المعركة مستمرة والمقاومة بالميدان.. العدو يتألم ويكابر وسيصرخ قريبا – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

المعركة مستمرة والمقاومة بالميدان.. العدو يتألم ويكابر وسيصرخ قريبا

غاليلوت - المقاومة الاسلامية - طوفان الأقصى - حزب الله
ذوالفقار ضاهر

توجد جوقة إعلامية سياسية دبلوماسية دينية لبنانية عربية ودولية لا تنفك منذ زمن وحتى خلال بدء العدوان على غزة وصولا لانطلاق العدوان على لبنان، بالحديث عن مسميات يجب بالطبع إعادة النظر فيها والتمحيص اكثر بمدى جدواها وفعاليتها في هذا العالم، وهو الدعوة للاستناد الى “المجتمع الدولي والشرعية الدولية والامم المتحدة وقراراتها ومجلس الامن وقدرته على حماية البشر….”.

وبالتوازي جاءت الاعتداءات الاسرائيلية المباشرة الواضحة على القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان(اليونيفيل) التي تعمل بناء لرغبة وإرادة دولية متمثلة بقرارت مجلس الامن لا سيما القرار رقم 1701، لتقول لكل من يتغنى بـ”الشاعرية” والشرعية الدولية بضرورة التنبه انها شعارات غير براقة ولا تجذب أحدا بل هي باتت “مزحة سمجة” تودي بحياة الاطفال والمدنيين العزّل في غزة منذ سنة كاملة وفي لبنان منذ 15 يوما، هذا ما لحاظ كل الفترة السابقة بما جرى فيها من اعتداءات على لبنان.

اليونيفيلوبالتالي عن أي قرارات دولية يحدثونا؟ وأي قرارات دولية هذه التي ستردع “إسرائيل”؟ وأي “شرعية دولية” ستقدم الحماية للبنانيين والفلسطينيين وغيرهم من الشعوب المضطهدة في هذا العالم بينما القوات الدولية نفسها مهددة بالقتل والتنكيل بدون أي حماية امام العدوانية الاسرائيلية التي ما عادت ترى احدا من دول ومنظمات العالم؟ وهل تفهم “إسرائيل” إلا لغة القوة وهل يمكن ردعها بغير هذه الطريقة؟ هل يتوقع احد في هذا العالم ان كيان العدو الاسرائيلي بقيادة حكومته الصهيونية المتطرفة برئاسة بنيامين نتانياهو سيقف عند حد في هذا الإجرام بغير قوة تردعه وتجعله يستيقظ من احلامه بالنصر وبتحقيق احلامه الواهية؟

وبالنسبة لكل من يتحدث عن الحمايات الدولية طالما يتحدثون عن ضرورة تطبيق لبنان للقرار رقم 1701، بينما هؤلاء يغفلون ان من ينتهك هذا القرار هو العدو الاسرائيلي وخير دليل على ذلك الاعتداء المباشر والصريح على اليونيفيل في مراكز عملها على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، علما ان العدو الاسرائيلي لم يلتزم اساسا بهذا القرار وهو قد ارتكب عشرات آلاف الخروقات لهذا القرار وانتهك السيادة اللبناني برا وبحرا وجوا طوال السنوات الماضية بدون اي رادع يدفعه للتوقف عن الاعتداء على سيادة لبنان، هذا ناهيك عن الخروقات الامنية التي ارتكبها هذا العدو وما يزال في لبنان والتي ظهر بعضها خلال الاسابيع الماضية وصولا للاعتداء على اللبنانيين وتعريض حياتهم للخطر في مختلف المناطق اللبنانية.

هذا طبعا وقوات اليونيفيل كانت عاجزة منذ حرب 2006 ومنذ بدء تطبيق القرار 1701 عن وقف الخروقات الاسرائيلية للقرار وانتهاك السيادة اللبنانية، وكانت جل ما تفعله هو تسجيل الخروقات وتبلغها من الجانب اللبناني بشكل شبه يومي بعدد الخروقات التي يرتكبها العدو، فلماذا لم يتحرك كل المجتمع الدولي وقتها لحماية لبنان من العدوانية الاسرائيلية المستمرة؟ ولماذا اليوم فقط أردك العالم ان “إسرائيل” تعدت على الشرعية الدولية وانتهكت القرار 1701؟ ولماذا بعض الدبلوماسيين والانظمة الغربية والعربية يطالبون لبنان باحترام هذا القرار اليوم بينما “إسرائيل” تعتدي على مختلف المناطق اللبنانية ولا توفر ايضا العاصمة بيروت حيث استهدفتها اكثر من مرة ما ادى الى استشهاد وإصابة عشرات المواطنين المدنيين العزّل، ناهيك عن ارتقاء مئات الشهداء في مختلف المناطق وإصابة الآلاف.

مندوب اسرائيل مزق ميثاق الامم المتحدةوللتذكير فإن العدو الاسرائيلي لا يحترم كليا أي شيء إسمه الشرعية والعدالة الدولية فهو برتكب جرائم الحرب وجرائم ضد الانسانية وحرب إبادة في غزة بدون اي توقف منذ اكثر من سنة ويحاول فرض شروطه على اللبنانيين من بوابة قتل المدنيين وتوسيع رقعة الدمار، ولا ننسى كيف ان ممثل العدو في الامم المتحدة مزق ميثاق الامم المتحدة بينما يواصل العدو قتله للمدنيين في غزة ولبنان بدعم أميركي واضح ونفاق من كثير من الدول الغربية وبعض الانظمة العربية التي تحاول إبداء التمسك بالقرارت الدولية بينما “إسرائيل” ترفضها وتصر على مواصلة العدوان، ما يفسر ان نتانياهو يعتقد ومن خلفهم الاميركيين انهم قادرون على تحقيق مخططاتهم بالنسبة لفلسطين ولبنان وكل المنطقة.

وهنا بيت القصيد، مهلا فالمعركة لم تنتهي و”الانتصار” الاسرائيلي لم يتحقق ومجرد توجيه ضربات أمنية الى المقاومة ليست نهاية الحرب والمعركة، فالحرب سجال يوم لك من عدوك ويوم من عدوك منك، فصحيح ان المقاومة تلقت ضربات مؤلمة أقساها اغتيال سيدها العظيم السيد الشهيد حسن نصر الله(قده) إلا ان هذه المقاومة لم تتراجع بل استوعبت الصدمة وأعادت رفع منسوب المواجهة والردود وما يجري على الحدود خير دليل على ذلك، وانطلاقا من كل ذلك فعلى العدو ومن خلفه الاميركي وايضا على كل الجوقات الاعلامية والسياسية والدبلوماسية المحلية والخارجية التمهل قليلا قبل الاعتقاد بقدرتها على بدء فرض الشروط وإملاء ما يجب وما لا يجب، والحديث عن تغيّر في المعادلات الداخلية والاقليمية وضرورة تنفيذ أجندات معينة سياسية وغير سياسية.

وبالتالي نقول لكل المطبلين لـ”النصر” الاسرائيلي المزعوم مهلا فالمعركة مستمرة والمقاومة بخير وأبناء السيد الشهيد حسن نصر الله مازالوا في الساحة يرابطون على الحدود ويلقنون العدو دروسا في ملحمة بطولية عند الحافة الامامية للحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، والعدو يتألم كثيرا ويتكبد خسائر جسيمة في قدرته البشرية والروح المعنوية لقواته البرية المهزوزة أساسا، بالاضافة الى الضربات التي توجهها القوة الصاروخية والجوية في المقاومة للعدو الاسرائيلي في المواقع المختلفة وداخل الاراضي المحتلة، لكن العدو يكابر ويعاند لان قيادته السياسية والعسكرية لا تريد النزول عن الشجرة والاعتراف بالفشل والهزيمة التي ستلحق به عاجلا ام آجلا في لبنان، وهذا العدو سيصرخ أولا بل سيصرخ قريبا إن شاءالله مع استمرار العملية البرية الفاشلة في القرى الجنوبية.

وبالسياق، من المفيد الاشارة لما قاله مسؤول العلاقات الاعلامية في حزب الله الخحاج محمد عفيف في مؤتمر صحافي عقده من مكان العدوان الاسرائيلي في بيروت حيث قال إن “المعركة مع العدو لا تزال في بداياتها الأولى بكير بكير بكير كتير الحديث عن ‏الاستثمار السياسي فلا تستعجلوا ولا تحرقوا أصابعكم أو أنكم لم تتعلموا أبدا دروس ‏الماضي… نحن لسنا في العام 1982 عندما وصلت الدبابات الإسرائيلية إلى بيروت وغيرت ‏المعادلات السياسية، بل نحن كأننا في الأيام الأولى من ‏حرب تموز عندما استعجل القوم إياهم بإطلاق الأحكام النهائية عن هزيمة حزب الله قبل أن ‏يتبين لهم خطأ ما ذهبوا إليه، ويعودوا مجددا إلى رشدهم مع نهاية الحرب ويخرج منها ‏حزب الله منتصرا…”.

وبنفس الإطار سبق لنائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في إطلالته الاخيرة يوم 8-10-2024 أن قال “إن تابع العدو حربه فالميدان يحسم، ونحن أهل الميدان ولن نستجد حلا، اعلموا أن هذه الحرب هي حرب من يصرخ اولا، نحن لن نصرخ سنستمر وسنضحي وسنقدم وإن شاء الله تسمعون صراخ العدو الإسرائيلي..”.

المصدر: موقع المنار