الجبهة الثانية| كيف تفاعل الإعلام الأجنبي والعبري مع مقتل المحتجزين الصهاينة لدى حماس؟ – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الجبهة الثانية| كيف تفاعل الإعلام الأجنبي والعبري مع مقتل المحتجزين الصهاينة لدى حماس؟

لم يغب الحديث عن مصير الأسرى الصهاينة لدى حركة المقاومة حماس عن وسائل الإعلام على اختلافها طيل فترة الحرب على قطاع غزة، لكن التطورات يوم الاثنين ألقت بظلالها على التغطية الاعلامية لكبرى المواقع الانكليزية والاسرائيلية الناطقة بالانكليزية.

طبعا يومها أعلن لناطق العسكري باسم كتائب الشهيد عزالدين القسام “أبو عبيدة” عن التعليمات الجديدة التي صدرت للمجاهدين المكلفين بحراسة الأسرى بخصوص التعامل معهم حال اقتراب جيش الاحتلال من مكان احتجازهم.

ونشرت كتائب القسام مساء يوم الإثنين، رسالة الأسيرة الإسرائيلية القتيلة “عيدان يروشلمي” وهي تناشد نتنياهو لعقد صفقة تبادل قبل فوات الأوان.

المحررة في موقع المنار الانكليزي اريج الحسيني:

فكيف تلقفت وسائل الإعلام التقليدية هذا الخبر؟

نأخذ عينة من الإعلام البريطاني Sky News وهي اشتهرت بتصدّيها للدفاع عن المجازر الصهيونية بحجة حق اسرائيل بالدفاع عن نفسها وأن حماس قامت بهجوم على مدنيين.

عنونت الشبكة عبر موقعها الالكتروني يوم الثلاثاء في 3 من أيلول: “حرب إسرائيل وحماس: الرهينة الذي عُثر عليه مقتولاً يظهر في مقطع فيديو نشرته حماس وتقول : “كانت عيدان يروشالمي أحد الرهائن الستة الذين عُثر عليهم مقتولين في نفق تحت قطاع غزة”

ما السياسة التي اتبعتها الشبكة في تغطية الخبر؟

اكتفت الشبكة بعرض 25 ثانية من أصل ما يقارب دقيقة كاملة، لم يذكر فيها سوى أنها تشتاق إلى عائلتها، ولم تأت الشبكة على ذكر ما توجهت به لرئيس وزراء العدو نتنياهو من استنكار كبير لصمته وعدم التحرك لاستعادتهم.

نشرت الصحيفة الأميركية NYT مقالا بعنوان:” إيدن يروشالمي، الرهينة الإسرائيلية المقتولة، تظهر في مقطع فيديو لحماس”، كانت السيدة يروشالمي، 24 عامًا، واحدة من ستة أسرى استعاد الجيش الإسرائيلي جثثهم من غزة خلال عطلة نهاية الأسبوع. ولم يتضح متى تم تصوير مقطع الفيديو.

وركزت الصحيفة على تصوير حركة المقاومة بانها تقتل الاسرى الاسرائليين في محاولة منها لتضليل بيان ابو عبيدة الذي كان واضحا بشان خياة هؤلاء الاسرى، كما لم تنشر مقطع الفيدي، كما سلطت الضوء على ما يسمّونه بالوضع الانساني للاسرى.

بالانتقال الى كبرى الصحف الاسرائيلية الناطقة بالانجليزية نأحذ عينتان :الاولى من موقع تايمز اوف اسرائيل Times of Israel حيث امتنعت الصحيفة عن نشر الفيديو ولم تاتي على ذكر ما توجّهت به الاسيرة القتيلة لنتنياهو. الجدير بالذكر ان الصحيفة قالت “ان معظم الوسائل الاعلامية الاسرائيلية تمتنع عن نشر مقاطع الفيديو بنفسها”

واخيراً صحيفة جيروزاليم بوست نشرت الفيديو كاملا وذكرت ما توجهت به القتيلة لنتنياهو لكنها طبعا حرّفت بيان حماس:”حماس تعترف بقتل رهائن وتنشر فيديو للرهينة المقتول إيدن يروشالمي” تقول:”أصدرت حماس تعليمات جديدة بشأن التعامل مع الرهائن إذا اقتربت القوات الإسرائيلية من مواقع احتجاز الرهائن”.

الخلاصة:
هذا الاستعراض يذكرنا بما تحدثنا عنه في الجبهة الثانية عن دراسة المرصد البريطاني للاعلام وحينها تحدثنا بشكل موسّع عن تضليل هذا النوع من الوسائل الاعلامية واساليبها. مثلا: التاطير السياقي يتجلى هنا عنما يصوّر هذا النوع من الاعلام ان المقاومة تقتل الاسرى من دون ذكر البيان الصادر او التحريف والتقويض من خلال عدم نشر كامل الفيديو للقتيلة

المصدر: موقع المنار