اعتبر وزير الصناعة اللبناني حسين الحاج حسن أن “بركات دماء الشهداء حققت الأمن والاستقرار في لبنان، وحاول التكفيريون السيطرة على مناطق في البقاع أو الشمال لإقامة إمارتهم، ولكن الجيش اللبناني والقوى الأمنية تصدوا لمحاولاتهم ولم يسمحوا لهم بذلك”.
وقال الحاج حسن خلال احتفال تأبيني أقامه حزب الله في حسينية بلدة الأنصار البقاعية، بمناسبة ذكرى أسبوع الشهيد حسان نجيب مدلج: “في أسبوع وذكرى كل شهيد من شهداء المقاومة في الحرب التي نخوضها ضد الإرهاب التكفيري أو على الحدود، وشهداء الجيش اللبناني والقوى الأمنية الذين استشهدوا على الحدود أو داخل لبنان في مواجهة التكفيريين، أو شهداء المقاومة والشعب والجيش والقوى الأمنية الذين استشهدوا في تفجيرات التكفيريين، نقول لعوائل الشهداء لقد بدأت كلمات النصر تكتب منذ مدة، وهي ترسخت قبل أيام بالإنجاز الكبير بهزيمة المسلحين وإخراج الإرهاب التكفيري من حلب، بعد الانتصار في القصير والقلمون والزبداني وحمص وريفها ودرعا والقنيطرة والسويداء ودمشق وريفها وشمال اللاذقية وصولا إلى حلب وشمال سوريا، فالمشروع التكفيري بدأت أيامه بالأفول، وستكتمل هزيمته في فترة نأمل بعون الله أن تكون قريبة”.
وأكد أن “التكفيريين يتلقون كل أشكال الدعم من أميركا وإسرائيل وتركيا والسعودية وقطر وبعض الدول الأوروبية، فسمحوا بتدفق عشرات آلاف المسلحين إلى سوريا، وأمدوهم بعشرات آلاف الأطنان من السلاح والذخائر، وفتحوا لهم إعلامهم، وقدموا لهم الدعم المادي المفتوح، وساندتهم الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، ورغم ذلك هزم الإرهابيون وفكرهم وثقافتهم وهزم معهم من دعمهم. والرابحون كثر في طليعتهم المسلمون سنة وشيعة والشعوب التي اكتوت بنار الإرهاب وسوريا وروسيا وإيران، وربحت الأمة الإسلامية بأكملها لأنها عرت وهزمت التكفيريين وحافظت على الإسلام من هذا الإنحراف الخطير ومن الفتنة العمياء التي هي فتنة التكفير، ولكن في طليعة الرابحين السنة بالتأكيد بأن السنة ليسوا تكفيريين، وبأن التكفيريين ليسوا سنة”.
وتابع: “عندما كنا نقول أن المؤامرة إسرائيلية أميركية، كانوا يقولون إنها ثورة شعب ضد النظام في سوريا، معركة حلب كشفت الحقيقة بأن هذه ليست ثورة شعب بل مؤامرة على الإسلام والمسيحيين وعلى المقاومة وعلى سوريا والمنطقة من أجل تفتيتها وتجزئتها، فلم يهدأ نتنياهو وأوباما والدول الأوروبية في الدفاع عن المسلحين الإرهابيين، وكانت المفاوضات لإنقاذ مسلحي النصرة، رغم أنها على لائحة الإرهاب في مجلس الأمن، وأصبح تسليح الجماعات الإرهابية واضحا، فالأسلحة من أوروبا الشرقية تدفع ثمنها السعودية وتشتريها تركيا وتسهل إدخالها إلى سوريا”.
وأكد الوزير الحاج حسن أن “دعم الجيش والقوى الأمنية في التصدي للارهاب التكفيري موضع إجماع وطني، وهذا الاستقرار في لبنان لم يكن ليحصل لولا التصدي الوطني الجامع للارهاب، والقوى التي تنخرط في هذه المهمة الجليلة في مواجهتهم للخلايا الإرهابية يجب أن نوجه لهم التحية”.
وقال: “هذا الأمن وفر قاعدة لاستقرار سياسي تحقق من خلال انتخاب الرئيس العماد ميشال عون، وتشكيل حكومة وحدة وطنية وضعت بيانها الوزاري الذي ستبدأ مناقشته لمنح الحكومة الثقة من المجلس النيابي. ومن أولى مهمات الحكومة قانون انتخابي من أجل تعزيز الاستقرار السياسي، ونحن موقفنا اعتماد النسبية الكاملة في دوائر موسعة، ولكن البعض يرفض ذلك، المهم ان يكون هناك قانون انتخابي جديد تجري على أساسه الانتخابات، بدلا من قانون الستين الذي يرفضه الجميع، والوقت يسمح بإعداد قانون جديد، فالمسألة ليست مسألة وقت ولكنها قصة قرار سياسي”.
واعتبر أن “من مهام الحكومة التصدي للقضايا الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية الضاغطة على الناس، ونحن نصر على أن يكون هناك برنامج تنموي واقتصادي واضح للحكومة ولو كانت مدتها قصيرة، والحكومة التي ستأتي بعد الانتخابات هي استمرار لعهد الرئيس ميشال عون تستكمل تنفيذ البرنامج الاقتصادي والاجتماعي والإنمائي”.