عمراً قضاهُ على طريقِ القدس، صوتاً للمقاومةِ صادحاً، وعقلاً نيِّراً، واعلامياً فذاً، فشهيداً مبارَكا.. متعددُ الالقابِ والمهام، مستشارٌ ومديرٌ ومسؤولٌ وقائدٌ اعلامي ، ومعها كلِّها بقيَ: الحاج محمد عفيف..
احدُ اصواتِ المقاومةِ الذي لن يَخفِتَ بالشهادة، بل سيزدادُ بأساً معَ اخبارِ الميدان، كيف لا وهو رجعُ صدَى رصاصِ المقاومينَ وصواريخِهم ومُسيّراتِهم وانجازاتِهم، قدَّمَها للعالمِ من على منبرِ الثبات، فوقَ تهديدِ العدوِ ووعيدِه وكلِّ اجرامِه..
ما كانَ وصولُ العدوُ إليه اِنجازاً امنيّا، فهو معروفُ الحركةِ والكلمةِ والمكان، بل واجهَهم بانجازاتِ المقاومين، وكانَ المُعلِنَ عن محاولةِ اغتيالِ رئيسِ وزرائِهم في قيسارية ووعدَهم بإعادة الكَرَّةِ من جديد، وتَحدّاهُم في عزِّ النِزال، من مؤتمرِه الصِحافيِّ على طريقِ المطار الى روضةِ الحوراءِ زينبَ فمُجمّعِ سيدِ الشهداء، حتى ارتقى شهيداً معَ ثلةٍ من رفاقِ المُهمةِ والمهنة، ليكونوا من السعداءِ بالحُسنَيين، شهادةٌ سيتبعُها نصرٌ باذنِ الله..
وعلى طريقِ النصر، وبنداءِ لبيكَ يا نصرَ الله، يلتحمُ المقاومونَ على طولِ ارضِ الجنوبِ الملتصقةِ بترابِ فلسطين، يُقلّبونَ جنودَ العدوِ وضباطَه على صخورِ القرى الصامدةِ وترابِها الخصيب، ويُحرقونَهم بلهيبِ الرصاصِ والصواريخ. يَكمُنونَ لمجموعاتِهِم، ويُدمرونَ آلياتِهم، ويَصنعونَ مع كلِّ صبحٍ املاً جديدا، ويُقرِّبونَ النصرَ الاكيد..
وفي عزِّ النزال، والنارِ الاميركيةِ التي تَسنِدُ الصهيونيَ على مساحةِ سماءِ الجنوبِ وارضِه، ما هدَأَت رسائلُهم الصاروخيةُ الى عمقِ الكيان، ولا كَلّت مُسيّراتُهم العصيةُ على كلِّ منظوماتِ العدوِ الدفاعية، وكما كلِّ يوم، كانت حيفا والكريوت وعمومُ مستوطناتِ الحافةِ الاماميةِ وثُكناتِها العسكريةِ تحتَ مرمى المقاومين..
وما غَيَّرَ في مجرياتِ الميدانِ كلُّ الاحقادِ الصهيونيةِ المرميةِ على المنازلِ السكنيةِ وعلى الآمنينَ في الجنوبِ وليسَ آخرَهم عائلةٌ في عربصاليم، وعلى البقاعيينَ الصامدين، فالضاحيةِ الجنوبيةِ لبيروت..
وبعدَ هزِّ مآذنِها بصواريخِه وسَماعِه تكبيراتِ الجهادِ من حجارتِها، حاولَ اليومَ معَ اجراسِ الكنائس ، ولن يَسمعَ منها الا دعوةً للدفاعِ عن لبنان. ففي الضاحيةِ وسّعَ العدوُ من اجرامِه مستهدفاً منزلاً سكنياً على اطرافِها في منطقةِ الحدث، فاصابَ كنيسةَ سيدةِ النجاةِ في المنطقةِ ملحقاً بها اضراراً كبيرة، كما طاولَ القصفُ اطرافَ الشياح – عين الرمانة، مستهدفاً مبنًى سكنياً، كذلك في برجِ البراجنة وحارةِ حريك وعمومِ احيائها.
المصدر: المنار