كيف يبدو المشهد الفرنسي قبل أيام من موعد الانتخابات؟ – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

كيف يبدو المشهد الفرنسي قبل أيام من موعد الانتخابات؟

فرنسا
حسين سمّور

يتناوب كلّ من “أيمانويل ماكرون” المرشح المستقل للانتخابات الفرنسية، ومرشحة اليمين المتطرف “الجبهة الوطنية” “مارين لوبان” على صدارة استطلاعات الراي قبل ايام على موعد الجولة الاولى من الانتخابات، وسط تقدّم ملحوظ حققه مرشح اليمين “فرانسوا فيون” متخطياً الضغوط التي مارسها الاعلام والراي العام عليه نتيجة فضيحة تورطه في ملف الوظائف الوهميّة، ويستفيد فيون من دعم الرئيس السابق نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء السابق ايضا آلان جوبيه، اضافة الى عودة احزاب اليمين للوقوف الى جانبه.

وفي آخر استطلاعات الرأي التي أعدها مركز “Cevipof” التابع لمعهد الدراسات السياسية في باريس ونقلها موقع “مونت كارلو”، اشارت النتائج الى أن لدى أغلبية الفرنسيين النية للذهاب والتصويت في الانتخابات الرئاسية التي ستجري دورتها الأولى في 23 نيسان/أبريل 2017، بينما يبقى ما يقارب ربع الناخبين في حالة تردد حتى اليوم لجهة المرشح الذي سيختارونه.
وبينّ الاستطلاع الذي شمل عيّنة بلغت 11601 شخصاً وأجريت يومي 16 و17 نيسان/أبريل 2017، أن 72٪ أعلنوا نيتهم المشاركة في الانتخابات مسجلين بذلك زيادة بلغت 6 نقاط عن المسح الأخير الذي أجري نهاية آذار/مارس الفائت، بينما قال 28٪ من المشمولين في الدراسة إنهم سيمتنعون عن التصويت، وهي نسبة مشابهة لتلك التي شهدتها انتخابات عام 2002. ورغم أن حسم الناخبين لخياراتهم الانتخابية يتزايد بشكل ملحوظ منذ الاستطلاع الأخير، إلا أن 28% منهم لا يزالون مترددين ولم يحددوا بعد مرشحيهم.

وحول رأي الشارع الفرنسي وتوجهاته قبل ايام قليلة من موعد الانتخابات أجرى مركز “PrésiTrack” استطلاعا للرأي نقله ايضا موقع راديو “مونت كارلو”، وشملت العينة المستطلعة 2423 شخصاً ممن يحق لهم الاقتراع “18 عاما وما فوق” في الفترة الواقعة بين 15 و17 نيسان/أبريل 2017.
وأظهرت نتائج الاستطلاع حصول المرشح المستقل إيمانويل ماكرون على المرتبة الأولى بحصوله على 23% من أصوات العينة المستجوبة، أما مارين لوبان مرشحة الجبهة الوطنية اليميني المتطرف فقد حصلت على المرتبة الثانية وأحرزت 22% من الأصوات. بينما حصل أهم مرشحي اليمين “يمين الوسط” فرانسوا فيون على 20% من الأصوات. وفي المرتبة الرابعة يأتي مرشح حركة “فرنسا العصية” اليسارية الراديكالية جان لوك ميلانشون وحصل على 19% مسجلاً نقطة إضافية واحدة عن نتائج الاستطلاع السابق. أما مرشح الحزب الاشتراكي الحاكم والمدعوم من بعض الأحزاب اليسارية “بنوا هامون” فلم يحرز حسب نتائج هذا الاستطلاع إلا 8%.

أما المرشحون الباقون فقد جاء ترتيبهم على الشكل التالي، نيكولا دوبون إينيان (يميني) 4%، فيليب بوتو (أقصى اليسار) 2%، جان لاسال (مستقل وسط اليمين) 1%، فرانسوا أسولينو (مستقل يمين) 1%، ناتالي آرتو (أقصى اليسار الشيوعي) 0%، جاك شيمناد (مستقل يمين) 0%.
وتوقع الاستطلاع أن يفوز في الدورة الثانية التي ستجري يوم 7 أيار/مايو 2017 وبالتالي بمنصب رئاسة الجمهورية إيمانويل ماكرون بنتيجة 64% على مارين لوبان 36%. أما إذا جرت الدورة الثانية بين مارين لوبان وفرانسوا فيّون فإن الفائز سيكون فيّون بنسبة 58% مقابل 42% لمارين لوبان.

البرامج الإنتخابية لا تلبي طموحات الناخب الفرنسي
ويبدو الناخب الفرنسي غير راض على البرامج الانتخابية للمرشحين للرئاسة بحسب ما نقلت الصحف الفرنسية، على اعتبار أن مختلف البرامج لم تلحظ بشكل واضح ومنهجي الخطط التي ستواجه من خلالها فرنسا خطر الارهاب، الذي يشكل واحدة من اهم المشكلات اليوم في الشارع الفرنسي، وارتفعت هذه المخاوف بعد اكتشاف الخلية الارهابية في مدينة مارسيليا الجنوبية والتي كانت تخطط لتنفيذ هجمات ارهابية يوم الانتخابات. ويلوم الشارع الفرنسي مرشحة اليمين المتطرف كونها تستخدم اسلوب التخويف من الارهاب بدلا من الحديث عن حلول لهذه المشكلة، فيما يكتفي باقي المرشحين بالتصويب على هذه النقطة دون وضع حلول واضحة لها.

ويبقى تحدي البطالة وتحسين الوضع الاقتصادي وقانون العمل الذي اثار الكثير من الجدل وردود الفعل في الشارع من ابرز المشاكل التي يواجهها الشعب الفرنسي وخاصة فئة الشباب، والتي بسحب استطلاعات الرأي لم توضع حلولا واضحة لها في البرامج الانتخابية للمرشحين، باستثناء بعض النقاط المهمة التي طرحها مرشح اليسار “جان لوك ميلانشون” ولو بصورة خجولة نسبيّاً.

وعلى وضع هذه التطورات ينتظر الجميع المناظرة الاخيرة التي ستجري بين المرشحين قبل يومين من موعد الاقتراع، والتي سيكون لها أثر كبير على الناخب وتوجهاته.