ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، اعتبر فيها أنه “لا يجوز السكوت عن أسباب الفساد، خصوصا الفساد الأخلاقي، الذي تحول إلى كارثة مدمرة لأجيالنا وأطفالنا وأولادنا، وسط أزمة وعي، وتشتت مخيف للعائلة، وتفكك هو الأخطر في سلطة وقيم العائلة، فيما الدعاية وأغلب شاشات التلفزة تصر على الفساد العاطفي والدمار الأسري، وكأن سياسة الحكومة تريد لمجتمعنا وأسرنا وأجيالنا الشابة أن يكونوا ضحية البرامج والمسلسلات الإباحية المخيفة”.
وقال: “المطلوب ألا نستسلم، وألا نضعف، لأن من يمارس السلطة لا يهمه استنزاف المجتمع. وليس الصوم إلا قوة الوعي، والثبات على القيم الحقة، والانتصار في وجه مشاريع الانحطاط والانحدار الأخلاقي، ومنع تجار السلع الإعلانية من اللعب بغرائز الناس وعواطفهم، وعدم السكوت عن أي سياسة إعلامية حكومية لا تحاسب ولا تراقب، ولا تضع حدا لمثل هذا الفلتان الأخلاقي”.
اضاف: “إنه شهر فضيل وأيام مباركة، نأمل أن تشكل فرصة يتصالح فيها الجميع… ولم يعد جائزا بعد كل هذه الصيغ التي طرحت من كل حدب وصوب، أن تستمر الخلافات حول كيفية احتساب المقاعد وتقسيم الدوائر، دون التطلع إلى كيفية إنقاذ لبنان، وبناء الدولة، في الوقت الذي تزداد فيه أحوال الناس الحياتية والمعيشية سوءا. وما نشهده من واقع معدم، ومن انحدار في منسوب الأخلاق، ومن فلتان وفوضى وجرائم وعدم استقرار أمني واجتماعي، وتلوث بيئي، وفساد وصفقات وبطالة، ونزوح سوري ضاغط، كل هذا يستدعي مواقف نوعية، ليس في ما خص قانون الانتخاب والاتفاق على الصيغة الأنسب والأصلح فحسب، بل في كل الاتجاهات. نعم، يستدعي توافقات نوعية وإنقاذية، اليوم قبل الغد، لأن الوقت ليس ملكا لأحد، ولبنان في ظل التحديات والاستحقاقات الدولية والإقليمية غير قادر على تحمل المزيد. وعلى الزعامات السياسية أن تخرج مما هي فيه، وتتحدى رغباتها وشهواتها وأنانياتها، لتنطلق معا باتجاه لبنان الوطن لا لبنان الصفقات، لبنان الدولة لا لبنان الجزر الطائفية والمذهبية، لبنان الشراكة لا لبنان المحاصصة، لبنان التوافق الذي يصب في خدمة المصلحة الوطنية”.
وتوجه المفتي قبلان الى الجميع بالقول: “ليكن هذا الشهر المبارك شهر البذل والتسابق لما فيه خير هذا الوطن، ولهذا الشعب الذي يستحق كل الخير. فالكيل طفح، ولا ينبغي بعد كل هذا الواقع المتخم بالمشاكل والقضايا المعقدة، أن تستمر لعبة شد الحبال، وأن يبقى السياسيون مختلفين على جنس الملائكة، فلبنان للجميع والنواب هم نواب الأمة، هكذا ينص الدستور. وعليه، نحن نرضى بما توصلتم إليه من حلول، وندعوكم إلى استكمال التوافق، لأن في ذلك ما يجنب البلد الوقوع في الفراغ، ويحمينا من السقوط في الهاوية. ولكن، إذا كنتم فعلا تريدون مجلسا نيابيا يجسد صحة التمثيل، وينطق باسم اللبنانيين جميعا، ومؤتمنا على مستقبل البلاد والعباد ما عليكم إلا الإقرار بالنسبية الكاملة ولبنان دائرة انتخابية واحدة، ونقطة على السطر”.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام