طغت إنجازات ومجريات معركة جرود عرسال التي يخوضها مجاهدو المقاومة الاسلامية على اهتمامات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الإثنين 24-07-2017، وتوقفت الصحف عن التقدم الكبير الذي حققته المقاومة والتهاوي السريع لجبهة النصرة.
الأخبار
معركة الجرود: تقدّم كبير يمهّد لحسم سريع ضد «النصرة»
المواقع التي احتلتها جبهة النصرة، في جرود عرسال، تتساقط الواحد تلو الآخر. التقدّم الكبير الذي حققته المقاومة (تحرير نحو 70 في المئة من الأراضي التي كانت تحتلها «النصرة») يمهّد لحسم سريع ضد جماعة «أبو مالك التلي»، ونهاية المرحلة الأولى من المعركة، لتبدأ بعدها المرحلة الثانية: تحرير الأرض التي يحتلها «داعش»
مرة جديدة، تُثبت المقاومة أنها حامية البلاد، ومحرّرة الأرض. من تحرير العام 2000، إلى منع الاحتلال و«فتح كوّة في جدار الردع الإسرائيلي» عام 2006، وصولاً إلى منع المنظمات الإرهابية من السيطرة على الحدود اللبنانية السورية بدءاً من العام 2012، وأخيراً، تحرير جرود عرسال المحتلة.
في غياب الدولة، وعجز السلطة السياسية عن اتخاذ قرار لحماية السيادة، ليس من حامٍ للبلاد سوى المقاومة، بدماء أبنائها، وبخبرتها المتراكمة منذ أكثر من ثلاثة عقود. هذه الوقائع لم تعد قناعة عند فئة صغيرة من اللبنانيين، ولا هي حكر على جمهور المقاومة وحده. ثمة تضامن واسع، عابر للقوى السياسية وللاصطفافات الطائفية، يعبّر عن نفسه على وسائل التواصل الاجتماعي، وفي مواقف سياسيين وفنانين وناشطين ومثقفين ووسائل إعلام لا تكن الود للمقاومة ولا لمشروعها، يؤيدون بوضوح عملية تحرير الجرود. القوى المعادية للمقاومة بدت معزولة، فرفعت أمس صوتها، لكن بلا طائل. حتى تيار المستقبل وجد نفسه محرجاً، فهرب من اتخاذ موقف، نحو إطلاق المواقف المؤيدة للجيش، والحديث عن «لا جدوى المعركة»، والاكتفاء بـ«التنقير» عليها، او محاولة شد عصب الجمهور وتوجيهه، على وسائل التواصل الاجتماعي، نحو تمني أن تطول المعركة ليخسر المتقاتلون جميعاً!
لاثة أيام مضت على انطلاق معركة تحرير جرود عرسال من احتلال «جبهة النصرة» الإرهابية. أيامٌ قليلة كانت كافية حتّى يُحقق رجال المقاومة تقدّماً أسرع ممّا كان مُخططاً له. لا يُعدّ الأمر مفاجأة، مقارنةً بخبرات المقاومين القتالية التي تعود إلى سنوات بعيدة، ومقارعتهم للإرهابيين في سوريا منذ 2011. ولكن، هناك عوامل عدّة كانت تشي بأنّ معركة جرود عرسال قد تكون أكثر صعوبة مما ظهرت عليه. الجغرافيا التي تدور عليها العمليات صعبة، وشديدة الوعورة. الجزء الأكبر منها يرتفع أكثر من 2000 متر عن سطح البحر، وفيها الكثير من الوديان والتلال والهضاب والمغاور والكهوف. طبيعة هذه المنطقة تلعب دوراً إيجابياً لمصلحة المدافعين، إذ يمكنهم استغلال تضاريسها الطبيعية ليكمنوا للمقاومين، مستخدمين الصواريخ الموجهة، المضادة للدروع، التي يملكون أعداداً كبيرة منها، ويوقعوا أكبر عدد ممكن من الخسائر في صفوف المهاجمين. كذلك فإنّ رجال المقاومة يُقاتلون على الأرض من دون غطاء جوي داخل الاراضي اللبنانية. أضف إلى ذلك، أنّ المقاومة تُقاتل فرقاً إرهابية تُعدّ من قوات «النخبة» بين المجموعات المسلحة في سوريا. فالإرهابيون في جرود عرسال خبروا المنطقة التي ينتشرون فيها منذ ستّ سنوات جيداً. بالاستناد إلى عامل الجغرافيا والظروف القتالية لـ«النصرة»، يُمكن القول إنّ هؤلاء كان من المفترض أن يخوضوا حرباً دفاعية شديدة الشراسة، ضدّ المقاومة والجيش السوري الذي يُقاتلهم في الشقّ المُحتل من الأراضي السورية. مع ذلك، لا يُمكن إنكار أنّ المواجهات في الأيام الثلاثة الأخيرة كانت عنيفة، لكنها انتهت لمصلحة المقاومة التي أدى تقدمها السريع إلى تقلّص المساحة التي تسيطر عليها جبهة النصرة إلى نحو 30 في المئة ممّا كانت تسيطر عليه سابقاً، مع تحرير كامل جرود فليطا السورية.
