أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الاتفاقات التي تم التوصل إليها مؤخرا في إطار لقاءات أستانا حول سوريا، تفتح الطريق أمام بناء حوار سياسي في هذا البلد.
ففي كلمة ألقاها لافروف أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، الخميس، ذكر الوزير الروسي أن تطور الأوضاع في سوريا “يبعث على تفاؤل حذر”، موضحا أن اللقاء الدولي حول سوريا الذي عقد في عاصمة كازاخستان أستانا أواسط الشهر الجاري أسفر عن ترسيم حدود أربع مناطق لتخفيف التوتر في سوريا، “تم التوصل إلى اتفاق حول إنشائها بمشاركة روسيا وإيران وتركيا والولايات المتحدة والأردن والأمم المتحدة، وبدعم دول كثيرة أخرى”.
وأشار وزير الخارجية إلى أن هذه الاتفاقات “تهيء الظروف المواتية للمضي قدما في الطريق إلى تطبيق قرار 2254 (لمجلس الأمن الدولي حول سوريا) على أساس حوار مباشر بين الحكومة (السورية) والمعارضة، من أجل جمع جهودهما بهدف القضاء على البؤرة الإرهابية في أسرع وقت ممكن وإحلال السلام في جميع أراضي البلاد وإعادة وحدتها وحل المشكلات الإنسانية الحادة”. دعا الوزير الروسي الدول إلى عدم التمهل في تنظيم إيصال مساعدات إنسانية إلى المناطق السورية المحررة من الإرهابيين.
وحول موضوع حوادث استخدام السلاح الكيميائي في سوريا جدد لافروف دعوة موسكو إلى إجراء تحقيق مهني ونزيه في كل حادث من هذه الحوادث، بعيدا عن أي تلاعب بمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
وقال لافروف إن روسيا ترحب بالتصريحات التي وردت في خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن ضرورة احترام سيادة الدول وعدم التدخل بشؤونها الداخلية. مع ذلك فقد انتقد الوزير الروسي سياسة العقوبات التي تمارسها واشنطن إزاء إيران، مشيرا إلى أن فرض الولايات المتحدة عقوبات ضدها يهدد بتقويض الاتفاقية مع طهران حول برنامجها النووي، ناهيك عن أن فرض عقوبات أحادية الجانب خارج إطار مجلس الأمن الدولي عملية لا شرعية لها.
أما بشأن أزمة كوريا الشمالية، فذكر لافروف أن إثارة الهستيريا حول هذا البلد “طريق مسدود ومدمر”.
كما انتقد رئيس الدبلوماسية الروسية ما وصفه بسعي حلف الناتو إلى إعادة أجواء “الحرب الباردة” في علاقاته مع روسيا، مضيفا أن الدول الغربية أسست سياستها تجاه موسكو على المبدأ القائل “من ليس معنا فهو ضدنا”، وسلكت طريق توسع الناتو شرقا، وزعزعة استقرار الجمهوريات السوفيتية السابقة وتشجيع النزعات المعادية لروسيا.
المصدر: وكالات