على مفترق أحد الطرقات في مدينة بيروت، التقى فريق الخط الساخن بحسن سويدان، الشاب اللبناني الذي أخذ على عاتقه مع مجموعة من أصدقائه، منذ بداية العدوان الصهيوني على لبنان، مهمّة تأمين الثياب واحتياجات أخرى للأهالي النازحين وخصوصا الأطفال.
كل يوم يقصد حسن مدينة طرابلس حيث يوجد مصنع للألبسة، ويشتري الملابس بما جمعه من مال عبر التبرّعات، ومن ثم يأتي دور الشباب في عملية التوزيع الى مختلف البلدات. إضافة الى هذا النشاط اليومي، تستقبل هذه المبادرة التبرّعات العينية، وتوزّعها لمن يحتاجها.
“خلقنا راسنا مرفوعة وأهلنا راسهم مرفوعة”، بهذه الكلمات أنهى حسن حديثه معنا، هو الذي يحمل يقينا بأن النصر آت لا محالة. حسن المعوّش المتطوّع في هذه المبادرة والمعني بإيصال الأغراض الى أصحابها، اعتبر أنّ ما يقدمه هو أقل الواجب تجاه أهله وناسه.
تابع فريق الخط الساخن جولته داخل بيروت حتّى وصل الى مطعم، تطوّع صاحبه أبو عمر وزوجته في مبادرة لتحضير وجبات الطعام للنازحين، فوضعا مطبخ المطعم وتجهيزاته وما لديهما من خبرات في خدمة هذه المبادرة، التي تحمل إسم Oath وتعني الأمل.
تحدّث صاحب المبادرة عبّاس بزّي عن نشاطهم الذي انطلق منذ اليوم الأول للعدوان الصهيوني، وقد عمدوا الى استحداث أربعة مطابخ في بيروت والجبل والشمال. تحضّر هذه المطابخ يوميا ما مجموعه 3000 وجبة طعام. كما قاموا بتوزيع الحصص التموينية الغذائية على النازحين في البيوت، إضافة الى ما تيسّر من أدوية وبطّانيات. ولفت بزّي الى اهتمام المبادرة بالجانب النفسي والتربوي للأطفال النازحين.
بعد الحديث مع بزّي، أجرى فريق الخط الساخن مقابلات مع صاحب المطعم ممتاز كوسى “أبو عمر” الذي اعتبر أنّ مساندة إخوانه اللبنانيين ضرورة وتأتي قبل أي حسابات مالية، كما تحدّثت زوجته فاطمة عطوي عن تشجيعها لزوجها ومساندته، رغم ما واجهاه من صعوبات بعد فقدان عدد من الموظفين بسبب ظروف الحرب. اختتمت الجولة مع متطوّعين يقومان بتوضيب وتوصيل الوجبات، فأكدا على إستمرارهما في هذه الخدمة رغم خسارتهما لعملهما بسبب النزوح.
المصدر: موقع المنار