وقع الشيخ الدكتور اكرم بركات يوم الاحد كتابه الموسوم بعنوان “شيعة لبنان الاجتماع الثقافي الديني (2022/1900)”، في اجواء ولادة الامام الحسن المجتبى، وبرعاية نائب رئيس “المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى” في لبنان الشيخ علي الخطيب، في حفل في مقر المجلس في الحازمية، بحضور حشد كبير من علماء الدين والشخصيات السياسية والقضائية والتربوية والاجتماعية والثقافية والإعلامية والمهتمين.
وتحدث بالمناسبة، الشيخ الخطيب حيث قال “نأمل أن تتم التعيينات الادارية بتوافق وفق معايير دقيقة، وفق الكفاءات التي تُخرج لبنان من أزماته القديمة والجديدة”، وتابع “نأمل من هذه المناسبة ان نساهم في جمع الشمل بين اللبنانيين وأن يتعرف اللبنانيون على بعضهم البعض”، وأضاف “كان الخطأ في الماضي أن تكتب السلطة ما تريد عن الآخرين، ما أعطى صورة غير صحيحة ومشوهة عن المكونات اللبنانية بعضها عن بعض”، وأمل أن “يُكتب تاريخ لبنان كما هو وأن تُعطى المكونات اللبنانية جميعها حقها، فهو غنى للبنان وليس إنتقاصاً لأحد، بل بالعكس حينما تكتب تصوراتك عن الآخرين أو ما تريد أن تعطي الصورة عن الآخرين، انت تخطئ في حق نفسك وفي حق بلدك وفي حق الآخرين”.
كما أمل الشيخ الخطيب أن “نفصل بين الطائفية وبين الدين، الطائفية ليست ديناً، الطائفية عصبية، الطائفية هي التي تصنع الحواجز بين الناس وتمنع أن يتفاهم الناس في ما بينهم، وتعطي صورة عدوانية لكل طرف للطرف الآخر”، وتابع “الدين على عكس من ذلك فهو الذي يدعو إلى الحوار ويدعو إلى التفاهم، يدعو إلى التعايش”، واضاف “الطوائف في لبنان هي غنى كما قال الإمام السيد موسى الصدر وأن نفقه أن الطوائف ليست أعداء بعضها البعض، وإنما يكمل بعضها بعضا وأن نفقه بأن العدو الواحد للبنان هو العدو الإسرائيلي”.
من جهته، تحدث الشيخ بركات حيث شرح الوضع الاجتماعيّ للشيعة في لبنان منذ مطلع القرن العشرين وكم كان صعبا وقاسيا، ولفت الى ان “هذا المجتمع ظل مصرًّا على الوحدة الوطنية وداعما للقضيّة الفلسطينيّة مؤكِّدًا على تحرير فلسطين ومواجهًا لأطماع الصهاينة، متصدّيًا لاعتداءاتهم على لبنان، داعيا الدولة اللبنانيّة إلى أخذ موقعها الوطنيّ العروبيّ في الصراع مع العدوّ الإسرائيلي”.
وتحدث الشيخ بركات عن دور السيد عبد الحسين شرف الدين في مسيرة الشيعة ولبنان، ومن ثم ما قام بع الامام المغيب السيد موسى الصدر، وقال “في ظل الأوضاع الصعبة أراد الإمام الصدر أن يحقّق رؤيته المنطلقة من الإيمان التوحيديّ العميق، ودور العدالة في تحقيق الهدف الإلهيّ، ودور خدمة الناس في تكامل البشريّة، فرسم عناوين الموجهة في مسيرته وهي:
أوّلا: رفع الحرمان الداخليّ، لا سيّما في الطائفة الشيعيّة، والذي كان يستهدف أوّلًا معالجة المشكلة السيكولوجيّة التي أصابت المجتمع المحروم، فكان همّ الإمام الصدر أن يركّز في المجتمع قيمه الروحيّة، وينمّي الشعور باحترام الذات.
ثانيًا: مواجهة الانقسام الداخليّ المهدّد للوطن.
ثالثًا: التصدّي للعدوّ الإسرائيليّ، وتشييد مجتمع المقاومة الذي سمّاه مجتمع الحرب.
رابعًا: نصرة الحراك الثوريّ في إيران، لما كان يؤمّل به في مساندة قضايا الحقّ، ودعم المجتمع المحروم”.
ولفت الشيخ بركات الى انه “كان تأسيس المجلس الشيعي الاعلى منطلقًا لتحقيق هذه العناوين، إضافةً إلى المؤسّسات الكثيرة الأخرى التي شيّدها في مسيرته”.
واكد الشيخ بركات انه “كان لشهيد الأمّة العلّامة الحجّة السيّد حسن نصر الله رضوان الله عليه على مدى أكثر من ثلاثة عقود مضت تأثير بارز وبصمة دامغة في ترسيخ هذه الثقافة الدينيّة الأصيلة المنفتحة في المجتمع المقاوم الذي طالما حلم وخطّط له الإمام موسى الصدر”، وتابع “قد أظهرت في كتابي أبرز معالم هذا النتاج، بعد عرضٍ لنتاج سبق من مكوّنات مؤثّرة، مريدًا من ذلك أن نتعرّف على أنفسنا مجتمعًا في التاريخ كما في الحاضر، لنحافظ على المنجزات التي بنيت بالجهد والعرق والدم، لنرسم، بناء عليها، أفق المستقبل الواعد بما يليق مع هذه التجربة الغنيّة”، واضاف “لتكون هذه التجربة نصب أعين جيل المستقبل ومحل استفادةٍ لشعوب أخرى لما تساهم به من تحقيق التكامل الاجتماعيّ.
المصدر: موقع المنار