تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 10-05-2016 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها نتائج الانتخابات البلدية والاختيارية في بيروت والبقاع، وما أثارته من صدمات ومفاجآت…
السفير
عندما يهدّد زعيم «المستقبل» باعتزال العمل السياسي
نصرالله وعون وجعجع.. «تفاهمات» وإقفال ساحات؟
وتحت هذا العنوان كتبت السفير تقول “لبنان ليس بخير.. والأصح أن لبنان بخطر. قد يكون الخطر الخارجي قدراً لا مفر منه، سواء أتى من جهة الحدود الجنوبية أو الشرقية، لكن ماذا عن الخطر الداخلي وماذا عن مسؤولية كل لبناني في مواجهة هذا الخطر؟
هذه محاولة لإجراء قراءة سياسية لنتائج الانتخابات البلدية في بيروت وزحلة، تتجاوز الصناديق والأسماء واللوائح، إلى ما يصح تسميتها «الحسابات الطائفية» التي باتت تتحكم بسلوكيات شريحة واسعة من اللبنانيين تحركها العصبيات أو المخاوف في هذا الاتجاه أو ذاك.
خرج سعد الحريري من انتخابات بيروت مأزوماً. يشي خطابه أمس بهذه النتيجة، إلا إذا أراد أن يكابر ولا يقرأ الأرقام، فيتصرف كمنتصر في المراحل الانتخابية التالية، وتحديداً في طرابلس. الأزمة بين الحريري والمكون الشيعي واضحة للعيان. هما، وبرغم حوارهما الثنائي الضروري والمطلوب لتخفيف التوتر المذهبي، يندفعان على سكتين متوازيتين متناقضتي الاتجاهات.. والصدام بينهما كان يمكن أن يكون وارداً في كل لحظة، لولا الحصانة الداخلية المشتركة، مدعومة بمظلة دولية حامية للاستقرار لاعتبارات لبنانية وخارجية!
الأزمة بين الحريري ووليد جنبلاط تكبر ولا نقاش سياسياً بين الطرفين، إلا ما يتصل بملفات عاجلة، معظمها يتصل بمنظومة المصالح والخدمات في الدولة.
الأزمة بين الحريري والمكونات المسيحية صارت واضحة للقريب والبعيد. كل الاستثمار الخليجي لاجتذاب «القوات» على مدى عقد من الزمن، بات من الماضي، إذا قرر سعد الحريري أن لا يغادر مربعين اثنين: استذكار تبني سمير جعجع القانون الانتخابي الأرثوذكسي وعدم تصديق واقعة تبني جعجع ترشيح ميشال عون لرئاسة الجمهورية.
ما جرى في انتخابات بيروت يشي بأزمة مفتوحة بين الحريري وباقي المكونات المسيحية. يكفي للتدليل على ذلك عدم قدرة الماكينات الحزبية (خصوصاً «التيار» و «القوات» و«الكتائب») في العاصمة على اجتذاب الجمهور الحزبي للتصويت لـ«لائحة البيارتة»، بينما أظهرت الأحزاب الأرمنية كعادتها التزاماً جعلها تمنع تسرب جمهورها باتجاه تأييد لائحة «بيروت مدينتي» أو «لائحة شربل نحاس» بما شكلته هذه أو تلك من تعبير احتجاجي على «خيانة».. «الإبراء المستحيل» أو رفض إسقاط اللوائح من فوق!
أما في زحلة، فإن من يدقق في مجريات الساعات الأربع الأخيرة، يكتشف أن قرع أجراس الكنائس واستنفار الماكينات الحزبية بإشراف مباشر من عون وجعجع، جعل التصويت يتخذ طابعاً طائفياً احتجاجياً ضد محاولة سعد الحريري و «حزب الله» مصادرة القرار الزحلي بذريعة «الوفاء» لورثة إيلي سكاف في المدينة، من دون احتساب مردود هذا التجييش على مستقبل العلاقات بين زحلة والجوار.
لكأن كل طرف يريد أن يحصّن نفسه أو بالأحرى ساحته (الطائفية أو المذهبية). أبلغ سعد الحريري بعض معاونيه كلاماً خطيراً قبل ساعات من إقفال صناديق الاقتراع في بيروت: «إذا سقطت «لائحة البيارتة» أو اختُرقت، سأعتزل العمل السياسي نهائياً». هذا الكلام بلغ مسامع قيادات سياسية أخرى أبرزها الرئيس نبيه بري!
اعتباراً من لحظة صدور نتائج الانتخابات في بيروت وزحلة، صار لزاماً على كل من الحريري و«حزب الله» التعامل مع الوقائع بطريقة مختلفة. صحيح أن «حزب الله» حصد غمار ما يزرعه في «ساحته» (النموذج الأبرز في بعلبك وبريتال)، لكن لم يعد خافياً على أحد أن الحزب يكاد يتمنى لو أنه يعفي نفسه من هذا الاستحقاق الذي يجعل بطون معظم القرى والبلدات والمدن الجنوبية والبقاعية (وبعض جبل لبنان) مفتوحة ومشرعة على نبش أحقاد وعصبيات تتناقض كلياً وتضحيات الحزب الكبيرة وما ينبري له من دور على الصعيد الإقليمي.. ومن يقرأ خطاب السيد حسن نصرالله الأخير، لن يجد صعوبة في قراءة مفردات لم يستخدمها قائد حزبي مثله في أي خطاب من قبل.
من هنا يصح القول إن سعد الحريري يجد نفسه في القانون الانتخابي والاستحقاق الرئاسي والخيار البلدي في مواجهة اصطفاف طائفي (إسلامي ـ مسيحي) يعيد تذكير اللبنانيين بانقساماتهم التي جعلت بلدهم يدفع أثماناً كبيرة من منتصف السبعينيات حتى نهاية ثمانينيات القرن الماضي.
أما «حزب الله»، فإنه يدفع أثمان «تحالف رباعي» حوّل ميشال عون إلى «تسونامي مسيحي» غير مسبوق في التاريخ السياسي اللبناني منذ الاستقلال حتى ربيع العام 2005، ومن ثم يدفع الحزب على مدى عقد من الزمن أثمان «تفاهم سياسي» مع «الجنرال»، برغم أن كل طرف يمتلك «فاتورة» مختلفة لحسابات الربح والخسارة، وها هو الحزب يدفع في العام 2016 أثمان «تفاهم معراب».
لنقرأ ما كتبه الزميل جان عزيز (مستشار عون) في حسابه الشخصي (الفايسبوك)، أمس الأول: «إذا بالرئاسة في هيدي عين (عون) وهيدي عين (سليمان فرنجية) وبزحلة صار في 3 عيون (ميريام سكاف ونقولا فتوش و «التيار الحر»)، لكن بكرا بانتخابات جزين واصلين على السبع أعين… جنرال، سيد، ما بعرف إذا عارفين. واجبي قلكن إنو سوء التفاهم بألف خير»!