مصادر ميدانية أكدت لـ«الأخبار» أنّ التقدّم في جرود عرسال «كان أسرع من المتوقع». عمليات إغارة عدّة «نُفّذت على مواقع لجبهة النصرة. في بعض المواقع حصلت اشتباكات قاسية. وفي مواقع أخرى، نُفّذت «إغارات صامتة» فاجأت المسلحين في مواقعهم. وبنتيجة القتال، تجاوز عدد المواقع الرئيسية التي سيطرت عليها المقاومة عتبة الـ17 موقعاً، فيما أدّت شدّة المعارك إلى مقتل أكثر من 100 مُسلح من «النصرة» في الأيام الثلاثة للعملية، بحسب مصادر ميدانية. وأشارت مصادر مطلعة إلى أنّ أكثر من 220 مقاتلاً، من مسلحي سرايا أهل الشام، أعلنوا انسحابهم من جرود عرسال، وانتقلوا، بعد التنسيق مع المقاومة، إلى أحد مخيمات النازحين السوريين في وادي حميد ومدينة الملاهي في خراج عرسال، إلى حين انتهاء المعارك. أما مقاتلو النصرة، فانسحب عددٌ منهم من مواقعه باتجاه مناطق تقع تحت سيطرة «داعش». وفرّ الكثير من مواقعه في حرف وادي الدبّ، وحرف وادي الخيل. وكان الإعلام الحربي قد أعلن «فرار أحد مسؤولي النصرة، أبو طلحة الأنصاري، مع حوالي 30 مسلحاً باتجاه قلعة الحصن شرقي جرد عرسال»، وهو ما يمكن اعتباره مؤشراً على إمكان انضمامه، مع المقاتلين غير السوريين وغير اللبنانين، إلى صفوف «داعش». وتشير مصادر ميدانية إلى احتمال أن يكون عدد من مسلحي النصرة قد اندسّ بين مسلحي «سرايا أهل الشام» للانسحاب من أرض المعركة.
وتقول المصادر الميدانية لـ«الأخبار» إنّه سيتم «تزخيم التقدم في الأيام المقبلة لحسم المعركة بوجه النصرة سريعاً». وترى المصادر أنه في حال استمر التقدم بوتيرة الأيام الثلاثة الماضية، فإن المعركة ستُحسَم في غضون أيام.
بعد وادي الخيل، تتركز الأنظار صوب منطقة خربة يونين (بوابة وادي الخيل الشمالية مع سهل العجرم)، ومعبر الزمراني (نقطة تماس بين مسلحي «النصرة»، و«داعش»)، ومنطقة «الحصن الكبير»، شرقي خربة يونين من جهة الزمراني وشمال وادي الدب، والذي يحوي أسفل تضاريسه الحادة نفقاً ضخماً سبق أن حفرته الجبهة الشعبية منذ عقود. ويُعتبر «الحصن الكبير» معقل قيادة «النصرة»، وسط ترجيح أن يكون «أمير» جبهة النصرة المدعو أبو مالك التلي قد لجأ إليه.
بعد استعادة المنطقة التي تُسيطر عليها «النصرة» تنتهي المرحلة الأولى من العملية، لتبدأ المرحلة الثانية: العمل في المساحات التي يحتلها «داعش»، وهي أوسع من مناطق سيطرة النصرة، وأكثر وعورة. ولكن من «إيجابياتها» أنّها أبعد عن بلدة عرسال، من تلك التي تحتلها النصرة. كذلك فإنها بعيدة عن مخيمات النازحين السوريين، وبالتالي، ستكون المقاومة أكثر قدرة على التجهيز للمعركة والمناورة واختيار المحاور الأفضل للهجوم.
من ناحيته، أخذ الجيش اللبناني على عاتقه حماية بلدة عرسال ومخيمات النازحين السوريين في خراجها. وواجه يوم السبت محاولات تسلل نفّذها مسلحو «النصرة» باتجاه المخيمات من جهة وادي الضام، ووادي الزعرور. فاستهدفت مدفعيته تلك المجموعات، مُجبرةً إياها على الانكفاء أكثر من مرّة.
وفي موازاة العمل العسكري، نظّم أهالي بلدة القاع، بدعوةٍ من التيار الوطني الحر، وقفة تضامنية مع الجيش والمقاومة. وحيّا كاهن الرعية الأب اليان نصرالله «الجيش ورجال المقاومة الذين يُسطرون الملاحم دفاعاً عن لبنان في وجه الإرهابيين والتكفيريين». وانتقل بعدها عدد من الأهالي إلى مستشفيات المنطقة للتبرع بالدم لجرحى العمليات العسكرية.
الجمهورية
محادثات صعبة للحريري في واشنطن… و«النصرة» تتهاوى
يومٌ ثالث خاضَ فيه الجيش اللبناني و«حزب الله» مزيداً من المواجهات في جرود عرسال على طريق تحريرها من «جبهة النصرة» و«داعش» وغيرهما من التنظيمات الإرهابية، بحيث لم يَعلُ في الساحة صوتٌ سوى صوتِ المعركة التي يبدو أنّها ستستمرّ حتى إنجاز المهمّة التي حُدّدت لها، وهي تحرير الحدود اللبنانية ـ السورية من الاحتلال الإرهابي وما يشكّله من تهديد للأمن اللبناني عموماً. وحسب المعطيات، فإنّ اليوم الثالث من المعركة انتهى إلى استعادة سبعين في المئة من جرود عرسال التي تسيطر عليها «النصرة»، وسُجّلَ فيها سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف الإرهابيين، في وقتٍ شيَّع «حزب الله» مجموعة من شهدائه الذين سقطوا في المواجهات وتوزّعوا على مناطق عدة في البقاع والجنوب وبيروت. كلّ ذلك يجري وسط هدوء على الجبهة السياسية خرَقته زيارة الرئيس سعد الحريري إلى واشنطن التي سيتوّجُها بلقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب غداً الثلثاء في البيت الأبيض، إذ سيكون ملفّ مكافحة الإرهاب أحد أبرزِ المواضيع التي ستتناولها المحادثات اللبنانية ـ الأميركية.
قالت مصادر شاركت في كواليس التحضير لزيارة الحريري لواشنطن لـ«الجمهورية» إنّ الحريري يخوض محادثات صعبة والموضوع الاكثر سخونة الذي سيُثار خلالها بالتزامن مع معركة عرسال سيكون دور «حزب الله» حيث يرفض الاميركيون ايّ تنسيق بينه وبين الجيش اللبناني وقد ابلغوا هذا الرفض سرّاً الى الجانب اللبناني عبر القنوات المعنية بهذا الامر، إذ انّه على اثر زيارة ضباط من الجيش لمعلمِ مليتا قدّم ثلاثة من اعضاء الكونغرس اقتراحات بتجميد المساعدات الاميركية للجيش.
ميدانياً
ميدانياً خاض الجيش اللبناني و»حزب الله» أمس في جرود عرسال مزيداً من المواجهات الكبيرة مع «جبهة النصرة» وبقيّة التنظيمات الارهابية، وانتهت الجولة الثالثة من المواجهات الى توسيع رقعة سيطرة «حزب الله» وتحرير ما يزيد عن سبعين في المئة من هذه الجرود، إذ اقتحَم مراكز ومواقع مهمة لـ«جبهة النصرة» وسيطر عليها، وأبرزُها وادي العويني ومرتفع شعبة القلعة الذي يعَدّ يرتفع 2350 م عن سطح البحر ويشرف على واديَي الدب والريحان. ودخل مقاتلوا الحزب إلى مقر قيادة عمليات «النصرة» في عقاب الخيل.
كذلك حرّر مقاتلو الحزب جرود فليطة السورية بكاملها. وأكّدت غرفة عمليات المقاومة أنّ 46 قتيلاً وعشرات الجرحى من «جبهة النصرة» سَقطوا في حصيلة اليوم الثالث من المعارك في جرد عرسال، فيما لقيَ 23 آخرين مصرعَهم في جرد فليطة في القلمون الغربي.
وإذ أقرّت «تنسيقيات» المعارضة المسلّحة في سوريا بسقوط عدد كبير من مسلحي «النصرة» في معارك الجرود هذه الواقعةِ بين الحدود اللبنانية ـ السورية، أعلنَت «سرايا أهل الشام» (المتحالفة مع «جبهة النصرة»، وإحدى فصائل «الجيش السوري الحر») وقفَ إطلاقِ النار في جرود عرسال تمهيداً للمفاوضات والتحضير لخروج آمنٍ لمسلّحيها أو الاستسلام للجهات المختصة.
الجيش
وفي موازاة ذلك، ظلّ الجيش ثابتاً على موقفه ومؤدّياً الدور الوطني المطلوب منه، متصدّياً لتسللِ أيّ مِن المسلحين الى داخل عرسال أو الى مواقعه.
وأكّد مصدر أمني لـ«الجمهورية» أنّ «الجيش ما زال يترصّد أيّ تحرّكات مشبوهة في اتّجاه مواقعه ويقصف المسلحين الذين يقتربون من عرسال»، لافتاً الى أنّ «الجيش دخل أمس مع الصليب الأحمر الى مخيمات وادي حميد حيث نَقلوا عدداً من النساء والأطفال والجرحى الى بلدة عرسال، تحت إشراف مندوب الأمم المتحدة، كما أنّ الصليب الأحمر وبالتعاون مع الجيش أدخَل بعض المساعدات الى مخيمات عرسال». وأشار الى أنّ «قوّة من مخابرات الجيش نفّذت صباح أمس عملية أوقفَت فيها أحد تجّار الأسلحة الذي كان يُزوّد «داعش».
وإذ تَردَّدت معلومات عن احتمالِ تحرّكِ خلايا نائمة لخطفِ عسكريين وأمنيين، أكّد مصدر أمني لـ«الجمهورية» أنّ إجراءات الحيطة والحذر اتُّخِذت، على رغم أن لا معلومات عن أشخاص معيّنين في هذا الموضوع».
