انتقال العرش إلى محمد بن سلمان بات محسوماً. يبقى التساؤل المطروح كيف ستتم الآلية.. وبأي كيفية. في ورقة بحثية نشرها معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، عدد مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن “سايمون هندرسون” السيناريوهات المحتملة لانتقال العرش، تتمل بـ:
1. تخلّي سلمان وانتقال الحكم إلى محمد بن سلمان:
يقول هندرسون إن خيار “التنازل” لا تفضله المملكة، كونها لا تود تكرار التجرية القطرية عام 2013 في انتقال الحكم من الوالد إلى الابن. “ونظراً إلى العلاقة العدائية والضغائن بين الرياض وقطر، تنعدم فرص سلمان لتقليد نموذج “الملك الوالد”، غير أن حقبة مختلفة من التاريخ قد تجعل التنازل الكامل أكثر قبولاً”، بحسب تعبير هندرسون.
2. تخلي سلمان عن العرش مع احتفاظه بلقب “خادم الحرمين”:
ويلفت الباحث الأميركي إلى خيار الحفاظ على اللقب الديني وسط التخلي عن القيادة السياسية، مع اعتبار اللقب الأول أكثر أهميةً – فهو عنصر أساسي في مطالبة السعودية بقيادة العالمين العربي والإسلامي الأوسع.
3. تعيين سلمان لمحمد بن سلمان في منصب رئيس الوزراء:
يشغل الملك منصب رئيس الوزراء، في حين يشغل ولي العهد منصب نائب رئيس الوزراء. غير أن الاجتماعات الأسبوعية لمجلس الوزراء التي يرأسها رئيس الوزراء، لا تعدّ اللقاءات الأهم لاتخاذ القرارات في البلاد، بل يضطلع بهذه المهمة “مجلس الشؤون السياسية والأمنية السعودي” و”مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية”، وهما هيئتان تمّ تأسيسهما في عام 2015، ويرأسهما حالياً محمد بن سلمان. ومن الناحية الإدارية، يمكن القول بأن تعيين الأمير محمد رئيساً للوزراء قد يكون أكثر تنظيماً من الترتيب الحالي، وفق ترجيحات هندرسون.
4. محمد بن سلمان وصياً على العرش:
وفقاً لوكالة الأنباء السعودية “واس”، عندما يسافر سلمان إلى الخارج، كما فعل عندما توجه إلى موسكو في وقت سابق من هذا الشهر، “ينيب” محمد بن سلمان “لإدارة شؤون الدولة ورعاية مصالح الشعب خلال فترة غيابه”. وتبرز نسخة عن خيار – الوصاية – هذا في حالات المرض أو العلاج الطبي الطويل في الخارج.
5. وفاة سلمان:
وهنا يقول هندرسون: “بصفته ولياً للعهد، سيصبح محمد بن سلمان ملكاً شرط أن يقرّ كبار أفراد بيت آل سعود، الذين يجب أن يبايعوه، بقيادته. غير أن الانشقاقات داخل العائلة المالكة التي تمّ تداولها قد تدفع ببعض الشخصيات إلى تحدي سلطته الجديدة. وعندما قرر العاهل السعودي تعيين محمد بن سلمان ولياً للعهد قبل أربعة أشهر، صوّت ثلاثة من الأمراء الأربعة والثلاثين في “هيئة البيعة” ضده. ووفقاً لصحيفة “نيويورك تايمز”، لم يتخلَ سلفه، محمد بن نايف، عن الدور ولم يعلن ولاءه لمحمد بن سلمان إلا بعد حرمانه من النوم والأدوية؛ وتردّد أنه لا يزال مسجوناً في قصره حتى اليوم. ويبرز خصم محتمل آخر هو متعب بن عبدالله، ابن الملك السابق ورئيس “الحرس الوطني”، وهذا الأخير يشكّل قوة عسكرية كبيرة في حال نشوب نزاع على الخلافة.”
وبحسب الباحث في معهد واشنطن فإنه في حال وفاة الملك، سيتمكن محمد بن سلمان من المناورة لتذليل العقبات العائلية من خلال اختيار ولي عهد جديد بعناية، وحتى الوقت الحالي لم تتضح بعد هوية ولي العهد!
وفي تعداده لمجمل السيناريوهات المطروحة، يلفت سايمون هندرسون إلى التداعيات السياسية لانتقال الحكم متوقفاً عند طموحات بن سلمان الداخلية، لافتاً في الوقت نفسه إلى “الطريق المسدود الذي وصلت إليه الحرب في اليمن والتوترات بين دول الخليج وقطر ومجموعة من المشاكل مع إيران، قد ترسم بدورها معالم عملية الخلافة”، كعوامل خارجية ستقف بوجه الملك المقبل.
المصدر: معهد واشنطن