دخلت وحدات من الجيش اللبناني صباح اليوم الأحد إلى بلدتي رب ثلاثين وطلوسة بعد انسحاب جيش الاحتلال منهما. ومن المقرر أن تبدأ الوحدات الهندسية التابعة للجيش عملية المسح الميداني بحثًا عن المفخخات والقذائف غير المنفجرة التي خلّفها العدوان الصهيوني.
ووثق مراسل المنار في جنوب لبنان عملية انتشار الجيش اللبناني، حيث عاين الدمار الكبير الذي حلّ به، بسبب الاعتداءات الإسرائيلية.
وقامت فرق الهندسة بتمشيط الأماكن والنقاط التي كان يتمركز فيها جيش الاحتلال الإسرائيلي قبل انسحابه، في حين أغلقت جرافات الاحتلال الإسرائيلي الطريق من رب ثلاثين باتجاه بلدة العديسة، برفقة دبابات الميركافا، في محاولة لمنع الأهالي من دخول العديسة بعد دخول الجيش اللبناني إلى رب ثلاثين.
وفي الطرقات وبعض المنازل، يعمل الجيش اللبناني على تفكيك الألغام والبحث عن بقايا لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
تعتبر بلدة رب ثلاثين من البلدات الملاصقة تمامًا لبلدة العديسة، وجزء منها قريب جدًا من الشريط الحدودي مع فلسطين المحتلة، ولذلك، فإن التقدم الجاري اليوم هو إنجاز فعلي يعكس إصرار الأهالي وعدم خضوعهم لأي إملاءات يحاول العدو الإسرائيلي فرضها برعاية أمريكية.
وينطبق الأمر ذاته على بني حيان التي رغم أنها ليست من القرى الحدودية المباشرة، إلا أنها ملاصقة لبلدة مركبا، التي تعرضت لدمار كبير، ولا يزال العدو الإسرائيلي متواجدًا فيها بصورة مكثفة.
النائب علي فياض للمنار: أمريكا توفر الغطاء للعدو الإسرائيلي وعندما تخفق الاتصالات علينا تقييم البدائل
وأكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض في تصريح لقناة المنار، أن ما جرى اليوم من دخول الجيش اللبناني إلى بلدة رب ثلاثين، هو استكمال للدور الشعبي التحريري الذي فرض على العدو الإسرائيلي الانسحاب من قرى لم يكن ينوي الانسحاب منها.
وعن زيارة الموفدة الأمريكية مورغن أرتاغوس إلى لبنان، والتي لم تقدم أي تأكيدات على انسحاب جيش الاحتلال، لفت النائب فياض إلى أن التصريحات الأمريكية تهدف فقط إلى التغطية على المراوغة الإسرائيلية، مشيرًا إلى أنه ليس هناك موقف أمريكي واضح وقطعي يؤكد أن العدو الإسرائيلي سينسحب في 18 شباط.
وقال إن الولايات المتحدة تتصرف كوكيل عن العدو الإسرائيلي، حيث توفر له الغطاء لممارسة سياسة المماطلة والتسويف فيما يتعلق بانسحابه من الأراضي اللبنانية المحتلة.
وأكد فياض أن أي وجود إسرائيلي على أراضينا بعد مرور مهلة الـ 60 يومًا يُعتبر استمرارًا للاحتلال، وانقلابًا على ورقة الإجراءات التنفيذية للقرار 1701. لذلك، نحن معنيون بمطالبة الحكومة اللبنانية بأن تواكب الدور الشعبي التحريري بمواقف حازمة.
ودعا فياض الحكومة اللبنانية الجديدة إلى جعل البند الأول على جدول أعمالها هو الدفع باتجاه الانسحاب الإسرائيلي الكامل من أراضينا.
أما فيما يتعلق بأهالي القرى الحدودية، فشدد النائب فياض على أنهم أثبتوا رغم تعنت العدو وإصراره على احتلال أرضهم، لا يزالون متمسكين بها، ويصرون على تحريرها واستعادتها مع انتهاء المهلة المحددة.
وأضاف “لقد استطاع شعبنا كسر المعادلات الإسرائيلية في هذه المرحلة، كما فعل المقاومون خلال الحرب”، وتابع “نحن نعقد آمالًا كبيرة على المسار المقبل، رغم التحديات والمخاطر والاستهدافات العديدة”.
وأكد أن الركيزة الأساسية في مواجهة كل ذلك هو الدور الشعبي الفاعل والقاعدة الجماهيرية العريضة، التي تصر على أداء دورها في تحرير الأراضي اللبنانية المحتلة.
وأوضح أن هذا الدور الشعبي هو الأساس الذي نعتمد عليه في مواجهة التحديات، سواء في استعادة السيادة اللبنانية من العدو الإسرائيلي، أو في حماية القرار السيادي اللبناني من التدخلات الخارجية، وتحديدًا التدخلات الأمريكية.
وعن الحكومة اللبنانية ونظرة كتلة الوفاء للمقاومة إلى دورها، أكد النائب فياض أنه ليس لدينا خيار سوى تعزيز التعاون والتآزر والوحدة الوطنية، وتحويلها إلى ركيزة أساسية لمواجهة التحديات. وأعلن أنه “عندما تخفق الاتصالات الدبلوماسية والسياسية التي تقوم بها الحكومة والدولة اللبنانية، لا بد من إعادة تقييم الموقف واستكشاف البدائل”.
ودعا فياض الحكومة إلى أن تستخدم كل الوسائل المتاحة لإلزام العدو الإسرائيلي بالانسحاب الكامل من أراضينا، مؤكدًا أن أي وجود إسرائيلي على أي جزء من أرضنا، حتى ولو كان شبرًا واحدًا، يُعدّ احتلالًا، ويجب مواجهته بجميع الوسائل المشروعة لتحقيق التحرير الكامل للأراضي اللبنانية.
ولفت فياض إلى أن اللجنة المشرفة على تنفيذ القرار 1701 لم تكن فعالة، في حين أن المواقف الأمريكية منحازة، والعدو الإسرائيلي يستند إلى تفسيره الخاص، المدعوم من الولايات المتحدة، فيما يتعلق بتنفيذ هذا القرار، كما يعتمد على تفاهمات جانبية أبرمها مع الجانب الأمريكي.
ولفت إلى أن الموقف الدولي حاسم في إلزام إسرائيل بالانسحاب. وقال إنه “أمام هذا الواقع، لا خيار أمام اللبنانيين سوى تحمل مسؤولياتهم الوطنية في هذه المرحلة”، موضحًا أن اللبنانيين هم “الدولة والشعب والأحزاب والمقاومة، فجميعهم معنيون بهذه القضية”.
المصدر: موقع المنار