وكشف أنّه «سبق لأحد الموقوفين خلال عملية جرت الأسبوع الماضي أن أدلى بمعلومات عن إمكانية تحرّكِ خلايا نائمة في عدد من مخيمات عرسال يبلغ عدد عناصرها 150 عنصراً لتنفيذ عمليات أمنية ضدّ وحدات الجيش المنتشرة ودورياته وقَطعِ طرقِ إمداداته ومواصلاته، إلّا أنّ المتابعة الأمنية الدقيقة بيَّنت عدم صحة هذه المعلومات، أقلُّه حتى الساعة، غير أنّ الأجهزة المعنية لا يمكنها التغاضي عن أيّ معلومة مهما كان نوعها، حرصاً على أمن أفرادها وسلامتهم».
«الحزب»
وإلى ذلك اعتبَر الحزب، بلسان أحد نوّابه السيد نواف الموسوي، أنّ مَن يختلف معه اليوم في معركة جرود عرسال «قد اختار أن يكون حليفاً للمجموعات الإرهابية التكفيرية، سواء كان اختياره عمداً أو عن غير عمد، عن وعي أو عن غير وعي».
واعتبر أنّ «البعض في لبنان اختار بكلّ وقاحة أن يُحالف النجاسة نكايةً بالطهارة، وأن يناوئ ويضادّ «حزب الله» بمعزل عن أيّ شيء يقوم به، خصوصاً أنّ هذه المعركة التي نخوضها اليوم في الجرود، هي معركة لبنانية صرف مئة في المئة، فلماذا يختار البعض في لبنان أن يكون حليفاً موضوعياً وإعلامياً ونفسياً للمجموعات الإرهابية التكفيرية، وخصوصاً الشامتين بعدد شهدائنا، أو الذين يهوّلون على أهلنا؟».
واعتبَر الموسوي أنّ «على البعض في لبنان أن يخجلَ من اختياره موقعَه إلى جانب المجموعات الإرهابية التكفيرية»، و»أن يصمتَ بدلاً من أن يكون شريكاً لأعداء الوطن في احتلالهم أرضَنا اللبنانية التي نجعلها مقدّسةً بدماء شبابنا الطاهرة».
جابر
وقال العميد المتقاعد هشام جابر لـ«الجمهورية»: «إنّ معركة عرسال كان لا بدّ منها، وفي تقديري أنّها حُسِمت عسكرياً إلى حدّ كبير من جانبين: من جانب الجيش ومن جانب «حزب الله»، وبقيَت «داعش» في المقلب الآخر مقابلَ القرى المسيحية، وتحديداً قبالة رأس بعلبك و«الفاكهة» والقاع. لكن نستطيع القول إنّ أوّل خطوة من المعركة ضد «جبهة النصرة» أصبحت محسومة عسكرياً».
وإذ أكّد جابر أن «لا أحد يستطيع التكهّن بالمدى الزمني لمعركة جرود عرسال»، اعتبَر «أنّ المعركة مع «النصرة» أصعبُ من المعركة مع «داعش» التي ستكون أسهلَ مع هذا التنظيم، لأن لا تواصل بينه وبين عرسال أو أيّ قرية لبنانية، خلافاً لـ«جبهة النصرة» التي لديها تواصُل مع عرسال، وكنّا نتخوّف من أن يُضرَب الجيش في خاصرته من مخيّمات عرسال، ثمّ إنّ داعش» بعد هزيمة «النصرة» ستصبح في وضعٍ صعب».
وقال: «عندما تنتهي معركة الجرود، الجيش حتماً يرتاح وسيقتلع شوكةً كبيرة من خاصرته ويَنزع حِملاً كبيراً عن كاهله، لأنّ لديه مشكلةً أساسية وهي مواجهة الإرهاب وهو يُستنزف».
إلّا أنّ جابر رَفض اعتبارَ أنّه مع انتهاء معركة الجرود لبنانُ سيرتاح من الإرهاب، وقال: «حتماً سيرتاح من الإرهاب الموجود فوق الارض، إلّا أنّ الإرهاب الموجود تحت الارض يجب أن نظلَّ متيقّظين منه، فالمجموعات الإرهابية عندما تترنّح عسكرياً تنشط أمنياً».
المستقبل
استمرار المعارك في الجرود و«حزب الله» يشيّع خمسة من مقاتليه
الفليطي إلى مثواه الأخير.. وعرسال تضع استشهاده في عهدة الدولة
لليوم الثالث على التوالي، تواصلت المعارك وعمليات الكر والفر بين «حزب الله» و«جبهة النصرة» في جرود عرسال، في وقت لا يزال الجيش اللبناني يتصدى لأي تسلل لمسلحي المجموعات الارهابية الى داخل البلدة.
