اندلعت صدامات الخميس في كراكاس بين معارضين للرئيس نيكولاس مادورو وقوات الشرطة في اجواء من التوتر الشديد، بينما شارك الاف من مؤيدي الرئيس بمسيرة في العاصمة، في حي آل ريكيو بشرق كراكاس، اطلقت قوات الامن الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين الذين ردوا برشقها بالحجارة. حسبما افاد مراسلون لوكالة فرانس برس.
وقالت يوليدي رودريغس وهي طالبة في الـ 22 لفرانس برس “نريد التخلص من مادورو، لقد سئمنا هذه الدكتاتورية ولسنا نشعر بالخوف”.
وكان نحو 5 الاف شخص من معارضي الرئيس المتجمعين على الجادة الرئيسية في كراكاس يحاولون بعد الظهر التوجه الى وسط العاصمة في المدينة، وعلى مشارف البرلمان نظم مؤيدو مادورو مسيرة للتنديد بالتدخل الدولي في الازمة التي تشهدها البلاد.
ولوحظ انتشار كثيف للشرطة في العاصمة حيث اغلقت 16 محطة لمترو الانفاق بينما اقامت قوات الامن حواجز عند مداخل المدينة.
ويشهد هذا البلد الواقع في اميركا الجنوبية والذي انهار اقتصاديا مع تراجع اسعار النفط. ثروته الرئيسية، ازمة سياسية عميقة منذ الفوز التاريخي للمعارضة اليمينية في الانتخابات التشريعية التي جرت في نهاية 2015.
“لم نعد قادرين على التحمل”
وتصاعد التوتر في الايام الاخيرة عندما صادرت المحكمة العليا المعروفة بانها قريبة من الرئيس مادورو، صلاحيات البرلمان، ما أثار استياء دوليا دفعها الى التراجع عن هذه الخطوة بعد 48 ساعة.
وتعتبر المعارضة المجتمعة في تحالف واسع يحمل اسم “طاولة الوحدة الديموقراطية” هذه الخطوة انقلابا وتأمل في حشد انصارها الخميس.
وقالت مارلين لوهانو (57 عاما) التي تملك محلا للحلويات لفرانس برس “لقد تعبت وانا لا اعثر على الادوية واعاني ارتفاع ضغط الدم، قريبتي ماتت في سن ال32 لانها لم تعثر على انسولين، لم نعد قادرين على الاحتمال”.
ونجحت المعارضة في الماضي بحشد مئات آلاف الاشخاص في تظاهرات ضد مادورو لكنها تواجه اليوم صعوبة في تعبئة مواطنين باتوا منشغلين بهموم الحياة اليومية.
وقال رئيس البرلمان خوليو بورخيس خلال المناقشات الاربعاء ان “كفاحنا يهدف الى اعادة الصلاحيات الى البرلمان اذ ان الانقلاب لم يكن ضد الجمعية الوطنية فقط بل ضد الشعب”.
ويحدد النص الذي تم التصويت عليه هدفا هو “الكفاح من اجل اعلان النظام الدستوري” واجراء انتخابات مبكرة والافراج عن “كل السجناء السياسيين”، إلا ان مشروع النواب ازاحة قضاة المحكمة العليا لا يتمتع بفرص كبيرة للنجاح.
اذ ان مؤيدي تيار تشافيز يسيطرون على كل مؤسسات الدولة باستثناء البرلمان، وفي هذا البلد الذي يعد من الاعنف في العالم وادت تظاهرات كبيرة فيه الى سقوط 43 قتيلا حسب الارقام الرسمية. يثير المأزق السياسي مخاوف من حصول اضطرابات في الشارع، ومنذ 1992 شهدت فنزويلا ثلاثة انقلابات عسكرية.
وفي حدث بات نادرا، أصيب متظاهر برصاصة لم يعرف مصدرها في ساقه الثلاثاء في كراكاس، وقالت المعارضة إن الصدامات بين معارضي السلطة والشرطة التي استخدمت القنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه. اسفرت عن سقوط خمسين جريحا.
وفي مؤشر الى التشنج السائد. اسفرت تظاهرة الاربعاء في سان كريستوبال (غرب) عن اصابة 12 شخصا بجروح في مواجهات بين طلاب وقوات الامن. كما قال صحافي من فرانس برس.
لكن في فريق مادورو، بدأت التشققات الاولى تظهر الاسبوع الماضي عندما دانت رئيسة النيابة العامة الوطنية لويزا اورتيغا التي تعد من المعسكر الحكومي، علنا “انقطاع النظام الدستوري”.
وقال الخبير السياسي لويس سلمنكا ان “مادورو لا يمكنه ان يقول الآن انه واثق من كل الذين يدعمونه في بنية السلطة. بما في ذلك القوات المسلحة” حليفته التقليدية.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية