استهل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زيارة إلى مصر تستغرق اليوم الاثنين وغداً، تُعقد خلالها قمة ثلاثية تضم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وملك الأردن عبد الله الثاني، يركز خلالها على دعم الخطة العربية لقطاع غزة في مواجهة خطة دونالد ترامب، وعلى إعادة فتح المعابر لإدخال المساعدات إلى القطاع المحاصر. يأتي ذلك في وقت وصل فيه رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو إلى العاصمة الأميركية واشنطن حيث من المرتقب أن يجري محادثات حول الأسرى الصهاينة في القطاع خصوصاً بعد أن تسبب نتنياهو بتجميد مفاوضات التبادل بعد نسف وقف إطلاق النار والعودة إلى العدوان.
وفي التفاصيل، فقد دعا الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي والفرنسي إيمانويل ماكرون إلى استئناف وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وأعربا عن رفضهما أي دعوات لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، وذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقداه في القاهرة اليوم الاثنين.
وأعلن الرئيس المصري عزم بلاده على استضافة مؤتمر دولي لإعمار قطاع غزة في القاهرة بعد استئناف وقف إطلاق النار في القطاع. وقال السيسي خلال المؤتمر الصحفي “توافقت مع الرئيس الفرنسي على ضرورة عودة وقف إطلاق النار في غزة ورفض أي دعوات لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم”. كما أكد أن تعزيز السلام في الشرق الأوسط لن يتحقق إلا بتسوية القضية الفلسطينية.
هذا وأكد السيسي اتفاقه مع ماكرون على ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي السورية. كذلك، تطرق لأمن الملاحة في البحر الأحمر، وقال إن “التوتر بمنطقة البحر الأحمر أثر سلبا على إيرادات قناة السويس وفقدنا 7 مليارات دولار عام 2024”.
من جانبه، دان الرئيس الفرنسي “الضربات الإسرائيلية” المستمرة في قطاع غزة، ودعا إلى وقف إطلاق النار في القطاع وإطلاق سراح “الرهائن”. وقال ماكرون خلال المؤتمر الصحفي “نقف ضد تهجير أي شعب، ونرفض ضم غزة والضفة الغربية، ونجدد دعمنا لخطة إعادة الإعمار في غزة”. وأكد أن الحلول السياسية وحدها هي التي تضمن الأمن والسلام في المنطقة. وقال إن حركة حماس “يجب ألا تضطلع بأي دور في حكم غزة مستقبلا وألا تشكل أي تهديد لـ”إسرائيل””، وفق تعبيره.
إلى ذلك، أكد الرئيس الفرنسي ضرورة الحفاظ على أمن الملاحة في البحر الأحمر وفي قناة السويس. وجدد ماكرون التأكيد على دعمه لسيادة لبنان واستقراره، وقال إنه “متمسك بسيادة واستقرار لبنان ويجب احترام وقف إطلاق النار” هناك.
ويأتي المؤتمر الصحفي خلال زيارة يقوم بها ماكرون لمصر تستغرق يومين، تُعقد خلالها قمة ثلاثية تضم الرئيس المصري وملك الأردن عبد الله الثاني، يركز خلالها على دعم الخطة العربية لقطاع غزة في مواجهة خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الرامية لتهجير سكان القطاع، كما تناقش القمة سبل إعادة فتح المعابر لإدخال المساعدات إلى القطاع الفلسطيني المحاصر.
ووصل ماكرون إلى القاهرة مساء الأحد في زيارة رسمية تستمر 48 ساعة، تتضمن أيضا توقيع اتفاقيات في قطاعات الصحة والنقل والطاقة المتجددة والتعليم.
وأوضح بيان لقصر الإليزيه أن الزيارة تأتي في إطار مساعي الرئيس الفرنسي للتوصل لوقف لإطلاق النار في قطاع غزة. ووصف بيان الرئاسة الفرنسية الوضع في غزة بأنه “مُلحّ”. وعقد ماكرون محادثات رسمية مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي صباح اليوم، قبل أن ينضم إليهما ملك الأردن عبد الله الثاني في قمة ثلاثية تناقش التطورات في قطاع غزة.
وقال الديوان الملكي الأردني، في بيان له أمس الأحد، إن الملك عبد الله الثاني سيشارك في قمة ثلاثية تبحث “التطورات الخطيرة في قطاع غزة”. وأعلن ماكرون عن القمة الثلاثية عبر حسابه على منصة إكس، موضحا أنها تأتي “رداً على الحالة الطارئة في غزة”.
ماكرون يزور العريش
ويتوجه ماكرون غداً الثلاثاء إلى العريش في شمال سيناء (شرقي مصر) التي تبعد 50 كيلومترا من معبر رفح الذي يصل مصر بقطاع غزة.
وتعتبر العريش قاعدة خلفية لجمع المساعدات بغية إدخالها إلى غزة من معبر رفح، غير أن العدو أوقف دخول المساعدات إلى القطاع منذ بداية مارس/آذار.
ومن العريش، سيؤكد الرئيس الفرنسي ضرورة العودة إلى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح جميع المحتجزين وضمان سلامة سكان القطاع “والتزام فرنسا استكمال دعمها الإنساني لسكان غزة”، حسب بيان الإليزيه.
ويلتقي ماكرون في العريش المطلة على البحر المتوسط، وفق المصدر نفسه، أفراد طواقم منظمات فرنسية وأممية غير حكومية والهلال الأحمر المصري. كما يُرجح أن يلتقي فلسطينيين.
وعلى مستوى العلاقات المصرية الفرنسية، من المقرر أن يشهد الرئيسان توقيع اتفاقات عدة في قطاعات التعليم والنقل والطاقة المتجددة.
ويشهد ماكرون خلال الزيارة عرضاً حول الحرم الجديد للجامعة الفرنسية بمصر، كما سيزور الخط الجديد لمترو الأنفاق الذي تشغله شركة فرنسية.
ولاقت الاتفاقات المقرر توقيعها والتي تفتح الباب لاستثمارات فرنسية جديدة في مصر ترحيب وسائل الإعلام المصرية.
وتعد هذه الزيارة الرابعة في تاريخ زيارات الرئيس ماكرون إلى مصر، لتؤكد العلاقة الخاصة التي تربط البلدين، خاصة أن هذه المرة تأتي في وقت مهم بالنسبة للمنطقة، بحسب ما نقلته وسائل إعلام عن الهيئة العامة للاستعلامات المصرية.
وتأتي القمة الثلاثية المرتقبة في وقت يمعن فيه العدو في حرب الإبادة على المدنيين في قطاع غزة، والتي استأنفتها بعد خرق اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع حماس، الشهر الماضي، رغم التزام الحركة بكافة بنوده، وسط صمت دولي ودعم واشنطن التي تلعب في الوقت نفسه دور الوسيط.
المصدر: مواقع إخبارية