وأفادت الوكالة «الوطنية للاعلام» أن الطيران الحربي السوري شن غارات عنيفة ومكثفة على ما تبقى من جرود عرسال في تم (مدخل) وادي الخيل. وأدخل جرحى من «سرايا أهل الشام» الذين أصيبوا في وادي حميد خلال معارك الأمس الى مستشفى «الرحمة» الميداني في عرسال وهم: أحمد رضا جربوع (20 سنة) – فليطة، عدنان خالد جمعة (28 سنة) – حوش عرب، حسين جمعة قرقور (17 سنة) – فليطة وحسن أحمد زهرة (30 سنة) – السحل.
في غضون ذلك، شيّعيت بلدة عرسال نائب رئيس البلدية السابق أحمد الفليطي الذي استشهد أول من أمس، وهو يقوم بوساطة لإنسحاب المسلحين من الجرود.
وألقى رئيس المجلس البلدي باسل الحجيري كلمة عدد فيها مزايا الراحل، مؤكداً أنه «كان السباق في عمل الخير، وكان يقوم بوساطة خير لإبعاد الأذى عن عرسال والمنطقة».
وصلى على الجثمان مفتي بعلبك الشيخ خالد صلح ثم ووري في الثرى في جبانة البلدة.
ونعى آل الفليطي وأهالي عرسال الشهيد الفليطي. وقالت العائلة في بيان: «ان الفليطي كان يحاول تجنيب عرسال والمنطقة شرور الحرب وويلاتها، أراد السلام ولكن طبول الحرب أقوى، أراد المصالحة لكن الحقد أعمى، ومثلما كانت له الايادي البيض في العديد من الملفات نسأل الله أن يكون استشهاده فداء لعرسال والمنطقة. وإننا إذ نضع استشهاده في عهدة الدولة اللبنانية نطالبها بجلاء حقيقة ما حصل وإزالة هذا الإلتباس تاركين لها الحكم والقضاء. رحم الله شهيد الخير والسلام، شهيد المصالحة، شهيد الإعتدال والإنفتاح».
الى ذلك، شيّع «حزب الله» مهران محمد الطقش (جواد)، وهو من بلدة بيت شاما (العقيدية) البقاعية، إلى مثواه الأخير في روضة الغبيري، بحضور حشود شعبية ورسمية والمعاون السياسي للأمين العام لـ «حزب الله» حسين الخليل ونواب ووزراء من كتلة «الوفاء للمقاومة» وممثلين عن أحزاب وقوى إسلامية ووطنية.
وعلى وقع شعارات تلبية الجهاد والتضحية، انطلق موكب تشييع علي المقداد من أمام مستشفى دار الحكمة في بعلبك، وصولاً الى منزل ذويه في بلدته مقنة، بمشاركة وزير الصناعة حسين الحاج حسن والنائبين علي المقداد ونوار الساحلي، ومسؤول العلاقات الدولية في «حزب الله»عمار الموسوي، وشخصيات وقيادات سياسية وحزبية. ثم ووري في الثرى في روضة الشهداء.
كذلك، شيّع الحزب في بلدة الطيبة الجنوبية حسن علي حمود (رواد)، بمسيرة حاشدة انطلقت من أمام منزله، وشارك فيها عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب علي فياض، مسؤول منطقة الجنوب الأولى في «حزب الله» أحمد صفي الدين، إلى جانب عدد من علماء دين والشخصيات والفعاليات. ثم أقيمت الصلاة على جثمانه ليوارى بعدها في ثرى جبانة البلدة.
وشيّع «حزب الله» وأهالي بعلبك ياسر أيمن شمص ومهدي محسن رعد إلى مثواهما الأخير، بمشاركة رئيس الهيئة الشرعية في الحزب الشيخ محمد يزبك والوزير الحاج حسن وتكتل نواب بعلبك الهرمل، وحشد من الفعاليات.
البناء
أردوغان يثبّت حضوره الخليجي ويخسر إدلب… و«إسرائيل» مرتبكة بالعجز عن التقدّم والتراجع
السعودية تتراجع أمام تركيا في قطر وتتقدّم مع مصر بوجهها في سورية عبر اتفاق الغوطة
الربع الأخير لحرب الجرود وسط التفاف سياسي وشعبي حول حزب الله… والنصرة تحتضر
الكلّ مرتبك ويحاول ترميم صفوفه باستبدال العناد والإنكار بمحاولة التأقلم مع المتغيّرات وعنوانها الساطع انتصارات محور المقاومة، فـ»إسرائيل» التي تبتلع الموسى مع مواجهات القدس وسائر مناطق فلسطين، لا تستطيع التقدّم ولا التراجع وتحاول الرهان على الإستعانة بصديق يساعدها في النزول عن الشجرة، والسعودية العالقة في حرب اليمن وجدت نفسها عاجزة عن المضيّ في معركة إسقاط قطر، وتركيا الخائفة من خصوصية كردية عسكرية على حدودها والمأزومة بعلاقاتها مع واشنطن تحاول ترميم حضورها الإقليمي بالإفادة من أزمة قطر، بينما لم تحتج مصر لأكثر من عقلانيتها وعدم تورّطها في الحرب على سورية وقوى المقاومة لتضمن دوراً في ضفة التسويات يباركه خصوم المقاومة وسورية كتغطية لفشلهم، ويرحب به أهل المقاومة وسورية لتنهض مصر بدورها في المنطقة بعد طول غياب.
