومدى سلامة ميزانه الأخلاقي.
ترامب يشكل خطرا على الدولة !
كتاب أميركي بعنوان “هل ترامب مجنون؟” جمع آراء 27 طبيباً نفسياً عن الصحة العقلية لترامب كتبوا كلهم تحليلات علمية (فيها حذر، وتأدُّب، واعتدال) بحسب الناشر، الذي قال “آراء اتفق عليها أعضاء المجموعة بأن ترامب يعاني مرضاً نفسياً خطيراً. ويشكل خطراً واضحاً ومباشراً على الدولة الأميركية، والصحة العقلية للشعب الأميركي”. وأضاف الناشر: “ليس هذا شيئاً عادياً (في تاريخ أميركا والأميركيين)”.
يفقد ترامب تركيزه في كثير من الاحيان، وهو يخرج غير مرة دون توقيع الاوراق الرسمية، و ينسى السيارة و هي امامه.. يغرد بشكل غريب عجيب على التويتر..
هل يعانى ترامب فعلاً من اضطراب نفسي؟
حملنا السؤال وذهبنا إلى الطبيب المتخصص في الأمراض النفسية والعقلية فضل شحيمي الذي قال:”إن أي فحص ذهني لإنسان يجب أن يكون بالحضور الشخصي أي بمقابلة طبية مباشرة وجها لوجه ولا يمكننا التشخيص علميا عن بعد، ولكن يمكننا التحليل، فهناك بعض السلوكيات بالنسبة لترامب تشير إلى بعض العوارض”.
وأضاف شحيمي :”أحد الأطباء في البيت الأبيض قام بتقييم طبي لترامب إسمه العلمي تقييم مونتريال للقدرات الادراكية(موكا) وكانت النتيجة أن ترامب لا يعاني من أي أضطراب وهو من ضمن الطبيعي ولكن هذا الفحص هو فقط للقدرات العقلية الذكائية التي لها علاقة بالالزهايمر ويمكن أن يكون الانسان مريضا ويظهر فحص الموكا طبيعيا”.
وتابع شحيمي:”أن بعض المؤشرات عند ترامب من خلال لغة الجسد والإبتسامة الساذجة التي تطفو على وجهه والإستعراض والمزاج المرتفع الدائم ( داء العظمة)، تدل على احتمال إصابته باضطراب ثنائي القطب ما يعرف علميا ب Bipolar disorder “.
وعن الشخصية النرجسية قال شحيمي:”إنه في مدينة شيكاغو وعلى أحد الأبراج التابعة له كتب ترامب إسمه بالخط الكبير والعريض دون ذكر كلمة برج او مبنى أو أي شيء من هذا القبيل أي أنه يريد اسمه فقط وفقط”.
وبالفيلم الأميركي home alone وافق ترامب على التصوير في فندقه مقابل أن يظهر بدور صغير جداً لمدة 20 ثانية أول أقل .
وتابع شحيمي:”أن الشيء المخيف بهذه الحالة هو مرور الإنسان بمرحلة الهذيان والمزاج المرتفع ويقابلها حالات من اكتئاب نفسي وحزن واتخاذ قرارات خاطئة،ونحن نتحدث هنا عن شخص مسؤول لأهم دولة بالعالم يجب ان يتخذ قرارات مهمة ومصيرية محلية وعالمية”.
مع ازدياد عدد علماء النفس الذين يحذرون من حالة ترامب واتساع مساحة الأسئلة عن صحته العقلية، هل سيستمر ترامب بإنتاج هذه الفوضى وتصدير قرارات متهورة وإثارة حالات جدل غير آبه بكل ما يتعرض له أم أنه سيتم استخدام البند 25 في الدستور الأمريكي لإزاحته عن مكتبه؟.
المصدر: موقع المنار