بعد “مقترح بايدن” الصادر في حزيران الماضي، والذي أجهضه رئيس وزراء الإحتلال بنيامين نتنياهو سوّق الرئيس الأميركي اخيراً، لمقترح جديد سمي ب”الفرصة الأخيرة” لوقف إطلاق النار في غزة، وإطلاق الأسرى والمحتجزين. مقترح خرج على أبواب انتهاء ولاية بايدن الرئاسية، وفي الشهر الـ12 للحرب العدوانية على غزة. وأيضاً في سبيل الضغط أكثر على نتنياهو بعد غضب الأخير منه، بعيد تصريحه بأنه :” لا يقوم بما يكفي للتوصل الى اتفاق”.
الاعلامية زينب حاوي:
اقتراح بايدن بنسخته المحدثّة، تزامن مع أجواء تشاؤمية حول صعوبة تنفيذه، سيما وان لا سقف زمنياً محدد له.. هذه الأجواء ترافقت مع ضغط الشارع الإسرائيلي الذي خرج بأكبر تظاهرة في المدن المحتلة مطالباً بإبرام اتفاق مع “حماس”، والتي اتقنت بدورها اللعبة النفسية ونشرت فيديوات لأسرى قتلوا بنيران الإحتلال.
إخراج “حماس” سياسياً وأمنياً من “غزة”:
البداية مع تفاصيل هذا المقترح، الذي يتضمن 18 بنداً،سوق الإعلام الغربي والعربي على حدّ سواء بأن 90% من بنوده تم الموافقة عليها من قبل الطرفين. المقترح في طياته يحاول إخراج “حماس” سياسياً وأمنياً من “غزة” عبر الطلب من الإحتلال الإنسحاب من محور “فيلاديلفيا” واستلامه من قبل السلطة الفلسطينية او قوات دولية كما كشفت صحيفة “واشنطن بوست”. تقرير لشبكة “العربية” يضيء على هذه النقاط بث في الرابع من الجاري تحت عنوان :”الفرصة الأخيرة..صفقة أميركية لإنهاء الحرب في غزة وتبادل الأسرى”
بايدن وصل الى خط النهاية مع نتنياهو:
الخلاف بين الرئيس الأميركي ونتنياهو تصاعد أكثر مع تصريح بايدن بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي لا يبذل جهداً في سبيل وقف إطلاق النار. تصعيد كلامي بين الطرفين وصل الى درجة نقل شبكة cnn الأميركية، بأن بايدن “وصل الى خط النهاية مع نتنياهو” وان اصواتاً داخل جيش الإحتلال بدأت تطالب بإنهاء الحرب.
فرص التوصل الى اتفاق وقف إطلاق النار” شبه معدومة”:
كلنا يذكر كيف انقلب نتنياهو على نقطة الإنسحاب من محور فيلاديلفيا، الذي كان متفقاً عليه مسبقاً، في أن يصار الى تخفيض أعداد جنود الإحتلال هناك وبعدها الى الإنسحاب الكامل. نقطة شكلت العائق الأبرز اليوم لعدم إتمام هذه الصفقة. نعرج في هذا المسار على مقالة “الجزيرة” المنشورة في الرابع من الحالي تحت عنوان :”تفاصيل مقترح أميركي جديد بشأن غزة وفرص نجاحه”. في المضمون جزم بأن احتمالات التوصل الى اتفاق “شبه معدومة”، نظراً لعدم وجود ضغوط أميركية على نتنياهو، الى جانب دأب الأخير على تقويض المفاوضات وتغيير معاييرها “لضمان عدم التوصل الى اتفاق” للبقاء في السلطة ولضمان عدم انهيار حكومته المتهمة بالفساد. إذ تلفت المقالة الى أن نتنياهو يعد المستفيد الأول من اليمين الإسرائيلي المصمم على “طرد الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية”. تخلص المقالة الى ان الإحتلال يريد اتفاقاً مؤقتاً لوقف إطلاق النار يسمح له باستئناف الأعمال العدائية لاحقاً في استهداف الشخصيات الرئيسية في حركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي”.
المقاومة الفلسطينية تتجاهل لغة المقترحات:
في خضم هذه المقترحات والسباق مع الوقت وتحت وابل ضغط الشارع الإسرائيلي الذي وصلت أخيراً أعداده الى أكثر من 400 الف متظاهر دعوا نتنياهو الى ابرام صفقة مع “حماس” لإطلاق سراح المحتجزين، دخلت المقاومة الفلسطينية على خط الحرب النفسية، متجاهلة الضجيج حول المقترحات ولغة المفاوضات. إذ بثت أخيراً، شريطاً تحت عنوان :”افراج بصفقة او قتل بقصف.. الأمر بيد نتنياهو” تضمن نشر صور لأسرى اسرائيليين قتلوا بنيران الإحتلال بث في 7 الجاري وامتد على مدى دقيقة كاملة . الشريط يسرد تفاصيل عن هؤلاء وكيفية استهدافهم من قبل الإحتلال ويضع القرار عند نتنياهو في انقاذ حياة البقية.
المصدر: موقع المنار