النصرة تحتضر في جرود القلمون اللبنانية والسورية تحت ضربات المقاومة التي أدهشت العدو والصديق ونالت شهادة المراقبين بإنجازها السريع والنظيف وقدرتها على البذل بلا حساب لحساب الوطن، فاجتمع حولها اللبنانيون سياسياً وشعبياً في وقفة نادرة لم يشذّ عنها إلا بعض النشاز.
الكلّ يبحث عن نصر ولو معنوي أو شكلي يغطي به خسارة حقيقية إلا محور المقاومة فيراكم إنجازات على إنجازات، فجولة أردوغان الخليجية تأتي على خلفية نزول السعودية عن شجرة التصعيد وقبولها تحويل الشروط مطالب والمطالب بنود تفاوض، فلا عاد إقفال قناة «الجزيرة» شرطاً ولا حتى مطلباً ولا إزالة القاعدة التركية العسكرية، وقد بدأت مفاعيل تفاهم أميركي قطري تحت العنوان الذي بدأت منه الأزمة وهو تمويل الإرهاب وبريطانيا تبارك الموقف القطري وتدعو لفك الحصار، وروسيا وفرنسا متفقتان على الحاجة لحلّ سياسي، لكن أردوغان الرابح خليجياً خسر إدلب التي طردت جبهة النصرة منها أحرار الشام المدعومة من أنقرة، والنصرة التي سيطرت في إدلب تتساقط مواقعها في القلمون، وقريباً في غوطة دمشق حيث شرط التفاهم على التهدئة تصفية وجود النصرة هناك وفقاً للإتفاق الذي رعته موسكو والقاهرة، وسيشهد بحث نشر مراقبين مصريين مع الشرطة العسكرية الروسية ضمن مشروع اتفاق بين الحكومتين المصرية والسورية، كما قالت مصادر إعلامية روسية، وهو الأمر الذي لم تستطع حكومة أنقرة بلوغه بعد بسبب وجودها غير الشرعي في سورية أسوة بما وصف فيه رئيس العمليات في القوات الأميركية لصحيفة «نيوزويك» وجود قواته في سورية.
المنطقة محكومة بما يجري في سورية حيث الحرب التي تحوّلت خلال سنوات إلى حرب حياة أو موت لكلّ المشاركين فيها، ولا يمكن أن تقترب من نهاياتها ويخرج الجميع رافعاً شارة النصر، فصيغة لا غالب ولا مغلوب والرابح رابح، والبحث عن حفظ ماء الوجه للمهزومين، والمخارج اللائقة للنزول عن شجرة التورّط، كلها لن تفيد في تغيير حقيقة وجود منتصر ومهزوم، وقد بالغ الجميع ممّن هزموا أو يهزمون عندما بلغوا حدّ القول إنّ المنطقة لا تتسع لهم مع الرئيس السوري بشار الأسد، فإما هو أو هم، وها هو باق وثابت من ثوابت المنطقة الإسترايجية، فماذا عساهم يقولون، وهل يحتاج الحلف الممتدّ من الضاحية إلى دمشق إلى طهران وموسكو مروراً ببغداد وصنعاء أن يقول شيئاً وقد كان عنوان وقفته في سورية انّ الأسد رمز من رموز المقاومة وبقاءه علامة نصرها؟
وفي لبنان حيث المقاومة التي تحمّلت كلّ الكلام المبتذل عن مشاركتها في حرب أنكر الآخرون عليها أن يكون الإرهاب عدوها فيها، وأصرّوا على وصف الإرهابيين بالثوار، وقدّموا لهم أدوات الإعلام والحرب والمال وصولاً للفتنة، وها هي المقاومة اليوم تخوض حرب اللبنانيين جميعاً وهم يهتفون لشهدائها ودمائهم فتتلاقى القنوات الفضائية اللبنانية التي انقسمت حول المقاومة لسنوات لتزفّ شهداءها وتتباهى بانتصاراتها، ويقف السياسيون الذين عادوها وعاندوها مرتبكين يتلعثم خطابهم بين الصمت او لسان ضدّ أو نتمنى أن لا يوظف النصر لحسابات فئوية، أو لا ننكر البعد الوطني والمحق للمعركة ولسنا ضدّ كلّ ما يفعله حزب الله.
العرس الوطني للمقاومة وشهدائها بعض من إنصاف التاريخ والجغرافيا لشلال تضحيات لم يتوقف عن البذل المجاني لحساب لبنان وأمن اللبنانيين منذ عقود ومعركة جرود عرسال مطهر وطني للألسنة والعقول والقلوب التي توطنها السواد سنوات عجاف لتستردّ بعض النقاء والبياض.
