بدأ تأثير المنخفض الجوي الثاني والأبرد لهذا الموسم اعتبارًا من أمس الأحد، حيث يتوقع أن تشهد المرتفعات التي ترتفع 1200 متر وما فوق تساقطًا للثلوج، مع إحتمال وصولها إلى مستويات أدنى (1100 متر) في المناطق الداخلية، دون تراكمات تذكر”.

رئيس قسم التقديرات في مصلحة الأرصاد الجوية في مطار بيروت الدولي ​محمد كنج قال في تصريح لموقع المنار  إن”درجات الحرارة ستشهد إنخفاضًا ملحوظًا بحدود درجتين ، مع استمرار حالة عدم الإستقرار الجوي حتى مساء غد الثلاثاء. واعتبارًا من يوم الأربعاء، سيبدأ الطقس بالإستقرار تدريجيًا.

تحذيرات من الطرقات الجبلية

وحول التحذيرات بشأن سلوك الطرقات الجبلية التي تعلو 1400 متر، قال كنج “أصدرت مصلحة الأرصاد الجوية تحذيرات بهذا الخصوص، حيث من المتوقع أن تكون هذه الطرقات خطرة بسبب الانخفاض الكبير في درجات الحرارة واستمرار تأثير المنخفض الجوي”.

الأمطار ومعدلاتها

ولفت كنج إلى أن” لبنان شهد أمطارًا غزيرة خلال المنخفض الأول، ولا سيما في المناطق الجنوبية التي كانت الأكثر تأثرًا بسبب مركز المنخفض. ومن المتوقع استمرار الأمطار الغزيرة مع المنخفض الثاني، مما قد يؤدي إلى انجرافات في التربة، خصوصًا في المناطق الجنوبية”.

بالنسبة لكميات الأمطار، أوضح كنج “كانت قبل هذين المنخفضين تشكل نحو 55% من المعدل العام. ومع انتهاء المنخفض الأول وبداية المنخفض الثاني، إرتفعت النسبة لتلامس 75% من المعدل، حيث سجلت المناطق الساحلية حوالي 230-240 ملم من أصل معدل عام يبلغ 315 ملم. أما في مدينة زحلة، فقد تجاوزت كميات الأمطار 100 ملم، مقارنة بمعدل عام يبلغ نحو 225 ملم، مما يشير إلى ارتفاع النسبة من 25% إلى ما بين 40% و45% من المعدل العام”.

أثر إيجابي على المياه الجوفية

واعتبر ان”هذه الكميات من الأمطار تمثل دفعة إيجابية لمخزون المياه الجوفية، ما يعزز الآمال بتحسن الواقع المائي في لبنان مع استمرار موسم الأمطار”.

سنة جافة نسبيًا: انخفاض كبير في معدلات الأمطار مقارنة بالعام الماضي

وأكد كنج أن” هذه السنة تُعدّ  من السنوات الجافة نسبيًا، نظرًا لتأخر كميات كبيرة من المتساقطات عن المعدل المعتاد. فصل الخريف، على سبيل المثال، لم يشهد أمطارًا تُذكر مقارنة بالسنوات السابقة”.

وأشار إلى أنه” بالمقارنة مع العام الماضي، فإن كمية الأمطار التي هطلت على الساحل هذا العام لم تتجاوز نصف ما تساقط في السنة الماضية، حيث بلغ مجموع الأمطار حينها حوالي 540 ملم، بينما لم تتخطَّ هذا العام 250 ملم، ما يمثل انخفاضًا ملحوظًا بأقل من النصف”.

يُعدّ تأثير المنخفض الجوي الحالي فرصة لتعويض جزء من العجز في معدلات الأمطار، رغم التحديات التي يفرضها على الطرقات الجبلية والبنية التحتية. ومع استمرار تساقط الأمطار وتحسن نسبها مقارنة بالبداية المتعثرة للموسم، يبقى الأمل معقودًا على المزيد من المتساقطات لتعزيز مخزون المياه الجوفية وتخفيف آثار السنة الجافة التي يشهدها لبنان.

المصدر: موقع المنار