استقبل الإمام السيد علي الخامنئي، مساء اليوم الأربعاء، أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والوفد المرافق له.
وخلال اللقاء أكد الامام الخامنئي ان “توسيع العلاقات مع الجيران هي السياسة الثابتة للجمهورية الإسلامية”، وقال إن ” إحدى السياسات المعلنة لحكومة السيد مسعود بزشكيان هي أيضاً توسيع العلاقات مع الجيران وبفضل الله تم إنجاز عمل جيد في هذا المجال وتم تحقيق بعض التقدم والسيد عراقجي وزير الخارجية المحترم نشط وديناميكي في هذا المجال”، وأمل في أن “تعود الاتفاقيات التي تم التوصل إليها في طهران بالنفع على البلدين وأن يتمكن الجانبان من أداء واجباتهما تجاه جيرانهما بشكل أفضل من ذي قبل”.
وكان أمير قطر قد وصل اليوم إلى طهران في زيارة رسمية، التقى خلالها كبار المسؤولين الإيرانيين. وقد أقام رئيس الجمهورية، مسعود بزشكيان، استقبالًا رسميًا لأمير قطر في مجمع سعد آباد التاريخي – الثقافي.
الرئيس الإيراني: قطر تحظى بمكانة خاصة في السياسة الخارجية لإيران
أكد رئيس الجمهورية الإيرانية، مسعود بزشكيان، أن دولة قطر، الشقيقة والصديقة، تحظى بمكانة خاصة في السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وأضاف الرئيس بزشكيان، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع أمير دولة قطر، تميم بن حمد آل ثاني، أن اللقاءات المستمرة بين مسؤولي البلدين تعد مؤشرًا على الأواصر التاريخية والاقتصادية والثقافية المتينة، وكذلك الرؤى المتقاربة بشأن القضايا الإقليمية والدولية.
وشدد على أن تعزيز وتوسيع العلاقات في المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية والعسكرية والأمنية مع دول المنطقة والجوار يمثل السياسة الجوهرية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، مشيرًا إلى أن دولة قطر الصديقة والشقيقة تحظى بأهمية خاصة في هذا الإطار.
وتابع قائلًا: “لقد تباحثنا مع أخي، أمير دولة قطر المحترم، حول الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، في إطار تحقيق المصالح المشتركة، واتخذنا قرارات جيدة من شأنها توسيع وتعميق العلاقات، وفتح مسارات جديدة للتعاون”.
وأضاف الرئيس الإيراني أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ترى أن دول المنطقة قادرة، على أساس سياسة حسن الجوار والاحترام المتبادل والتعامل البناء، على التحرك نحو تعزيز استقرار المنطقة وأمنها، وتمهيد الطريق للتعاون المشترك.
وأشار إلى أنه تم خلال اللقاء التأكيد على حماية وحدة أراضي سوريا وسيادتها، وحق الشعب السوري في تقرير مصيره، معربًا عن تقديره لجهود الوساطة القطرية الهادفة إلى التوصل لوقف إطلاق النار في غزة، والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين المظلومين.
وأوضح أنه تم خلال اللقاء مع أمير قطر التركيز على ضرورة اتخاذ إجراءات أكثر انسجامًا بين الدول الإسلامية، للحد من معاناة أهالي غزة، ووقف الجرائم المرتكبة بحقهم، مؤكدًا أن شعوب وحكومات المنطقة والعالم ينبغي أن تعمل، انطلاقًا من القيم الإلهية والإنسانية، للدفاع عن الشعب الفلسطيني المظلوم، ولا سيما أهالي غزة، ليتمكنوا من العيش بأمان في أرضهم التاريخية.
أمير قطر يؤكد ضرورة توسيع العلاقات مع إيران
أعرب أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني، اليوم الأربعاء، عن ارتياحه لزيارته إلى طهران، مشيرًا إلى أن هذه الزيارة تأتي في ظل التطورات والتحديات التي تشهدها المنطقة، ما يستدعي تعزيز التنسيق والتشاور بين الدول لمواجهتها.
وأضاف أمير قطر، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الجمهورية الإيرانية، أن الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس الإيراني إلى الدوحة شكّلت فرصة مهمة لتعزيز العلاقات الأخوية والتاريخية بين البلدين، والتي تقوم على أسس حسن الجوار. وأعرب عن ثقته بأن هذه الزيارات تساهم في توسيع العلاقات بين البلدين بشكل أكبر.
وأوضح آل ثاني أنه أجرى اليوم محادثات مع الرئيس مسعود بزشكيان تناولت سبل التعاون الثنائي، حيث أكد الجانبان على ضرورة خلق المزيد من الفرص لتعزيز التعاون، لا سيما في المجالات التجارية والاقتصادية.
وتابع قائلًا: “أكدنا على أهمية متابعة نتائج اجتماعات اللجنة الاقتصادية المشتركة التي عُقدت مؤخرًا، والعمل على زيادة حجم التبادل التجاري بين إيران وقطر، بالإضافة إلى توسيع التعاون بين البلدين في مختلف المجالات”.
وأشار إلى أن المباحثات شملت أيضًا القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، مؤكدًا أن أفضل وسيلة لحل النزاعات القائمة هي الحوار البناء. وأضاف: “نرحب بما ذكره الرئيس بزشكيان بشأن تعزيز العلاقات مع دول مجلس التعاون والبلدان الإسلامية على أساس المصالح المشتركة وحسن الجوار”.
كما رحب أمير قطر بالتوجه الإيراني نحو توطيد العلاقات مع الدول الجارة، مؤكدًا دعم بلاده لأي تفاهمات من شأنها تعزيز استقرار المنطقة وازدهارها.
وفي سياق آخر، شدد آل ثاني على أن القضية الفلسطينية كانت في صدارة الملفات التي تمت مناقشتها خلال اللقاء، مؤكدًا ضرورة الالتزام بوقف إطلاق النار في غزة، ووجوب التزام جميع الأطراف بتنفيذ مراحل الاتفاق، إضافة إلى أهمية إيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان القطاع.
وأعرب أمير قطر عن أمله في أن يسهم وقف إطلاق النار في إنهاء معاناة المدنيين في غزة، وتهيئة الظروف لإعادة الإعمار، وتمهيد الطريق نحو حل عادل ومستدام للقضية الفلسطينية. وأضاف: “الشعب الفلسطيني قدّم تضحيات جسيمة عبر العقود الماضية، ولا يمكن أن يقبل بأقل من حل عادل وشامل يضمن حقوقه”.
وأكد آل ثاني أن قطر ستواصل دعم أي جهود تهدف إلى تقريب وجهات النظر، والتوصل إلى حلول عادلة ومتوازنة تضمن حقوق الدول وتسهم في تطوير المنطقة وازدهارها. وفي ختام المؤتمر الصحفي، أعرب أمير قطر عن شكره لحفاوة الاستقبال التي حظي بها في إيران، متمنيًا للشعب الإيراني المزيد من التقدم والازدهار.
المصدر: وكالة ارنا