لليوم الثالث على التوالي، لا تزال المواجهات البطولية التي يخوضها الجيش السوري والمقاومة للقضاء على تنظيم جبهة النصرة في الجرود الحدودية، تخطف الأضواء المحلية في ظل الجمود الذي يُخيّم على الملفات المطروحة والقضايا الملحة بسبب سفر رئيس الحكومة سعد الحريري الى الولايات المتحدة الأميركية.
وفي المستجدات الميدانية يوم أمس، سيطر حزب الله على «أكثر من 75 في المئة من المساحة التي كانت تحتلها جبهة النصرة من جرود عرسال اللبنانية»، وفق ما أفاد مصدر ميداني لـ«البناء»، حيث انهارت مواقعهم وتحصيناتهم بسرعة، وسط كثافة نارية شاركت فيها وحدات النخبة والتدخل في الحزب رافقتها الوحدة الصاروخية ومدفعية الميدان الثقيلة والمتوسطة والهجومية. كما سيطرت المقاومة على نفق القيادة العامة لجبهة النصرة في وادي الخيل في جرود عرسال، ما يشكّل ضربة معنوية كبيرة لعناصر التنظيم ومؤشراً لهزيمة وشيكة للنصرة ونهاية اتواجدها في الجرود الحدودية.
كما استعاد المقاومون آلية تابعة للواء الثامن في الجيش اللبناني كان قد استولى عليها عناصر النصرة في 3 آب عام 2014 وأخذوها إلى الجرود وهي غير صالحة للاستعمال.
أهمية مرتفع ضهر الهوة!
ومع سيطرة حزب الله على مرتفع ضهر الهوة في جرود عرسال، بعد مواجهات عنيفة مع مقاتلي النصرة، كانت مواقع النصرة تسقط الواحد تلو الآخر. ويقع مرتفع ضهر الهوة في جرود عرسال، على ارتفاع 2015 متراً عن سطح البحر، ويُعدّ الأعلى ضمن منطقة العمليات الغربية لجرود عرسال، ويبلغ عرضه 3500 م.
ويضمّ مرتفع ضهر الهوة مواقع عدة كانت جبهة النصرة تسيطر عليها قبل أن يستعيدها المقاومون، وهي: الطائف، فتح والراية. ويُعدّ من أبرز معاقل الجبهة وخط الدفاع الرئيسي في جرد عرسال ويؤمن السيطرة ورؤية الرماية، والإشراف الناري على 6 معابر رئيسية، هي: معبر وادي الخيل، معبر وادي العويني، معبر وادي أبو زنوبة، معبر وادي المعيصدة، معبر جوار الشيخ ومعبر وادي الريحان.
وسمحت سيطرة عناصر المقاومة على المرتفع، بالإشراف نارياً على مرتفع حقاب وادي الخيل وشيار الحطب من الجهة الشمالية، وضليل وادي الخيل من الجهة الشرقية. وقد استسلم عدد من عناصر النصرة بعد نداءات استغاثة عبر مكبّرات الصوت في منطقة وادي حميد.
اغتيال الوساطة…
وعلى وقع الإنجازات الميدانية الدراماتيكية، تحركت المفاوضات من جديد مع دخول الوسيطين أحمد وفايز الفليطي على خط الوساطة، و«أثناء دخولهما بسيارة رباعية الدفع سالكين طريق الملاهي ـ وادي حميد باتجاه أحد مواقع النصرة المتقدمة للتفاوض، وبعد أن قطعا مسافة ليست بقليلة عن الملاهي، وعند محلة وادي حميد – مفرق العجرم تحديداً، استُهدفت سيارتهما بصاروخ موجّه أدى إلى إصابتها واستشهاد أحمد الفليطي على الفور وأصيب فايز». وذكرت معلومات ميدانية لـ«البناء»، «أن استهداف الفليطي مصدره مجموعة من النصرة كمنت له على مقربة من أحد مواقعها واستهدفته»، أما الهدف بحسب متابعين فهو «اغتيال الوساطة التي كان يقوم بها نائب رئيس بلدية عرسال أحمد الفليطي مع النصرة لتسليم أنفسهم وسلاحهم للمقاومة».
مصير «أبو مالك»…
مصادر معنية أكدت لـ«البناء»، «أن من مفاجآت المقاومة بعد المفاجآت الميدانية قد تكون القبض على أبومالك التلي الذي يرجّح لجوؤه إلى أحد الكهوف والمغاور إذا لم يعلن ولاءه لتنظيم داعش ويلجأ إليه».
وأكدت المصادر سقوط يوم أمس، فقط «حوالي 58 قتيلاً وعشرات الجرحى من النصرة في جرد عرسال و33 قتيلاً في جرد فليطة في القلمون الغربي، وجميعهم من جنسيات سورية وخليجية وفلسطينية ويمنية ولبنانيون». وذكرت مصادر من جرود عرسال لـ«البناء»، «انسحاب أحد مسؤولي جبهة النصرة المدعو «أبو طلحة الأنصاري» مع حوالي 30 من مسلحيه باتجاه قلعة الحصن شرق جرد عرسال بعد التقدم الكبير للمقاومة في الجرد».
