تصعيد إسرائيلي في الضفة.. اعتقالات واسعة واقتحامات واعتداءات استيطانية وتهجير للعائلات – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

تصعيد إسرائيلي في الضفة.. اعتقالات واسعة واقتحامات واعتداءات استيطانية وتهجير للعائلات

الضفة الغربية

شهدت الضفة الغربية فجر اليوم الخميس، حملة تصعيدية جديدة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، تمثّلت في تنفيذ اعتقالات واسعة طالت أسرى محررين، إلى جانب سلسلة اقتحامات واعتداءات نفذها المستوطنون تحت حماية قوات الاحتلال، أسفرت عن تهجير قسري لعائلات فلسطينية وإلحاق أضرار مادية جسيمة بممتلكات المواطنين.

الاحتلال يعتقل 25 مواطنًا بينهم أسرى محررون من صفقة التبادل

قال نادي الأسير الفلسطيني إنّ الاحتلال الإسرائيلي اعتقل الليلة الماضية (25) مواطنًا من مختلف مناطق الضفة الغربية.

وأفاد نادي الأسير في بيان صادر عنه اليوم الخميس، أن حملة الاعتقالات طالت عددًا من الأسرى المحررين ضمن صفقة التبادل الأخيرة، وهم: سائد الفايد الذي أمضى 22 عامًا، وإبراهيم عطية الذي أمضى 22 عامًا، وسعيد ذياب الذي أمضى ما مجموعه 22 عامًا، ومهدي عكاس الذي أمضى (8) سنوات، والجريح حمزة شريم الذي أمضى (14) شهرًا، وجميعهم من محافظة قلقيلية، والمحرر سلامة قطاوي من رام الله الذي أمضى (15) عامًا، وهم من بين (25) مواطنًا اعتقلهم الاحتلال الليلة الماضية من مختلف مناطق الضفة.

وأضاف أن هذا التصعيد يأتي في سياق سياسة ممنهجة، وخرق واضح وجديد للصفقة، ورسالة جديدة لكافة المحررين بأنهم سيبقون في دائرة الاستهداف والملاحقة.

وتابع أن الاحتلال، وعلى مدار الفترة الماضية، اعتقل (13) محررًا أبقى على اعتقال (7) منهم، وحوّل ستة منهم إلى الاعتقال الإداري، واليوم، ومع اعتقال عدد آخر منهم، يرتفع عدد حالات الاعتقال بين صفوف المحررين إلى (19)، وهذا المعطى يشمل من اعتقل وأبقى الاحتلال على اعتقاله، ومن أفرج عنه لاحقًا.

وكان نادي الأسير قد أصدر بيانًا يوم أمس استعرض فيه مصير عدد ممن تم اعتقالهم، وتحديدًا من جرى تحويلهم إلى الاعتقال الإداري، وبلغ عددهم (6)، أبرزهم الأسير وائل الجاغوب من نابلس، الذي أمضى (23) عامًا في سجون الاحتلال.

مئات المستوطنين يقتحمون “مقام يوسف” شرق نابلس

في السياق نفسه، اقتحم مئات المستوطنين فجر اليوم مقام يوسف شرق مدينة نابلس، بحماية مشددة من قوات الاحتلال، حيث أدوا طقوسًا تلمودية في المكان.

وذكرت مصادر محلية، أن قوات الاحتلال اقتحمت المنطقة الشرقية للمدينة برفقة جرافات عسكرية، وانتشرت على أسطح البنايات المحيطة بالمقام لتأمين اقتحام المستوطنين، فيما جرى منع المواطنين من دخول سوق الخضار وبعض الشوارع الحيوية شرق المدينة.

إحراق منزل جنوب الخليل وتهجير عائلة مكونة من عشرة أفراد

وفي جنوب الضفة، أقدم مستوطنون على إحراق منزل المواطن محمد عزام أبو حماد قرب مدخل قرية بيرين جنوب شرق الخليل، ما أدى إلى انفجار أنبوبة غاز داخل المنزل ووقوع أضرار كبيرة، بحسب ما أفاد به رئيس المجلس القروي فريد برقان.

