أكد عز الدين الحداد، عضو المجلس العسكري العام لكتائب القسام وقائد لواء غزة، أن الاحتلال، المدعوم من أمريكا والغرب، لن يجد خيارًا سوى الانصياع لمطالب المقاومة العادلة المتمثلة في وقف العدوان، والانسحاب من قطاع غزة بالكامل، والإفراج عن الأسرى، خاصة ذوي الأحكام المؤبدة، إلى جانب رفع الحصار وإعادة الإعمار.
وأوضح الحداد في حديث تلفزيوني مجريات الأحداث التي سبقت عملية طوفان الأقصى، وقال: “لم تجدِ كلّ محاولاتنا في دفع الإرادة الدولية إلى لجم عدوان الاحتلال بحق القدس والمسجد الأقصى. فقد اعتدى وضرب ونكّل دون أي رادع، وتعالت الاستغاثات من القدس والأقصى وأهلنا في الضفة”. وأضاف: “حذرنا من أن هذا الواقع لا يمكن قبوله أو التعايش معه، ولكن الاحتلال قابل ذلك بمحاولة خداعنا وتحييد مقاومتنا في غزّة عبر تحسين محدود في الظروف المعيشية في قطاع غزّة وتقديم تسهيلات جزئية مقابل عدم ربط الوضع في الضفة والقدس والأسرى بالوضع في غزّة”. وأوضح أن هذا الأمر “عزز لدينا التوجّه نحو تفعيل الخيار العسكري، خاصة مع فشل كلّ الخيارات، حيث أصدرت قيادة الجهاز العسكري قرارًا لركني الاستخبارات والعمليات بالبدء في جمع المعلومات وتجهيز الخطط اللازمة”.
وأضاف الحداد: “عرضوا علينا تسهيلات مادية مقابل الانفصال عن الأقصى والضفة الغربية، وهنا قررنا الذهاب إلى الخيار العسكري”. وكشف أن “ركن الاستخبارات في القسام اخترق أحد خوادم الوحدة الاستخبارية 8200 “الإسرائيلية” واستولى على وثائق خطيرة”. وأوضح: “استولينا على معلومات كشفت لنا خطط العدوّ وتوقيته لحرب مدمرة على قطاع غزّة قبل 7 (تشرين الأول)/أكتوبر 2023 بأيام”.
وأكد الحداد أن “خطة العدوّ كانت تقضي بشن هجوم جوي مباغت يشمل استهداف كلّ فصائل المقاومة، يتبعه هجوم بري واسع ومدمر”. وقال: “رصدنا إشارات واستولينا على معلومات تؤكد خطط العدوّ للمبادرة بحرب مدمرة على قطاع غزّة، وذلك لقناعته أننا لن نتساوق مع طروحاته”. وأضاف: “أشارت المعلومات التي حصلنا عليها إلى بعض التوقيتات لتنفيذ هذه الهجمة الغادرة، والتي كانت بعد الأعياد اليهودية مباشرة، بحيث تبدأ بهجوم جوي مباغت يشمل استهداف كلّ فصائل المقاومة، يتبعه هجوم بري واسع ومدمر على شعبنا وأرضنا ومقدراته”.
وتابع: “أخذنا هذه المعلومات على محمل الجد، وفي المقابل أبقينا الاتصال مع كلّ الوسطاء، وأصدرنا التعليمات بتكثيف الجهد الاستخباري وإتمام الاستعداد للخيار العسكري”.
التحضيرات لعملية طوفان الأقصى
وشرح الحداد بشكل مفصّل التحضيرات لعملية طوفان الأقصى، وقال: “منذ الأول من (تشرين الأول)/أكتوبر 2023 كانت قيادة الجهاز العسكري في حالة انعقاد دائم على مدار الساعة للمصادقة على الخطط، ووضع اللمسات النهائية، وضبط توقيتات التنفيذ”. وأضاف: “الساعات الـ24 التي سبقت ساعة الصفر شهدت ربط غرف القيادة والسيطرة بغرفة العمليات المركزية التي أشرفت على التنفيذ. وبدأت عملية حشد واستدعاء قوات تنفيذ واجب الهجوم، وكانت أسلحة الدعم القتالي على أهبة الاستعداد حتى تمام الساعة السادسة والنصف من صباح السابع من (تشرين الأول)/أكتوبر”.
ولفت الحداد إلى أن الهجوم نُفّذ بدقة استنادًا إلى “المناورات التي تدرّب عليها مجاهدونا، فتزامنت عند ساعة الصفر قذائفنا الصاروخية وسرب طائراتنا المسيّرة والشراعية ووحداتنا البحرية مع الآلاف من نخبة مشاة القسام الذين عبروا الجدار الفاصل بفضل الله”. وأضاف: “سقطت فرقة غزّة بحمد الله وتوفيقه في ساعات معدودة. ونجحت عملية طوفان الأقصى نجاحًا مذهلًا، حيث لم يتمكن العدوّ من الوصول إلى أي معلومات بشأنها رغم حجم العملية الكبير. كما لم تعمل دفاعاته بفعالية أمام مقاتلينا، الذين قاتلوا بكلّ براعة وإقدام وكانوا الأكثر أخلاقية ومسؤولية في الميدان”.
وكشف الحداد أنه “أثناء التخطيط، حصل ركن الاستخبارات على وثيقة تخص عمل الوحدة الاستخبارية الأبرز لدى الاحتلال، المسماة 8200، عبر اختراق أمني لأحد خوادمها. وقد دُرست وحُلّلت هذه الوثيقة وأُدخل محتواها ضمن مسار التخطيط”. وأضاف: “كان القرار اعتماد خطة خداع وتضليل إستراتيجي للعدو، حيث أوهمناه أننا “ابتلعنا طُعم التسهيلات”، في حين كان الإعداد للقتال يجري على قدم وساق”. وتابع: “حددنا منطقة عمليات طوفان الأقصى، وكان الهدف مهاجمة فرقة غزّة وتدمير مواقعها وقواعدها، وكذلك فصائل الحماية الأمنية التي تتواجد في النسق الأول من كيبوتسات فرقة غزّة، وأسر أكبر عدد ممكن من جنود العدوّ لتحرير أسرى الشعب الفلسطيني”.
ولفت إلى أنه “نظرًا لحجم المعركة الكبير وتوابعها المتوقعة، تم وضع الإخوة في محور المقاومة في صورة التوجّه، واحتفظنا بتوقيت ساعة الصفر في أضيق دائرة لضمان نجاح الهجوم”.
التحية للحلفاء والشعوب الداعمة
وتوجه الحداد بالتحية إلى “الشعب اللبناني الصامد وإلى الإخوة في المقاومة الإسلامية في لبنان الذين قدّموا خيرة قادتهم وجنودهم في معركة الدعم والإسناد لغزّة والدفاع عن لبنان، وعلى رأسهم الشهيد السيد حسن نصر الله”، وأضاف “كما نحيي ونقدّر دور الإخوة في قيادة المقاومة اليمنية وما قدموه من أداء بطولي ومشرّف.، وكذلك المقاومة العراقية والإخوة في الجمهورية الإسلامية في إيران وجميع الدول والحركات التي وقفت معنا في معركتنا ومسارنا المصيري”، ورأى أن “مواقفهم ستُسجل في سجل المجد وتُكتب تضحياتهم بحروف من نور في صفحات التاريخ في ظل تخاذل المتخاذلين وتآمر المجرمين على قضيتنا وشعبنا ومصالح أمتنا”.
المصدر: مواقع