الرئيس اللبناني في بغداد: بحث في العلاقات الثنائية ومواقف متطابقة بشأن القضايا الإقليمية – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الرئيس اللبناني في بغداد: بحث في العلاقات الثنائية ومواقف متطابقة بشأن القضايا الإقليمية

جوزاف عون - العراق

اختتم رئيس الجمهورية اللبنانية، العماد جوزاف عون، زيارة رسمية إلى العراق، حيث أجرى سلسلة لقاءات مع كبار المسؤولين العراقيين، وفي مقدمتهم رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، ورئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد.

وبحث الرئيس عون، خلال زيارته إلى بغداد، مجمل العلاقات الثنائية بين لبنان والعراق، وسبل تعزيزها وتطويرها على مختلف الصعد. كما تناولت المباحثات الأوضاع العامة في المنطقة وفرص تعزيز الأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، خلال استقباله الرئيس اللبناني في القصر الحكومي ببغداد، استمرار دعم بلاده للبنان من أجل تجاوز التحديات الراهنة.

وتناول اللقاء الثنائي العلاقات بين البلدين وسبل التعاون المشترك، إضافة إلى مستجدات الوضع الإقليمي، واستعراض المواقف المشتركة، وفرص توسيع الشراكة البنّاءة وتعزيز التكامل الاقتصادي على مختلف المستويات، فضلاً عن تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص في البلدين.

وشدد السوداني على “حرص العراق، حكومة وشعباً، على دعم لبنان وتعزيز مؤسساته الوطنية، ورفض أي تدخل خارجي يمسّ سيادته وإرادته المستقلة”، مجدداً التزام بلاده بمواصلة الإسناد والدعم في وجه التحديات.

من جهته، أعرب الرئيس اللبناني عن شكره للعراق على مواقفه الداعمة للبنان، لا سيما خلال الفترات الصعبة التي مرّ بها، مشيداً بالدور العراقي في تعزيز قدرة لبنان على تجاوز الأزمات، ودعم سيادته واستقراره، والتطلع إلى توسيع آفاق التعاون الثنائي بما يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين.

وفي مؤتمر صحفي مشترك، جدّد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني موقف العراق الثابت إلى جانب لبنان، مؤكداً دعم التوافق السياسي الداخلي ومساعي حفظ السلم الأهلي. كما أشار إلى سعي بلاده لوقف العدوان الهمجي والإبادة الجماعية وسياسة التجويع التي تستهدف المدنيين في غزة، مشدداً على ضرورة تحقيق التكامل العربي المشترك.

وأوضح السوداني أن “العراق، بكل مكوّناته الدينية والسياسية والاجتماعية، وقف إلى جانب لبنان خلال العدوان، مستذكراً بيان المرجع الأعلى سماحة السيد علي السيستاني (دام ظله) الذي دعا فيه إلى وقف العدوان وحماية الشعب اللبناني”.

كما أشار إلى أن العراق، في إطار رئاسته للقمة العربية، سيعمل على دعم تماسك لبنان ومؤسساته، وتعزيز سيادته الوطنية، مؤكداً استمرار الوقوف إلى جانب الشعب اللبناني الشقيق في جميع المجالات.

وأضاف: “نجاح القوى الوطنية اللبنانية في انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل الحكومة يمثل خطوات واثقة كنّا نترقبها كما الشعب اللبناني”، مشدداً على أن العراق يدعم هذا التوافق السياسي في إطار سياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.

ولفت السوداني إلى أن اللقاء الثاني مع الرئيس اللبناني شهد استعراضاً للفرص المشتركة في قطاعات الطاقة والاتصالات والتجارة والقطاع الخاص، مؤكداً إدانة العراق للاعتداءات المتكررة من قبل الكيان الصهيوني على السيادة اللبنانية، واعتبارها خرقاً للقانون الدولي.

كما كرّر الدعوة لتطبيق القرار الأممي 1701 بشكل كامل، داعياً المجتمع الدولي إلى الالتزام الجاد بتنفيذ بنوده بعيداً عن الانتقائية، دعماً للاستقرار ووقف العدوان. وأكد موقف العراق الداعم لسيادة سوريا ورفض أي اعتداءات تستهدف وحدتها أو تهدد نسيجها الاجتماعي.

وفي الشأن الفلسطيني، أكد السوداني سعي العراق لوقف العدوان والإبادة الجماعية بحق المدنيين في غزة، محذراً من أن استمرار القتل المنهجي يجعل من طرح الحلول الجزئية أمراً غير ذي جدوى، ما لم يُعتمد حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية.

