تنطلق الاحد المقبل في 8 ايار/مايو الانتخابات البلدية والاختيارية من بوابة محافظتي بيروت والبقاع، في ظل ضجة انتخابية وكثرة مرشحين سيتنافسون على مراكز تتداخل فيها السياسة بالعائلية والانماء.
ويأتي الاستحقاق البلدي والاختياري كمتنفس للمواطنين للاستحقاقات الديمقراطية والانتخابية وسط فراغ وشلل يصيب الكثير من مؤسسات الدولة الدستورية، لا سيما في رئاسة الجمهورية وسط شلل يصيب مجلس النواب والحكومة بسبب الخلافات السياسية بين معظم الافرقاء.
والاقبال على الترشح للانتخابات البلدية والاختيارية والاهتمام بها في مختلف المناطق، يدلل على مدى “تعطش” الناس لممارسة حقوقهم بالترشح وتاليا بالانتخاب في ظل تقصير وغياب الدولة ممثلة بالوزارات والادارات عن ممارسة الكثير من مهماتها لا سيما المتعلقة بالشؤون الحياتية واليومية للمواطن اللبناني.
فقد أعلنت وزارة الداخلية والبلديات اللبنانية عن أعداد المرشحين للانتخابات البلدية والاختيارية في مدينة بيروت بعد إقفال باب الترشيحات حيث وصل عدد المرشحين لعضوية المجلس البلدي الى 114(92 منهم ذكور و22 إناث)، وبلغ عدد المرشحين لمركز مختار(في كل أحياء بيروت ومناطقها) 226(بينهم 216 من الذكور و10 من الإناث).
وتشكلت في بيروت ثلاث لوائح اساسية لخوض غمار الانتخابات البلدية: هي لائحة “البيارتة” المدعومة بشكل اساسي من تيار “المستقبل” وغيره من الاحزاب، لائحة “بيروت مدينتي” وهي لائحة تصف نفسها بالـ”مستقلة” وإن كانت قد لاقت “ترحيبا” من بعض الجهات السياسية ومن ضمنها رئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري، واللائحة الثالثة هي لائحة “مواطنون ومواطنات في دولة” التي شكلها الوزير السابق شربل نحاس، بالاضافة الى عدد من المرشحين المنفردين.
وعلى صعيد الانتخابات الاختيارية شكلت العديد من اللوائح في مناطق بيروت المختلفة بالاضافة الى عدد كبير من المرشحين المنفردين.
أما في محافظة البقاع وبحسب وزراة الداخلية والبلديات، فقد بلغ عدد المرشحين:
– في قضاء زحلة: 914 مرشحا لعضوية المجالس البلدية، 266 لمركز المختار.
-في قضاء راشيا: 562 مرشحا لعضوية المجالس البلدية، 94 لمركز المختار.
-في قضاء البقاع الغربي: 827 لعضوية المجالس البلدية، 178 لمركز مختار.
-في قضاء بعلبك: 1882 مرشحا لعضوية المجالس البلدية، 603 لمركز المختار.
-في قضاء الهرمل: 242 مرشحا لعضوية المجالس البلدية، 135 مرشحا لمركز مختار.
على ان المهلة الاخيرة للعودة عن الترشيحات في بيروت والبقاع هي الساعة 24 من منتصف ليل الثلاثاء 3 أيار/مايو 2016، بحسب ما اعلنت وزارة الداخلية والبلديات في قرار صادر عن الوزير نهاد المشنوق.
