هوكشتاين من بيروت: تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار صعب ولكن الآلية تعمل بشكل جيد – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

هوكشتاين من بيروت: تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار صعب ولكن الآلية تعمل بشكل جيد

تينة

حضر الموفد الرئاسي الاميركي عاموس هوكشتاين الى لبنان اليوم الإثنين، ودخل المشهد من بلدة الناقورة مترئساً اجتماع اللجنة الخماسية المعنية بمراقبة تطبيق وقف اطلاق النار، قبل ان يدخل المقرات الرئاسية في بيروت حاملاً ورقة انسحاب القوات الصهيونية من بلدة الناقورة، التي تمركزت فيها وحدات الجيش اللبناني بالتزامن مع اجتماع الخماسية.

بيان الجيش

وأوضح الجيش اللبناني أن “وحداته بدأت الانتشار في الناقورة وشرعت في إجراء مسح هندسي لإزالة الذخائر غير المنفجرة”، داعياً المواطنين إلى الالتزام بتعليمات الوحدات العسكرية وعدم الاقتراب من المنطقة إلى حين انتهاء الانتشار. وأكد الجيش أنه سيواصل عملية الانتشار في المرحلة المقبلة لتثبيت الأمن في المنطقة المحررة.

لقاءات هوكشتاين

واستهل هوكشتاين لقاءاته بزيارة قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة، بحضور السفيرة الأميركية ليزا جونسون ورئيس لجنة الإشراف الخماسية الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز. وتناول الاجتماع آلية تطبيق اتفاق وقف النار ومتابعة انسحاب القوات “الإسرائيلية” وفق البنود المتفق عليها.

جيش

لقاء الرئيس بري

لاحقاً، التقى رئيس مجلس النواب، نبيه بري، في عين التينة، هوكشتاين والوفد المرافق، بحضور السفيرة الأميركية لدى لبنان، ليزا جونسون، ورئيس لجنة مراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار، الجنرال جاسبر جيفرز، والمستشار الإعلامي للرئيس بري، علي حمدان. تناول اللقاء عرضاً للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة، لا سيما السياسية والميدانية، في ظل مواصلة إسرائيل خروقاتها لبنود وقف إطلاق النار وعمل لجنة المراقبة.

تصريح هوكشتاين

بعد اللقاء، صرح هوكشتاين قائلاً: “بغض النظر عن مهمتي مستقبلاً، أرغب دائماً في العودة إلى لبنان. كما تعلمون، يسرني دائماً العودة إلى بيروت، خصوصاً الآن، في إطار متابعة وقف الأعمال العدائية وتطبيق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان في الأيام الأخيرة. أود أن أشكر مجدداً رئيس مجلس النواب، نبيه بري، على جهوده والعمل سوياً للوصول إلى وقف الأعمال العدائية”.

وأضاف: “لقد أجريت مباحثات جيدة للغاية مع رئيس مجلس النواب، وذلك في ختام سنوات عديدة من هذا النوع من اللقاءات والمباحثات. أود أن أشكره على دعمه الكبير ومشورته. قبل وصولي إلى هنا، زرت الناقورة برفقة الجنرال الأميركي جاسبر، حيث شاركنا في ترؤس الاجتماع الثالث لآلية مراقبة وقف الأعمال العدائية. ويسرني أن أقول إنه قبل بدء الاجتماع، بدأ الجيش الإسرائيلي الانسحاب من الناقورة ومن معظم القطاع الغربي، عائداً إلى الأراضي الإسرائيلية جنوب الخط الأزرق”.بحسب تعبيره .

