تُعد المياه أهم عناصر الحياة لجميع المخلوقات على كوكب الأرض، ولا يُفوت الأطباء والمتخصصون فرصة للتأكيد على أهمية شرب كميات كبيرة من المياه على مدار اليوم؛ تجنباً لعَديد من المشاكل الصحية وحفاظاً على كمية السوائل في أجسامنا. ومن من المعروف أن هناك عديداً من الأشخاص، الذين يُفضلون شرب المياه المعدنية؛ لاحتوائها على نسب أكبر من الأملاح والعناصر الأخرى عن تلك الموجودة في مياه الصنبور.
لكن هل سمعت من قبل عن المياه القلوية؟ وهل تختلف عن مياه الشرب العادية؟ وإذا كانت كذلك فما وجه الاختلاف؟ وما فوائدها؟ وهل لها أية أضرار؟ هذا ما سنتعرف عليه في هذا التقرير.
لكل سائل درجة حموضة أو قلوية خاصة به، يُحددها مصطلح يُسمى “مستوى الحامضية والقلوية (pH)”. يتراوح مستوى الحامضية والقلوية في السوائل بشكل عام بين درجات من 1 إلى 14، وكلما قلّ الرقم عن 7 زادت حموضة السائل، وكلما زاد عن 7 زادت قلويته، وإذا كان 7 يُعد متعادلاً.
في المياه القلوية، يكون معدل مستوى الحامضية والقلوية (pH) أعلى من مياه الشرب العادية (مياه الصنبور)، التي يُقدر مستوى الحامضية والقلوية لها بـ 7 أي تُعد متعادلة، أما المياه القلوية يُقدر مستوى الـ (pH) لها بحوالي 9.5.
يمكن أن تكون المياه القلوية طبيعية، ويمكن أن تكون صناعية؛ أما بالنسبة للمياه القلوية الطبيعية فتُستخرج من ينابيع مياه طبيعية، مُحاطة بصخور غنية بالمعادن القلوية مثل الكالسيوم والماغنسيوم.
أما عن المياه القلوية الصناعية، فلا تُضاف معادن قلوية كما هو متوقع، بل تخضع لعملية تُسمى “التأين Ionization” أو “التحليل الكهربائي electrolysis”، التي تنفصل خلالها أيونات المياه عن جزيئاتها ناتجاً عنها المياه القلوية.
لم يُجزَم بشكل قاطع حتى الآن على ضرورة احتياج الجسم للمياه القلوية؛ إذ لم تُجر دراسات وأبحاث كافية حول أهمية استخدامها. مع هذا، أثبتت النتائج الأولية لبعض الدراسات وجود فوائد لها لا يمكن إنكارها، على سبيل المثال، أثبتت إحدى الدراسات أن شرب المياه القلوية، يعمل على تثبيط عمل إنزيم “الببسين-Pepsin”؛ ما يمنع حدوث ارتجاع عصارة المعدة، وبالتالي عدم الشعور بحرقان المعدة، وكشفت دراسة أخرى تضمنت 100 شخص ممن يشربون المياه القلوية بانتظام، انخفاض في مستوى لزوجة الدم لديهم؛ ما يعني تدفق أفضل للدم في الشرايين، ووصول الأكسجين بنسبة أكبر إلى المخ.
هذا بالإضافة إلى عدة فوائد صحية أخرى، تُروّج لها شركات تعبئة المياه القلوية مثل:
– تأخر ظهور علامات التقدم في العمر، والحفاظ على البشرة من التجاعيد.
– تخليص الجسم من السموم.
– تقوية جهاز المناعة.
– تقليل نسبة الإصابة بالأورام السرطانية.
– خفض الوزن.
أضرار شرب المياه القلوية
على الرغم من كون المياه القلوية آمنة، إلا أن البعض قد يعاني من أعراض جانبية عند الإكثار من تناولها.
تكثُر أضرار المياه القلوية الصناعية عن نظيرتها الطبيعية؛ ذلك لأنه عند استهلاك الجسم للمياه القلوية المُصنعة عن طريق “التأين”، يمتص الجسم كميات أكبر من المعادن القلوية مثل الكالسيوم والماغنسيوم، ما يجعل الجسم يستهلك مخزونه من تلك المعادن، فيحدث اختلال في نسبها.
يُسبب شرب المياه القلوية بكثرة تقليل إفراز العصارة المعدية الهاضمة؛ ما ينتج عنه اختلال في عملية الهضم والإصابة بالقيء والغثيان في بعض الأحيان. يمكن أن يُسبب أيضاً اختلالاً في نسبة الحامضية والقاعدية الطبيعية للجسم؛ ما قد ينتج عنه عدة أعراض منها ارتعاش اليدين، ووخز بالعضلات، بجانب نقص في التركيز. يُفضل كذلك عدم تناول مرضى القلب والشرايين المياه القلوية الصناعية؛ حتى لا تتسبب في حدوث مضاعفات تؤثر على عضلة القلب.
المصدر: هافينغتون بوست