يعتبر البيض من أكثر الأطعمة استهلاكاً في العالم؛ فهو مكون أساسي في العديد من الأطباق الرئيسية الخاصة بثقافات مختلف الشعوب، وكذلك أطباق الحلوى المعروفة، ومع تلك الأهمية لا بد أنك تساءلت في إحدى المرات عن الفرق بين البيض الأبيض والبيض البني.
ربما تكون اعتقدت أن البيض البني لا يأتي من الدجاجة نفسها التي تبيض البيض الأبيض، أو ظننت أن البيض البني كالعيش والسكر والأرز البني له فائدة أكبر، وبغضِّ النظر عما خمَّنته، فهذا التقرير سيشرح لك الأمر بالتفصيل.
ما العوامل الأساسية التي تؤثر على لون البيضة؟
قد نجد كما ذكرنا سلفاً بيضاً لونه أبيض وآخر بني، لكن المفاجأة أنه يوجد أيضاً بيض شديد الندرة ذو لون أزرق وآخر منقط، ويعتمد ذلك كله بشكل أساسي على لون الدجاجة، فالدجاجة ذات الريش وشحم الأذن الأبيضي اللون تبيض بيضاً أبيض، أما البيض البني فيأتي من الدجاجات ذات الريش وشحم الأذن الأحمر.
كما تسهم عدة عوامل أخرى في لون القشرة مثل: البيئة المحيطة بالدجاجة ونظامها الغذائي، بالإضافة إلى التعب والإجهاد، فكلما تقدَّمت الدجاجة التي تبيض البيض البني في العمر، أصبح لون قشرة بيضها أفتح.
الطعم لا علاقة له باللون
يختلف طعم البيض نتيجة العديد من الأسباب، لكن لون القشرة ليس واحداً منها، ومن أهم الأسباب نوع الطعام الذي تتغذى عليه الدجاجة المنتجة، ففرضاً لو تم التساوي في نوعية الغذاء المقدم للدجاج المنتج للبيض البني والأبيض، سنحصل على بيض بني وآخر أبيض، لكن لا اختلاف يذكر بينه في الطعم. أما فيما يتعلق بأنه أحياناً نجد لون صفار البيض البني ذا لون غامق؛ فذلك يرجع ذلك لأنه غالباً ما تعتمد تغذية الدجاج الأحمر على الذرة.
يرجع فرق السعر بين البيض البني والأبيض إلى الاعتقاد أن القيمة الغذائية للبيض البني أعلى، أو أنه أفضل من الأبيض بشكل ما، وفي الحقيقة ليس هناك علاقة بين السعر والقيمة الغذائية نهائياً.
إنما كل ما في الأمر أن حجم الدجاج المنتج للبيض البني أكبر، وبالتالي يُنفق على تربيتها وتغذيتها مبالغ أكبر إذا ما قورنت بالمبالغ المنفقة على نظيرتها المنتجة للبيض الأبيض، فترتفع تكلفة البيض البني في الأسواق لتعويض المال المنفق على دجاجاته.
اليوم، بالرغم من قرب التساوي بين النوعين في تكاليف التربية والتغذية، إلا أنه مازال البيض البني ذا كلفة أعلى، ويرجع ذلك لمراحل إنتاج البيض البني المعتمدة على التغذية العضوية للدجاج.
في حقيقة الأمر لا فرق بين سُمك قشرة البيض الأبيض والبني على الإطلاق، إنما ما يُحدِث الفرق في سُمك قشرة البيض هو عُمر الدجاجة؛ فالدجاجات الصغيرة تبيض بيضاً ذا قشرة سميكة، أما الدجاجات الأكبر عمراً فتكون قشرة بيضها أكثر هشاشة، إذاً فنوع الدجاجة ولون البيض لا يمت لسُمك القشرة بصلة.
البيضة أياً كان لونها أو نوعها تعتبر طعاماً صحياً إلى حد كبير، فهي تحتوي على الأملاح والفيتامينات والبروتين ذي الجودة العالية، أما عما إذا كان هناك فرق بين القيمة الغذائية للبيض البني ونظيره الأبيض، فلا لا يوجد فرقٌ يُذكر.
وما يجعل بيضة مختلفة في قيمتها الغذائية عن الأخرى هو النظام الغذائي والبيئي الخاص بالدجاجة المنتجة للبيضة؛ فالدجاجات التي وُضع في غذائها حمض “أوميغا 3″، أثر ذلك على زيادة نسبة الحمض في بيضها. وكذلك الدجاجات التي سُمح لها بالتجول في الشمس بضع مرات في اليوم، أثَّر ذلك على زيادة نسبة فيتامين “د” في البيض الذي تنتجه.
في النهاية ننصحك قبل شرائك للبيض أن تتأكد من جودة الطعام المُقدم للدجاج المُنتج له؛ لأنه المؤثر الأكبر في جودة البيضة، لذلك يجب عليك التعامل مع المزارع التي تعتمد على الغذاء العضوي لحيواناتها.
المصدر: هافينغتون بوست