ولكن أيا كانت الأعداد والأحجام تبقى العبرة بالمشاريع المطروحة والبرامج الإنتخابية، فما أهمية تغير الوجوه في حين تبقى السياسة واحدة، فلو أخذنا مثلا مدينة بيروت هل من جدوى لتغيير اسم رئيس البلدية بينما تبقى السياسة المعتمدة هي التي يريدها “تيار المستقبل” ورئيسه، علما ان التجربة أثبتت ان البلديات المتعاقبة التي سبق ان سيطر عليها “الفريق الارزق” لم تقدم الكثير لابناء بيروت من مشاريع انمائية وتطويرية وحياتية، بل كانت اولويتها الاهتمام بمناطق وسط بيروت الخاضعة لسلطة شركة “سوليدير” التي يترأس مديرها العام لائحة “البيارتة” المدعومة من الحريري، حتى طرح البعض سؤال بديهي هل عيتاني هو مرشح بيروت ام سوليدير الى رئاسة البلدية؟ خاصة ان عيتاني يحظى بثقة النائب سعد الحريري رغم أنه بعيد كل البعد عن الشارع البيروتي وغير فاعل شعبيا كما بات معروفا من خلال ردات الفعل التي تلت اعلان ترشحه على رأس لائحة “المستقبل”.
وبالانتقال الى محافظة البقاع، يبدو ان مدينة زحلة ستشهد معركة انتخابية قوية في ظل تنافس عدة اطراف، في طليعتها لائحة “الكتلة الشعبية” واللائحة التي يترأسها موسى فتوش “شقيق النائب نقولا فتوش”، بالاضافة الى لائحة الاحزاب في ظل التحالف بين “التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية”.
أما في مناطق تواجد حزب الله وحركة أمل فإن التوافق هو السائد بين الطرفين ويغلب على المنافسة الطابع الاخوي العائلي الإنمائي في ظل وجود بعض اللوائح والمرشحين في بعض القرى والمدن.
وحول ذلك قالت “مصادر مواكبة للعمل البلدي في حزب الله” ان “توجه حزب الله في منطقة البقاع كان الانفتاح على الجميع وان يكون التوافق هو العنوان الرئيسي لهذه المرحلة”، وتابعت “قد مارس الحزب هذه السياسة خلال الشهرين الفائتين”، ولفتت الى انه “جرى تكريس للتحالف مع حركة أمل لأن التجربة أثبتت نجاحها لأهل المنطقة”، واشارت الى ان “الهدف في الانتخابات البلدية الوصول الى مجالس قادرة وفاعلة في مجال الخدمة العامة لتهتم بشؤون الناس”.
واعتبرت المصادر ان “الاحزاب باعتبارها جزء لا يتجزأ من المجتمعات لا يمكن ان تكون خارج هذا الاستحقاق الانمائي”، واشارت الى ان “تسمية اعضاء اللوائح جرى بناء على الكفاءات الموجودة في المناطق بحيث تستطيع الاسماء المطروحة ان تكون في خدمة الناس والاهل في هذه القرى والمناطق”، واضافت انه “جرى في الفترة الماضية تقييم عمل كل البلديات(أعضاء ورؤساء) في الولاية الماضية بحسب الخطط التي وضعت وما نفذ منها ومدى نجاح البلدية في الانماء وتطوير المجتمع المحلي وعلى هذا الاساس جرى تسمية اللوائح الجديدة في مختلف القرى والبلدات”.
ولفتت المصادر الى انه “خلال السنوات الماضية عملت البلديات في منطقة البقاع الغربي والعديد من بلديات البقاع الاوسط والبقاع الشمالي في بعلبك الهرمل بشكل كبير للوصول الى نهضة غير مسبوقة موزعة على اكثر من صعيد” وتابعت “قامت البلديات بإنشاء وتوسيع وتعبيد الطرقات الى اقامة مستوصفات وأقامت الانشطة الاجتماعية والرياضية وغيرها من المشاريع التي الناس”، واشارت الى ان “التعاون مع الاهالي كان الاساس في العمل لتعويض غياب بعض مؤسسات الدولة”.
بكل الاحوال تبقى العبرة في الاختيار في الانتخابات البلدية والاختيارية بالمشاريع والبرامج المطروحة والخطط التي سيجري العمل لتنفيذها لا بالاسماء والشعارات الفارغة والوعود الرنانة، على ان الثقة تشكل العامل الاساس في اختيار الاعضاء للمجالس البلدية والاختيارية لاسيما في القرى والبلدات باعتبار ان التواصل المباشر والمعرفة الشخصية بين الناخب والمرشح هي التي تحسم وجهة الاختيار والتصويت.
المصدر: موقع قناة المنار