وأشار إلى أن “قمة بغداد أكدت نهج العراق في دعم قضايا الشعبين اللبناني والفلسطيني، وقد تقدّم العراق بمبادرة لدعم صندوق عربي مخصص لجهود التعافي وإعادة الإعمار، وقد نالت هذه المبادرة تأييداً عربياً واسعاً”.

وأوضح أن العراق قدم دعماً أولياً بقيمة 20 مليون دولار لإعمار لبنان، وهو مستعد لوضع الآليات اللازمة لتفعيل واستكمال هذا المسار، مؤكداً مواصلة الجهود خلال رئاسة العراق لمجلس جامعة الدول العربية.

عون: السيستاني وضع خارطة طريق لمستقبل أفضل

بدوره، أعرب الرئيس اللبناني العماد جوزاف عون، خلال المؤتمر الصحفي المشترك، عن تقديره للدعم العراقي المتواصل، مشيراً إلى أن المرجع الأعلى السيد السيستاني رسم خارطة طريق لمستقبل أفضل، دعا فيها إلى الإصلاح، ومحاربة الفساد، وحصر السلاح بيد الدولة.

وأضاف: “نحن نستلهم هذا الطرح الأصيل من سماحته، ونؤكد أن الحل لأزمة الهوية الوطنية في لبنان يبدأ بإعلاء مبدأ الكفاءة والنزاهة، ومنع التدخلات الخارجية، وتحكيم سلطة القانون”.

وأشار عون إلى ضرورة تطوير نظام عربي قائم على المصالح المشتركة، وتعزيز العلاقات العربية بما يخدم شعوبها. كما ثمّن الهبات والمساعدات العراقية للبنان، في مختلف المجالات، معرباً عن أصدق مشاعر الامتنان للعراق قيادة وشعباً.

الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد يستقبل عون ويؤكد دعم لبنان

وفي السياق، استقبل رئيس الجمهورية العراقية عبد اللطيف جمال رشيد، نظيره اللبناني جوزاف عون، والوفد المرافق له، في قصر بغداد. وعبّر الرئيس العراقي عن حرص بلاده على تعزيز العلاقات مع لبنان، ودعم أمنه واستقراره وسيادته، والعمل على تطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات.

وأشار بيان صادر عن رئاسة الجمهورية العراقية إلى أن اللقاء الثنائي بين الرئيسين تطرّق إلى الأوضاع في لبنان والمنطقة، وضرورة مضاعفة الجهود الدولية للتهدئة والحوار البنّاء، بما يحقق السلام والاستقرار.

كما بحث الرئيسان تطورات القضية الفلسطينية، وأكدا أهمية دعم الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة، مجددَين دعمهما لوحدة سوريا واستقرارها.

وعُقد لاحقاً اجتماع موسّع بين الجانبين، بحضور مسؤولين من البلدين، وأكد خلاله الرئيس رشيد موقف العراق الثابت في دعم أمن واستقرار لبنان ووحدة أراضيه، مشيراً إلى التزام بغداد بمقررات قمة بغداد في العمل مع الأشقاء والأصدقاء لدعم تطلعات الشعب اللبناني.

من جهته، عبّر الرئيس عون عن تقديره لمواقف العراق الداعمة، مشيداً بدوره في بناء جسور التعاون بين دول المنطقة، ومؤكداً حرص لبنان على توطيد العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون بما يخدم المصالح المشتركة. كما استعرض الأوضاع الداخلية في لبنان، مشدداً على التزام الدولة بسياسة إصلاحية قائمة على احترام السيادة والاستقرار.

رئيس الجمهورية اتصل بنجل السيد السيستاني مطمئنًا إلى صحته وصحة والده

أجرى رئيس الجمهورية اللبنانية، العماد جوزاف عون، قبيل مغادرته العاصمة العراقية بغداد، اتصالًا هاتفيًا بالسيد محمد رضا السيستاني، نجل المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني، اطمأن خلاله إلى صحته وصحة والده، متمنيًا له الشفاء العاجل، ومعبّرًا عن أمله بأن تسنح له الفرصة لزيارته في وقت لاحق.

وقد أعرب السيد محمد رضا السيستاني عن شكره وتقديره لمبادرة الرئيس عون، متمنيًا له دوام التوفيق في أداء مسؤولياته الوطنية.

المصدر: موقع المنار