لقيادة «حزب الله» أن تخوض في أبعاد مثل هذه «الرسائل»، وهي التي كانت قد استمعت جيداً الى شكوى تبرع «ممثلو الرابية» بنقلها إليها احتجاجاً على تسمية مرشح لـ «حزب الله» في لائحة «الكتلة الشعبية» في زحلة. نسي «المتبرعون» أن الحزب قرر في الانتخابات البلدية الماضية في العاصمة أن يضحي بمقعده البلدي احتجاجاً على بلوغ مفاوضات انضمام «التيار الحر» الى اللائحة الائتلافية البيروتية.. الحائط المسدود.
في العام 2016، أعفى «التيار» نفسه من مجرد إعطاء «علم وخبر» للحزب. اكتفى «الجنرال» بتفويض سمير جعجع أن يفاوض باسمه «تيار المستقبل» وكان له ما يريده من «حصة»، فيما كان الحريري يجاهر في يوم الانتخابات أن عدم وجود «حزب الله» في «لائحة البيارتة» شكّل قيمة مضافة لها!
هذه «العينة»، ويوجد مثلها العشرات، تكفي للتدليل أن قدرة الرابية على الجمع بين «إعلان النيات» و «تفاهم مار مخايل» هي المعيار والأساس. من حق «الجنرال» أن يستفيد من «متراس معراب» لقطع الطريق رئاسياً على سليمان فرنجية، لكن هل يبرر له ذلك أن «يمون» على ما ليس بمقدور الحزب أن يتحمله لا في ثقافته.. ولا في أدبياته؟
ليس من مصلحة «حزب الله» أن يرفض كل ما من شأنه تمتين الوحدة المسيحية وطي صفحة الماضي بين «القوات» و «الجنرال»، وهو إذا تعامل سلباً مع هذا التطور النوعي في الساحة المسيحية، لكأنه يرفض بذلك طي صفحة الماضي بينه وبين «حركة أمل» بكل ما تسببت به من ندوب وجراح في «البيت الشيعي».
في المقابل، ليس خافياً على أحد أن ثمة انزلاقاً مسيحياً إلى حد الهروب إلى الأمام. عندما تحالف جعجع و «الكتائب» مع آل الحريري، اختفى من قاموس معراب والصيفي مصطلح «الحقوق المسيحية» لمصلحة أمور مختلفة. يسري الأمر نفسه على تفاهم «التيار» و «حزب الله». جرى استثمار «فائض القوة» عند الحليف في كل شاردة وواردة من ضمن جدول الأعمال السياسي المحلي المفتوح منذ عشر سنوات حتى الآن، وكاد الأمر أحياناً يجعل الحزب محرجاً أمام حليفه الذي لا يمكن أن يستغني عنه (نبيه بري) وأمام مؤسسة (الجيش) التي لا يمكن التفريط بحرف واحد من حروف أبجديتها القتالية الاستثنائية، والأمثلة أكثر من أن تحصى وتعد.
برغم ذلك، كان يجري دوماً تكبير المخاوف عند المسيحيين. الاستهداف قائم لدور المسيحيين في المشرق. الأمثلة أكثر من أن تحصى وتعد من القدس إلى بغداد مروراً بسوريا، لكن هل الخطر على المسيحيين في لبنان هو نفسه؟ وفي حالتي الإيجاب أو النفي، كيف تتم مواجهة مثل هذا الخطر؟ هل ثمة إستراتيجية مسيحية موحدة (كنيسة وأحزاباً ومجتمعاً) لمواجهة هذا الخطر، أم أن كل طرف مسيحي يغنّي على مواله، وهل هناك «موال» يمكن أن يتجاوز لعبة السلطة والنفوذ و «المصالح».. إلى حد طرح الإشكاليات المتصلة بالدور المسيحي التاريخي وبعده الوجودي للبنان واللبنانيين لا للمسيحيين وحدهم؟ وهل يدري البعض إسلامياً ومسيحياً أن المضي في استثارة لعبة المخاوف قد يجعل المجموعات الإرهابية المتطرفة في طليعة المستفيدين منها؟
الأسئلة كثيرة أمام اللبنانيين وليس المسيحيين من أجل إزالة المخاوف وتبديدها إذا وُجدت، لكن للأمر شروطاً ومقتضيات، محلياً وإقليمياً ودولياً، أولها أن يتحول المسيحيون إلى صمام أمان بدل استمرار انزياحاتهم وانحيازاتهم مع هذه الكتلة أو ضد تلك الكتلة الطائفية.
ورُب قائل إنه عندما أنجز ميشال عون تفاهمه مع «حزب الله»، كان ينبغي أن ينجز في اليوم التالي تفاهماً مماثلاً مع «المستقبل» (ولو أن هناك من يتذرع بأن المحاولة حصلت ولقيت رفضاً)، وعندما أُنجز «إعلان النوايا» مع سمير جعجع، كان منطقياً أن يبادر «الجنرال» في اليوم التالي الى تبديد هواجس الزعيم الدرزي وليد جنبلاط في الجبل وأيضاً باقي المكونات المسيحية، وبذلك، تكون مناسبة كالاستحقاق الانتخابي البلدي، ساحة اختبار ليس للقدرة على التحدي وتكبير المخاوف وجعل هذا «التفاهم» أو ذاك موجها ضد الآخرين، بل على تعميم التفاهمات والنيات الحسنة واقتحام كل «الساحات» ومنع استمرار إغلاقها بالأقفال والمخاوف!
النهار
زحلة وبيروت الصدمة والتداعيات على الحلفاء
الراعي في الاليزيه: تعزيز صلاحيات الرئاسة
وتناولت النهار الشأن الداخلي وكتبت تقول “مع أن طلائع النتائج الاولية للانتخابات البلدية والاختيارية في بيروت والبقاع كانت رسمت ملامح فرز سياسي “صامت” استمر صموده بضع ساعات أمس في انتظار صدور النتائج الرسمية لعمليات فرز آلاف الصناديق، فإن ما أثارته النتائج المثبتة لاحقا من صدمات ومفاجآت بدا مرشحاً لاحداث تداعيات سياسية بعيدة المدى لا يستبعد ان تتمدد مفاعيلها تباعاً نحو التحالفات السياسية العريضة وآفاق الانتخابات النيابية نفسها. ولم يعد خافياً في ظل ما تضمنته الكلمة التي القاها الرئيس سعد الحريري عصر أمس اثر التثبت من فوز لائحة “البيارتة” في بيروت أو اثر “الزلزال” السياسي الذي ضرب زحلة بفعل انتصار لائحة “انماء زحلة” المدعومة من الأحزاب المسيحية الثلاثة “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” والكتائب على لائحتي “الكتلة الشعبية” والنائب نقولا فتوش بان تداعيات من العيار الثقيل ستتوالى تردداتها طويلا وربما انسحبت على وقائع انتخابية مقبلة في مناطق جبل لبنان والشمال خصوصاً.
في بيروت برزت بقوة تداعيات “الصوت المسيحي” في مناطق الدائرة الاولى التي كشفت واحداً من احتمالين صبا في النهاية في اظهار خرق كبير جدا للتحالف العريض الذي ضمته لائحة “البيارتة” لمصلحة لائحة “بيروت مدينتي” التي جمعت نحو تسعة الاف ناخب يحسب معظمهم من مناصري “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” والكتائب. الاحتمال الاول يتمثل في عدم تمكن الاحزاب من ضبط قواعدها بفعل عدم اقتناع هذه القواعد بلائحة التحالف. والاحتمال الثاني “تسامح” ضمني من القيادات الحزبية مع اتجاهات مخالفة للموقف “الرسمي” المعلن للاحزاب. واذ تشدد أوساط هذه الاحزاب على الاحتمال الاول، فان فوز لائحة “البيارتة” في النهاية بدا نتيجة حتمية لكثافة تصويت قواعد تيار “المستقبل” والمتحالفين معه في الدائرتين الثانية والثالثة بالاضافة الى ملتزمي لائحة “البيارتة” في بيروت الاولى. هذا التطور اتخذ دلالات ساخنة في ظل كلمة الرئيس الحريري الذي هنأ عبرها أهل بيروت بفوز اللائحة و”بالاختبار الديموقراطي المشرف”، كما هنأ كل اللوائح التي شاركت في الانتخابات في بيروت والبقاع. ومع انه أكد ان “هناك صفحة جديدة” وتوجه بتحية لافتة الى الذين صوتوا للائحة “بيروت مدينتي”، اتخذ كلامه بعداً بارزاً بقوله: “في الحقيقة انكم تشبهوننا ولا تشبهون أبدا الذين حاولوا ان يزايدوا علينا باصواتكم لهدف واحد هو كسر المناصفة ولكن بيروت اكدت ان المناصفة خيار لا تتراجع عنه”. وذهب الى القول أيضاً: “هناك حلفاء التزموا معنا بالكامل وهناك حلفاء آخرون فتحوا خطوطاً لحساب مرشحين من خارج اللائحة بشكل كان يمكن ان يهدد المناصفة وهذا أمر لا يشرف العمل السياسي والعمل الانتخابي “.
مصادر مواكبة للائحة “البيارتة” قوّمت لـ”النهار” نتائج الانتخابات فقالت ان ما جرى أثبت أن الرئيس الحريري “اضطلع بدوره كزعيم وطني وليس فقط كزعيم بيروتي. فهو على رغم كل الصعوبات التي واجهها إستطاع خلال 10 أيام فقط إستنهاض الشارع البيروتي فكان الصانع الاول للمعركة الانتخابية”. وسجلت ملاحظة على أداء الاحزاب الحليفة للحريري في الدائرة الاولى حيث “لم تنظم مهرجاناً واحداً أو لقاء شعبياً”. وشددت على” ان العمل البلدي في بيروت دخل مرحلة جديدة ستبرهن إنجازاتها عن عزم الحريري على ان يقرن القول بالفعل”.
وقالت أوساط نيابية في 14 آذار لـ”النهار” إن انتقادات الرئيس الحريري في كلمته أمس طاولت من دون تسمية الاحزاب في الاشرفية كما طاولت رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط.ولفتت الى ان هناط أحباطا من موروثات المرحلة الاخيرة تسبب بالارباك في إدارة المعركة. ولم تستبعد أن تظهر تداعياتها في المرحلة التالية من الانتخابات في جبل لبنان الاحد المقبل وخصوصاً في إقليم الخروب.
زحلة
أما في زحلة، فان وقع فوز لائحة أسعد زغيب بدا مدوياً، خصوصاً ان اللائحة المدعومة من الاحزاب الثلاثة اكتسحت المقاعد ال21 جميعا بغالبية 10510 أصوات في مقابل 8896 صوتاً للائحة “الكتلة الشعبية ” و7044 صوتاً للائحة النائب فتوش. هذا التطور عد مكسباً كبيراً لتحالف الاحزاب الثلاثة في معركة أحسن ادراتها وخصوصاً للتفاهم الثنائي بين “التيار الوطني الحر ” و”القوات ” وشكّل صدمة قاسية لـ”الكتلة الشعبية ” التي، على رغم تحقيقها رقماً مرموقاً، ستجد نفسها أمام مراجعة حسابات جذرية لسلوكيات الناخب الزحلي من جهة وطبيعة التحالفات السياسية من جهة أخرى. وفي رأي العماد ميشال عون أن “زحلة امتدت الى كل لبنان بمجرد التصويت بأكثريتها للائحة الاحزاب المتمثلة بالتيار الوطني الحر والقوات اللبنانية لان انتشار القوات والتيار هو على امتداد لبنان وهذا ما يجب ان يعطي أهل زحلة طمأنينة”.
النتائج النهائية
وأفادت وزارة الداخلية مساء أمس أنّ النتائج النهائية والرسمية للانتخابات البلدية والاختيارية التي أجريت في بيروت والبقاع وبعلبك الهرمل، بدأ إعلانها تباعاً، في موقع الوزارة الإلكتروني الرسمي.
وتوضيحاً لما يصدر من شكاوى عن التأخير في إعلان نتائج الانتخابات البلدية والاختيارية، اكدت الوزارة “أنّ دورها في العملية الانتخابية ينتهي عند تسليم صناديق الإقتراع إلى لجان القيد المعنية، التي يرأسها قضاة عدليون”. وذكرت بأنّه في الانتخابات البلدية والاخيتارية عام 2010 تأخّر الإنتهاء من عمل لجان القيد في انتخابات بيروت إلى ما بعد ظهر الإثنين، ولم يتمّ نشرها إلا في صحف الثلثاء.
الراعي في الاليزيه
في غضون ذلك، افاد مراسل “النهار” في باريس سمير تويني انالرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند استقبل صباح أمس في قصر الاليزيه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وعرض معه الوضع اللبناني بشكل خاص والوضع الاقليمي بشكل عام. وكان للراعي لقاء منفرد مع هولاند تخلله عرض الملف الرئاسي، اذ شرح البطريرك للرئيس الفرنسي مبادرته من اجل حل الفراغ الرئاسي وهي تقوم على تعزيز دور رئيس الجمهورية بإعطائه مزيداً من الصلاحيات ليتمكن من الاضطلاع بدوره كحكم. وطلب من الرئيس هولاند القيام بمبادرة مع المملكة السعودية وايران لانتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن، علما ان باريس تبذل مساعي لدى الدولتين لانهاء الفراغ الرئاسي وقد يبحث في هذا الملف من كل جوانبه خلال زيارة وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف للعاصمة الفرنسية منتصف شهر حزيران المقبل، كما ان هناك اتصالات مع السعودية في هذا الشأن.
وعلم ان البطريرك شدد على أهمية الوجود المسيحي في لبنان الذي يوازي وجود الطوائف الاخرى ولا يمكن “هضم” حقوق المسيحيين وعدم انتخاب رئيس يمثلهم. كما عرض على هولاند المشاكل التي يواجهها المسيحيون المشرقيون من جراء الاحداث الاليمة التي تعيشها منطقة الشرق الاوسط وخصوصاً في سوريا والعراق.
وتناول البطريرك الوضع الخطير الذي يعيشه لبنان والمخاطر التي يشكلها النزوح السوري ووجود العدد المتزايد من اللاجئين وارتداداته على الوضع الاقتصادي والامني. وطالب الرئيس الفرنسي بالبحث مع الافرقاء الدوليين في تأمين عودة مبرمجة للسوريين الى ديارهم عندما تسمح بذلك الظروف الأمنية.
الأخبار
«صوت الناس» ينطلق إلى بلدية صيدا
كما تناولت الأخبار الشأن المحلي وكتبت تقول “أعلن اللقاء الوطني في صيدا لائحة «صوت الناس» التي يخوض بها معركة الانتخابات البلدية في المدينة. فقراء وعصاميون وعصاميات، اختارهم التنظيم الشعبي الناصري وحلفاؤه ليهزم بهم مشروع آل الحريري «وإحدى أدواته لائحة رئيس البلدية الحالي محمد السعودي».
لا ييأس صيداويون كثر من خيار آل سعد. لا ينفكون عن التحلق حولهم في أي احتفال أو تجوال لهم في الشوارع والبلد القديمة. كأن معروف سعد قد استشهد منذ أشهر في ساحة النجمة دفاعاً عن لقمة عيشهم.
في العمق، صيدا وفية وليست «دعيسة ملح» كما يقول البعض، عاتباً على تحوّل الكثير من مناصرة ورثة سعد إلى آل الحريري. في لحظة استقرار، تنقاد نحو البوابة الفوقا حيث يتفرج إليها تمثال سعد نزولاً باتجاه ساحة النجمة ومروراً بما تركه في الشاكرية والسوق والأزقة. منذ بداية التسعينيات، عانى البعض من التشويش. غرق على نحو تدريجي في «البيسين» الحريري. لكنه قرر أن يصحو في الانتخابات البلدية 2004. أسقط اللائحة المدعومة من الرئيس رفيق الحريري وحلفائه واستعاد البلدية من الحريريين إلى الوطنيين، بتحالف بين التنظيم الشعبي الناصري وعبد الرحمن البزري. لكنها لم تحقق جزءاً من برنامجها الانتخابي بسبب خلافات بين الشركاء. إخفاقات تسلل منها الحريريون، ليستعيدوا البلدية عام 2010، مستثمرين ردّ فعل الناس الذي استمر لسنوات بعد اغتيال الحريري، وماكينة خدمات ضخمة وفرتها العائلة بعد 2005. اختار الحريريون قبل 6 سنوات محمد السعودي، صديق رئيس التنظيم أسامة سعد ومن كان يتطوع كمندوب في ماكينة معروف سعد الانتخابية، مرشحاً لهم لرئاسة البلدية، ونجحوا به. في المعركة الحالية، تخطى الوطنيون إخفاقاتهم وقرروا استعادة البلدية.
في عام 1963، فاز معروف سعد برئاسة بلدية صيدا. لائحته التي نازل بها بورجوازيي وملاّكي المدينة الذين تكتلوا في لائحة واحدة، تشكلت من أبناء الطبقتين الفقيرة والمتوسطة منهم الصياد سليم جمعة والعامل أبو خليل النابلسي والنجّار عبد السلام الأسير والتربوي صلاح البابا. في أحد المهرجانات الانتخابية قال سعد: «إن نزولنا إلى معركة الانتخابات البلدية معناه إعلان الحرب على الاستهتار بأموال وأرواح وكرامات الناس. ونزولنا معناه الثورة على تاريخ مليء بالمخازي والفضائح والخيانات».
بعد 53 عاماً، شكّل نجله أسامة لائحة من الطينة ذاتها. بخلاف لائحة التيار الوطني في دورتي 2004 و2010، تجاهلت لائحة «صوت الناس» المحاصصة السياسية، فانقسمت بين ذوي الدخل المحدود ومتوسطي الحال والقطاعات المهنية والتربوية والعلمية. على رأس اللائحة بلال شعبان المهندس الإلكتروني الذي «درس في مدارس صيدا الرسمية وتخصص في الخارج بمنحة تعليمية»، كما قال. أعضاؤها العشرون (بينهم خمس سيدات) موظفون ومقاول وأستاذ تربية بدنية ونقابي وموظف ومسرحي وموسيقي ومديرة روضة وطبيب ومدرّسة وعامل ومحامٍ ومدير مبيعات ومديرة مؤسسة ومدير فوج الإنقاذ الشعبي. والأهم أن لمعظمهم حكايات في مقارعة العدو الإسرائيلي وعملائه من صيدا إلى كفرفالوس. حولهم، احتشد مساء أمس صيداويون يشبهونهم. في شارع المطران سليم غزال في السوق التجاري لبوا الدعوات العامة للمشاركة. كما يأتون إلى مسيرة الوفاء السنوية لمعروف سعد، حضرت عائلات وأمهات وشبان وأطفال على وقع نشيد «جايي مع الشعب المسكين». منبر المتكلمين نصب أمام واجهة أربعة محالّ أقفلت بسبب ركود الحركة الاقتصادية في المدينة. قبالتها مبنى تجاري لرجل الأعمال محمد زيدان، وآخر لآل العلايلي. فيما الشارع رصف حديثاً ومنع دخول السيارات إليه.