وأضاف برقان أن العائلة، المؤلفة من عشرة أفراد، كانت قد اضطرت إلى مغادرة المنزل مؤخرًا تحت وطأة تهديدات المستوطنين واعتداءاتهم المتكررة، مشيرًا إلى أن هذه الاعتداءات تستهدف تهجير الأهالي لصالح التوسع الاستيطاني في المنطقة.

محاولة إحراق مسجد وكتابة شعارات عنصرية جنوب نابلس

إلى ذلك، أضرم مستوطنون النار في مركبة، وحاولوا إحراق مسجد أبي بكر الصديق الواقع بين بلدتي أوصرين وعقربا جنوب نابلس. وأفادت مصادر محلية بأن المستوطنين كتبوا شعارات عنصرية على جدران المسجد، في اعتداء جديد يعكس تصاعد الهجمات المنظمة على أماكن العبادة والممتلكات الفلسطينية.

اقتحام الجلزون وتخريب مركبات

وفي شمال رام الله، اقتحمت قوات الاحتلال مخيم الجلزون للاجئين، وقامت بتحطيم عدد من المركبات المتوقفة على جانب الطريق، بحسب مصادر محلية، في إطار سياسة العقاب الجماعي التي ينتهجها الاحتلال ضد سكان المخيمات.

تفجير منزل في قلقيلية واعتقال 12 مواطنًا

وفي تصعيد خطير، فجّرت قوات الاحتلال منزلًا لعائلة عبد الغني في قرية باقة الحطب شرق قلقيلية، تبلغ مساحته 120 مترًا مربعًا. وقد أجبرت القوات العشرات من العائلات على إخلاء منازلها قبيل التفجير، الذي سُمِع دويّه في مناطق واسعة من شمال ووسط الضفة.

كما نفذت القوات حملة مداهمة في مدينة قلقيلية من مدخلها الجنوبي، أسفرت عن اعتقال 12 مواطنًا، بينهم أسرى محررون.

اعتداء على مزارعين في بيت لحم

في قرية حوسان غرب بيت لحم، اعتدت قوات الاحتلال صباح اليوم على مجموعة من المزارعين أثناء عملهم في أراضيهم الزراعية. وأفادت مصادر محلية بأن الجنود اعتدوا بالضرب على المواطن محمود عبد الحليم محمود عيسى وأشقائه، ومنعوهم من مواصلة العمل في أراضيهم.

تهجير قسري في “مغاير الدير” شرق رام الله

وفي تطور بالغ الخطورة، اضطرت العائلات الفلسطينية القاطنة في تجمع “مغاير الدير” بين بلدتي دير دبوان ومخماس شرق رام الله إلى تفكيك مساكنها والرحيل قسرًا، نتيجة تصاعد اعتداءات المستوطنين التي تجري بغطاء من قوات الاحتلال.

وأفادت منظمة “البيدر” للدفاع عن حقوق البدو، أن الاعتداءات شملت إغلاق المراعي، واقتحام المساكن، وترويع النساء والأطفال، وسرقة المواشي، والاستيلاء على الجرارات الزراعية، إلى جانب إقامة بؤرة استعمارية رعوية داخل التجمع السكني.

وأوضحت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، أن تجمع “مغاير الدير”، المؤلف من 25 عائلة تضم 124 فردًا، يُعدّ آخر التجمعات التي تم تهجيرها، ضمن سلسلة تهجير قسري طالت أكثر من 30 تجمعًا بدويًا في الضفة الغربية، نتيجة اعتداءات المستوطنين المتواصلة.

ويحذّر مراقبون من أن التصعيد الإسرائيلي الأخير، بما يشمله من اعتقالات وانتهاكات وعمليات تهجير، ينذر بموجة تصعيد جديدة قد تزيد من تأزيم الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

المصدر: موقع المنار