وتابع: “هذه الانسحابات ستستمر حتى تكون جميع القوات الإسرائيلية خارج الأراضي اللبنانية بشكل تام، مع استمرار انتشار الجيش اللبناني في الجنوب وصولاً إلى الخط الأزرق. أود أن أقول هنا إن تنفيذ هذا الاتفاق ليس بالأمر السهل؛ إنها عملية صعبة، لكن الآلية تعمل بشكل جيد. أود أن أهنئ الجنرال جاسبر وفريقه وكل من يشارك في هذه الآلية على خلق ظروف تسمح للجيش اللبناني بتطبيق الاتفاقية من خلال انتشاره في الجنوب، ليكون الكيان الوحيد الذي يوفر الأمن للشعب ولسكان الجنوب، مما يسمح لهم بالعودة إلى منازلهم. هذه العملية ليست سهلة، لكن انسحاب الجيش الإسرائيلي من هذا الجزء من القطاع الغربي اليوم، والذي ستتبعه انسحابات أخرى حتى خروجه الكامل من الأراضي اللبنانية، يمثل تقدماً مهماً”.

واختتم هوكشتاين قائلاً: “سنواصل التزامنا كولايات متحدة وكجزء من المجتمع الدولي بدعم الجيش اللبناني في تنفيذ الاتفاقية وتعميم الأمن في الجنوب وفي جميع أنحاء لبنان. منذ زيارتي الأخيرة، تغيرت أمور كثيرة في المنطقة. إنها أوقات مهمة وحساسة للبنان لاستغلال هذه الفرصة، ليس فقط لتطبيق هذا الاتفاق، بل أيضاً للوصول إلى إجماع سياسي والتركيز على مصالح لبنان وشعبه. هذه فرصة للتفكير في إعادة بناء الاقتصاد وتطبيق الإصلاحات اللازمة التي ستسمح بجذب الاستثمارات وإعادة البلاد إلى مسار الازدهار”.

لقاء الرئيس ميقاتي

بدوره، استقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي هوكشتاين في السرايا مساء اليوم، بحضور السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون ورئيس لجنة الإشراف الخماسية لوقف إطلاق النار، الجنرال جاسبر جيفرز.

وخلال الاجتماع، تم البحث في المراحل التي قطعها وقف إطلاق النار منذ الإعلان عن الترتيبات الأمنية الخاصة بذلك. وكرر رئيس الحكومة “المطالبة بوقف الخروقات الأمنية الإسرائيلية لوقف النار، والاعتداءات المتواصلة على البلدات الجنوبية، والتدمير الممنهج للمنازل والمنشآت، وانتهاك الأجواء اللبنانية”. كما طالب بـ”وضع جدول زمني واضح لإتمام الانسحاب الإسرائيلي قبل انتهاء مهلة الستين يوماً”.

وقال رئيس الحكومة: “إن استمرار هذه الانتهاكات والحديث عن نية إسرائيل تمديد مهلة وقف إطلاق النار أمر مرفوض بشدة، ونحن نضع ما يحصل برسم الدول التي رعت التوصل إلى هذه الترتيبات واللجنة المكلفة بالإشراف على تنفيذها”.

تصريح هوكشتاين

بعد الاجتماع، أدلى هوكشتاين بتصريح قال فيه: “لقد عقدت اجتماعًا مع رئيس مجلس الوزراء السيد نجيب ميقاتي، وأجرينا مباحثات بنّاءة للغاية، كما نفعل دائمًا. وقد بحثنا في تطبيق وقف إطلاق النار ووقف الأعمال العدائية. ومجدّدًا، أعتقد أن الرئيس ميقاتي قد أظهر قيادة عظيمة في الوصول إلى هذه اللحظة، وفي تحقيق وقف إطلاق النار والعمل مع الحكومة لضمان تطبيقه”.