ألبست المدينة ثوباً فارهاً، لكن شعبها لا يزال هو هو. في الزوايا، انتشرت عربات بيع الفول والذرة. أصحابها صيداويون أيضاً، استغلوا المناسبة ليسترزقوا بعد أن منعهتم البلدية من التجوال على الكورنيش البحري وفي السوق. أمس، في مهرجان إطلاق الحملة الانتخابية لـ»صوت الناس»، دعا سعد «أبناء وشباب وصبايا صيدا للتخلص من الاستهتار بمصالح الناس وأن يضموا أصواتهم للائحة ويُسهموا في محاربة الفساد والإفساد ويشاركوا في معركة التغيير. فعندما يصل صوت الناس إلى المجلس البلدي، فإن خطوة مهمة نكون قد خطوناها على طريق الخلاص من تسلط زعامات الطوائف وحيتان المال ومافيات الفساد. ونؤكد أن الصوت قد علا وارتفع لأن التغيير المطلوب لا بد له أن يشمل كل منظومة العجز والفشل والفساد، بدءاً بالمجلس النيابي والحكومة، وصولاً إلى البلديات. منظومة السلطة بكل مكوناتها واحدة والقوى السلطوية من زعامات الطوائف وحيتان المال يهيمنون على الدولة بكل مفاصلها، ومن ضمنها البلديات. وهؤلاء المرشحون يعيشون هموم الناس ومشاكلهم ويملكون الكفاءة والتصميم على مواجهتها ومنغرسون في تربة صيدا ولديهم الرؤية والبرنامج الهادفين لإعادة الحركة والازدهار إلى المدينة التي تستحق الحياة». واعتبر سعد أن نجاح «صوت الناس»، نجاح لكل المعترضين على سوء الأوضاع.
بين الحشود، من تنقل في السنوات الماضية بين الجماعة الإسلامية وآل الحريري. بدا متحمساً في مهرجان أمس، مستعيداً أصله الذي نشأ عليه. عودة «الضالّين»، عززت أمل «صوت الناس» بتكرار مشهد انتصار عام 2004، مستفيدين من نتائج الإقتراع الهزيلة التي حصدتها لائحة الحريري في بيروت.
اللواء
الحريري ينتقد إخلال «الحلفاء».. وأزمة في التيار العوني
«الحلف الثلاثي» يقبض على زحلة.. وبعلبك تُسجّل إعتراضاً على تمثيل حزب الله
بدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول “مع الساعات الأولى لصباح يوم أمس، اطمأن فرسان اللوائح المشكلة من الائتلافات السياسية والحزبية الكبرى إلى فوزهم:
«لائحة البيارتة» في بيروت، الذي أدى فوزها كاملة إلى «حماية المناصفة» بين المسلمين والمسيحيين، على حدّ تعبير الرئيس سعد الحريري، وهذا هو المكسب الكبير، على الرغم من الأسئلة المفتوحة التي ترتبت عن خروج انصار «التيار الوطني الحر» عن «الشراكة الانتخابية»، والتصويت للائحة «بيروت مدينتي» في دائرة بيروت الأولى، أي الأشرفية والمدور والرميل، الأمر الذي طرح إشكاليات العمل السياسي والتحالفات الانتخابية، واحدث جرحاً يحتاج إلى وقت لشفائه ومعالجة ندوبه.
ولائحة «انماء زحلة» المكونة من أحزاب الكتائب و «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر» والتي رأى في نجاحها النائب ميشال عون استعادة لزحلة إلى مساحة الوطن، معتبراً ان النتيجة تغري لأن يحصد التحالف المسيحي نتائج في سائر المدن والبلدات، حيث هناك بلديات مسيحية.
وهذا الموقف، على ما فيه من إيحاء بأن زحلة كانت وكأنها خارج الوطن، أو انها باتت في قبضة الحلف الثلاثي، وما ستجر من ردود فعل من قبل القيمين على اللائحتين المنافستين، برئاسة رئيسة الكتلة الشعبية ميريام سكاف ودعم النائب نقولا فتوش اللذين لو تحالفا، وفقاً لخبراء الانتخابات، لألحقا هزيمة ساحقة بالائتلاف الحزبي، قياساً إلى حجم الأصوات التي نالتها اللائحتان، بالنسبة إلى أصوات لائحة انماء زحلة.
وفي البقاع أيضاً، عبر نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم عن ارتياح «حزب الله» لفوز كامل أعضاء اللائحتين في مدينة بعلبك وفي بلدة بريتال، كاشفاً ان ماكينة حزب الله كان يعمل في عدادها عشرة آلاف مندوب، مهوناً من خرق حصل في ست بلديات، ومشدداً في مجال تأثير العقوبات الأميركية على أموال البلديات، على ان الحزب سيضع حداً لها، ولا علاقة للاميركيين بإدارة الدولة ولا البلديات، اما الاسلوب فهو «الطريقة السياسية الأخلاقية التي يفهمها الاميركيون»، على حدّ تعبيره.
قراءة في النتائج
ومع بدء إعلان النتائج رسمياً في بيروت ومحافظتي البقاع وبعلبك الهرمل باقلامها ولوائحها ونسب المقترعين، انشغلت أوساط خبراء الانتخابات ورؤساء الأحزاب والكتل النيابية، والسفارات العاملة في بيروت، في قراءة نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية والاختيارية، التي جرت الأحد الماضي، والتي من شأنها، قبل اكتمالها في جبل لبنان والجنوب والنبطية والشمال وعكار، ان تضيء على المشهد السياسي والنفوذي وطبيعة التحولات والتغيرات في البيئات العائلية والطائفية، وحجم الزعامات وقدرة الحركات المدنية والمجتمع المدني وسائر ما يُطلق من تسميات على المجموعات المدنية التي أطلقت حراكاً في الشارع في الأشهر الماضية التي سبقت اجراء الانتخابات والتي حملت رموزاً من هذه الحراك على خوض هذه التجربة على أساس احتمال التغيير من الداخل:
1- لم يتمكن المجتمع المدني في بيروت وبعلبك ومدن أخرى من احداث أي خرق في هذه الانتخابات باستثناء بعض القرى في البقاع الغربي أو البقاع الشمالي، وعزت أوساط المراقبين هذا العجز إلى عاملين اثنين:
– تدني نسبة الإقبال على الاقتراع، لا سيما في بيروت.
– وتكتل الأحزاب التقليدية الكبرى بتحالفات ائتلافية تخطت معها الانتخابات السياسية لتواجه لوائح وصفت «بالمتفلتة والناقمة على السلطة»، على خلفية أزمة النفايات والفضائح وتلوث الغذاء والانترنت غير الشرعي وسوى ذلك.
2- أظهرت معركة زحلة حجم الصراع على زعامة المدينة، بين العائلات التقليدية والتجديد الحزبي، والذي أظهر ترجيحاً للقوى العائلية، على الرغم من موقف الكنيسة ونفوذ نواب المدينة المحسوبين على أحد أحزاب الائتلاف (القوات اللبنانية) بحيث أنه لو تمّ الائتلاف بين «الكتلة الشعبية» وكتلة موسى فتوش لكانت النتائج حسمت باتجاه آخر.
