شهيدانِ وأكثرُ من مئةِ جريحٍ قرابينُ اليومَ على طريقِ القدسِ العربية، والعاصمةِ الابديةِ لفِلَسطينَ كلِ فِلَسطين.. على نبضِ الضفةِ والقطاعِ تُرصَدُ مؤشراتٌ قدرةَ الصمودِ الفلسطيني الاسطوري، الذي فَرَضَ مئةً وثمانيةً وعشرينَ لا عالميةً لقراراتِ ترامب التهويدية ..
وبالمرصادِ مقاومةٌ تُتقِنُ الحسابات، تراهنُ على الصبرِ المعهودِ لدى شعبِها، وعلى اليقينِ بأنَّ سقوطَ المؤامرةِ اقتربَ كثيرا من فصلهِ النهائي..
جنونُ ترامب قادَ العالمَ الى مشهدٍ جديد، وسيُقرأُ في العَلاقاتِ الدوليةِ الكثير.. والمطبلونَ له وفي مُقَدِّمَتِهِم نتياهو، سيكونونَ أكبرَ الخاسرين، وما بعدَ لكمةِ الاممِ المتحدةِ بالامسِ ليس كما قَبلَها ..
اوقعَ ترامبُ واشنطن في العزلةِ الدولية، ووجدَ حلفاءَ الامسِ ضدَهُ في التصويتِ على وَضعِ القدس، ومَن تبقى له مِنَ الموافقينَ دُولٌ تُشبِهُ الحدائقَ الخلفيةَ لبلادهِ في بُقعٍ متفرقة، عملةُ مُعظَمِها الدولار، وسكانُها مجتمعونَ اقلُ من نِصفِ مِليون، ويربِطُها الامنُ القوميُ الاميركيُ بالقواعدِ العسكريةِ المنتشرةِ في العالم.
في الداخلِ الصِهيوني، ترددت صفعةُ الاممِ المتحدة في الاعلامِ المتخوفِ من استمرارِ الانتفاضة: واشنطن وتل ابيب لم تَقرَءا جيداً مِزاجاً عالمياً وُلِدَ خلالَ حملةِ ترامب الانتخابية وينمو بسرعةٍ على خطِ المواجهةِ السياسية القابلةِ للتمددِ خارجَ الجدرانِ الاممية.
من يُنزِلُ دونالد ترامب عن الشجرة ؟ مغامراتُهُ وَضَعتهُ على شجرةٍ مرتفعةٍ جدا، والسقوطُ عنها اصبحَ وارداً اكثرَ من النزول.
في المِنطقة، لبنانُ يراقبُ وينصُرُ فِلَسطينَ، ويُرتِبُ ملفاتِهِ الداخليةَ بميزانِ التوافقِ المنسحِبِ في البرمجةِ السياسيةِ الى موعدِ الانتخابات. اما في الامنِ، فالاستقرارُ اولويةٌ اكدَ عليها قائدُ الجيشِ العماد جوزيف عون من الحدودِ الشرقيةِ معلناً جهوزيةً عاليةً للتصدي لأيِ محاولةٍ للاخلالِ بالامن.