في رحيل الشاعر والأديب جورج شكور، يُطوى فصلٌ آخر من فصول الأدب اللبنانيّ، فصلٌ أضاء بأشعاره سماءَ الإبداع وتوّج مسيرته بألق الكلمة ورونق المعنى. شكّور، هذا الاسم الذي اقترن بالجمال والشعر، يترك لنا إرثًا أدبيًا خالدًا، ليس فقط في لبنان، بل في كل بقعةٍ احتفت بالكلمة العربية. من “ملاحم الرسول والمسيح والإمامين علي والحسين” إلى “زهرة الجماليا”، نسج شكّور ملاحمَ تُخلّد سير الرجال والأحداث، ليصبح صوته مرآةً تُعبّر عن أسمى قيم الإنسانية والحضارة.
وتوفي الراحل شكور اليوم الثلاثاء بعد صراع مع المرض وستقام جنازته عند الرابعة من بعد ظهر غد الأربعاء في كنيسة سيدة النياح – شيخان قضاء جبيل.
نبذة عنه :
– تَخَرَّجَ شكّور في جامعة القدّيس يوسف حامِلًا شهادة ليسانس في الأدب العربيّ وتاريخ الحضارة.
– دَرَّسَ الأدب العربيّ في كُبْرَيات الثّانويّات والجامعات وفي معهد القضاء اللبناني.
– تزوّج من دولّي حبيب وله ثلاثة أولاد: غسّان، لواء وهالا.
– شارك في لجان امتحانات البكالوريا اللّبنانيّة لسنواتٍ طوال.
– وكان عضوًا في المجلس الثقافيّ لبلاد جبيل و في اتّحاد الكُتّاب اللّبنانيّين.
– منح الميدالية الذهبية الكبرى.
– له دواوين شعر منها: “وحدها القمر” وقد كتبَ مقدّمته “الأخطل الصغير” الذي اعتبر “شكّور” شاعِرَه المفضّل بين الشّعراء الشّباب.
أمّا سعيد عقل الذي صادقَهُ أكثر من خمسين عامًا فقد كتب مقدّمة ديوانه: “زهرة الجماليا” التي قال فيها: “جورج شكّور لَقِيَّةُ عَصْرٍ”…
– عُرِف شكّور بشاعر “الجماليا” ومن ثَمَّ بشاعر الملاحم الأربعة: “ملحمة المسيح، الرّسول، الإمام علي والحسين”.
– كتبَ المطران جورج خضر مقدمة “ملحمة الإمام علي” التي قال فيها: “شكّور بَلَغَ في هذه الملحمة ذروةَ نتاجهِ من إبداع .
– من دواوينه: “كلمات للحلوين”، “مِرْآة ميرا”، “عَنْهم وعنّي”، “ذَهَبُ الغزل”، “وَحْي من الوحي”.
– كما صدرت له سلسلة كتب مدرسيّة في اللّغة والأدب بالاشتراك مع نخبة من الأساتذة.
– مَثَّلَ جورج شكّور لبنان في مهرجانات شعريّة كبيرة في لبنان وسوريا ومصر والإمارات العربية والكويت والعراق والأردن والسّودان وإسبانيا وإيران.
– كُتِبَتْ عنه مقالات ودراسات ماجيستير ودكتوراه في لبنان والخارج. وقد دُرِّسَتْ نصوصه في العديد من المدارس والجامعات.
– إمتاز بأنّه لغويّ متمكّن وشاعرٌ لبنانيّ أصيل شَقَّ طريقه بذاته غيرَ مُعْتمِدٍ على تَيّار سياسيّ أو حزب أو طائفة ولم يُنكّس جبينه إلّا لربّه ولبنان.
وزير الثقافة : هو اللبناني المسيحي الذي عرف كيف يكتمل بالآخر الشريك في الحضارة وفي الوطن
من جهته نعى وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال القاضي محمد وسام المرتضى الشاعر والأديب الراحل جورج شكور الذي وافته المنية اليوم بعد صراع مع المرض، وقال في بيان صدر عنه:” جورج شكور، “زهرة الجماليا” في الشعر العربي، قمر البيان اللبناني الذي سطع في القبّة الهاشمية بين “ملحمة الرسول” و”ملحمة الإمام علي” و”ملحمة الإمام الحسين”، اللبناني المسيحي الذي عرف كيف يكتمل بالآخر الشريك في الحضارة وفي الوطن، ها هو الآن يبسط “أشرعة الرحيل” إلى ملء الحضور في ذمّة الشعر.
جورج شكور العزاء للعروبة فيك، وللبنان، وللشعر، ولعائلتك ومحبيك”.
المستشار الثقافي الإيراني : كان صوتا محمديا وعلويا وحسينيا مدافعا عن القيم الاسلامية الانسانية
بدوره ، توجه المستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان السيد كميل باقر برسالة عزاء لنجل الاديب والشاعر الراحل جورج شكور، جاء فيها:
“جانب نجل الراحل الكبير الأديب والشاعر جورج شكور الأستاذ لواء شكور الفاضل.
السلام عليكم .
برحيل الأديب والشاعر الكبير جورج شكور الى الرفيق الأعلى والملكوت السماوي إفتقد لبنان والعالمان العربي والاسلامي قامة شعرية وأدبية من الطراز الاول. أمضى عمره في سبيل الارتقاء بالشعر والادب العربيين بعد مسيرة حافلة بالعطاءات التي ستبقى آثارها في نفوس اللاحقين .
إننا نشعر بحزن كبير على فقد من ارتبط اسمه وشعره وأدبه بسيرة الرسول الاكرم و أهل بيته الأطهار، من خلال ثلاث ملاحم شعرية خالدة، هي ملحمة الرسول الأكرم وملحمة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب وملحمة الامام الحسين، عدا مئات المساهمات الشعرية والأدبية التي انبرى من خلالها كأحد أهم الشعراء اللبنانيين الذين عاشوا واختبروا سيرة الرسول وأهل بيته كأفضل ما يكون العيش والاختبار، فكان بحق صوتا محمديا وعلويا وحسينيا مدافعا عن المثل والقيم الاسلامية الانسانية حتى الرمق الاخير. فهو كان الباحث عن الإنسانية التي تتخطى كل الحدود وتتجاوز كل الانتماءات الطائفية.
نتوجه اليكم بأحر التعازي وخالص المواساة وللعائلة الكريمة، سائلين الله للفقيد الراحل فسيح الجنات”.
النائب برو : حروفه أرث جمالي لا يموت
و كتب عضو كتلة” الوفاء للمقاومة” النائب رائد برو عبر منصة “اكس” ناعيا الشاعر والاديب جورج شكور : “ستبقى حروف الشاعر والأديب جورج شكور كالمعلقات على جدار الذاكرة متجذرة في الذائقة الفنية لكل قارئ، فهي ارثٌ جماليٌّ لا يموت”.
في وداعه، نتذكر الأديب الذي جمع بين أصالة اللغة ورقيّ الفكرة، ورحل تاركًا في نفوس محبيه وقرائه بصمةً لا تمحوها السنين.
المصدر: موقع المنار