3- لعلّ المفارقة كانت في مدينة بعلبك حيث أن ما يزيد عن 45 في المائة من ناخبي مدينة الشمس صوّتوا للائحة المنافسة للائحة «حزب الله»، مما يعني تبدلاً في مزاج الناخب الشيعي، وخروجاً إلى المجاهرة بالاعتراض على تحكم الحزب بالقرار الشيعي.
«التمرّد العوني»
4- في التداعيات الحزبية لانتخابات بيروت، لم يكن من الممكن أمام رئيس تكتل الإصلاح والتغيير ميشال عون إلا أن يعترف بأن تمرداً حزبياً، أو ما وصفه بالانتفاضة حصل في منطقة الأشرفية، أي دائرة بيروت الأولي، قاده القيادي العوني زياد عبس في وجه تركيبة الائتلاف التي رعاها الوزير السابق نقولا صحناوي.
وفيما توعّد عون بمحاسبة أصحاب هذه «الانتفاضة»، كشف مصدر على صلة برئيس التيار الوزير جبران باسيل، أن قراراً بفصل عبس من المرجح أن يصدر عن قيادة الحزب، على خلفية خروجه على القرارات ودعم مرشحين اختياريين من خارج لائحة التيار.
كما صدر بيان عن لجنة الإعلام المركزي في التيار جاء فيه أن مفوض عام المجلس التحكيمي في التحقيقات الداخلية باشر التحقيق في ضوء المعطيات المتوافرة، وسيتم اتخاذ الإجراءات المناسبة بحق المخالفين، بعد إحالتهم على الهيئة.
5- وستفتح هذه الحادثة الباب على مصراعيه لتتبعات وتعقبات أخرى في أحزاب وقوى، في ضوء ما ستفرزه بيانات التصويت النهائية، في ضوء معلومات عن أن بعض أعضاء بلدية بيروت الذين أبعدوا عن اللائحة تخلفوا عن المشاركة في الاقتراع.
وبالنسبة للصوت الشيعي، فإن أكثر من 73 ألف ناخب، باستثناء مناصري «أمل» عاشوا أزمة اقتراع، أو وقفوا على الحياد في ضوء موقف «حزب الله» الغامض، حيث تبين أنه لم يصوت للائحة الوزير السابق شربل نحاس أو للائحة «بيروت مدينتي».
6- ومع ذلك، سجل الاعتراض المدني حضوراً إنتخابياً لا يمكن قراءة مفاعيله قبل اكتمال المراحل الأخرى من الانتخابات.
اللجان
ولعل هذه الدينامية البلدية هي التي حفزت الرئيس نبيه برّي بترؤس جلسة اللجان النيابية المشتركة بحثاً عن قانون الانتخاب، وسط معمعة مستمرة حول أيهما يسبق الآخر: إنتخاب الرئيس أو إجراء انتخابات نيابية، وهو الموضوع الذي بحثه البطريرك الماروني بشارة الراعي مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في الاليزيه.
ومع أن ترؤس الرئيس برّي لجلسة اللجان كان مؤشراً على اهتمامه الشخصي بإنجاز قانون الانتخاب، إلا أن غياب الوزراء المختصين، حدا برئيس المجلس إلى تأجيل الجلسة إلى 19 أيار الحالي، على اعتبار أنه كان المفروض باللجان أن تبدأ بدرس مشروع القانون الذي تقدمت به حكومة الرئيس نجيب ميقاتي ويقضي باعتماد لبنان 13 دائرة إنتخابية مع النظام النسبي.
وأثير في الجلسة أيضاً موضوع عديد النواب أي إعادة توزيع المقاعد النيابية، انطلاقاً من اقتراح النائب نعمة أبي نصر تمثيل المغتربين بعدد من المقاعد، وارتؤي أن هذا الموضوع مكانه الطبيعي ليس اللجان بل اللجنة الفرعية المنبثقة عن لجنة الادارة والعدل.
على أن اللافت هو إضافة اقتراح النائب سامي الجميّل المتعلق بالدائرة الفردية على جدول الأعمال الذي وزّع على النواب والذي بات يتضمن 6 اقتراحات ومشروع، بدلاً من خمسة.
مجلس الوزراء
أما بالنسبة لجلسة مجلس الوزراء بعد غد الخميس فقد علمت «اللواء» من مصادر وزارية ان الوزراء لم يتبلغوا أي أمر جديد يتصل بملف جهاز أمن الدولة حتى ليل أمس، وقالت وزيرة شؤون المهجرين أليس شبطيني لـ«اللواء» ان هناك تفادياً لادراج بنود خلافية على جدول أعمال مجلس الوزراء.
وأفادت المصادر الوزارية ان التوقعات بإقرار تعيينات مجلس إدارة تلفزيون لبنان كبيرة، مع العلم ان الوزراء لم يشملوا أي لائحة بأسماء مقترحة ونهائية لهذه التعيينات، أو لتعيين محافظ جبل لبنان، وأن هناك عدداً من الوزراء لم يتسنَّ له بعد دراسة بنود جدول الأعمال لتسجيل ملاحظاته حولها.
وفهم ان المجلس قد يجري تقييما للمرحلة الأولى من الانتخابات البلدية والاختيارية. وعلمت «اللواء» ان وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس يلتقي اليوم الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي فيليب لازاريني ويتركز البحث على المشاريع التي قدمها لبنان حول البنى التحتية الإنمائية في مؤتمر لندن، تمهيداً للقمة الإنسانية العالمية المنوي عقدها في اسطنبول في 23 و24 من شهر أيّار الجاري.
وأكد وزير الإعلام رمزي جريج لـ«اللواء» انه سيعرض على مجلس الوزراء موضوع تعيين مجلس إدارة تلفزيون لبنان، وانه يأمل ان يوافق المجلس على ذلك، وكشف انه بصدد تحضير الملف بشكل كامل، بما في ذلك نبذات عن المرشحين لرئاسة وعضوية مجلس الإدارة عازياً سبب ورود اسم أو اثنين لطوائف معينة وثلاثة لطوائف أخرى. بحسب ما تفرض أصول التعيينات، إلى عدم اكتمال التحضير لملفات المرشحين.
البناء
عودة المحادثات اليمنية… ونجاح روسي أميركي بصياغة حلّ وسط للتهدئة:
تحديد مناطق «داعش» و«النصرة» وشمول الهدنة ما عداها وتحييد المدنيين والبنى التحتية
نتائج البلديات: فشل حريري ونجاح ثنائي عون ــ القوات وفوز حاسم لحزب الله – أمل
صحيفة البناء كتبت تقول “التبشير بالعودة إلى محادثات جنيف من جماعة الرياض بعد مقاطعة ترتبط بقرار التصعيد والقتال إلى جانب «جبهة النصرة» في حرب الشمال السوري، بالتزامن مع الإعلان الروسي الأميركي عن حلّ وسط لنظام التهدئة يضمن شمول وقف النار كلّ سورية بعد تحديد مواقع «النصرة» و»داعش»، وتحييد مواقع الجماعات الأخرى والبنى التحتية والمدنيين من نتائج الأعمال الحربية، بالتزامن مع استئناف المحادثات اليمنية، يقول إنّ ملامح تفاهم أميركي سعودي لمواكبة تطبيق التفاهم الأميركي الروسي بصيغته الجديدة بدأت ترتسم.