وتابع: “هذا المساء، تحدّثنا عمّا ينبغي على الحكومة أن تقوم به للاستمرار في تطبيق هذا الاتفاق، والتأكد من أن البلاد ستتمكن من الاستفادة من هذه الاتفاقية للوصول إلى الازدهار والاستقرار. لقد انتقلت إلى الناقورة في وقت سابق من هذا اليوم لترؤس اجتماع حول آلية التطبيق مع الجنرال جيفيرز، ولضمان أن آليات التحقق من تطبيق وقف إطلاق النار تسير بطريقة سلسة. وسررنا عندما علمنا بأن الجيش الإسرائيلي قد انسحب من الناقورة، ومن القطاع الغربي في جنوب لبنان، وعاد إلى إسرائيل. هذه الانسحابات ستستمر حتى تكون قوات الجيش الإسرائيلي خارج لبنان بشكل كامل. حصلت تطورات كثيرة في الأيام السابقة، وأتوقع أن أرى المزيد من التقدم في هذا السياق”.

وقال: “إن التطبيق ربما لم يحصل بالسرعة التي يتمناها البعض، ولكن ما سمعته اليوم في الناقورة جعلني أشعر بالأمل بأننا على الطريق الصحيح، وأن قوات الجيش اللبناني تظهر بأنها شريك كامل، تفهم احتياجات الشعب اللبناني وجغرافية لبنان، وهو ما يوحي لنا بالثقة بأن لبنان سيستعيد أمنه وسلامته في وقت قريب، وأن الولايات المتحدة مستمرة في الالتزام بتطبيق هذه الاتفاقية ودعم الجيش اللبناني في هذه العملية والمهمة”.

وردًا على سؤال عما إذا كان الجيش الإسرائيلي سيكون خارج لبنان في السادس والعشرين من الشهر الحالي، قال: “إن اتفاقية وقف الأعمال العدائية بدأ تنفيذها في السابع والعشرين من تشرين الثاني، وكان المطلوب احترام كل بنود هذه الاتفاقية، ومن بينها وضع الآلية التي تقضي بوجود فريق من الجيش الأميركي هنا لبناء هذه الآلية، إلى جانب جنرال فرنسي للانضمام إلى هذا الفريق. وهذا الأمر استلزم بعض الوقت. نحن نبني هذه العملية من الصفر، والوصول إلى التطبيق لم يحصل بالسرعة التي تمناها الجميع، ولكنه أدى إلى ما وصلنا إليه اليوم، وهو انسحاب كامل للجيش الإسرائيلي من أحد القطاعات. هذا يعني انسحابًا على مراحل بالتزامن مع انتشار الجيش اللبناني، وهذا ما حصل اليوم”.

وأكمل: “هذا العمل الذي أدى إلى انسحاب الجيش الإسرائيلي اليوم سيستمر، مما سيسمح بإنجاز المرحلة الثانية التي نركّز عليها، وهي الانسحاب من القطاع التالي، ومن ثم القطاع الأخير. هذا الانسحاب يسير بحسب الخطة، وليس بحسب توقعات الجميع في لبنان وإسرائيل. لا يزال أمامنا عشرون يومًا للوصول إلى فترة الستين يومًا، وسنستمر في العمل ذاته الذي أدى إلى الانسحاب والانتشار الذي شهدناه اليوم والذي سيستمر. كما أكرّر ما قلته سابقًا: أنا على ثقة كاملة بما رأيته اليوم، ومن التقارير التي أحصل عليها من الفريق على الأرض، يتبيّن أن الأمور تسير كما يجب، وأن الجيش اللبناني يقوم بعمله بشكل جيد للغاية. لذلك، ليس لدي أي سبب يدفعني إلى توقع أن أي من الأطراف سيحيد عن الالتزام بتطبيق هذا الاتفاق الذي توافقوا عليه”.

تحركات إقليمية

قبيل وصوله إلى بيروت، التقى هوكشتاين وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان في الرياض، في خطوة تهدف إلى تنسيق الجهود الإقليمية المتعلقة بلبنان. كما نشر عبر حسابه على منصة “إكس” صورة جوية لمدينة بيروت، مرفقاً إياها بعبارة: “Good land back in Beirut”.

 

المصدر: موقع المنار +مواقع