تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على قطاع غزة، والمتواصل منذ (462) يومًا، حيث تُسمع أصوات انفجارات عنيفة، مع استمرار القصف المدفعي على مناطق متعددة.
في المناطق الجنوبية لقطاع غزة، وتحديدًا في مدينة رفح، فقد تتعرض لاستهدافات متعددة وعنيفة، خصوصًا في الساعات الأخيرة، حيث تم رصد تحركًا للآليات العسكرية في منطقة حي الزهور. هذا التحرك تزامن مع اشتعال النيران في عدد من المنازل التي تم استهدافها بقصف مدفعي مكثف، بينما تعرضت المناطق الغربية من مدينة رفح لاستهدافات مدفعية عنيفة.
يتزامن هذا الاستهداف مع استشهاد مواطنين في المناطق الشرقية والغربية لمدينة رفح.
أما في خان يونس، فقد استمرت الاستهدافات المدفعية على المناطق الشرقية. ويواصل الاحتلال تكثيف غاراته المدفعية على تلك المناطق، حيث استشهد المواطن شادي أبو سحلول نتيجة استهداف مجموعة من المواطنين في منطقة مخيم خان يونس، كما استشهدت مواطنة أخرى في استهداف المناطق الغربية، وتحديدًا في مواصي خان يونس.
في المناطق الوسطى، فقد نفذت قوات الاحتلال سلسلة من الاستهدافات المدفعية العنيفة، وخصوصًا في منطقة المخيم الجديد، حيث تم استهداف مسجد التابعين الواقع غرب هذا المخيم مرتين بالقذائف المدفعية. كما شهدت المنطقة إطلاق نار كثيف من قبل طائرات الاحتلال ومن الآليات المتمركزة.
وفي المناطق الشمالية للقطاع، وتحديدًا في منطقة جنوبي محور نتسريم، تواصل الآليات العسكرية الإسرائيلية تكثيف إطلاق القذائف المدفعية والرصاص، وشهدت هذه المناطق تصعيدًا كبيرًا في الساعات الأخيرة.
أما في مدينة غزة والشمال، فقد توزعت عمليات القصف على عدة مناطق، مما أدى إلى استشهاد 13 مواطنًا خلال الساعات الماضية، من بينهم 7 استشهدوا في استهداف مراكز إيواء. كما استشهد 3 آخرون في استهداف منزل لعائلة الشريف في مخيم الشاطئ، واستشهد مواطنان آخران نتيجة قصف استهدف حي الجلاء في شارع الجلاء، وسط مدينة غزة.
من جهة أخرى، يستمر الحصار المفروض على غزة في تهديد الوضع الإنساني والصحي، حيث يواصل الاحتلال منع إدخال الوقود، مما يهدد بوقف عمل المنظومة الصحية. وفي هذا السياق، حذرت مستشفى ناصر من توقف عملها نتيجة استمرار منع إدخال الوقود من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
الإعلامي الحكومي يدعو لدعم جهود إحصاء الشهداء وانتشال جثامينهم في غزة
هذا، ودعا المكتب الإعلامي الحكومي المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الدولية المختلفة لدعم جهود إحصاء الضحايا وانتشال آلاف الجثامين في قطاع غزة.
وعبّر المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة في بيان له الجمعة، عن قلقه البالغ إزاء نتائج الدراسة البريطانية التي نُشرت في مجلة “ذا لانسيت”، والتي تشير إلى أن عدد الوفيات (الشهداء) الناتجة عن الإصابات العنيفة في قطاع غزة بين 7 أكتوبر 2023 و30 يونيو 2024 قد بلغ 64,260 حالة وفاة، وهو ما يزيد بنسبة كبيرة عن الرقم المعلن من وزارة الصحة الفلسطينية والتي تعلن عن أعداد الشهداء الذين يصلوا إلى المستشفيات فقط، وهذا يعكس أيضاً حجم الكارثة التي نفذها جيش الاحتلال “الإسرائيلي” بحق المدنيين والقطاعات والمرافق المدنية في قطاع غزة.
وأكد أن هذه الفجوة ناتجة عن العجز القائم في تسجيل كل الضحايا الذين يقلتهم الاحتلال “الإسرائيلي” في جميع المحافظات، وسط الظروف الإنسانية الكارثية والمعايير المقيدة التي تلتزم بها وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة.
وأشار إلى أن استمرار القتل والحصار واستهداف الطواقم الطبية وتدمير المستشفيات ومنع عمل فرق الدفاع المدني؛ يُعرقل جهود انتشال آلاف الجثامين ودفنها، مما يجعل الإحصاءات الواردة تعكس جزءاً محدوداً من الواقع المرير الذي يعيشه شعبنا الفلسطيني الكريم.
ودعا المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمؤسسات والمنظمات الدولية المختلفة إلى تقديم الدعم اللازم لمساعدتنا في تسجيل العدد الحقيقي للضحايا والذي يفوق ما يُعلن عنه بنسبة كبيرة كما استنجت ذلك الدراسة البريطانية.
كما دعا إلى العمل أيضاً على تمكين فرق الإنقاذ والدفاع المدني من الوصول إلى المناطق المنكوبة والمتضررة بسبب العدوان “الإسرائيلي” لانتشال الجثث وضمان دفنها بكرامة، بما يتماشى مع الأديان السماوية والمعايير الإنسانية الدولية.
وطالب المجتمع الدولي ومجلس الأمن التحرك الفعلي والعاجل لوقف العدوان “الإسرائيلي” على قطاع غزة ورفع الحصار الظالم المفروض على أكثر من 2,444,000 إنسان مدني في قطاع غزة، والذي تسبب في أكبر كارثة إنسانية منذ عقود.
المصدر: موقع المنار