الانفكاك عن «جبهة النصرة» من قبل جماعة الرياض ومن تضمهم من الجماعات المسلحة التي تتفق روسيا وسورية على تصنيفها إرهابية، وخصوصاً «أحرار الشام» و»جيش الإسلام»، ووضع آلية لفصل هذه الجماعات ومواقعها عن مواقع «النصرة» و»داعش» وملاحقتها، وتحييد الأماكن التي يتواجد فيها المدنيون والبنى التحتية عن الأعمال الحربية، وخصوصاً القصف الجوي، تبدو عناوين ما توصلت إليه واشنطن مع الرياض وجماعتها، قبل أن تنطلق صفارة هجوم روسي سوري إيراني جديد تشمل «النصرة» وكلّ الجماعات المسلحة المتواجدة معها في جغرافيا متداخلة، وهذا ما يفترض أن تظهره الأيام المقبلة، وإذا صحّ ذلك فتكون موسكو قد كسبت الرهان على الهدنة أولاً، ونظام التهدئة لاحقاً للوصول إلى غطاء دولي إقليمي أوسع لحرب «النصرة» مقابل التهدئة التي بدت متصلة في مناطق كثيرة شمال سورية مع الهدوء المتقطع على جبهات حلب. وهذا يعني أنّ تحديد مواقع النصرة سيقوم على أنظمة تحميل جوية وأقمار صناعية لتحديدها، وحصر الاستهداف بها بعيداً عن المدنيين والبنى التحتية.
قد تصدق التعهّدات التي قطعتها السعودية لواشنطن، وقد تصدق تعهّدات واشنطن لموسكو، وقد لا تصدق أيّ منهما لكن الأكيد أنّ تعهّدات موسكو لدمشق صدقت وتصدق دائماً.
في ميدان التطبيق ستظهر الحقائق، وإنْ حدث وتمّ التحديد لمواقع الإرهابيين وبدأ الاستهداف، وتمّ احترام تحييد من ينصّ عليهم الاتفاق، والتزمت جماعة الرياض بالتفاهمات سلك المسار السياسي طريقاً أقصر لبلوغ التفاهم الحكومة الموحدة وإنْ حدث العكس وعادت جماعة الرياض إلى التصعيد، وضعت واشنطن أمام مأزق في علاقتها بموسكو يوجب عليها تحميل حلفائها مسؤولية فشل الهدنة، وتقديم الغطاء الأميركي للقتال بوجه «النصرة» ومن معها.
وليس ببعيد كان قادة لبنان يعدّون الأرباح والخسائر بعد يوم انتخابي طويل، فخرج الرئيس الحريري خاسراً بيروت والبيارتة، رغم فوزه باللائحة البلدية، فلا نسبة المشاركة التي تصير خمس المقترعين تعبّر عن مدينة فيها زعامة ولا ما ناله الحريري وتياره يتخطى العشرة بالمئة، فبينما أثبت تحالف سمير جعجع رئيس القوات والعماد ميشال عون فشله في بيروت، لكنه سجل فوزاً لافتاً في مدن وبلدات البقاع وخصوصاً زحلة، بينما سجل ثنائي حركة أمل وحزب الله، فوزاً شاملاً تقريباً، إذا حسبت البلدات التي أدار فيها الثنائي التفاهمات المحلية.
لخسارة لائحة سكاف أسباب عدة…
وضعت المعارك البلدية أوزارها في محافظتي بيروت والبقاع واتجهت الأنظار لقراءة النتائج النهائية للانتخابات لا سيما في العاصمة وزحلة وبعلبك التي سجلت رقماً مرتفعاً في نسبة المشاركة وصل إلى 45 في المئة في بعض المناطق مقابل تدنيها في بيروت التي لم تتجاوز الـ20 في المئة وبالتالي مقاطعة أكثر من 80 في المئة من الناخبين ما يؤشر إلى حجم الفتور لدى المواطن البيروتي، أما في زحلة فقد حقق تحالف الأحزاب المسيحية الثلاثة التيار الوطني الحر و«القوات» و«الكتائب» فوزاً على اللائحتين المنافستين لا سيما المدعومة من آل سكاف التي تمثل الزعامة المحلية التقليدية. وقد حصدت «الكتلة الشعبية» وحدها وفق النتائج الأولية 8896 مقابل 10510 للائحة تحالف الأحزاب و7044 للائحة المدعومة من النائب نقولا فتوش.
وقالت مصادر زحلاوية لـ»البناء» إن «خسارة لائحة سكاف أمام تحالف الأحزاب له أسباب عدة أهمها رفض رئيسة الكتلة الشعبية ميريم سكاف الحوار مع النائب نقولا فتوش لتشكيل تحالف بينهما، والذي لو تمّ لكان اكتسح المقاعد كلها وفاز على تحالف الأحزاب، فضلاً عن أن أصوات المسلمين في زحلة الذي يصل إلى 11000 7000 شيعة و4000 سنة ، توزعت على تحالف الأحزاب الثلاثة وعلى لائحة سكاف وعلى لائحة فتوش، أما السبب الثالث فهو تحالف سكاف مع تيار المستقبل وقرار حزب الله ترك الخيار لجمهوره في التصويت».
عون: زحلة امتدّت إلى كل لبنان
وأكد رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون في حديث إلى «أو.تي.في» أن «زحلة امتدت إلى كل لبنان بمجرد التصويت بأكثريتها إلى لائحة الأحزاب المتمثلة بالتيار الوطني الحر والقوات اللبنانية لأن انتشار القوات والتيار على امتداد لبنان، وهذا ما يجب أن يعطي طمأنينة إلى أهل زحلة، وكل لبنان متضامن معهم في هذه الانتخابات»، وقال: «نتمنى أن يكون الحكم أفضل في المستقبل من أجل تأمين ضمانة أكبر وأقوى».
وأمل عون أن تسير الانتخابات في محافظة جبل لبنان على خطى البقاع وزحلة تحديداً لكي تضفي بصمة جديدة على التوافق المسيحي والوطني».
