يوسعُ الجيشُ السوريُ وحلفاؤه رقعةَ السيطرةِ في دير الزور، يُثبّتون نقاطاً، ويتقدمون الى اخرى، وآخرُ مواقعِ التنظيمِ الارهابي تتهاوى تباعاً امامَ الانجازِ الذي اوصلَ مساحةَ سيطرةِ الجيشِ والحلفاءِ الى خمسةٍ وثمانينَ بالمئةِ من مساحةِ سوريا بحسبِ تقديراتِ وزارةِ الدفاعِ الروسيةِ بعدَ الانتصاراتِ الاستراتيجية..
وما هو استراتيجيٌ في مفهومِ الدولة، عودتُها السريعةُ بامكاناتِها الاقتصاديةِ والحياتيةِ لما فيهِ تأمينُ حاجاتِ الناسِ المنتصرينَ على حصارٍ مطبقٍ دامَ لسنوات.. ومن طلائعِ الدولةِ العائدة، الانتخاباتُ الفرعيةُ لاختيارِ اعضاءِ مجلسِ الشعبِ عن ديرِ الزور وفقَ الموعدِ الذي حدده الرئيسُ بشار الاسد بمرسومٍ رئاسيٍ آخرَ الشهرِ الحالي ..
فهل من اشهرٍ لبنانيةٍ ستشبهُ تلكَ السورية، وتعودُ الدولةُ بامكاناتِها لا سجالاتِها الى مِنطقةٍ حُررت من الارهابِ بفعلِ قدراتٍ وطنيةٍ ومؤازرةٍ سورية، وهل من انتخاباتٍ فرعيةٍ في مناطقَ لبنانيةٍ آمنةٍ لم يطَلْها حصارٌ ولا دمار.. وهل يَستحي بعضُ اللبنانيينَ وهم يتحدثون عن الدولةِ السورية، ويتوهمون عدمَ وجودِها ورفضَ التنسيقِ معها، وهم يُنظِّرونَ بالعفةِ السياسية؟
لم يلتفت اللبنانيون لهؤلاء، بل اَعينُهم على عفةٍ قضائيةٍ تَحمي كرامةَ عسكرِهم وتحفظُ غلاءَ دمائِهم التي قُدّمت في سبيلِ الوطن، من مربعِ الموتِ في عبرا الصيداوية الى مربعاتِ القتلِ في الجرودِ العرسالية..
اليومَ وقفَ الارهابيُ احمد الاسير ومحامُوهُ امامَ القضاءِ العسكري، الذي واجَههم بالدليلِ الذي يُدينَ الاسيرَ وجماعتَه بالتحريضِ وقتلِ العسكريينَ اللبنانيين، من دونِ ان يُغيِّرَ ذلك من سمفونيتِه المستمرةِ حتى وراءَ القضبان، وتُلاقيها سمفونياتٌ سياسيةٌ تتهمُ القضاءَ العسكريَ علناً وكلَّ المؤسسةِ العسكريةِ ضمناً..
المصدر: قناة المنار