التفاصيل التقنية.. ما لم يحصله العدو في ميدان غزة يفرضه على طاولة مفاوضات الدوحة – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

التفاصيل التقنية.. ما لم يحصله العدو في ميدان غزة يفرضه على طاولة مفاوضات الدوحة

العدوان على غزة

في وقت توجه فيه وفدٌ من الموساد والشاباك وجيش الاحتلال إلى العاصمة القطرية الدوحة اليوم الأربعاء، سادت أجواء من السلبية حول ما قد ينتج عن هذه “المحادثات التقنية”، كما يسميها العدو وحليفه الأميركي (يشارك فيها ايضاً الوسيطان المصري والقطري ومستشار الرئيس جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط، بريت ماكغورك).

هذه الأجواء تستند إلى عوامل عدة تمثلت بخلافات وفجوات كبيرة في عدد من الأمور الجوهرية بين العدو والمقاومة، ليس من الوارد ايجاد حلول جدية لها في المستقبل القريب، خصوصاً أنه حتى اللحظة فإن رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو لم يمنح وفده المفاوض صلاحيات تمكنه من البت في هذه الأمور الخلافية، إذ إن هذا الوفد هو بمثابة ساعي بريد مخوّل فقط بنقل المقترحات إلى رئيس الحكومة ليعلّق الأخير عليها، حتى أن بعض الأوساط تؤكد أن ثمة فجوة بين ما يقوله أعضاء الوفد وما يصدر لاحقاً عن السلطة في “تل أبيب”.

وفي هذا الاطار جاء تعليق حركة المقاومة الإسلامية “حماس” على جولة المحادثات الأخيرة في العاصمة المصرية القاهرة نهاية الأسبوع الماضي، والتي ذهب إليها وفدٌ من المقاومة، بأن “التصريحات الأميركية بشأن وضع محادثات وقف إطلاق النار لا تتسق مع الحقيقة وهدفها دعم مواقف الاحتلال”، وأن “الحديث عن اتفاق وشيك كاذب”، بحيث أن هدف واشنطن الأساسي خلف بث الأجواء الايجابية وعدم تجميد المسار التفاوضي منع تصعيد التوترات الاقليمية.

وهنا يحضر السؤال عن ماهية هذه “التفاصيل التقنية” التي يكرر المسؤولون الاسرائيليون والأميركيون الحديث عن طرحها على طاولة المفاوضات كعناوين للنقاش لاتمام اتفاق تبادل للأسرى ووقف لاطلاق النار في القطاع، وهي، أي هذه التفاصيل، هي “نقاط خلاف مركزية ومجرّد عناوين لتثبيت الاحتلال”، بحسب ما تؤكد مصادر مطلعة لصحيفة الأخبار اللبنانية. في ما يلي شرحٌ مختصر لهذه التفاصيل، نقلاً عن الصحيفة.

محور “فيلادلفيا”

كما بات معلوماً، فإن تواجد الاحتلال في هذا المحور يشكّل عقدة أساسية في ما يتعلق بملف المفاوضات. وفي هذا السياق، فإن العدو يشترط أن يتمّ الاتفاق مُسبقاً على آلية العمل والتنقّل في المحور وعلى معبر رفح.

وقالت المصادر إن “الإسرائيليين يركّزون في الجانب الأمني على أنفاق التهريب، حيث يطالبون بتبنّي مقترحات إسرائيلية، على أن يشاركوا هم في تنفيذها، بهدف إقامة جدار حديدي يمتدّ عميقاً في الأرض، مع وضع تجهيزات تقنيّة خاصة تضمن عدم حفر أنفاق جديدة، وعدم حصول عمليات تهريب للأسلحة أو المقاتلين عبر سيناء المصرية إلى رفح”.

معبر رفح

بالنسبة إلى معبر رفح، تشير المصادر إلى أن العدو يعتبره “شريان حياة حماس” وفصائل المقاومة. وتتابع المصادر أن “إسرائيل قالت صراحة للولايات المتحدة والوسطاء إنه حتى لو تمّ فتح المعبر خلال وقف إطلاق النار، فإن إسرائيل لن تقبل أن يكون المعبر مُتاحاً للجميع، كما كان عليه الحال سابقاً”، مطالباً بجولات جديدة مما أسماه “البحث التقني” حول المعبر، وأوكل المهمّة إلى منسّق أنشطة الاحتلال في المناطق، العميد غسان عليان، ومساعده، اللذين يتنقّلان بين القاهرة والدوحة وأبو ظبي.

محور “نتساريم”

تعتبر قوات الاحتلال أن تواجدها في هذا المحور “ضروري من الناحية الأمنية”، زاعمة أن “الأمر لا يتعلّق فقط بعمليات التنقّل بين جنوب القطاع وشماله، بل بضمان حرية الحركة للقوات الإسرائيلية في حالة الحاجة إلى عمليات مفاجئة ضدّ تهديد وشيك”، على حد تعبير العدو.

وفي هذا الاطار، يطالب العدو بأن تكون هناك “آلية لإدارة المنطقة”، تتضمن “نقاط مراقبة وتفتيش في منطقة الرشيد (غرباً) وصلاح الدين (شرقاً)، مع بناء أبراج تتواجد فيها القوات الإسرائيلية، وأن تقتصر عملية التنقّل في المرحلة الأولى على الأفراد من العائلات (ما عدا الذكور بين الـ17 والـ55 سنة)، وأن لا يُسمح للعائدين باستخدام المركبات الآلية، وأن يُصار إلى تنظيم آليات لنقل الناس إلى مناطق محدّدة مُسبقاً في الشمال، فضلاً عن أن تسمح آلية إدارة المنطقة بتفتيش كل العابرين، بمن فيهم النساء”.

الأمم المتحدة والمساعدات الانسانية

هذا ولا يزال الكيان يرفض أي دور كامل لـ”الأمم المتحدة” في إدارة الشؤون الإنسانية في غزة، كما يقول إن “مشاركة فرق مدنية أو عسكرية تابعة للسلطة الفلسطينية، تبقى رهن التزامات تقدّمها السلطة وتضمَنها الجهات العربية والدولية”.

وفي هذا الاطار يأتي فشل المساعي الأميركية – الإماراتية لضمّ مندوبين من “الأمم المتحدة” إلى “المباحثات التفصيلية”، حسب المصادر نفسها، كما يضغط بقوّة لإلغاء أي وجود لوكالة “الأونروا” كجزء من الأهداف الطويلة الأجل.

والأمر الأكثر خطورة في ما سربته المصادر، هو ربط موضوع إعادة الإعمار بشكل كامل بموافقة الاحتلال، إذ إن “البحث يدور حول مقترحات بإقامة خطة لـ”التعافي المبكّر” تمهيداً لإعادة الإعمار، ولكن بعد أن تعطي “إسرائيل” الضوء الأخضر، وتُعلن أنه قد جرى تطهير المنطقة من حماس”، حسب المصادر نفسها.

المصدر: مواقع إخبارية+ جريدة الأخبار