إجلاء النازحين
كما سُجّل إجلاء نحو 79 شخصاً من النساء والأطفال من مخيمات النازحين السوريين في وادي حميد الى داخل بلدة عرسال بالتعاون مع الجيش اللبناني والصليب الأحمر.
وأوضح رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري لـ«البناء»، «أن الهدوء الحذر يخيم على عرسال حتى الآن باستثناء استشهاد الفليطي الذي عكّر صفو الهدوء»، لافتاً إلى أن «الأيام المقبلة ستشهد مزيداً من التطورات الميدانية، خاصة أن مواقع داعش تبعد عن بلدة عرسال نحو 15 كلم. وموقع القيادة عند تلة ميرا والمحصّن كثيراً يبعد نحو 20 كلم».
وأكد الحجيري «دخول نحو عشرات العائلات ويقدّر عددهم حوالي 100 شخص بين نساء وأطفال عبر وادي حميد هرباً من المعارك إلى مناطق أكثر أمناً في محيط عرسال، حيث مخيمات النزوح».
المرحلة الثانية: القضاء على «داعش»
وقال خبراء عسكريون لـ«البناء» إن المرحلة الأولى من المعركة شارفت على النهاية مع سيطرة الجيش السوري وحزب الله على معظم المساحات الجردية التي كانت تسيطر عليها النصرة، وعند وصول المقاومين الى خربة يونين، يعني إنهاء المعركة مع التنظيم وربما يحتاج الأمر أياماً قليلة». وأشار الخبراء الى أن «المرحلة الثانية من المعركة ستبدأ بعد انتهاء المرحلة الأولى، للقضاء على تنظيم داعش الذي يسيطر على منطقة ممتدة من جرود رأس بعلبك إلى عسال الورد. وهي منطقة سهلية، وبالتالي عسكرياً تُعتبر أسهل من المرحلة الأولى»، وأوضحوا أن «الخطة التي اعتمدتها القوات السورية والمقاومة هي تقسيم منطقة العمليات الى مناطق عدة، وفصل منطقة النصرة عن داعش وخوض المعركة مع كل منهما على حدة والحؤول دون توحيد التنظيمين في المعركة».
تغيّر شروط التفاوض
وعلمت «البناء» أن شروط المفاوضات قد تغيرت وباتت الآن تسليم المسلحين أنفسهم مع أسلحتهم وعتادهم بعد أن كانت قبل انطلاق المعركة، تتم على أساس انسحاب المسلحين الى الاراضي السورية وتحديداً الى إدلب عبر تركيا، كما علمت أن «خيارات المسلحين قد ضاقت الى الحد الأدنى بعد أن باتوا محاصرين في منطقة جغرافية محدودة وضيقة وبالتالي هم بين خيارين: إما الموت وإما الاستسلام».
وفي سياق ذلك أشار الخبراء الى أن «أحد الخيارات المتوقعة، هي محاولة عناصر النصرة الانسحاب الى القسم الذي يُسيطر عليه داعش، لكنهم بيّنوا أن الطائرات السورية ستكون بالمرصاد بعد أن استهدفت منذ أيام مجموعة من النصرة كانت تحاول الفرار من جرد فليطة باتجاه جرد عرسال عبر معبر الزمراني وبالتالي ما يجعل هروبهم أمراً صعباً للغاية».
كما لفت الخبراء الى أن «ما يجري في الجرود ليس فقط معركة ببعدها العسكري، بل هي حرب كسر إرادات على مستوى جبهات المنطقة بين الجيش السوري والمقاومة من جهة، والتنظيمات الإرهابية وداعميهم الإقليميين والدوليين من جهة ثانية، وتجري في وقتٍ يتعرض داعش لضربات قاصمة وهزائم متتالية في العراق وسورية». وأضافوا أن «بعد انتهاء معركة الجرود بشكلٍ كامل يمكن الحديث عن تحصين لبنان أمنياً من جهة الحدود مع سورية، ويبقى الحذر من الخلايا والشبكات النائمة في الداخل»، لكنهم أشاروا الى أن «هذه الخلايا والشبكات ستُصاب بالشلل بعد قطع الإمداد اللوجستي والمالي عنها وفقدانها الاوامر من قيادتها الميدانية من الجرود».
وأكد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين أن «المقاومة اليوم تقاتل في كل منطقة وبلدة وصولاً الى البادية في سورية، فتنتصر وتحقق الإنجازات، وفي الوقت نفسه هي تقاتل في جرود عرسال والقلمون ولو اقتضى الأمر أن تقاتل في مواجهة العدو «الإسرائيلي» في الوقت ذاتة ستقاتل، وتحقق الإنجازات، وما زرعته المقاومة في 2006 من رعب وخوف وضعف وقلق في «الإسرائيلي» لا يمكنه أن ينجح في حرب، فضلاً عن أن يبادر الى الحرب». وشدد صفي الدين على أن «ما تقوم به المقاومة في جرود القلمون وعرسال من جيش ومقاومة هو حماية لكل لبنان، لعرسال اولاً، وللبقاع ثانياً، ولكل لبنان ثالثاً بطوائفه ومناطقه كلها».