زغيب لـ«البناء»: أخصامنا فاشلون
وقال رئيس اللائحة الفائزة في زحلة والمدعومة من الثنائي الحزبي التيار الوطني الحر و«القوات اللبنانية» أسعد زغيب «إنّ السمعة والإرادة الشعبية وتحالفنا الحزبي عند الزحلاويين أثمر فوزاً ساحقاً لكامل أعضاء اللائحة»، ووصف زغيب في حديث لـ»البناء» الثنائي الخصم سكاف – فتوش بأنه يفتقد إلى إدارة حملة انتخابية «فكانت حملتهم فاشلة، لأنهم يفتقدون إلى رئيس بلدية ورئيس لائحة يتحدّث باسم اللائحة بل هم يتحدثون باسمه وعنه»، فضلاً عن الشعارات التي أطلقوها «فأبعدوا الناس عنهم ونفر الزحلاويون منهم ومن شعاراتهم». وأشار زغيب إلى أنّ «اعتماد حملتَيْ الخصم على عنصر المال بهدف الرشى أمر رفضه الزحلاويون والناخب الزحلي وإنْ كانوا يعانون وضعاً اقتصادياً سيئاً، فالزحليون يرفضون أن يشتروا أو يباعوا، فكراماتهم أغلى وبالتالي صناديق الاقتراع خير دليل وفوزنا تأكيد على الحقيقة والمصداقية». وختم زغيب كلامه واعداً الزحليين بالإنماء.
.. والحريري يتّهم الحلفاء…
أما في بيروت فقد فازت لائحة «البيارتة» المدعومة من تيار المستقبل في المقاعد كلها على اللوائح الأخرى إلا أن نسبة المشاركة المتدنية قلّلت من أهمية هذا الفوز الأمر الذي دفع الرئيس سعد الحريري إلى تبرير ذلك بتوجيه الاتهام إلى بعض حلفائه في اللائحة بالتصويت إلى اللائحة المنافسة «بيروت مدينتي».
وقال الحريري في مؤتمر صحافي عقده في بيت الوسط: «هناك حلفاء التزموا معنا بالكامل، وصبّوا أصواتهم للائحة البيارتة، وهناك حلفاء آخرون فتحوا خطوطاً لحساب مرشحين من خارج اللائحة، بشكل كان من الممكن أن يهدّد المناصفة، وهذا أمر لا يشرّف العمل السياسي ولا العمل الانتخابي، نحن الذين حمينا المناصفة، تذكروا ذلك جيداً يا أهل بيروت، عندما يتّهمونكم بالطائفية والعنصرية، إنكم انتم ولا أحد سواكم مَن حمى المناصفة».
وقالت مصادر في تيار المستقبل في بيروت لـ«البناء» إن «نسبة التصويت في بيروت جيدة ولم تتغير عن السنوات الماضية كثيراً وأثبتت أن تيار المستقبل هو الأكثر تمثيلاً بين القوى الأخرى، كما أثبتت أن التيار الوطني الحر وحزب القوات لا يشكلان 60 في المئة من المسيحيين في العاصمة بل 40 في المئة مع حزب الكتائب». وأشارت المصادر إلى أن «كل الأحزاب الأرمنية صوتت للائحة البيارتة أما التيار الوطني الحر فصوّت للائحة بيروت مدينتي وليس للائحة البيارتة».
البقاع وحرارة المنافسة
وفي البقاع أسفرت النتائج عن «فوز كامل لوائح التنمية والوفاء في مدينة بعلبك وبلدة بريتال، وكذلك في ستين بلدية في البقاع»، كما أكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في مؤتمر صحافي من مركز ماكينة الحزب الانتخابية في بعلبك، وشدّد على حرارة هذه المنافسة. وأكد أن «حزب الله شارك في 80 بلدية في محافظة البقاع من أصل 143 بلدية، هذه البلديات الثمانون لها طابع تنموي، وتفترق بلديتان بالنسبة إلينا هما بلدية مدينة بعلبك وبلدية بلدة بريتال اللتان تتميّزان بطابع سياسي».
وبحسب النتائج فقد تفاوتت نسبة المشاركة بين بلدة وأخرى وفقاً لحماوة المنافسة، فهناك بلدات سجلت 67 في المئة في ما لم تتجاوز الـ25 في المئة في بلدات أخرى، لا سيما في قرية النبي شيت حيث اللائحة المقابلة للتحالف لم تتجاوز الـ4 أشخاص ما أضعف المنافسة فيها، وبالتالي خفض نسبة الاقتراع، أما في بريتال فقد شهدت منافسة شديدة سياسية أكثر منها إنمائية.
الهوية السياسية مقاومة
وأشار المسؤول الإعلامي لحزب الله في البقاع أحمد ريا لـ«البناء» أن «حزب الله كان يتدخّل في الانتخابات السابقة كلها في مدينة بعلبك لكن لم يتدخل بشكلٍ مباشر في بريتال لوجود جو عام في البلدة لا يريد خوض معركة مباشرة لحساسيات معينة، لكن حزب الله موجود داخل بريتال. وهي من القرى الكبرى والمهمة وقدمت شهداء من حزب الله في وجه العدو الإسرائيلي وفي وجه العدو التكفيري. وهذا دليل على وجود حزب الله الفاعل فيها وبين عائلاتها».
وشدد ريا على أن «هوية البقاع السياسية معروفة فهو خزان المقاومة، لكن الاقتراع في بعلبك كان سياسياً وإنمائياً أي لناحية إدارة الإنماء في البلدة بدعم ومساعدة حزب الله، لكن لا ندّعي أننا وحدنا من يقدم الإنماء لكننا جزء من هذا النسيج السياسي والإنمائي في البقاع».
وأوضح أن اللوائح الفائزة منفتحة على كل الأطراف الأخرى التي لم يحالفها الحظ بالفوز، مؤكداً أن «حضور الحزب في البلديات هو لعمل منظم وإدارة واضحة ورفع مستوى الخدمات فضلاً عن وجودنا السياسي والذي على أساسه يدار الإنماء». كما اعتبر أن «التحالف بين حزب الله وأمل والقوى الأخرى هدفه الأساسي إنمائي أما هدفه الثاني فهو الاستقرار الأمني. وهذا ما أظهرته الانتخابات التي كانت هادئة ولم تشهد أي إشكالات أمنية تذكر».
جلسة للجان المشتركة
على صعيد آخر، استأنفت اللجان النيابية المشتركة برئاسة الرئيس نبيه بري اجتماعها الثاني لمواصلة البحث في قوانين الانتخاب المطروحة، بعد التوافق على أربع صيغ في الجلسة السابقة. وبعد انتهاء الجلسة، تمّ الإعلان عن جلسة ثالثة للجان في 19 أيار. وفي حين تقدّم النائب سامي الجميل باقتراح يقوم على الدائرة الفردية، أعلن عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض التمسك بالنسبية الكاملة مع إبداء مرونة إزاء مناقشة أي أفكار تطرح في جلسة اللجان المشتركة ومنها القانون المختلط.
المصدر: صحف